ما حدث فى سوريا وسقوط نظام بشار الأسد فى أقل من أسبوعين وانهيار الجيش السورى الذى يعد القوة السادسة فى الترتيب بين الجيوش العربية أمر يدعو للعجب!
أين دبابات الجيش التى تزيد على ١٥٠٠ دبابة، ومدرعاته التى تقدر بـ٣٠٠٠ عربة مدرعة، وأين طيرانه ودفاعاته الجوية وجنوده وضباطه، كل هذا اختفى وسيطرت الفصائل المسلحة على سوريا دون مقاومة تذكر، وكنا نشاهد الفصائل المسلحة تسيطر على مدينة تلو الأخرى وكأنهم فى رحلة، ولا نرى أو نسمع سوى تصريحات وبيانات لوزير الدفاع السورى بأن انسحاب الجيش هو انسحاب تكتيكى بهدف إعادة التموقع حتى سقطت سوريا بأكملها ولا نعرف أين كان يتموقع الجيش السورى ووزير دفاعه؟ وقد أتحفنا وزير داخلية بشار الأسد بأن هناك خطة محكمة وشبكة حماية حول دمشق يصعب اختراقها، وواقع الحال يقول إنها كانت شبكة أهون من خيوط العنكبوت.
دعونا نتفق أن بشار الأسد ونظامه وسياساته واستبداده كانت مقدمات لهذه النتائج التى تعيشها سوريا والمنطقة الآن، ما يعنينا هو سوريا الشعب والأرض والسماء السورى.. ما يعنينا هو عدم تفتيت سوريا إلى دوليات وأن يتم تقسيمها على أساس مذهبى وطائفى، ما يعنينا هو الأمن القومى السورى باعتباره جزءًا من الأمن القومى العربى، ما يعنينا هو وقف المخطط الصهيونى لتفتيت دول المنطقة وتشكيل شرق أوسط جديد يكون الجميع تحت سيطرة العدو الصهيونى والراعى الأمريكى وحلافائهم.
من المؤكد أن الجميع باع بشار الأسد ونظامه وباع سوريا وقبض الثمن وأول البائعين هم جيشه وقواته.
فما حدث على أرض الواقع يشير ومما لا يدع مجالًا للشك أن الجيش وقيادته الذين سلموا أسلحتهم أو تركوها وفروا من الميدان هم أول الخونة أو المتواطئين مع جهات خارجية والبعض منهم، بل الكثير فقدوا الأمل فى وجود إصلاح حقيقى لأوضاعهم الحياتية والمعيشية، والدليل أن بشار الأسد أصدر مرسومًا بزيادة رواتب الجيش ٥٠% بعد هجوم الفصائل المسلحة ولكن قراره جاء متأخرًا، وبالتالى فقد المرجو منه، أما الدليل على خيانة الجيش فهو إصدار عفو من قائد المقاومة المسلحة أحمد الشرع الملقب بأبو محمد الجولانى، فهو أول العارفين بخيانة هؤلاء القادة، وأنه قد وعدوهم بعدم الملاحقة أو المحاسبة حالة تسليم أسلحتهم وعدم مقاومتهم الفصائل المقاومة.. أما عن تخلى الروس والإيرانيين فى الدفاع عن سوريا فهذا أمر منطقى فإذا كان أصحاب الدار لا يدافعون عن ديارهم فمن غير المنطقى أن نطلب من الغريب أن يدافع عن هذه الديار.. أما عن الدور التركى فهو لا يخفى على أحد، فتركيا فقدت الأمل فى تعاون بشار الأسد معها فى تحقيق مطالبها، سواء كان فيما يتعلق بالشأن الكردى أو التخلص من النازحين إليها والفارين من سوريا نتيجة لظلم وقهر نظام الأسد، أو بغية الابتعاد عن الصراعات والحرب الأهلية التى بدأت منذ يقرب من ١٣ عامًا.. سيطرة الفصائل المسلحة باختلاف توجهاتها وتاريخها يشير وبوضوح إلى دخول سوريا فى نفق التقسيم والمحاصصة بين سنة وشيعة وأكراد، كما أن الجولان المحتل فقد أعلنها مجرم الحرب نتنياهو بأنها أرض إسرائيلية وقام باحتلال الشريط العازل بين سوريا وإسرائيل والذى تم تحديده بموجب اتفاق ١٩٧٤، ووقف مجرم الحرب على قمة هضبة الجولان للمرة الأولى ليعلن أن الجولان إسرائيلية.. الغارات الأمريكية والإسرائيلية على سوريا بعد سقوط سوريا تشير إلى رغبتهما فى تدمير البنية التحتية للمنظومة العسكرية والدفاعية السورية وتجريد سوريا من أى مقاومة أو ردع لصالح العدو الإسرائيلى.. أما عن السؤال بشأن نية فصائل المقاومة ومستقبل سوريا فإن هذه الفصائل كرهها لبشار الأسد ورغبتهم المشتركة فى التخلص منه فهو الذى قادهم إلى التوحد وأن يجمعوا شملهم رغم اختلاف مذاهبهم ومعتقداتهم ونهجهم وسوف تبدأ صرعاتهم على تقسيم الغنائم والصراع على السلطة وتطبيق منهجهم وأيديولوجياتهم المختلفة وتكون سوريا قد تخلصت من حكم مستبد ظالم دكتاتورى إلى حكم طائفى مذهبى..على الشعب أن يعى ذلك ولا تنسيهم فرحتهم بالإطاحة بحكم عائلة الأسد وينطبق عليهم المثل الشعبى خرجوا من حفرة وقعوا فى دحديرة.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أسئلة مشروعة بشار الأسد الجيش السوري الفصائل المسلحة
إقرأ أيضاً:
سلاف فواخرجي: بشار الأسد كان صمام الأمان لسوريا طوال 14 سنة.. والناس عملته فرعون|فيديو
أكدت الفنانة سلاف فواخرجي، شعورها بالفرحة عند خروج المعتقلين من سجن صيدنايا، قائلة: "أنا ضد وجود أي معتقل رأي في السجن، وأي شخص عاقل ولديه إحساس مستحيل أن يوافق على ذلك. والحمد لله، الناس خرجت من السجون، لكن في كل بلاد العالم هناك سجون، والحكم الحالي لديه سجون، وهذا حال الدولة".
وأضافت سلاف فواخرجي، خلال حوارها في برنامج "أسرار" مع الإعلامية أميرة بدر، المذاع على قناة "النهار"، أن من بين الذين خرجوا من السجون أيضًا متهمون في قضايا قتل وسرقة واغتصاب وغيرها، متابعة: "لم يكن هناك أحد في سوريا يعرف ما يجري داخل سجن صيدنايا، والناس الآن تتحدث، وهناك مشاهد مؤلمة، وقد تم الاعتراف بأن هناك أشخاصًا تعرضوا للأذى".
وتابعت: "سوريا ليست ملكًا لبشار الأسد، وكان هناك قرار منه بألا تُرفع له صور في الشوارع، لكن الناس هي التي خلقت هذه الحالة الألوهية، وأصبحت تزايد على بعضها بالصور واللافتات، مما أدى إلى خلق حالة فرعونية. أما بشار الأسد، فكان يعيش حياة بسيطة"، مؤكدة أن بشار الأسد كان صمام الأمان لمدة 14 عامًا، ويمثل سيادة الدولة.
سلاف فواخرجي: أيام بشار الأسد كان في معارضة.. وسوريا لا تُحكم بالدين بل بالسياسة|فيديوأكدت الفنانة سلاف فواخرجي أن فترة حكم الرئيس السوري بشار الأسد شهدت وجود معارضة سياسية، قائلة: "كانت هناك معارضة في أيام بشار الأسد، ومن حقك أن تعارض، ولكن في إطار الدولة".
وأوضحت، خلال حوارها في برنامج "أسرار" مع الإعلامية أميرة بدر، أن الثورة السورية في بدايتها كانت جيدة، لكن تم الالتفاف عليها من قبل تيارات دينية، مضيفة: "اكتشفنا أن السلاح كان يخرج من المساجد، فالثورة في البداية كانت سلمية، لكن السلاح خرج من الجوامع، ومنذ الأيام الأولى، اتخذت القصة منحًى آخر".