ذكرت وكالة رويترز للأنباء أن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال، قال في بيان، إن قوات إسرائيلية تتمركز في المنطقة العازلة بين سوريا ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، وأضاف أنه أمر بإنشاء منطقة دفاعية معقمة في جنوب سوريا، دون وجود إسرائيلي دائم، لمنع أي تهديد لإسرائيل.

المبعوث الخاص للأمم المتحدة يحذر إسرائيل

وقالت مصادر سورية لـ«رويترز» إن التوغل امتد إلى مسافة 25 كيلومترا من العاصمة دمشق، في الوقت الذي حذر فيه المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا جير بيدرسن، إسرائيل من ضرورة وقف غاراتها الجوية وغزوها البري للأراضي السورية، وقال إن أفعالها تنتهك اتفاق 1974 بين إسرائيل وسوريا.

واتهمت عدة دول في الشرق الأوسط  بما في ذلك مصر قطر والمملكة العربية السعودية إسرائيل باستغلال الوضع في سوريا. 

وتجاهل أبومحمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام الهجمات الاسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية والعدوان عليها، ولم يذكرها سواء في خطبه أو بيانات هيئة تحرير الشام.

لهذا السبب لم يعلق الجولاني على الاعتداءات الإسرائيلية

وكشف ماهر فرغلي الباحث في شئون الجماعات الإسلامية أسباب تجاهل الجولاني للاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، لافتًا إلى أنه يعتمد على فكرة فقه الأولويات، مؤكدًا أن الجولاني وضع أولويته الاستقرار والسيطرة على السلطة وعلى الحكم ومقاليد الأمور ثم سيبحث عن الأراضي التي ستُحتل.

وشدد الباحث في شئون الجماعات الإسلامية على أن زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني لن يتكلم عن الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية حتى لا يُغضب أمريكا، لافتًا إلى أنه حاليًا تحت الاختبار وإذا تحدث سيستمر وضعه على قائمة الإرهاب وسيبحثون عن بديل له.

الاسلاميون أكبر «البراجماتيين»

وأشار إلى أن الاعتداءات والهجمات الإسرائيلية موضوع مفصلي وأن الجولاني طبقًا لفقه الأولويات لن يتحرك ولن يتكلم الآن مطلقًا.

وشدد على أن الإسلاميين أكبر «البراجماتيين» ويرفعون شعار الغاية تبرر الوسيلة وسيدعون أنهم يرفعون مصلحة الدعوة والجهاد والسلطة، مؤكدًا أن الإسلاميين من الممكن أن يفعلوا ما هو محرم شرعًا من أجل مصلحتهم الشخصية.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سوريا الأزمة السورية بشار الأسد الفصائل السورية المعارضة السورية الأحداث في سوريا

إقرأ أيضاً:

الغارديان: أي الهويتين سيستخدم زعيم سوريا الجديد الشرع أم الجولاني؟

أشار تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى أن قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع الذي وصفه بـ"زعيم سوريا الجديد" يحمل هويتين، متسائلا عن أي واحدة ستدفع البلد للأمام؟

وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه "سواء استخدم أحمد الشرع أم اسمه الحركي أبو محمد الجولاني،  فهذا علامة مهمة على المسار الذي ستتخذه سوريا في المستقبل. ففي صباح يوم الأحد، دخل رجل ملتح يبلغ من العمر 42 عاما يرتدي زيا عسكريا أخضر عاديا إلى المسجد الأموي في دمشق وخاطب حشدا صغيرا من الناس، الشعب السوري والمنطقة والعالم". 

وعلى خلفية الزخارف البراقة للمسجد، وصف أحمد الشرع سقوط حكم عائلة الأسد بأنه "انتصار للأمة الإسلامية" ودعا إلى التفكير والصلاة.  

وقال في خطابه: "تركت هذه الأرض منذ أكثر من 20 عاما، وكان قلبي يتوق إلى هذه اللحظة". أضاف: "اجلسوا بهدوء يا إخواني واذكروا الله تعالى". 

وقال معد التقرير جيسون بيرك، إن الحاكم الفعلي لسوريا اليوم، لم يستخدم وعلى مدى عقدين من الزمان اسمه الحقيقي، أحمد الشرع، الرجل الذي نشأ في عائلة دمشقية منفتحة وبحي مزدهر في العاصمة ودرس الطب. فقد اختفى ذلك الاسم وحل محله لقب أبو محمد الجولاني، متبعا طريقة الجهاديين الذين يحاولون تقديم هويات تذكر بالأمجاد الإسلامية وتكون درعا لإخفاء الهوية الحقيقية.   


ولهذا فقد كان  الجولاني هو الذي سافر إلى العراق وشارك ما بين 2003- 2006  في المعارك ضد الأمريكيين الذين احتلوا العراق وسجن لخمس سنوات في السجون الأمريكية هناك. وكان الجولاني نفسه هو الذي عاد إلى سوريا عام 2011 مع اندلاع الثورة السورية، وأخذ يلعب أدوارا مهما في تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة.

وكان الجولاني هو من قاد "هيئة تحرير الشام" وأدار منذ عام 2017 محافظة إدلب التي عاش فيها أكثر من مليوني نسمة معظمهم من الفارين من مناطق سوريا الأخرى.  

وفي الشهر الماضي، كان الجولاني هو من أعلن عن تحالف من المقاتلين الذين تهيمن عليهم "هيئة تحرير الشام" وقاد المعركة التي استمرت 12 يوما وانتهت صباح الأحد في العاصمة دمشق.  

وتساءل الكاتب عن هوية الشخص التي ستحكم سوريا، هل الجولاني، الذي صنفته الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى بالإرهابي ووضعت مكافأة من  10 ملايين دولارا لمن يأتي برأسه، أم الشرع، الذي بذل قصارى جهده على مدى السنوات الأخيرة للإشارة إلى أن منظمته لن تهاجم الغرب؟  

ويرى الكاتب أن "الإجماع ليس واسعا بين المحللين، إلا أن قراره الدخول إلى دمشق باسمه الحقيق والتخلي عن اسمه الحركي هو واحد من المؤشرات عن التحول من التطرف الجهادي إلى مسار أكثر اعتدالا وحقيقي".

وأشار الكاتب إلى أن هيئة تحرير الشام عرضت على الجنود السابقين في النظام العفو العام في مدينة حلب، وهي أولى المدن التي سيطرت الهيئة عليها مع تحالف من المعارضين الشهر الماضي. ويقول إن المقاتلين ذهبوا من بيت إلى بيت لطمأنة السكان المسيحيين وأرسلوا رسالة إلى الأكراد بأن "التنوع هو عنصر قوة نفخر به".  

ويقال إن الشرع قاد جهودا لكسب زعماء الإسماعيلية وبالتالي تأمين دخول المقاتلين إلى المدن الرئيسية بدون قتال. ونقل الكاتب عن شيراز مهر، الخبير في الجماعات الجهادية بكينغز كوليج، "ما نراه هو أنه شخص تغير حقا، فهو في رحلة وقام في إدلب بتطوير عقيدة براغماتية".

ويرى الكاتب أن التحول في أفكار الشرع ليس مفاجئا، فقد انقلب ضد كل من القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، وحارب مقاتلي الجماعتيته وقام بعملية تطهير وحشية ضد أي شخص يشتبه بولائه المزدوج. وعلى الرغم من أنه قال مؤخرا إنه لا يندم على الاحتفال بهجوم القاعدة عام 2001 على الولايات المتحدة، إلا أن قلة من الناس يشكون في أن الزعيم السوري الجديد قد رفض حقا رؤية المتشددين لحملة عالمية، لا تقتصر على الوقت ولا المكان، ضد القوى الغربية أو غيرها من أعضاء ما يسمى التحالف الصليبي الصهيوني.  

ويشير بعض الخبراء، حسب التقرير، إلى أن استخدام الجولاني كاسم حركي لم يكن يشير فقط إلى أن زعيم هيئة تحرير الشام، أو على الأقل عائلته، من مرتفعات الجولان، بل كان يعني أيضا التزاما شخصيا قويا بإنهاء احتلال إسرائيل لها. ويقولون إن التخلي عن الاسم يبعث برسالة، فهو مهتم الآن بالأمور المحلية والوطنية، إلى جانب  تحقيق رفاه سوريا التي عانت وضربت وتعيش صدمة سنوات  الحرب الأهلية.  


وكانت الطريقة المثلى لتحقيق من خلال التحول المدروس في شخصيته وتخليه عن عمامه وملابس الجهاديين واستبدالها بزي عسكري بسيط خال من الرتب والميداليات الذهبية التي تزين صدور القادة بالمنطقة.  

ويقول مهر إن النظام الذي سينشأ في سوريا لن يكون على شكل طالبان ولكن أقل وبالتأكيد لن يكون علمانيا، مشيرا للتحديات التي ستواجه النظام الجديد، وهي ضخمة.

ويعتقد محللون آخرون أن بعض كبار قادة "هيئة تحرير الشام" وأكثر مقاتلي الجماعة فعالية، ومن بينهم متطرفون قدامى من آسيا الوسطى، ما زالوا ملتزمين "بإيديولوجية جهادية أساسية"، على حد قول الصحيفة.

وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن بعض المعلقين "يعتقدون أن أي اعتدال جديد هو مجرد تغيير في المظهر يخفي طموحات متطرفة، سواء محلية أو عالمية، على المدى الطويل، ويحذرون من أنه لا ينبغي للغرب ولا القوى الإقليمية أن تتخلى عن حذرها". 

 وسواء كان الشرع أم الجولاني، فقد كانت رسالته بمقابلة "سي أن أن": "لا تحكموا على الأقوال بل على الأفعال".

مقالات مشابهة

  • عضو بـ«الشيوخ»: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا انتهاك صارخ للقانون الدولي
  • كاتب صحفي: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تسعى إلى خلق واقع جديد
  • حماس تدين الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا
  • الغارديان: أي الهويتين سيستخدم زعيم سوريا الجديد الشرع أم الجولاني؟
  • عضو بـ«النواب»: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تهدد أمن الإقليم
  • ‏هيئة البث الإسرائيلية نقلًا عن مصادر: إسرائيل أبلغت واشنطن نيتها إدخال قوات إلى الأراضي السورية ولم تُبدِ معارضة
  • المملكة: الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية انتهاك للقانون الدولي
  • الخارجية الإيرانية تُدين الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا
  • مصر تطالب بموقف دولي حازم ضد الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا