خبير استراتيجي: ما حققته إسرائيل في 3 أيام يفوق حصيلة 50 عاما من الحرب مع سوريا
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
أكد اللواء الدكتور سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، أن الوضع في سوريا يشهد أزمة حادة، خاصة بعد ما وصفه بـ "انهيار" الجيش السوري في الفترة من 27 نوفمبر حتى 8 ديسمبر، حين دخلت قوات المعارضة إلى مناطق استراتيجية في البلاد.
أوضح في مداخلة برنامج على مسئوليتى مع أحمد موسى أن ما حققته القوات الإسرائيلية في ثلاثة أيام من تقدم في الجيش السوري لم يتحقق طوال الـ 50 عامًا الماضية.
حيث تمكنت إسرائيل من السيطرة على هضبة الجولان في حرب 1967، ثم ضمتها رسميًا قبل أربع سنوات.
وفي حديثه عن المرحلة المقبلة، أشار فرج إلى أن سوريا ستواجه تحديات كبيرة، خاصة مع غموض القيادة المستقبلية في الفترة الانتقالية.
وتزداد هذه التحديات تعقيدًا بسبب وجود شخصيات مثيرة للجدل مثل "الجولاني"، المدرج على قائمة الإرهاب الأمريكية، والذي تعرض لتهديدات عبر مكافأة أمريكية قدرها عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.
وأضاف أن هذه الشخصيات قد تواجه اعتراضات من القوى الإقليمية والدولية، التي لن تسمح لها بالتحكم في مصير البلاد في الفترة المقبلة.
كما أوضح فرج أن المرحلة الانتقالية في سوريا ستكون مليئة بالصراعات على النفوذ بين مختلف الأطراف، مع التركيز على الجيش السوري الذي يعاني من ضعف الروح المعنوية وقلة الموارد بعد سنوات طويلة من النزاع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سوريا إسرائيل الجيش السوري المزيد المزيد
إقرأ أيضاً:
صراع الـ13 عاما بين «الأسد» والفصائل المسلحة.. تاريخ طويل ضم أطراف دولية
على مدار 13 عامًا من الصراع المحتدم في سوريا، تحولت البلاد إلى ساحة معركة بين الرئيس بشار الأسد، الذي سقط نظامه في 8 ديسمبر 2024 وفر إلى العاصمة الروسية موسكو، والفصائل المسلحة بخلاف وسطاء دوليين، يحمل كل طرف أجندته الخاصة.
تاريخ الحرب الأهلية السوريةوبالعودة إلى تاريخ ظهور الفصائل السورية وتطورها، فيجب الرجوع إلى الاحتجاجات والاضطرابات التي تحولت إلى حرب أهلية في سوريا عام 2011، كامتداد لموجة أكبر شهدتها المنطقة العربية في إطار ما يُعرف بـ«الربيع العربي»، وعلى مدار 13 عامًا صمد فيها نظام الأسد في أجزاء من البلد، لكن في تطور مفاجئ خلال الأسابيع الأخيرة، نجح تحالف من جماعات المعارضة في قلب موازين الصراع، بعد فترة طويلة من الجمود، وتمكنت هذه الفصائل المسلحة من السيطرة على مدن استراتيجية، منها حلب وحماة وحمص، وصولًا إلى العاصمة دمشق ومن ثم السيطرة على جميع مفاصل الدولة وإعلان سقوط نظام الأسد، في واحدة من أسرع العمليات العسكرية منذ سنوات، بحسب ما جاء في «القاهرة الإخبارية».
وأدت الحرب السورية إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين، إذ لجأ النظام إلى استخدام أساليب قمعية مثل الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة، تجاوزت الأزمة حدود سوريا لتخلق أزمة إنسانية عالمية، وسط نداءات مستمرة لإيجاد حل سياسي ينهي المعاناة.
الحرب الأهلية مأساة إنسانيةوتمثل الحرب الأهلية السورية مأساة إنسانية وسياسية معقدة، تعكس صراعات المصالح الإقليمية والدولية. وبينما تسود الفوضى، يبقى مستقبل البلاد غامضًا، وسط تساؤلات حول قدرة الأطراف المتصارعة على تحقيق سلام مستدام يعيد لسوريا استقرارها المنشود.
وقدرت الأمم المتحدة عدد الضحايا في سوريا بين 580 ألفًا و618 ألفًا، منهم 306,887 مدني بينهم عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، و6.7 مليون نازح داخليا بحلول مارس 2021.
أطراف في الحرب السوريةوفيما يتعلق بالنظام السوري، الذي كان بقيادة الأسد، فهو طرفًا رئيسيًا في الحرب، إذ استند النظام إلى دعم إيراني وروسي قوي لاستعادة أجزاء كبيرة من البلاد، ومع ذلك، أظهرت التحولات الأخيرة ضعف قدرة هذه القوى على تقديم الدعم بالكفاءة السابقة نفسها.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين سوريين وعرب ومصادر مطلعة، أنَّ الحكومة العراقية رفضت طلب نظام الأسد حشد مزيد من القوات، وأن إيران أبلغت سرًا دبلوماسيين عرب أنه من الصعب إرسال قوات لسوريا، والأسد طلب المساعدة من عدة دول دون نتيجة.
ماذا عن الفصائل المسلحة؟أما عن الفصائل المسلحة، فقد تمّ تصنيف بعضها كمنظمات إرهابية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، والهدف الأساسي هو الإطاحة بالنظام السوري، وتحاول الفصائل المسلحة كسب تأييد السكان المحليين عبر تقديم خدمات مدنية في مناطق سيطرتها.
ومن بين النظام السوري والفصائل المسلحة، برزت القوات الكردية، تحت لواء «قوات سوريا الديمقراطية»، كحليف رئيسي للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم «داعش»، فيما أطلقت تركيا سلسلة من العمليات العسكرية عبر الحدود السورية، مركزةً على المناطق الكردية، كما تدعم فصائل مسلحة مثل «الجيش الوطني السوري».
أطراف خارجية في الحرب السوريةوفيما يتعلق بموقف كل من روسيا وإيران من الحرب السورية، فقد أرسلت روسيا قوات ومعدات لدعم النظام السوري، لكن الحرب في أوكرانيا أثرت على قدراتها، أما إيران، فقد لعبت دورًا محوريًا عبر مقاتلي «حزب الله»، لكنها بدأت تخفض وجودها العسكري في سوريا بسبب الضغوط الإقليمية والدولية.
أما الدور الأمريكي في سوريا فقد شهد تطورات عديدة، من دعم الفصائل السورية إلى التركيز على محاربة تنظيم «داعش»، فيما لا تزال الولايات المتحدة تحتفظ بقوات في شمال شرق البلاد لتأمين مناطق النفط ومنع عودة التنظيم الإرهابي.