مدرين المكتومية
تبذُل اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان جهودًا حثيثة وعملًا دؤوبًا من أجل الاهتمام بمختلف القضايا الإنسانية والاجتماعية، التي تدعم مسيرة حقوق الإنسان في وطننا العزيز، وفي احتفالها باليوم العالمي لحقوق الإنسان، ركزت اللجنة على فئة كبار السن، تلك الفئة المهمة من شريحة المجتمع والتي تعد من الشرائح التي تحتاج إلى عناية واهتمام كبيرين؛ كونها الفئة التي قدمت الكثير طوال حياتها لتحصل في المقابل على حياة جميلة ورائعة لا سيما بعد التقاعد.
وقد كرمت اللجنة عددًا من المشاريع والمبادرات الحكومية والخاصة والتي تساهم بشكل كبير في مد يد العون لهذه الفئة التي تعد من أهم الفئات التي ساهمت في بناء الأجيال جيلًا بعد جيل.
هذه البادرة الطيبة هي جزء لا يتجزأ من الدور الفعال التي تقوم به اللجنة مع العديد من المبادرات الأخرى التي تعنى بالإنسان وتهتم بالأنظمة والتشريعات وتساهم في تطبيقها في مواضعها.
وفي ظل ما نجده من اهتمام كبير على مستوى مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان، بفئة كبار السن، يؤسفنا ويؤلمنا أن نجد بعض حالات عقوق الوالدين، وإهمال جسيم من بعض الأبناء لآبائهم وأمهاتهم، متغافلين تمامًا مسؤوليتهم الأخلاقية والدينية والمجتمعية بل والإنسانية عن رعاية الأشخاص الذين كانوا سببًا في وجودهم في هذه الحياة، وبذلوا كل غالٍ ونفيس من أجل أن يصبحوا على ما هم عليه.
لا شك أن الغالبية العظمى من مجتمعنا الأصيل هم من البارين بوالديهم، ونجدهم يقدمون كل سبل الرعاية والعناية بكبار السن. وهذا هو الواجب على كل فرد في المجتمع، أن يولي هذه الفئة الوقورة الوقت الكاف والاهتمام اللازم، مهما كانت الظروف والالتزامات.
إننا اليوم ونحن نقلب في صفحات التاريخ، ونقلب في الكثير من المشاهد والصور فإن الذين صنعوها لنا وحققوا تلك الأمجاد هم هذه الفئة، التي اليوم تنقل الصورة وتحكي لنا القصص وتسرد لنا الحكايات وتخبرنا عن جمال الحياة في مراحلها الأولى التي عاشوها.
ولقد حمل احتفال اللجنة هذا العام شعار "خطوات مستدامة لحماية وتعزيز حقوق كبار السن في سلطنة عُمان"، إيمانًا من اللجنة بأهمية الالتفات إلى هذه الفئة، وإيلائها الرعاية اللازمة، بالتعاون والشراكة مع مختلف مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني وجميع أفراد المجتمع.
ومما يبعث على الفخر أن وطننا الغالي عُمان يُولي فئة كبار السن الاهتمام المُستحق، خاصة وأن النظام الأساسي للدولة، أكد على حقوق هذه الفئة، من خلال ضمان الحماية الاجتماعية، والرعاية الصحية، والمعونة في حالات الطوارئ، والشيخوخة، ولعل أبرز مثال على هذا الدعم أن صندوق الحماية الاجتماعية يقدم لكبار السن منفعة خاصة بهم، تقديرًا وعرفانًا بأدوار هذه الفئة وما قدمته من عطاء خدمةً للوطن.
الجميل في هذا الاحتفال أنه تضمن استعراضًا لتوصيات الجلسة الحوارية التي نظمتها اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان قبل أيام؛ والتي سعت إلى مضاعفة جهود مختلف الجهات لضمان حقوق كبار السن، وتطوير الخدمات المقدمة لهم وفق أفضل الممارسات الدولية. ومما يجدر ذكره من هذه التوصيات أن الخبراء دعوا إلى "إيجاد آلية لضمان توحيد الجهود والتكامل بين جميع الجهات المعنية بتقديم الخدمات لكبار السن، والعمل على إصدار قانون شامل لحماية وتعزيز حقوق كبار السن في سلطنة عُمان يتفق مع المعايير الدولية ذات الصلة، وتحديث التشريعات الحالية". ولا شك أن مثل هذه التوصيات ستجد طريقها للجهات المعنية، لا سيما من مجلس الشورى الذي يُعوَّل عليه في مثل هذه الأمور أن يأخذ بزمام المبادرة ويسعى لإصدار تشريع جديد يختص بكبار السن.
وأخيرًا.. إنَّ الجهود المتواصلة لحماية وتعزيز حقوق كبار السن، تعكس ما تنعم به سلطنة عُمان من تقدم في مختلف المجالات، وتؤكد أننا ماضون على الطريق الصحيح نحو تحقيق التطلعات المجتمعية وبصفة خاصة تلك التي تتواكب مع مُستهدفات رؤية "عُمان 2040".
كلمة شكر وتقدير ومحبة واعتزاز وفخر لكل رجل وامرأة خدموا هذا الوطن وبذلوا الغالي والنفيس من أجل أن يتقدم، وأن نجد نحن- أبناء الأجيال الشابة- كل هذا الإنجاز من حولنا.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
محمود شعبان: "الدولة تولي ملف المسنين اهتمامًا بالغًا ونسعى لتقديم رعاية شاملة لهم".. رعاية كبار السن أولوية وطنية ودور المسنين تمتد لتشمل خدمات شاملة ومبادرات مبتكرة" (حوار)
أكد محمود شعبان، مدير الإدارة العامة لرعاية المسنين بوزارة التضامن الاجتماعي، أن الدولة تضع ملف رعاية المسنين ضمن أولوياتها، حيث يُعد من أهم المجالات التي تحظى بالاهتمام، لا سيما أن هذه الفئة تُعد من الفئات الأولى بالرعاية.
وأشاد بدور القيادة السياسية ودعمها الكبير لملف كبار السن، مُوجهًا الشكر للدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، على جهودها الملموسة في هذا الإطار.
إلي نص الحوار:
أوضح شعبان أن الوزارة تعمل على توفير إقامة مجهزة في دور المسنين تشمل كافة أنواع الرعاية الاجتماعية والصحية والترفيهية والاقتصادية. كما تسعى الوزارة إلى تقديم خدمات الرعاية المنزلية عبر مبادرة "مرافق مسن"، وحماية المسنين من العنف والإهمال، مع تعزيز دمجهم في المجتمع والاستفادة من خبراتهم.
وأكد أن الدستور المصري لعام 2014 ينص في المادة 83 على التزام الدولة بضمان حقوق المسنين وتوفير معاش مناسب وحياة كريمة لهم.
كم يبلغ عدد دور المسنين في مصر؟
أفاد شعبان بأن هناك 175 دارًا للمسنين موزعة على 22 محافظة، وتخدم نحو 4500 مسن ومسنة. وأشار إلى أن هذه الدور تقدم برامج تهدف إلى حماية المسنين والارتقاء بمستواهم الاجتماعي.
ماذا عن المحافظات التي لا تشمل دور مسنين؟
صرح شعبان بأن المحافظات الحدودية، مثل شمال وجنوب سيناء، الوادي الجديد، البحر الأحمر، ومرسى مطروح، تخلو من دور المسنين، ويتم العمل على سد هذه الفجوة.
ما هي أبرز المبادرات لرعاية كبار السن؟
أوضح أن الوزارة أطلقت العديد من المبادرات، منها: "الحياة أمل"، "العمر الذهبي"، و"المشاركة في برنامج العباقرة"، إلى جانب الأنشطة الثقافية والترفيهية مثل زيارة معرض الكتاب، الرحلات والمصايف، والندوات داخل الدور.
كيف يدعم برنامج "تكافل وكرامة" المسنين؟
أكد شعبان أن برنامج "تكافل وكرامة" يقدم دعمًا نقديًا لنحو 525 ألف مسن بتكلفة سنوية تُقدر بـ4.5 مليار جنيه، في إطار حرص الدولة على توفير حياة كريمة لهم.
ما هي التسهيلات والإعفاءات المقدمة للمسنين؟
أشار إلى أن الدولة توفر إعفاءات للمسنين فوق سن 70 عامًا من مصروفات المواصلات العامة، بما يشمل السكك الحديدية ومترو الأنفاق، فيما يحصل من بلغوا 65 عامًا على خصم 50% من التكاليف.
ما دور بنك ناصر الاجتماعي في دعم المسنين؟
أوضح شعبان أن بنك ناصر يقدم خدمات مالية مميزة للمسنين، أبرزها "شهادة رد الجميل"، التي تمنح عائدًا متميزًا تقديرًا لإسهاماتهم في بناء المجتمع.
كيف تضمن الوزارة توفير الرعاية الكريمة للمسنين؟
أكد شعبان أن الوزارة تُولي اهتمامًا خاصًا بالرعاية المنزلية كبديل عن الرعاية المؤسسية، حيث توفر خدمات "مرافق مسن" لدعم الترابط الأسري، بالإضافة إلى توقيع بروتوكولات تعاون مع المؤسسات الأهلية، وتشكيل اللجنة العليا للمسنين لضمان تحقيق أعلى مستويات الرعاية.
ما هي التحديات التي تواجه ملف رعاية المسنين؟
أوضح شعبان أن أبرز التحديات تتمثل في زيادة الطلب على دور المسنين مقارنة بالموارد المتاحة، وعدم وجود وعي كافٍ بأهمية الدمج المجتمعي لكبار السن.
وأضاف أن الوزارة تعمل على توعية المجتمع بقيمة هذه الفئة عبر برامج إعلامية وتثقيفية، بالإضافة إلى تطوير سياسات جديدة للتوسع في الخدمات المقدمة لهم.
كيف تساهم التكنولوجيا في دعم كبار السن؟
أكد شعبان أن الوزارة تسعى إلى دمج التكنولوجيا في رعاية المسنين، حيث يتم توفير تطبيقات ذكية لخدمات الرعاية الصحية والاجتماعية، مثل المتابعة الطبية عن بُعد، وتوفير منصات تواصل لتسهيل الاتصال بين المسنين وأسرهم.
ما هي خطط الوزارة المستقبلية لرعاية المسنين؟
أوضح أن الوزارة تعمل على وضع خطة شاملة لزيادة عدد دور وأندية المسنين في المحافظات التي تحتاج إلى هذه الخدمات، مع تحديث اللوائح والبنية التحتية للدور القائمة، بما يضمن تقديم خدمات أفضل.
كما تخطط الوزارة لتوسيع نطاق برامج التدريب للعاملين في مجال رعاية المسنين لتأهيلهم بأحدث المعايير.
هل هناك مبادرات ثقافية لتعزيز دور المسنين في المجتمع؟
أكد شعبان أن الوزارة تُطلق برامج ثقافية مخصصة للمسنين، مثل تنظيم أمسيات ثقافية وفنية، وإشراكهم في الأنشطة المجتمعية مثل إلقاء المحاضرات وورش العمل، بهدف الاستفادة من خبراتهم وتعزيز مشاركتهم الفعالة في المجتمع.
ما هو دور مؤسسات المجتمع المدني في رعاية المسنين؟
أشار إلى أن الوزارة تتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني لتقديم الدعم اللازم لدور المسنين، سواء من خلال توفير التمويل أو المشاركة في الأنشطة والفعاليات.
وأوضح أن هذه الشراكات تعزز قدرة الوزارة على تلبية احتياجات الفئة المستهدفة بشكل أكثر شمولية.
كيف يُراعى الجانب النفسي للمسنين؟
أكد شعبان أن وزارة التضامن الاجتماعي تهتم بالجانب النفسي للمسنين من خلال تنظيم جلسات دعم نفسي جماعي داخل دور المسنين وأندية المسنين.
كما يتم توفير متخصصين في الإرشاد النفسي لتقديم الدعم الشخصي ومساعدتهم على التكيف مع مراحل حياتهم المختلفة، مع تعزيز روح المشاركة والاندماج في الأنشطة الاجتماعية.
هل هناك برامج تدريبية لتعزيز مهارات المسنين؟
أوضح شعبان أن الوزارة أطلقت برامج تدريبية تستهدف المسنين القادرين على العمل، مثل ورش العمل الحرفية والمشاريع الصغيرة، بهدف تحقيق الاستقلال المالي وتعزيز إحساسهم بالقيمة والإنتاجية.
كيف تسهم الرياضة في تحسين حياة المسنين؟
ذكر شعبان أن الوزارة تُنظم أنشطة رياضية مثل المشي الجماعي والتمارين الخفيفة، إلى جانب دورات في اليوغا لتقوية الجانب البدني والعقلي للمسنين.
كما تشجع أندية المسنين على تنظيم فعاليات رياضية داخلية ومسابقات تشجع على النشاط والحيوية.
ما دور التعليم في حياة كبار السن؟
أشار شعبان إلى أن الوزارة تسعى إلى توفير فرص تعليمية للمسنين، مثل محو الأمية الرقمية لتعليمهم كيفية استخدام الأجهزة الذكية والتفاعل مع التكنولوجيا.
كما أُطلقت مبادرات تثقيفية تشمل حلقات نقاش وندوات تثري معارفهم وتساهم في تنمية مهاراتهم الشخصية.
كيف تتعامل الوزارة مع المسنين ذوي الإعاقة؟
أوضح شعبان أن الوزارة توفر خدمات خاصة للمسنين ذوي الإعاقة، تشمل تجهيز دور المسنين بالمرافق اللازمة لتسهيل حركتهم، وتقديم أجهزة تعويضية مثل الكراسي المتحركة والأطراف الصناعية، بالإضافة إلى خدمات التأهيل الطبي والنفسي التي تساعدهم على التكيف مع إعاقتهم.
هل هناك جهود لتعزيز العلاقات الأسرية مع المسنين؟
أكد شعبان أن الوزارة تسعى إلى تعزيز الترابط الأسري من خلال برامج التوعية التي تشجع أفراد الأسرة على دعم كبار السن نفسيًا واجتماعيًا.
كما أُطلقت مبادرات لتوفير الرعاية المنزلية بديلًا عن الرعاية المؤسسية، بما يُسهم في الحفاظ على وجود المسنين ضمن محيطهم العائلي.
كيف يتم الاحتفاء بالمسنين في المناسبات الوطنية؟
أوضح شعبان أن الوزارة تحرص على تنظيم فعاليات احتفالية في المناسبات الوطنية والدولية، مثل "اليوم العالمي للمسنين"، حيث يتم تكريم كبار السن وتقديم الجوائز لهم تقديرًا لمساهماتهم في المجتمع.
كما تُنظم رحلات ترفيهية وزيارات لمواقع تاريخية وثقافية.
ما الجهود المبذولة لدعم المسنين بلا مأوى؟
أكد شعبان أن الوزارة تُنفذ برامج متخصصة لدعم كبار السن بلا مأوى، من خلال وحدات متنقلة تقدم لهم خدمات غذائية وصحية وإيوائية.
كما تعمل بالتعاون مع الجمعيات الأهلية لإعادة تأهيلهم وإدماجهم في المجتمع.
ما أبرز الشراكات الدولية في ملف المسنين؟
أوضح شعبان أن الوزارة تسعى إلى الاستفادة من التجارب الدولية في رعاية المسنين عبر التعاون مع منظمات دولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية.
كما تُنفذ مشروعات مشتركة لتطوير الخدمات بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية.