10 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: في انجاز مهم يجسد استعادة بغداد مكانتها المرموقة على الساحة الإقليمية والدولية، أعلنت المنظمة العربية للسياحة اختيار العاصمة العراقية عاصمة للسياحة العربية لعام 2025، في قرار جاء بعد سلسلة من الجهود التنموية التي أسهمت في إحداث تحول نوعي على مختلف الأصعدة. هذا الاختيار يُعد تتويجًا للمساعي الحثيثة التي بذلتها أمانة بغداد لإعادة إشراق المدينة وتحديث بنيتها التحتية، وتحسين خدماتها لتكون وجهة سياحية جاذبة.

لقد تمكنت بغداد من اجتياز المعايير التي وضعتها المنظمة العربية للسياحة، والتي تتضمن مجموعة من المؤشرات الأساسية مثل الإدارة، البنية التحتية، الموارد السياحية، وتنوع الأنشطة المتاحة، إضافة إلى التزام المدينة بالحفاظ على البيئة وحمايتها.

و أثار هذا الإنجاز اهتمام العديد من الجهات والباحثين، حيث أشار تحليل إلى أن بغداد تمكنت من تحسين قطاع الخدمات العامة بشكل ملحوظ، بما في ذلك تحديث شبكة الطرق وإعادة تأهيل المباني والشوارع الحيوية.

واستقبلت الأنباء عن اختيار بغداد بعاصمتها التاريخية كبؤرة للسياحة العربية في عام 2025 بتفاعل واسع من سكان المدينة، إذ عبّر عديد من المواطنين عن تفاؤلهم بهذا الحدث.

و قالت سارة إبراهيم، مواطنة من منطقة الكرادة: “هذا القرار يبعث الأمل في نفوسنا بأن بغداد ستعود لتكون على خريطة العالم كوجهة سياحية رائدة”.

وأضافت في تدوينة لها على فيسبوك: “نحتاج إلى المزيد من المشاريع التي تعزز من السياحة الثقافية والبيئية، لنعرف العالم بجمال وعراقة بغداد”.

وفيما يخص التحضيرات الحكومية، أكد رئيس تيار الحكمة، عمار الحكيم، على أهمية المضي قدمًا في تنفيذ المشاريع التي تعزز من واقع العاصمة البلدي والخدمي، ليواكب هذا التغيير مكانتها الثقافية والتراثية العريقة. وقال الحكيم في تغريدة له على منصة إكس: “اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية هو شهادة على إرادة العراقيين في البناء والتجديد، وعلينا جميعًا أن نواكب هذا الإنجاز بإجراءات فعلية تعزز من مكانة العاصمة”.

المسؤولون في بغداد لم يدخروا جهدًا في التحضير لهذا الحدث الهام، حيث أكد أمين بغداد، المهندس عمار موسى كاظم، في بيان له، أن الأمانة بصدد تنفيذ مشاريع حيوية مثل تطوير واجهات المدينة وتحديث مركزها التاريخي، مع التركيز على ضفاف نهر دجلة وأماكن التراث الشعبي.

وتحدث كاظم عن استثمارات جديدة ستشهدها العاصمة في إطار الاستعدادات للاحتفال بهذا اللقب، معتبرًا أن هذه المبادرات ستساهم في الارتقاء بجودة الحياة في بغداد، ما سينعكس إيجابيًا على كل من الزوار والسكان.

وتوقع محللون أن يكون لهذا الاختيار أثر كبير في دعم القطاع السياحي في العراق، حيث من المتوقع أن تسهم الزيادة في عدد الزوار والمستثمرين في تحسين الوضع الاقتصادي للمدينة.

و لفتت تقارير سياحية إلى أن هذا القرار سيساعد بغداد في الخروج من تصنيف الدول غير الآمنة، وهو ما يفتح لها أبوابًا جديدة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وقال مصدر سياحي في العراق: “لقد أصبح لدينا فرصة كبيرة لإبراز بغداد كوجهة سياحية آمنة وثرية بتاريخها وأماكنها الثقافية”.

ومن الجدير بالذكر أن بغداد شهدت في السنوات الأخيرة تحولات عمرانية بارزة، لم تشهدها منذ عقود. مشاريع الطرق والجسور التي تعزز التنقل بين الأحياء، وإعادة تأهيل الشوارع الرئيسة، هي من بين الجهود التي ساهمت في هذه النهضة العمرانية، والتي سيستمر تنفيذها على مدار العام الحالي. وقد وصف الباحث الاجتماعي، علي الزهيري، هذه التطورات بأنها “إعادة إحياء لبغداد كمدينة حيوية ومتجددة، تواكب تطلعات سكانها والزوار”.

وتستمر الاستعدادات لهذه المناسبة في إثارة الأمل بين العراقيين بأن بغداد، بعد عقود من التحديات، ستستعيد تألقها كعاصمة للثقافة والتاريخ، لتعيد كتابة فصل جديد في حكاية عراقتها وتنوعها.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: للسیاحة العربیة أن بغداد

إقرأ أيضاً:

بغداد القديمة: تراث يقاوم الإهمال وسط جنون العقارات

1 مايو، 2025

بغداد/المسلة: يشهد العراق ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار العقارات في الأحياء القديمة ببغداد، مما يثير تساؤلات حول أسباب هذا الصعود غير المبرر.

وتحتضن أحياء مثل العوّادين، الشواكة، باب الشيخ، الفضل، سوق حنون، الكرخ القديمة، والأعظمية تراثاً معمارياً يعكس ذاكرة المدينة، لكنها تعاني من هجمة تجارة العقارات.

وتسجل أسعار العقارات في هذه المناطق ارتفاعات غير مسبوقة، حيث قفزت بنسب تتراوح بين 15% و30% خلال السنوات الأخيرة، بل إن سعر المتر الواحد قد يتجاوز 15 مليون دينار عراقي (نحو 11 ألف دولار) في بعض المواقع الاستراتيجية.

ويقود هذا الارتفاع سماسرة وشركات عقارية غير معروفة، يُشتبه باستغلالها حاجة العائلات المحلية عبر عمليات شراء ممنهجة.

وأسهمت الهجرة الكبيرة، الناجمة عن التدهور الأمني في العقود الماضية، في إفراغ هذه الأحياء من سكانها الأصليين، مما مهد الطريق لتغيير تركيبتها السكانية.

ووضعت أمانة بغداد الدراسات والخطط في الحفاظ على السمات التاريخية والتراثية لسوق الاضروملي التي أنشيء في مطلع القـــرن الماضي في مركز الكرخ , فضلا عن تطوير وإعادة تأهيل الاسواق الشعبية القديمة ذات الطابع التراثي .

وفي إطار استعداداتها لاستحقاق بغداد كعاصمة السياحة العربية لعام 2025، كشفت أمانة بغداد  عن تفاصيل خطتها التي تتضمن تأهيل وتطوير المواقع التراثية والثقافية، بالإضافة إلى إعادة فتح المعالم التاريخية مثل زقورة عقرقوف والباب الوسطاني.

وأشار النائب حسين عرب إلى وجود “سراق حقيقيين” يسعون لتخريب تراث بغداد، داعياً رئيس الوزراء إلى حماية هذه المناطق.

ويدعو حسن، أحد السكان المحليين، الى استراتيجية حكومية واضحة للحفاظ على الطابع الاجتماعي والثقافي للعاصمة.

وانطلقت حملة إعمار كبرى من شارع المتنبي، لإعادة تأهيل المناطق التراثية.

وأوضح مستشار رئيس الحكومة مظهر محمد صالح أن الأبنية المهملة بدأت تحظى باهتمام متزايد، بهدف تحويلها إلى مراكز سياحية.

وأسهمت جهود أمانة العاصمة في إعادة الحياة لشارع السراي المحاذي للمتنبي، مع ترميم مبانٍ تعود للعهد العثماني .

ويواجه هذا التحول تحديات كبيرة، إذ يخشى سكان من استغلال التراث لأغراض تجارية، بينما يستمر تدهور العمارة التاريخية. وأفادت إحصائيات حديثة أن مليون شخص يعيشون في عشوائيات بغداد، مما يبرز الحاجة إلى مشاريع سكنية ميسورة التكلفة، مثل مشروع بسماية، الذي استؤنف العمل به في يناير 2023.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • القمة العربية تعيد للعراق دوره الإقليمي
  • الأمن الوطني يضبط 120 طناً من المواد الفاسدة في بغداد
  • خارجية الدبيبة: الباعور استعرض مع نائب رئيس الوزراء العراقي العلاقات التاريخية
  • خطة متكاملة لأمن وتنظيم القمة العربية
  • بغداد القديمة: تراث يقاوم الإهمال وسط جنون العقارات
  • أمانة بغداد تحوّل شارع المطار الى واجهة حضارية للقمة العربية
  • لتغطية الأحياء الأكثر كثافة وتعزيز انسيابية الحركة المرورية.. تدشين 9 مسارات جديدة ضمن شبكة “حافلات المدينة” غدًا
  • جولة جديدة من الحوار بين بغداد وواشنطن
  • بغداد جاهزة لاستضافة القمة العربية
  • المستشارة أمل عمار تشارك في مؤتمر إطلاق إعلان القدس عاصمة المرأة العربية