خمس ملاحظات على تغيير النظام في سوريا
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
على مدار الأسابيع الماضية كنت أقول إن إسرائيل ألحقت بإيران وشبكة المقاومة التابعة لها ما يعادل هزيمة حرب 1967، وإن هذا الأمر سوف تكون له تبعات هائلة. ومن أشد المفارقات أن تكون هزيمة حرب عام 1967 من جملة أسباب تولي عائلة الأسد السلطة في سوريا في عام 1971. فكما تدين تدان.
استعدوا للمفاجآت، لأنكم لم تروا شيئا بعد.
أطرف بيان من زعيم عالمي حتى الآن: وهذه الجائزة يحصل عليها... الرئيس المنتخب دونالد ترامب عن منشوره في مواقع التواصل الاجتماعي: «سوريا في فوضى، لكنها ليست صديقتنا، ولا ينبغي أن تكون للولايات المتحدة علاقة بها. هذه ليست معركتنا. فلتجر بعيدا عنا. بلا تورط من جانبنا». انتبه يا سيادة الرئيس ترامب: فسوريا حجر زاوية في الشرق الأوسط كله. وقد انهارت انهيار جسر متفجر، مفضية إلى أخطار وفرص جديدة هائلة سوف ينتهزها الجميع في المنطقة وتكون لهم ردود أفعال عليها. والبقاء على مبعدة من هذا الأمر ليس مطروحا في قائمة المعروضات، وخاصة حينما يكون لنا عدة مئات من القوات الأمريكية في شرق سوريا. علينا أن نحدد مصالحنا ونستغل الأحداث في سوريا لدفع هذه المصالح؛ لأن الجميع ممن عدانا سوف يفعلون ذلك بالضبط.
أكبر مصلحة أمريكية: هذا الأمر أيضا بديهي. فهذه الانتفاضة في سوريا سوف تثير في المدى البعيد انتفاضة موالية للديمقراطية في إيران. وسوف تثير بالتأكيد في المدى القريب صراعا على السلطة بين المعتدلين هناك -أي الرئيس مسعود بزشكيان ونائبه وزير الخارجية السابق جواد ظريف- وبين المتشددين من الحرس الثوري. وعلينا أن نصوغ هذا الصراع. فالأحداث في سوريا، فضلا عن هزيمة إيران العسكرية قد تركت طهران عارية. ويعني هذا أنه سوف يتعين على قادة إيران أن يختاروا -بسرعة- بين المسارعة بالقنبلة النووية إنقاذا لنظامهم الحاكم أو التخلص من القنبلة في صفقة مع ترامب إذا ما استبعد تغيير النظام من الخيارات المتاحة على الطاولة. وإليك السبب، يا سيادة الرئيس ترامب، ووفقا لأسلوبك: لا يمكن ألا تكون لنا علاقة بهذا.
أكبر مجهول معلوم: من المتمردون الذين استولوا على سوريا وما الذي يريدونه حقا؟ ديمقراطية تعددية، أم دولة إسلامية؟ يعلمنا التاريخ أن الإسلاميين المتشددين في هذه الحركات هم الذين ينتصرون في العادة. لكنني أتابع وأرجو أن يحدث العكس.
تخوفي الأكبر متجسدا في سطر واحد: تذهب هذه الجائزة إلى عنوان صحيفة هاآرتس الإسرائيلية وهو «سوريا ما بعد الأسد في خطر أن تديرها ميلشيات خارجة عن السيطرة». إننا نعيش لحظة من تاريخ الشرق الأوسط فيها الكثير جدا من البلاد التي قد أصفها بأنها «فاتها أوان الإمبريالية، وفشلت في الحكم الذاتي». وأعني هنا ليبيا واليمن ولبنان وسوريا والعراق والصومال والسودان. وأعني أنه ما من قوة أجنبية لتدخل هذه البلاد وتفرض عليها الاستقرار، ولكنها فشلت في التمكن من إدارة تعدديتها وصياغة العقود الاجتماعية اللازمة لتكوين الاستقرار والنمو. وهذا ما لم نتعرض له منذ حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، فهي لحظة هوت فيها بلاد كثيرة للغاية إلى الحالة الطبيعية الهوبزيانية ولكن في عالم أكثر ترابطا ببعضه بعضا.
وهذا هو السبب الذي جعلني -وقد قضيت الأسبوع الماضي في بكين وشنغهاي- أقول مرارا لمن حاورتهم من الصينيين: «إنكم تظنون أننا أعداؤكم. وإنكم مخطئون. لأن لنا عدوا مشتركا هو الفوضى. وما سيحاكمنا التاريخ عليه هو كيفية تعاوننا من أجل تقليص عالم الفوضى وإنماء عالم النظام» (ولست على يقين من أنهم فهموني، لكنهم سوف يفهمون).
أفضل مثل روسي لإيجاز التحدي الذي تواجهه الآن القوى الإقليمية والعالمية في إصلاح سوريا: تذهب الجائزة إلى هذا المثل: «أسهل عليك أن تحول حوض السمك إلى حساء سمك، من أن تحول حساء السمك إلى حوض سمك».
توماس فريدمان كاتب المقال من كتاب الرأي في الشؤون الدولية بنيويورك تايمز منذ 1981.
خدمة نيويورك تايمز
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی سوریا
إقرأ أيضاً:
إيران خسرت سورية ولبنان هل تخسر العراق ؟؟
آخر تحديث: 11 دجنبر 2024 - 9:27 صبقلم: جمعة عبدالله بسقوط نظام بشار الأسد , فتح تساؤلات جوهرية وماذا بعد سورية ؟ لأن ايران خسرت حليف قوي , استطاعت ان تتوغل في كل خلية وزاوية في الشأن السوري الداخلي , واصبح تحت وصايتها ونفوذها , فقد دعمته بكل الإمكانيات بما تملك من امكانيات عسكرية ومالية حتى يتنفس البقاء من خطر السقوط , بالنسبة الى المال كما هو معلن رسمياً بانها ضخت 30 مليار دولار لدعم العسكري , أما غير المعلن تشير كل المعطيات , بأن ايران ضخت أكثر من هذا المال المعلن بكثير اضعاف هذا المبلغ ,, وإيران تدرك ان المؤسسة العسكرية السورية , اي الجيش السوري منهك وضعيف انهكته الحروب الداخلية ضد شعبه , في إخماد انتفاضتهم طوال أكثر من عقد من الزمان , حتى شعر بالعجز والتذمر والتراخي , في زجه في حروب لا تشرفه يقتل شعبه بدم بارد, في ابادة المعارضين والمحتجين سلمياً من ابناء الشعب , ابادة الشعب تحت حجج واهية بأنهم ادوات استعمارية وصهيونية , ولكن الاحداث والازمة بين النظام والشعب تعاظمت الى الخطر الجسيم , وجاءت الفرصة للجيش لكي يتخلى عن الدفاع عن النظام الدكتاتوري , بل فضل الوقوف على الحياد , وهذا يفسر تحرير مدن كبيرة في زمن قياسي , كما حدث في حلب وحماه وحمص ودرعا ومدن الاخرى , دخلت قوات المعارضة دون مقاومة , بل ان الجيش يترك أسلحته الثقيلة ويهرب من جبهات الحرب , حتى وصلوا الى تطويق دمشق وتسليمها دون مقاومة , حتى دون اطلاق رصاصة واحدة . أدركت ايران خطر السقوط النظام قبل أكثر من عام , وحثت النظام ان يخفف قبضته الامنية الصارمة , ويستجيب الى بعض مشاكل الشعب ويساعد في تخفيف معاناتهم , قبل ان تنفلت الأمور الى الفوضى , قد يضطر النظام الى السقوط , لكن النظام لم يستمع الى هذه النصيحة الايرانية واستمر بالقبضة الامنية الوحشية ضد الشعب , وكان النظام يعتقد ان مليشيات الحرس الثوري الايراني والمليشيات العراقية ومليشيات حزب الله اللبناني , هي صمام الأمان للبقاءه في الحكم الى الابد , ولم يستمع الى المشورة الايرانية والروسية بفتح حوار مع المعارضة , وايجاد الحل السياسي معها , قبل ان تنزلق الأمور الى الخطر الجسيم تهدد بقاءه ووجوده , لكن العنجهية والغطرسة للنظام , فقد كان يعول على القبضة الامنية والميدان الحربي في القمع والبطش , كفيل باحهاض اية محاوة تهدد وجوده , لكن كان الرهان على حصان ميت, وسقط دون مقاومة وترك البلاد وهرب الى روسيا طالباً اللجوء الانساني , وهو بعيد جداً عن الانسانية ,بل متوحش لايعرف اية قيمة لمعنى الانسانية, فسقط بشكل شنيع ومخزي , فكانت الخسارة الكبرى الى ايران فقدت وجودها في سورية , بعدما فقدت حزب الله بالحرب الاسرائيلية المدمرة , اخرجته من جبهة المقاومة أو وحدة الساحات ان يقبل بقرار 1701 واتفاق الطائف , يعني يقبل بنزع سلاحه , وابتعاد وجوده شمال نهر الليطاني , يعني بعيداً الحدود حوالي 30 كيلو , ويحق الى اسرائيل ان تجول وتصول في السماء اللبناني , وتضرب اية اهداف تختاره بحجة تتبع حزب الله ونزع سلاحه . هذا الدرس البليغ خسارة سورية ولبنان ( حزب الله ) جاء الدور على العراق بدون شك , لان هذه الأحداث تؤثر بشكل سلبياً جداً , على إيران ونفوذها في العراق . لذلك تشدد على مليشياتها في العراق , التي تمتلك السلطة والنفوذ , ان تخفف من اسلوبها الدموي في البطش والتنكيل , ان تخفف قبضتها الدموية في القتل والاغتيال والخطف الناشطين المعارضين لوجود إيران , ومن هذا المنطلق الواقعي , على المعارضة السياسية العراقية ان تدرك هذه الفرصة المناسبة في تحريك الشارع العراقي, في رفض الوجود الايراني في العراق , ان الظروف سانحة وإيران في اضعف امكانيتها , والتأثير السلبي على وجود الميليشيات العراقية الموالية الى ايران في دور الإحباط والخيبة , نتيجة تصاعدت المطالبة بنزع سلاح هذه المليشيات , التي فوق الدولة العراقية والقانون والنظام . ان تصاعد الاحتجاجات والتذمر من الشرائح الشعبية ضد النظام الطائفي الفاسد يغلي ويفور قد ينفجر باية لحظة كالبركان .ان ايران ومليشياتها في العراق , في حالة ضعف وتخبط واضطراب , ان تفجير انتفاضة بركانية تطيح بهذه المليشيات وأحزاب الإطارية , مسألة وقت قصير , , ان هذه الأحزاب التي شكلت الحكومة تجد نفسها عاجزة , في حل هذه المليشيات ونزع سلاحها , وبقاء هذه المليشيات المسلحة ,يعني اقتراب حبل المشنقة للحكومة واحزابها الاطارية , لانها لم تجاسر بالمطالبة بخروج إيران من العراق , ونزع سلاح المليشيات , هذه هي معضلة النظام الطائفي الفاسد . وان خروج التظاهرات السلمية , كفيل ان يدخل الرعب في الحكومة والمليشيات الدموية الموالية الى ايران , ان انتهاز الفرصة في انقاذ العراق من النفوذ و الوصاية الايرانية على المحك . وجاءت الفرصة المواتية لتخلص العراق من النفوذ الإيراني , في تثوير واشعال انتفاضة جماهيرية عارمة مثل انتفاضة تشرين المجيدة , تقول الى إيران وذيولها ( كش ملك ) .