لجريدة عمان:
2025-05-02@07:50:10 GMT

خمس ملاحظات على تغيير النظام في سوريا

تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT

على مدار الأسابيع الماضية كنت أقول إن إسرائيل ألحقت بإيران وشبكة المقاومة التابعة لها ما يعادل هزيمة حرب 1967، وإن هذا الأمر سوف تكون له تبعات هائلة. ومن أشد المفارقات أن تكون هزيمة حرب عام 1967 من جملة أسباب تولي عائلة الأسد السلطة في سوريا في عام 1971. فكما تدين تدان.

استعدوا للمفاجآت، لأنكم لم تروا شيئا بعد.

وإليكم خمس ملاحظات.

أطرف بيان من زعيم عالمي حتى الآن: وهذه الجائزة يحصل عليها... الرئيس المنتخب دونالد ترامب عن منشوره في مواقع التواصل الاجتماعي: «سوريا في فوضى، لكنها ليست صديقتنا، ولا ينبغي أن تكون للولايات المتحدة علاقة بها. هذه ليست معركتنا. فلتجر بعيدا عنا. بلا تورط من جانبنا». انتبه يا سيادة الرئيس ترامب: فسوريا حجر زاوية في الشرق الأوسط كله. وقد انهارت انهيار جسر متفجر، مفضية إلى أخطار وفرص جديدة هائلة سوف ينتهزها الجميع في المنطقة وتكون لهم ردود أفعال عليها. والبقاء على مبعدة من هذا الأمر ليس مطروحا في قائمة المعروضات، وخاصة حينما يكون لنا عدة مئات من القوات الأمريكية في شرق سوريا. علينا أن نحدد مصالحنا ونستغل الأحداث في سوريا لدفع هذه المصالح؛ لأن الجميع ممن عدانا سوف يفعلون ذلك بالضبط.

أكبر مصلحة أمريكية: هذا الأمر أيضا بديهي. فهذه الانتفاضة في سوريا سوف تثير في المدى البعيد انتفاضة موالية للديمقراطية في إيران. وسوف تثير بالتأكيد في المدى القريب صراعا على السلطة بين المعتدلين هناك -أي الرئيس مسعود بزشكيان ونائبه وزير الخارجية السابق جواد ظريف- وبين المتشددين من الحرس الثوري. وعلينا أن نصوغ هذا الصراع. فالأحداث في سوريا، فضلا عن هزيمة إيران العسكرية قد تركت طهران عارية. ويعني هذا أنه سوف يتعين على قادة إيران أن يختاروا -بسرعة- بين المسارعة بالقنبلة النووية إنقاذا لنظامهم الحاكم أو التخلص من القنبلة في صفقة مع ترامب إذا ما استبعد تغيير النظام من الخيارات المتاحة على الطاولة. وإليك السبب، يا سيادة الرئيس ترامب، ووفقا لأسلوبك: لا يمكن ألا تكون لنا علاقة بهذا.

أكبر مجهول معلوم: من المتمردون الذين استولوا على سوريا وما الذي يريدونه حقا؟ ديمقراطية تعددية، أم دولة إسلامية؟ يعلمنا التاريخ أن الإسلاميين المتشددين في هذه الحركات هم الذين ينتصرون في العادة. لكنني أتابع وأرجو أن يحدث العكس.

تخوفي الأكبر متجسدا في سطر واحد: تذهب هذه الجائزة إلى عنوان صحيفة هاآرتس الإسرائيلية وهو «سوريا ما بعد الأسد في خطر أن تديرها ميلشيات خارجة عن السيطرة». إننا نعيش لحظة من تاريخ الشرق الأوسط فيها الكثير جدا من البلاد التي قد أصفها بأنها «فاتها أوان الإمبريالية، وفشلت في الحكم الذاتي». وأعني هنا ليبيا واليمن ولبنان وسوريا والعراق والصومال والسودان. وأعني أنه ما من قوة أجنبية لتدخل هذه البلاد وتفرض عليها الاستقرار، ولكنها فشلت في التمكن من إدارة تعدديتها وصياغة العقود الاجتماعية اللازمة لتكوين الاستقرار والنمو. وهذا ما لم نتعرض له منذ حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، فهي لحظة هوت فيها بلاد كثيرة للغاية إلى الحالة الطبيعية الهوبزيانية ولكن في عالم أكثر ترابطا ببعضه بعضا.

وهذا هو السبب الذي جعلني -وقد قضيت الأسبوع الماضي في بكين وشنغهاي- أقول مرارا لمن حاورتهم من الصينيين: «إنكم تظنون أننا أعداؤكم. وإنكم مخطئون. لأن لنا عدوا مشتركا هو الفوضى. وما سيحاكمنا التاريخ عليه هو كيفية تعاوننا من أجل تقليص عالم الفوضى وإنماء عالم النظام» (ولست على يقين من أنهم فهموني، لكنهم سوف يفهمون).

أفضل مثل روسي لإيجاز التحدي الذي تواجهه الآن القوى الإقليمية والعالمية في إصلاح سوريا: تذهب الجائزة إلى هذا المثل: «أسهل عليك أن تحول حوض السمك إلى حساء سمك، من أن تحول حساء السمك إلى حوض سمك».

توماس فريدمان كاتب المقال من كتاب الرأي في الشؤون الدولية بنيويورك تايمز منذ 1981.

خدمة نيويورك تايمز

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی سوریا

إقرأ أيضاً:

MEE: ما سر مهاجمة أنصار ترامب وحلفائه الموساد ودعاة الحرب مع إيران؟

نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، تقريرا، أعدّه مراسله في واشنطن، شون ماثيوز، قال إنّ: "التصريحات المنتشرة في الإعلام الأمريكي، اليوم، التي تتّهم الموساد والمؤيدين لإسرائيل بدفع الولايات المتحدة للحرب مع إيران، ليست منقولة من وكالات الأخبار والصحف الموالية للحكومة الإيرانية، لكنها نابعة من حلفاء مقربين للرئيس دونالد ترامب وأنصاره". 

وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنه: "في الأسبوع الماضي، استضاف المذيع المحافظ، تاكر كارلسون، مسؤولا بارزا في وزارة الدفاع، زعم أنه جرى التخلص منه بسبب ما نظر إليه كعقبة أمام ضرب أمريكا لإيران". 

وبحسب المصدر نفسه، فإنه: "قد عزل كبير مستشاري وزير الدفاع بيت هيغسيث، دان كالدويل، من البنتاغون، في وقت سابق من هذا الشهر، بتهمة تسريب معلومات سرية حول استخدام هيغسيث لتطبيق الدردشة سيغنال، وفقا لعدة وسائل إعلام". 

وأوضح: "لكن كارلسون، الذي يتمتع بوصول لا مثيل له إلى ترامب، رد قائلا إن هذا ليس صحيحا، إذ أبرز لكالدويل: "ربما ارتكبت خطأ مهنيا واحدا عندما أجريت مقابلات مسجلة تصف فيها آراءك في السياسة الخارجية؛ وهي آراء  بعيدة عن التيار السائد بين دعاة الحرب في واشنطن".

وتابع: "ثم قرأت فجأة أنك خائن"؛ ويوم الأحد، قال كلايتون موريس، وهو محافظ آخر ومذيع سابق في قناة "فوكس نيوز" إنّ: "الأصوات المؤيدة لإسرائيل "تبذل قصارى جهدها" لتدمير "الفريق المناهض للحرب" الذي شكله ترامب في البنتاغون".

ووفق التقرير، فإن موريس، في إشارة إلى برنامجه، قال: "علمنا هنا في "ريداكتد" (اسم البودكاست) أن عملاء سابقين في الموساد الإسرائيلي يبذلون جهودا مضاعفة على وسائل التواصل الاجتماعي، وخلف الكواليس، في محاولة لتشويه سمعة وزير الدفاع بيت هيغسيث؛ مع أنه لم يذكر أسماء من أطلق عليهم العملاء السابقين".

إلى ذلك، يقول ماثيوز إنّ: "إدارة ترامب موزعة بين الجمهوريين التقليديين مثل وزير الخارجية، ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي، مايك والتز، ودعاة "أمريكا أولا" الانعزاليين مثل مديرة طاقم البيت الأبيض، سوزي وايلز، ومديرة الأمن القومي، تولسي غابارد".

وأشار إلى أنه: "من أبرز المدافعين عن ترامب في وسائل الإعلام، والذين يمارسون نفوذا واسعا في إيصال رؤيته للعالم، شخصيات إعلامية مثل كارلسون ومستشاره السابق ستيف بانون". 


وبيّن التقرير أنّ: "إقالة كالدويل ومسؤولين كبيرين آخرين في البنتاغون، يبدو أنها قد حفّزت الانعزاليين من أصحاب شعار "أمريكا أولا". ويعتبر انتقادهم للأصوات المؤيدة لإسرائيل وعملاء الموساد السابقين أمرا غير مسبوق داخل الحزب الجمهوري. ويعكس هذا مدى إبعاد ترامب للحزب الجمهوري عن رؤيته التقليدية والمتشددة في الشؤون العالمية". 

وأكّد: "خصت شخصيات مؤيدة لترامب، ميراف سيرين بالنقد، وهي مرشحة لتولي ملفي إيران وإسرائيل في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض. ولدت سيرين في حيفا وعملت في وزارة الدفاع الإسرائيلية"، مردفا أنه في برنامجه، قال موريس، الذي شارك هيغسيث في تقديم برنامج إخباري صباحي على قناة "فوكس نيوز"، إن "مايك والتز، المحافظ الجديد، قد وظف الآن مواطنة مزدوجة الجنسية ومسؤولة سابقة في الجيش الإسرائيلي للعمل تحت إمرته". 

وأبرز: "تعكس التغطية الإعلامية موجة متزايدة في الولايات المتحدة، والنظر إلى إسرائيل بعين الشك، وهو الاتجاه الذي تزايد منذ الهجمات التي قادتها حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل، والتي أشعلت شرارة الغزو الإسرائيلي لغزة وحربا واسعة في الشرق الأوسط".

واسترسل التقرير: "في أحدث استطلاع نشره مركز بيو  في نيسان/ أبريل وأظهر أنه لدى نسبة 53% من الأمريكيين مواقف سلبية من إسرائيل، بزيادة عن 42% في آذار/ مارس 2022. وكان هذا التحول في المشاعر السلبية واضحا بين الجمهوريين الشباب دون سن الخمسين، الذين يميلون أكثر لمتابعة برامج البودكاست مثل برنامج "ريداكتد" لموريس وبرنامج كارلسون". 


ووفق التقرير الذي ترجمته "عربي21" فإنّ "هذه الانتقادات تأتي في الوقت الذي يحاول فيه ترامب التوفيق بين غرائزه القوية في السياسة الخارجية، وتعهده بالامتناع عن إشعال حروب جديدة في الشرق الأوسط. أما فيما يتعلق بإيران، فقد وجد أقرب مبعوثي ترامب في تناقض مع أنفسهم".  

"اقترح مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، والذي برز كمفاوض بارز عن إدارة ترامب، في وقت سابق من هذا الشهر أن واشنطن قد تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة" تابع التقرير ذاته.

وأضاف: "بعد ردة فعل عنيفة على تصريحاته من الأصوات المؤيدة لإسرائيل، غيّر ويتكوف موقفه قائلا إن طهران "يجب أن تتوقف وتفكك" برنامجها للتخصيب النووي بالكامل". 

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال روبيو، إنّ: "الولايات المتحدة قد توافق على اتفاق يسمح لإيران بالاحتفاظ ببرنامجٍ نووي مدني، طالما أوقفت التخصيب، وحصلت عليه من الخارج بدلا من تخصيبه محليا". 
واختتم التقرير بالقول إنه: "في آخر جولة من المباحثات، التقى فريقان فنيان أمريكيان وإيرانيان في عمان يوم السبت، وقال ترامب للصحفيين، الاثنين، إنّ المحادثات تسير بشكل جيد للغاية وأنه سيتم إبرام اتفاق هناك، وسنحصل على شيء ما دون الحاجة إلى البدء في إلقاء القنابل في كل مكان".

مقالات مشابهة

  • ترامب: يجب وقف جميع مشتريات النفط من إيران
  • كاتس يحذر الرئيس السوري أحمد الشرع
  • ترامب: تغيير الاقتصاد الأمريكي يحتاج إلى وقت ولن يتم في بضعة أيام
  • منتدى الأمن العالمي بالدوحة يبحث مستقبل سوريا والعدالة الانتقالية
  • فيديو لزعيم دروز إسرائيل يتحدث عن تغيير قريب في سوريا
  • الرئيس الإسرائيلي: عازمون على منع إيران من امتلاك أسلحة نووية
  • MEE: ما سر مهاجمة أنصار ترامب وحلفائه الموساد ودعاة الحرب مع إيران؟
  • نبش قبر الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد بعد شهور على إحراقه (شاهد)
  • ترامب يقلب نظام الاقتصاد العالمي في أول 100 يوم من حكمه
  • رئيس "أميركا أولا" يقلب "النظام العالمي" ويثير قلق الحلفاء