العواري: القرآن كتاب الله وتشكيك الحداثيين فيه محض كذب وافتراء
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
عقد الجامع الأزهر، اليوم الثلاثاء، الملتقى الأسبوعي "ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة"، تحت عنوان: "التأويل الحداثي للوحي الإلهي.. رؤية إسلامية"، بحضور الدكتور عبد الفتاح العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة، والدكتور محمود الصاوي، الوكيل السابق لكليتي الدعوة والإعلام الديني بجامعة الأزهر، وأدار الحوار الدكتور أحمد الطباخ، عضو المكتب الفني بالجامع الأزهر الشريف.
وقال الدكتور عبد الفتاح العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة، إن أمتنا الإسلامية تواجه بين الفينة والأخرى بعض الفئات الشاردة، التي تعلو أصواتها تحت دعوى التجديد، الذي هو في حقيقته تبديد، فهم لا يؤمنون بالحقائق الثابتة التي أخبرنا بها الله تعالى ولكن يفسرون الأمور حسب أهوائهم، أما نحن فلدينا اليقين بالله تعالى انطلاقا من إيماننا الجازم القائم على الدليل من الكتاب والسنة، والذي هو قوام الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه وجميع الغيبيات التي أخبرنا بها.
وأوضح أن الحداثة قد نظرت إلى كتاب الله تعالى كنظرة النقاد للكتب البشرية، بهدف إخضاعه للنقد لتشكيك المؤمنين به، زاعمين أن الوحي عبارة عن معاني نفسية وليست قوة خارجية، وهذا فكر خاطئ بالدليل من القرآن في قوله تعالى: " وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا"، فالقرآن كتاب الله، وتشكيكهم فيه محض كذب وافتراء، مؤكدا أنهم يريدون سلخ الأمة عن هويتها حتى يهون عليها التفريط في الدين وكتاب الله، فتصبح الأمة ضعيفة مستسلمة يسهل السيطرة عليها وعلى مقدراتها وخيراتها، وما نراه الآن من ضعف ما هو إلا ثمرة مرة للحداثة، مشيرا إلى أن التقدم الحضاري ما هو إلا نتاج أقلام من كتبوا التراث في تاريخنا الإسلامي، فالعالم لم يعرف التقدم ولا الحضارة إلا بأقلام علماء المسلمين، محذار الشباب من الأفكار الخبيثة والماكرة للحداثة.
من جهته، قال الدكتور محمود الصاوي، الوكيل السابق لكليتي الدعوة والإعلام بجامعة الأزهر، إن التأويل هو التفسير والبيان، ومنه ما هو محمود ومنه ما هو مذموم، والتأويل الحداثي للقرآن هو التأويل المذموم، وله علامات وأمارات يجب الانتباه لها، ومن أهمها عدم الالتزام باللغة العربية، وعدم الالتزام بسياق النص، ومخالفة النصوص الصريحة، وتقديم العقل على النقل وغيرها من العلامات التي يسهل تمييز التأويل المذموم بها، مؤكدا أن التأويل الحداثي يهدف إلى تضليل الناس وتشويه الإسلام والخروج عن مقاصد الشرع.
وبين، أن الحداثة هي القطيعة مع التراث، وأن هناك خلط بين الحداثة والتحديث، فالإسلام هو أول من نادى بالتحديث والأخذ بأسباب النهضة والتقدم، ونحن مع التحديث، لكننا ضد الحداثة التي تقوم على محاور أهمها القطيعة مع الدين، والتمرد على القيم والدعوة للتقليد الأعمى، لافتا أن للحداثة محاور أهمها الأنسنة، أي نزع القداسة عن الوحي الإلهي، والعقلنة، أي إعمال العقل فيه رغم قصوره، والأرخنة، أي ربط الأحكام الفقهية والشرعية بسياقات تاريخية وزعم أنها لم تعد تصلح لزماننا، على عكس الحقيقة.
ويعقد "ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة" يوم الثلاثاء من كل أسبوع، في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبتوجيهات من الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، وإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، حيث كان بمسمى "شبهات وردود" وتم تغييره لملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، بعد نجاحه طوال شهر رمضان والذي كان يعقد يوميًا عقب صلاة التراويح، ويتناول هذا الملتقى في كل حلقة قضية تهم المجتمع والوطن، والعالَمَين العربي والإسلامي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شبهات وردود القرآن الكريم الجامع الأزهر الحداثيين المزيد المزيد الله تعالى
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر: الدنيا دار فناء وما في أيدينا أمانة سنردها
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن الحياة الدنيا ليست دار بقاء، بل هي مرحلة عابرة لكل إنسان، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما في الدنيا ضيف، وما في يده عارية، والضيف مرتحل، والعارية مؤداة".
وأوضح “داود”، في تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن هذا الحديث النبوي الشريف يعكس بلاغة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يشبه الإنسان بالضيف الذي يحل لفترة قصيرة ثم يرحل، وما يملكه من مال ومتاع بالعارية التي لا بد أن تُرد إلى صاحبها، مما يعزز مفهوم عدم التعلق بالدنيا وضرورة الاستعداد للآخرة.
وأضاف رئيس جامعة الأزهر أن هذه القاعدة تشمل جميع البشر دون استثناء، فكما قال الشاعر لبيد بن ربيعة: "وما المالُ والأهلونَ إلا ودائعُ .. ولا بدَّ يومًا أن تُرَدَّ الودائعُ".
ودعا أن يرزق الله الجميع حسن الاستفادة من أوقاتهم في الدنيا، والاستعداد للقاء الله عز وجل، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
رئيس جامعة الأزهر: القرآن يصوّر المنافقين بأبلغ التشبيهات ويحذر من نفاق القلوب
لماذا شبه القرآن الفجر بالخيط الأبيض والليل بالأسود؟| رئيس جامعة الأزهر يوضح
رئيس جامعة الأزهر: اليد العليا تملك العلم والإنتاج و السفلى تعيش عالة
رئيس جامعة الأزهر يستعرض إعجاز القرآن الكريم في وصف تعاقب الليل والنهار
وكان الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أكد أن القرآن الكريم مليء بالصور البلاغية العميقة التي تحمل معاني دقيقة ومؤثرة، مشيرًا إلى أن الاستعارة في آيات القرآن تحمل دلالات بليغة تعكس روعة النظم القرآني.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر، خلال تصريحات تلفزيونية، أن من أروع صور الاستعارة في القرآن الكريم قوله تعالى: "إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ"، حيث استُعير وصف العقم، الذي يطلق في الأصل على المرأة التي لا تنجب، للريح المهلكة، للدلالة على أنها لم تُبقِ أحدًا من قوم عاد، كما أن المرأة العقيم لا تُبقي نسلًا بعدها.
وأشار إلى أن هذه الاستعارة قسمت الريح إلى نوعين: ريح ولود، وهي التي تلقح الشجر وتنزل المطر، وريح عقيم، وهي التي لا تلقح شجرًا ولا تنزل مطرًا، مما أنشأ علاقة بين النساء والريح في التصوير البلاغي.
وتطرّق رئيس جامعة الأزهر إلى الاستعارة في قوله تعالى: "فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ"، حيث شبّه ما أصاب القرية من ألم وضُر بسبب الجوع والخوف باللباس الذي يغطي الجسم تمامًا، مما يعكس شمول البلاء لجميع أهل القرية.
وأشار إلى دقة اختيار الألفاظ في النظم القرآني، حيث لم يقل "فكسَاها الله لباس الجوع والخوف"، لأن الكسوة تدل على الغطاء الخارجي فقط، بينما اللباس يشير إلى التغلغل والتأثير العميق، مؤكدًا أن القرآن الكريم اختار اللفظ الأبلغ الذي يعبر عن شدة المعاناة التي أصابت القوم.