معقل حزب الله في سوريا.. ماذا حلّ بمدينة القصير؟
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
كتب موقع "الحرة": في عام 2012 اختار حزب الله مدينة القصير السورية بوابة لتدخله العسكري من أجل تقديم الدعم على الأرض لقوات نظام الأسد، وبعد 12 عاما من هذا التاريخ لعبت هذه المدينة دورا مماثلا لكن بصورة مختلفة وبالاتجاه المعاكس. فبعد معارك استمرت لأكثر من 3 أيام دخلتها فصائل من المعارضة المسلحة، قبل يومين، ضمن عمليات عسكرية أوسع وصلت من خلالها إلى أبواب العاصمة دمشق، وأدت في النهاية إلى سقوط نظام الأسد.
ويقول باحثون سوريون تحدثوا لموقع "الحرة" إن دخول فصائل المعارضة إلى القصير الحدودية مع لبنان بمثابة ضربة لـ"حزب الله"، لكنها لا تضاهي حجم الضربة الأكبر، بسقوط نظام الأسد كاملا.
وفي المقابل، يوضحون أن دخول الفصائل المسلحة المدينة المذكورة لا يعني السيطرة الكاملة عليها في الوقت الحالي، خاصة أن حزب الله كان حولها لسنوات طويلة إلى حديقة خلفية وشريان حيوي للحصول على الإمدادات من السلاح.
"السيطرة تتطلب وقتا"
وتضم القصير مركز مدينة وتقع في محيطها أكثر من 80 قرية وبلدة، ورغم أن نفوذ حزب الله قبل سقوط نظام الأسد كان يشمل أيضا مناطق أخرى تقع على الحدود السورية-اللبنانية، إلا أن المدينة تحظى برمزية عسكرية ومعنوية في آن معا.
وكانت سيطرة الحزب على القصير بعد 2012 قد فتحت لها الكثير من الأبواب داخل سوريا، وصولا إلى المناطق الحدودية مع العراق. وليس ذلك فحسب طالما كان أمين حزب الله السابق، حسن نصر الله يتغنى بـ"الانتصارات" التي حققوها هناك.
ويرى الباحث السوري في مركز "عمران للدراسات الاستراتيجية"، نوار شعبان، أن "إتمام سيطرة الفصائل المسلحة على القصير سيأخذ وقتا أطول ولن يكون بشكل سريع".
علاوة على ذلك، ما تزال الكثير من المستودعات التابعة للحزب هناك، وقد يكون من الصعب اكتشافها في وقت قصير، لاسيما أنها تحولت قبل شهرين لهدف متكرر للجيش الإسرائيلي.
ويضيف الباحث لموقع "الحرة": "بحسب ما وصلني فإن تمركز فصائل المعارضة في القصير مازال حذرا"، دون أن يشمل ذلك الطرقات الواصلة إليها، والتي تنطلق في غالبيتها من مركز مدينة حمص.
وكان حزب الله دفع الكثير في معركة القصير ضد فصائل "الجيش السوري الحر"، بعد 2012، واتبع ذات الإجراء بالتدريج ليوسع نفوذه إلى عموم المناطق السورية، في وقت كانت تتقاطر قوافل المجموعات القادمة من إيران.
لكن بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية في جنوب لبنان تغيّر كل شيء ليس فقط على مستوى وجود حزب الله في سوريا، بل على مستوى الأراضي اللبنانية التي كانت ينتشر فيها، وأبرزها الضاحية الجنوبية.
ولم تكن العمليات العسكرية التي جرت بشراسة لأكثر من شهرين متركزة فقط على ضرب حزب الله في معاقله، بل تحولت بالتوازي إلى سوريا، لتبدأ إسرائيل بضرب ما تقول إنه "طرق إمداد حزب الله".
وتمر غالبية طرق الإمداد التي كان يعتمد عليها حزب الله من مدينة حمص وتصل إلى القصير لتخترق بعدها الحدود السورية-اللبنانية.
ويوضح الشاب السوري، محمد الزهوري، الذي عاد إلى القصير قبل يومين في أعقاب سقوط نظام الأسد وتمدد سيطرة الفصائل المسلحة على عموم المناطق السورية أن مدينته "أشبه بخراب".
ويقول لموقع "الحرة": "تغيّر فيها كل شيء. نرى الدمار القديم الذي خلفته العمليات العسكرية وخرابا جديدا أحدثته الضربات الإسرائيلية على مستودعات ونقاط تمركز.
ونشرت الفصائل المسلحة، خلال اليومين الماضيين، حواجز أمنية على الطرقات الواصلة إلى القصير، لكنها ما تزال هذه الجماعات بعيدة عن إتمام السيطرة كاملة على المدينة وأريافها، وفق الزهوري. (الحرة)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الفصائل المسلحة نظام الأسد إلى القصیر حزب الله
إقرأ أيضاً:
بعد غزة ولبنان وسقوط الأسد... ماذا بعد؟
بعد هجوم "طوفان الأقصى" الذي شنّته حركة "حماس" في 7 تشرين الأوّل 2023، تسارعت الأحداث في الشرق الأوسط، حيث ساهمت الحرب بين "حزب الله" وإسرائيل بإضعاف "المقاومة الإسلاميّة"، ومن ثمّ سقط نظام بشار الأسد في سوريا بعد أيّام قليلة من وقف إطلاق النار في لبنان، في إشارة إلى أنّ دور إيران في المنطقة آخذ في الانحسار، وقد تكون هناك دولٌ جديدة في عين العاصفة قريباً، من أجل الحدّ من السيطرة الإيرانيّة. ويقال إن مُشاركة إيران و"حزب الله" في إسناد غزة كانت "دعسة ناقصة". فقد أضعفتهما الحرب مع إسرائيل كثيراً، لدرجة أنّهما لم يقدرا على الدفاع عن حليفهما في سوريا بشار الأسد، فخسرا بلداً مهمّاً جدّاً لهما في المنطقة، وقد بدأ الجيش الإسرائيليّ باحتلال أراضٍ سوريّة وباستهداف مواقع الأسلحة التابعة للجيش السوريّ، كيّ لا تصل إلى أيدي الفصائل المسلّحة من المُعارضة، ما يعني أنّ تل أبيب تعمد إلى إضعاف كافة الدول في جوارها، وتُفقدها قدراتها العسكريّة كيّ لا تُشكّل خطراً عليها في المستقبل. وبعد تراجع قوّة "حزب الله" بشكل لافت بعد الحرب، وخسارته سوريا التي كانت المعبر لإيصال السلاح له، لا يزال العراق واليمن يُشكّلان مشكلة لإسرائيل والولايات المتّحدة الأميركيّة، فالفصائل العراقيّة المُواليّة لإيران، إضافة إلى أن الحوثيين لا يزالون يُطلقون الطائرات المسيّرة باتّجاه تل أبيب، مما يؤشر إلى أن النفوذ الإيرانيّ لا يزال كبيراً في هذين البلدين، ما قد يعني أنّ الحرب قد تطالهما قريباً جدّاً. وقد باتت إسرائيل الآن قادرة على التعامل مع "حزب الله العراقيّ" والحشد الشعبيّ وغيرهما من الفصائل في العراق، كيّ تتوقّف عن استهداف المستوطنات الإسرائيليّة، والأمر عينه ينطبق على الحوثيين في اليمن، فالجيش الإسرائيليّ وأميركا وبريطانيا يستطيعون التحرّك ضدّ أهدافٍ يمنيّة، وضرب قدرات "أنصار الله" وإنهاء الوجود الإيرانيّ على الأراضي اليمنيّة. والهدف الإسرائيليّ والأميركيّ من خارطة الشرق الأوسط الجديد هو عزل إيران وإنهاء هيمنتها على بعض الدول العربيّة، وهذا نجح في لبنان عبر تقليص قدرات "حزب الله" واغتيال قادته، كذلك في سوريا وقبلهما في غزة، عبر تدمير القطاع الفلسطينيّ والتحدّث عن مُخطّط لتهجير أكبر عدد من الغزاويين واحتلال أراضٍ إضافيّة. ويبقى العراق واليمن حيث تنشط طهران، ولا يستبعدّ محللون عسكريّون أنّ يكون البلدان المذكوران الهدف التالي لتل أبيب وواشطن. كذلك، فإنّ إيران ستكون أيضاً في خطر بحسب المحللين. فالرئيس الأميركيّ المُنتخب دونالد ترامب من أشدّ الداعين إلى استهداف البرنامج النوويّ الإيرانيّ، وقد يحصل هذا الأمر لمنع طهران من الحصول على سلاح ردعٍ بوجه كلّ من تل أبيب وواشنطن. أمّا السيناريو الثاني بحسب المحللين العسكريين، فهو حصر نفوذ نظام الخامنئي في طهران وإضعافه هناك عبر زيادة العقوبات الاقتصادية عليه، ومنع إيران من التمدّد مُجدّدا إلى دول الجوار. فالحرب على "حزب الله" و"حماس" وسقوط الأسد، وإمكانيّة نقل النزاع إلى العراق واليمن عوامل تَحُدّ من التأثير الإيرانيّ على بلدان المنطقة. وهناك سيناريو ثالث قد تعتمده الولايات المتّحدة في إيران، وهو إعادة إشعال الاحتجاجات الشعبيّة المُعارضة لحكم الخامنئي، فهذا الأمر نجح عند الإطاحة بشاه إيران. وقد تكون الحركة المُسلّحة الأخيرة التي شهدتها سوريا، بداية البدايات. المصدر: خاص "لبنان 24"