حذر جير بيدرسن، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، إسرائيل من مواصلة غاراتها الجوية وغزوها البرى للأراضى السورية، وقال إن أفعالها تنتهك اتفاق 1974 بين إسرائيل وسوريا، وقال فى مؤتمر صحفى فى جنيف: «أنا لست على اتصال بالإسرائيليين، ولكن بالطبع، الأمم المتحدة فى نيويورك على اتصال بهم، كما أن قوات حفظ السلام فى مرتفعات الجولان على اتصال يومى بالإسرائيليين».

وأضاف المبعوث الأممى أن «الرسالة من نيويورك هى نفسها، إن ما نراه هو انتهاك لاتفاقية فك الارتباط لعام 1974، لذا فمن الواضح أننا، مع زملائنا فى نيويورك، سنتابع هذا الأمر عن كثب فى الساعات والأيام المقبلة»، وأضاف أنه لم يكن أحد يتوقع ما حدث فى سوريا خلال الأيام القليلة الماضية، واعتبر أن «توحيد الفصائل السورية سيكون نقطة انطلاق نحو سوريا جديدة».

ونقلت صحيفة «الجارديان» البريطانية عن «بيدرسن» قوله إن «الوضع يتغير بسرعة بعد سقوط نظام الأسد، وسوريا الآن فى مفترق طرق، ومن الضرورى عدم رؤية أى نزاع بين الفصائل السورية»، وتابع بقوله: «نأمل فى تحقيق الاستقرار والأمن فى سوريا، النزاع فى الشمال لم ينته بعد، وندعو إلى الهدوء فى تلك المنطقة، كما يجب وقف التحركات الإسرائيلية والقصف المتواصل على الأراضى السورية، ونؤكد ضرورة حماية المدنيين»، وأضاف: «يجب الحفاظ على المؤسسات العامة فى سوريا، ومواصلة العمل على نزع فتيل النزاع، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية، ونعمل على زيادة الدعم الإنسانى لتحقيق الإنعاش الاقتصادى، وسنواصل جهودنا من أجل عودة اللاجئين».

وشدد المبعوث الأممى على أنه يجب تنفيذ ترتيبات منظمة وشاملة تتمتع بالمصداقية، وتضمن تمثيلاً أوسع من المجتمع السورى بأطيافه كافة، وقال: «أهم اختبار فى سوريا الآن هو تنفيذ ترتيبات انتقالية شاملة فى دمشق، تشمل المجتمع السورى، حتى يمكن تحقيق بداية جديدة»، وأكمل حديثه قائلاً: «الوضع فى سوريا لم يستقر بعد، السوريون أمامهم فرصة حقيقية عليهم استغلالها، بدعم من الأمم المتحدة والمجتمع الدولى»، مؤكداً أن «سوريا لديها فرص كبيرة ولكن بمخاطر كبيرة أيضاً، ويجب النظر إلى الجانبين»، كما أنه ما زالت هناك بعض القضايا التى تتعلق بالنظام والأمن فى سوريا، يجب النظر إليها.

وتابع: «إذا وحّدنا المجتمع، قد تكون نقطة انطلاقة لسوريا جديدة، وسنرى وحدة فى المجتمع الدولى لدعم الانتقال السورى، والتفكير فى زيادة الدعم الإنسانى، ثم يبدأ الانتعاش الاقتصادى، إلى جانب عودة اللاجئين السوريين، وتحقيق العدالة، وهو ما يحتاج إلى تعاون الأطراف الدولية والسورية»، مؤكداً أن الأمم المتحدة ستبذل قصارى جهدها للمساعدة على ذلك.

وفى وقت سابق، أعلن التليفزيون الرسمى السورى سقوط نظام بشار الأسد، وبث التليفزيون شاشة حمراء كُتب عليها: «انتصار الثورة السورية العظيمة وإسقاط نظام الأسد»، وذلك بعد اشتباكات بين فصائل المعارضة السورية والجيش النظامى على مدار 11 يوماً، كما بث التليفزيون السورى بياناً للعمليات العسكرية، حثّ فيه الشعب على ضرورة الحفاظ على جميع ممتلكات الدولة السورية، وعدم الاقتراب من المؤسسات العامة، التى ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السورى، حتى يتم تسليمها رسمياً.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سوريا لبنان غزة الاحتلال دمشق فلسطين بيروت إسرائيل الأمم المتحدة فى سوریا

إقرأ أيضاً:

المنظمة السورية للطوارئ قلقة من التضليل المتعلق بأحداث الساحل

أعربت المنظمة السورية للطوارئ عن بالغ قلقها إزاء حملة الإعلام المضللة التي تنشر أخبارا كاذبة عن أحداث العنف التي شهدتها منطقة الساحل السوري الأسبوع الماضي.

وقالت المنظمة في بيان نشرته على منصة "إكس"، أمس الأربعاء، إنها تعرب عن بالغ قلقها حيال الحملة الإعلامية المضللة التي تهدف إلى تأجيج الفتنة الطائفية في سوريا من خلال نشر مزاعم كاذبة تتحدث عن استهداف ممنهج تمارسه الحكومة ضد الأقليات الدينية.

وشدد البيان على أن "أعمال العنف جرى تنفيذها من قبل فصائل مسلحة منفلتة"، وأن "القوى الأمنية كانت في طليعة الجهود الرامية لحماية السكان واحتواء الموقف في مواجهة محاولات فلول النظام السابق إثارة الفوضى وتأجيج الصراع الطائفي".

ولفت إلى أن "هذه الادعاءات تروج لها جهات مرتبطة بنظام الأسد وتضخمها بعض وسائل الإعلام، وتهدف إلى تشويه الحقائق الميدانية وعرقلة الجهود الرامية إلى استعادة الأمن والاستقرار في البلاد".

رفض التحريض الطائفي

ودعا البيان جميع الأطراف إلى ضبط النفس ورفض كل أشكال التحريض الطائفي التي تسعى إلى تأجيج الصراع وإعادة البلاد إلى دوامة العنف.

كما أعرب البيان عن دعم المنظمة لكافة الجهود الرامية إلى تحقيق العدالة وتعزيز المصالحة الوطنية وبناء مستقبل تسوده المواطنة المتساوية، بعيدا عن رواسب الماضي وصراعاته.

إعلان

وفي السادس من مارس/آذار الجاري، شهدت منطقة الساحل السوري توترا أمنيا على وقع هجمات منسقة لفلول نظام الأسد، هي الأعنف منذ سقوطه، ضد دوريات وحواجز أمنية، ما أوقع قتلى وجرحى.

وإثر ذلك، استنفرت قوى الأمن والجيش ونفذت عمليات تمشيط ومطاردة للفلول، تخللتها اشتباكات عنيفة سقط فيها قتلى من رجال الأمن والجيش والمدنيين، وانتهت باستعادة الأمن والاستقرار وبدء ملاحقة الفلول وضباط النظام البائد في الأرياف والجبال.

يُشار أنه بعد إسقاط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، أطلقت السلطات السورية مبادرة لتسوية أوضاع عناصر النظام السابق، من الجيش والأجهزة الأمنية، شريطة تسليم أسلحتهم وعدم تلطخ أيديهم بالدم.

واستجاب عشرات الآلاف لهذه المبادرة، بينما رفضتها بعض المجموعات المسلحة من فلول النظام، لا سيما في الساحل السوري، حيث كان يتمركز كبار ضباط نظام الأسد.

ومع مرور الوقت، اختارت هذه المجموعات الفرار إلى المناطق الجبلية، وبدأت بإثارة التوتر وزعزعة الاستقرار وشن هجمات متفرقة ضد القوات الحكومية خلال الأسابيع الماضية.

مقالات مشابهة

  • مجلس الأمن يدعو لحماية الجميع في سوريا
  • ماذا قالت روسيا عن قادة سوريا الجدد باجتماع مغلق لمجلس الأمن؟
  • الدبلوماسية السورية في عهد جديد.. أين تقف دمشق من العالم؟
  • المنظمة السورية للطوارئ قلقة من التضليل المتعلق بأحداث الساحل
  • رغم سقوط الأسد.. مصانع الكبتاغون تتجذر في الشرق الأوسط
  • الكشف عن الدور الأمريكي حول ابرام أكراد سوريا اتفاق مع الحكومة السورية
  • الأمم المتحدة: 17 مليون شخص يواجهون الجوع في اليمن
  • الأمم المتّحدة ترحّب باندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الجمهورية العربية السورية
  • سانا تستطلع الآراء في دمشق حول الإتفاق بين الحكومة وقوات سوريا الديمقراطية: أمل جديد بوحدة الأراضي السورية
  • الأمم المتحدة تدعو إلى إنهاء معاناة السكان غرب سوريا