عودة «نصر سكاي».. أولى ثمار تحرك الدولة نحو التصنيع

عملت الدولة على إعادة إحياء شركة «النصر للسيارات»، وعلامتها التجارية العريقة فى إطار التوجه العام لدعم الصناعة الوطنية وإحلال الواردات وتوطين تكنولوجيا صناعة السيارات، وتعزيز نسبة المكون المحلى فى المنتجات، والالتزام بمعايير الجودة ووضع خطة تسويقية. كل ذلك يصب فى تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، وتماشياً مع استراتيجية الدولة نحو التنمية المُسْتَدَامَة ورؤية مصر الصناعية المستقبلية، وتلبية لاحتياجات السوق المحلية والتصدير للخارج.

وجاءت أوتوبيسات «نصر سكاى» الجديدة، أولى ثمار تحرك الدولة نحو التصنيع المحلى، وفقاً للبيانات الرسمية، فاستأنفت شركة النصر عملها بإنتاج الأوتوبيسات بمصنعها رقم 3 بمواصفات عالمية، بعد توقف دام 15 عاماً، حيث يجرى العمل على أوتوبيسات ذات جودة عالية تعتمد على أحدث التقنيات العالمية، ما يعزز من مكانتها كشريك رئيسى فى قطاع النقل. وتبلغ نسبة التصنيع المحلى فى أوتوبيس «نصر سكاى» نحو 50%، ومن المستهدف الوصول إلى نسبة 60% خلال عام 2025 وتصل إلى 70% فى 2026.

وتبلغ سعة «نصر سكاى» 49 راكباً، ويبلغ طول الأوتوبيس 12 متراً، ويتميز بأنه اقتصادى جداً فى استهلاك الديزل، حيث تم استخدام محرك ديزل نظراً لأن الأوتوبيس مخصص للرحلات الطويلة التى تحتاج إلى كفاءة عالية فى استهلاك الوقود، ويوفر حوالى 10% من استهلاك الوقود، كما تم تسليم الدفعة الأولى إلى شركات تابعة لوزارة النقل خلال احتفالية شركة النصر بعودتها للإنتاج. وتستهدف «النصر للسيارات» إنتاج أوتوبيس واحد يومياً، ما يعادل نحو 300 سنوياً، كما تسعى الشركة إلى تنفيذ خطة توسعية لزيادة الإنتاج إلى 600 أوتوبيس سنوياً بحلول عام 2026، على أن يتضاعف الإنتاج لاحقاً ليصل إلى 1500 أوتوبيس سنوياً بحلول عام 2027، حيث يُنتظر أن تسهم الأوتوبيسات المصنوعة محلياً فى توفير فرص عمل جديدة وتعزيز الاقتصاد الوطنى، ومع توقيع عقود جديدة واستثمارات استراتيجية، وتتجه الأنظار نحو شركة النصر لتكون رائدة فى صناعة النقل، ما يفتح آفاقاً جديدة أمام الابتكار والتطوير فى هذا القطاع الحيوى.

ووقّعت «النصر للسيارات» اتفاقاً مع شركة «يوتونج» الصينية لتصدير هذه النوعية من الأوتوبيسات للأسواق العربية والأفريقية، حيث اتفقت الشركة مع الشريك الصينى على خطة لتصدير الأوتوبيسات إلى الأسواق المجاورة فى النصف الثانى من العام القادم 2025، بعد الوصول إلى نسبة 60% من المكون المحلى فى الإنتاج. وتستهدف شركة النصر لصناعة السيارات التوسع فى أسواق المنطقة، مع تعزيز القدرة الإنتاجية والتوسع فى تصنيع طرازات متنوعة من الأوتوبيسات، بما يتماشى مع الاحتياجات المحلية والإقليمية.

كما وقعت «النصر للسيارات» وشركتا ترون تكنولوجى السنغافورية التايوانية، ويور ترانزيت الإماراتية عقد تأسيس شركة مساهمة، فى إطار تعزيز أوجه الشراكة مع القطاع الخاص وجذباً لمزيد من الاستثمارات الأجنبية، وذلك بغرض تصنيع أول مينى باص كهربائى «يسع لنحو 24 راكباً»، وذلك للخدمة داخل المدن والقطاع السياحى، وذلك بطاقة إنتاجية تصل إلى نحو 300 أوتوبيس، بالإضافة إلى إقامة خط لإنتاج البطاريات الكهربائية بقدرة إنتاجية 600 بطارية فى عام 2026، كما أنه من المقرر أن يبدأ الإنتاج اعتباراً من منتصف العام القادم، على أن يتم مضاعفة هذه الأعداد بداية من عام 2027. كما لم تغفل الشركة عن «سيارات الركوب»، حيث تم الاتفاق مع إحدى كبريات الشركات الصينية فى مجال تصنيع السيارات، وتم اختيار عدد 3 موديلات تعمل بالكهرباء وأخرى بالبنزين.

من جانبه، قال المهندس محمد شيمى، وزير قطاع الأعمال العام، إن الوزارة تعمل وفق استراتيجية شاملة لتحقيق رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، وبرنامج عمل الحكومة، ووثيقة سياسة ملكية الدولة، وتشمل هذه الاستراتيجية تطوير شركة النصر للسيارات مع التركيز على توطين التكنولوجيا الحديثة بما يتماشى مع التطورات العالمية، بجانب تعزيز المكون المحلى، وتحقيق معايير الجودة والاستدامة والتوافق البيئى.

وأكد الوزير أن إعادة تشغيل هذه القلعة الصناعية ليست مجرد حدث صناعى عابر، بل هى انطلاقة جديدة نحو تحقيق طموحات مصر فى مجال صناعة السيارات، كما أن إعادة تشغيل شركة النصر للسيارات، تعد مناسبة ولحظة تاريخية تعكس إرادة الدولة القوية فى النهوض بالصناعة الوطنية.

المصدر: الوطن