ميديا بارت: أقصى اليمين الفرنسي ونظام الأسد.. 15 عاما من التقارب
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
قال موقع "ميديا بارت" إن قادة حزب التجمع الوطني الفرنسي وبعض المقربين من زعيمته مارين لوبان زادوا من زيارات المجاملة للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد منذ بداية الثورة السورية، بعد أن رأوا فيه حصنا ضد الإسلاميين والهجرة، دون أي اعتبار لمصير الشعب السوري.
وأشار الموقع -في تقرير بقلم يومي كزوف ولوسي ديلابورت- أن مارين لوبان لم ترد بعد على سقوط بشار الأسد لا بصوت ولا بصورة، وأن حزبها حافظ على علاقات ودية مع "جزار دمشق" لسنوات، لسبب وجيه وهو أنه حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي ينظر إليه حزب التجمع الوطني على أنه حصن ضد "الإسلام المتطرف".
ومثل زعيمته، لم يكن لدى رئيس الحزب جوردان بارديلا أي كلمات موجهة للمدنيين السوريين المحررين من نير الأسد، واكتفى بالأسف على "سقوط نظام بشار الأسد الذي تخلى عنه داعموه الداخليون والخارجيون، وتسليم البلاد للمليشيات الإسلامية".
وكان بارديلا نفسه قد قال عام 2021، إن "بشار الأسد ليس فتى المذبح" مع الإصرار على أن فرنسا "كان لديها عدو مشترك مع بشار الأسد هو تنظيم الدولة الإسلامية، وأن الدولتين كانت لديهما مصلحة في السيطرة على طرق الهجرة".
وقالت مارين لوبان عام 2015 من لبنان إن الدكتاتور السوري، المنخرط في قمع دموي ضد شعبه المنتفض، كان زعيما "مستبدا ولكنه ليس بربريا، والدولة التي يسيطر عليها تحمي من همجية تنظيم الدولة الإسلامية"، وأضافت بعد ذلك عام 2015 أنه "يجب علينا تشكيل تحالف مع بشار الأسد".
إعلان زيارات وعلاقات وديةوبعد ذلك بعامين، اعتبرت المرأة التي كانت رئيسة الجبهة الوطنية آنذاك أن "إبقاء الأسد على رأس سوريا يبث الطمأنينة أكثر بكثير من تنظيم الدولة الإسلامية"، موضحة عندما استقبلها بوتين، وترحيبها بسياسة القصف الروسي في سوريا، "إن معسكر الشر هو تنظيم الدولة"، متسائلة "هل يرسل بشار جنودا ليقتلوا أطفالنا في شوارعنا؟".
وأشار الموقع إلى تكثيف الحزب اليميني الفرنسي الذي أقام علاقات ودية مع نظام دمشق، زيارات أعضائه ومنتخبيه لسوريا الأسد، مشيرا إلى أن ذلك من إرث فرانسوا دوبرات، المؤسس المشارك ومنظر الجبهة الوطنية الذي قدم على مر السنين، دعما لا يتزعزع لبشار الأسد رغم المجازر التي ارتكبها.
وذكّر الموقع بالعديد من قادة الحزب الذين زاروا سوريا للقاء بشار الأسد في ذروة القمع الدموي، مخصصة كريستيان بوشيه، مرشح الجبهة الوطنية السابق الذي ترك الحزب الآن، بعد أن كان مدافعا سيئ السمعة عن الإيرانيين وبشار الأسد.
ومثله كان تييري مارياني قد سافر إلى سوريا عام 2015، وواصل بعد انتقاله إلى حزب الجبهة الوطنية عمله المتمثل في تطبيع العلاقات مع بشار الأسد، رغم نبذه دوليا، وقد ذكر أنه وجد بمطعم في صيدنايا، حيث نصب النظام أسوأ سجونه، ورغم العقوبات الدولية التي ضربت دمشق.
مارياني (وسط -يسار) ووفد من حزب التجمع الوطني يلتقي الأسد بدمشق في أغسطس/آب 2019 (الفرنسية) العلاقات الدولية ليست ديزني لاندوفي عام 2021، ذهب وفد جديد من الجبهة الوطنية إلى دمشق للقاء بشار الأسد، ضم إلى جانب تييري مارياني، هيرفي جوفين عضو البرلمان الأوروبي وقتها، يرافقه مساعده البرلماني أندريا كوتاراك، المستشار الإقليمي لحزب الجبهة الوطنية، وهو الآن متعاون وثيق مع مارين لوبان، وقد قال في صحيفة لوبنيون "أفكارنا تتجه نحو القتلى الأبرياء، لكن العلاقات الدولية لم تكن قط مثل ديزني لاند. أشعر بأنني أقرب إلى بشار الأسد من لوران فابيوس".
إعلانوقام أندريا كوتاراك بأول رحلة إلى سوريا، برفقة تييري مارياني في ديسمبر/كانون الأول 2018، برفقة زعيم منظمة "إس أو إس كريتيان دوريان" وهي منظمة غير حكومية فرنسية قريبة من السلطة البعثية، شكّلت بوابة لدخول عدد من الشخصيات اليمينية ومن أقصى اليمين إلى سوريا باسم الدفاع "الحضاري" عن "مسيحيي الشرق" باعتبارهم أقلية دينية في الشرق الأوسط.
تبرعات لنظام الأسدوقد شارك الناشط داميان ريو في تنظيم العملية الأولى لهذه المنظمة في سوريا، عام 2013، وأدرجت الصحفية شارلوت دورنيلاس التي تعمل اليوم في جورنال دو ديمانش وفي شبكة سي نيوز كعضوة في مجلس إدارة الجمعية، وقد جمعت تبرعات بآلاف اليوروهات لتنفيذ عمليات "إنسانية" في سوريا بمساعدة قوات الدفاع الوطني التي يرأسها نظام الأسد.
وقد أصبحت هذه الجمعية هدفا لتحقيق تجريه النيابة العامة الوطنية لمكافحة الإرهاب ومكتب التواطؤ في الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب بسبب قربها من رجال المليشيات المسيحية الموالية للأسد المتهمين بارتكاب جرائم حرب، مثل سيمون الوكيل ونبيل العبد الله.
وختم الموقع بأن هذه المنظمة دفعت بين عامي 2017 و2019 أكثر من 470 ألف يورو إلى الأمانة السورية للتنمية التي أسستها وتديرها السيدة الأولى السابقة أسماء الأسد المتهمة بتحويل غالبية المساعدات الإنسانية إلى النظام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الجبهة الوطنیة تنظیم الدولة مارین لوبان بشار الأسد
إقرأ أيضاً:
ما اتفاقية فض الاشتباك التي ألغتها إسرائيل بعد هروب الأسد؟
#سواليف
مع #هروب #الرئيس_المخلوع #بشار_الأسد من #دمشق، بدأ #الجيش_الإسرائيلي توغلا بريا اجتاز على إثره #خط #فض_الاشتباك مع #سوريا، وسيطر على عدد من النقاط، بعضها يقع على مرتفعات في جبل الشيخ.
ووفقا لتقرير معلوماتي أعدته سلام خضر، يمثل جبل الشيخ نقطة إستراتيجية من الناحية العسكرية كونه يفصل بين لبنان وسوريا، وهو أيضا ملاصق للجولان السوري المحتل.
وكانت هذه المناطق مشمولة باتفاقية فض الاشتباك بين دمشق وتل أبيب، التي رعتها الولايات المتحدة والأمم المتحدة سنة 1974.
مقالات ذات صلة سائق اردني قضى 17 عاما في السجون السورية يروي التفاصيل 2024/12/11** استغلال هروب بشار الأسد
ومع تواتر الأخبار عن هروب بشار الأسد من دمشق، سارعت إسرائيل لشن غارات جوية استهدفت مواقع عدة في العاصمة السورية، وذلك بعد وقت قصير من اجتيازها خط فض الاشتباك بحجة “استشعار الخطر على الحدود الشرقية”.
وتمثل حدود إسرائيل الشرقية -أو ما يسمى الخط الأرجواني- الحد الفاصل بين سوريا وإسرائيل وفق اتفاق فض الاشتباك الذي أوقف العمليات العسكرية بين الجانبين في أعقاب حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.
ونص الاتفاق أيضا على إعادة رسم خطوط التماس بين الجانبين في مرتفعات الجولان السوري المحتلة، وقد استعادت دمشق بموجبه بعض المناطق منها مدينة القنيطرة، التي كانت إسرائيل قد احتلتها بعد حرب يونيو/حزيران 1967.
وبموجب الاتفاق، تم إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح تقع بين خطي تموضع القوات السورية والإسرائيلية، تنتشر فيها قوة تابعة للأمم المتحدة لمراقبة الالتزام بفض الاشتباك.
وقد أبقت القوات الإسرائيلية هضبة الجولان تحت سيطرتها، كونها مصدر تهديد جيو-عسكري، حسب وصف رئيس وزراء إسرائيل السابق ليفي أشكول، ثم أعلنت ضمها رسميا عام 1981.
وكان قرار الضم محل اعتراض دولي حتى أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيادة إسرائيل على الجولان في 25 مارس/آزار 2019.
وفي صباح 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بدأت إسرائيل توغلا تدريجيا نحو المنطقة منزوعة السلاح، لتفرض سيطرتها على نقاط بعمق بضعة كيلومترات، إضافة لمرتفعات جبل الشيخ الحدودية بين لبنان وسوريا.
وأمس الاثنين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تعمل بطريقة منهجية على تفكيك ما يسميه محور الشر، وإن فصلا جديدا من تاريخ الشرق الأوسط بدأ بسقوط بشار الأسد.
وقال نتنياهو، في كلمة مصورة، إن الجميع “بات يدرك اليوم الأهمية البالغة لسيطرتنا على هضبة الجولان التي ستبقى إلى الأبد جزءا لا يتجزأ من إسرائيل”.