قام علماء في معهد "معهد سكريبس للأبحاث" الأمريكية بإنشاء "MovieNet" وهو ذكاء اصطناعي مبتكر يعالج مقاطع الفيديو بنفس الطريقة أو الآلية التي تفسر بها أدمغتنا المشاهد الحقيقية مع تطورها بمرور الوقت.

ويمكن لهذا النموذج المستوحى من الدماغ، والذي تم تفصيله في دراسة نُشرت في Proceedings of the National Academy of Sciences في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، إدراك المشاهد المتحركة من خلال محاكاة كيفية فهم الخلايا العصبية - أو خلايا الدماغ - للعالم في الوقت الفعلي، وفق موقع "تكسبلور".




ويتفوق الذكاء الاصطناعي التقليدي في التعرف على الصور الثابتة، لكن MovieNet تقدم طريقة لنماذج التعلم الآلي للتعرف على المشاهد المعقدة والمتغيرة، وهو اختراق يمكن أن يحول المجالات من التشخيص الطبي إلى القيادة الذاتية، حيث يكون تمييز التغييرات الدقيقة بمرور الوقت أمراً بالغ الأهمية.
"MovieNet أيضاً أكثر دقة واستدامة بيئياً من الذكاء الاصطناعي التقليدي"، كما يقول المؤلف الرئيسي هوليس كلاين، الحاصل على درجة الدكتوراه، ومدير مركز دوريس لعلوم الأعصاب وأستاذ علم الأعصاب في مركز سكريبس للأبحاث، مضيفاً: "لا يرى الدماغ إطارات ثابتة فحسب، بل إنه يخلق سرداً بصرياً مستمراـ  لقد قطع التعرف على الصور الثابتة شوطا طويلاً، لكن قدرة الدماغ على معالجة المشاهد المتدفقة - مثل مشاهدة فيلم - تتطلب شكلاً أكثر تطوراً من التعرف على الأنماط، ومن خلال دراسة كيفية التقاط الخلايا العصبية لهذه التسلسلات، تمكنا من تطبيق مبادئ مماثلة على الذكاء الاصطناعي".

ولإنشاء MovieNet، فحص كلاين والمؤلف الأول ماساكي هيراموتو، وهو عالم في فريق عمل سكريبس للأبحاث، كيف يعالج الدماغ مشاهد العالم الحقيقي كتسلسلات قصيرة، على غرار مقاطع الأفلام، وعلى وجه التحديد، درس الباحثون كيف تستجيب الخلايا العصبية للضفادع للمحفزات البصرية.
ويوضح هيراموتو: "تتمتع الضفادع بنظام بصري جيد جداً، بالإضافة إلى أننا نعلم أنها يمكنها اكتشاف المحفزات المتحركة والاستجابة لها بكفاءة".
وتمكن هيراموتو وكلاين من تحديد الخلايا العصبية التي تستجيب لخصائص تشبه الأفلام السينمائية، مثل التحولات في السطوع ودوران الصورة، ويمكنها التعرف على الأشياء أثناء تحركها وتغيرها، وتقع هذه الخلايا العصبية في منطقة المعالجة البصرية في الدماغ المعروفة باسم السقف البصري، وهي تجمع أجزاء من صورة متحركة في تسلسل متماسك.
كما وجد الباحثون أن الخلايا العصبية في السقف البصري للضفادع تميز التغيرات الدقيقة في المحفزات البصرية بمرور الوقت، وتلتقط المعلومات في مقاطع ديناميكية تتراوح مدتها بين 100 إلى 600 ميلي ثانية.
وهذه الخلايا العصبية شديدة الحساسية لأنماط الضوء والظل، وتساعد استجابة كل خلية عصبية لجزء معين من المجال البصري في بناء خريطة مفصلة للمشهد لتشكيل "مقطع فيلم"، و لقد قام كلاين وهيراموتو بتدريب MovieNet لمحاكاة هذه المعالجة الشبيهة بالدماغ وترميز مقاطع الفيديو كسلسلة من الإشارات البصرية الصغيرة التي يمكن التعرف عليها.
وقد سمح هذا لنموذج الذكاء الاصطناعي بالتمييز بين الاختلافات الدقيقة بين المشاهد الديناميكية.

ولاختبار MovieNet، أظهر الباحثون مقاطع فيديو لضفادع صغيرة تسبح في ظل ظروف مختلفة، ولم يحقق MovieNet دقة بنسبة 82.3٪ في التمييز بين السلوكيات السباحة الطبيعية وغير الطبيعية فحسب، بل تجاوز قدرات المراقبين البشريين المدربين بنحو 18٪.
وتفوق البرنامج حتى على نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية مثل GoogLeNet من Google ،والتي حققت دقة 72٪ فقط على الرغم من موارد التدريب والمعالجة المكثفة.
وقال الفريق أن MovieNet لم يكن أفضل من نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية في فهم المشاهد المتغيرة فحسب، بل إنه استخدم بيانات ووقت معالجة أقل.

دوره في مجال الطب

وتتمتع MovieNet بإمكانية إعادة تشكيل الطب، فمع تقدم التكنولوجيا، يمكن أن تصبح أداة قيمة لتحديد التغييرات الدقيقة للحالات في المراحل المبكرة، مثل اكتشاف عدم انتظام ضربات القلب أو اكتشاف العلامات الأولى للأمراض التنكسية العصبية مثل مرض باركنسونـ على سبيل المثال، يمكن أن تكون التغييرات الحركية الصغيرة المرتبطة بمرض باركنسون والتي يصعب على العين البشرية تمييزها غالباً قابلة للقياس.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الذكاء الاصطناعي تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی الخلایا العصبیة التعرف على

إقرأ أيضاً:

صراع الذكاء الاصطناعي بين الصين وأمريكا من يفوز؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يحتم الصراع العالمي في الميدان التكنولوجي، ولا سيما بين الولايات المتحدة الأميركية والصين اللتين تخوضان صراع التفوق التقني، صراع بدا أشبه بحرب باردة، ثم ما لبث أن تحول لمعركة واضحة المعالم. 

ففي ظل إدارة  الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأولى، فرضت واشنطن قيودًا على شركتي الاتصالات "زي تي إي" و"هواوي". حافظ خلفه جو بايدن على العديد من سياسات ترمب تجاه الصين وطرح سياسات جديدة، بما في ذلك بدء ضوابط تصدير واسعة النطاق في أواخر عام 2022 على أشباه الموصلات ومعدات أشباه الموصلات المتقدمة. 

ويبدو أن ترمب في ولايته الثانية يمضي قدمًا باتجاه مماثل. ففي تصريحاته التي أعقبت مكالمته الأولى مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، أقرّ ترمب أنهما تطرقا إلى حل العديد من القضايا، وفي مقدمتها تحقيق التوازن التجاري ومصير تطبيق "تيك توك" داخل الولايات المتحدة. 

ورغم سريان قانون يقضي بأن يبيع المالك الصيني "بايت دانس" التطبيق، وإلا سيتم حظره في الولايات المتحدة استنادًا إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي، استأنف "تيك توك" خدماته في الولايات المتحدة بعد تأكيدات ترمب بأن الشركة وشركاءها لن يواجهوا غرامات باهظة إذا استمر تشغيل التطبيق. 

"ديب سيك" جرس إنذار

لكن الحرب التكنولوجية تتخذ شكلًا أكثر ضراوة في مجال الذكاء الاصطناعي. ففي تطور مفاجئ قلب سوق الذكاء الاصطناعي رأسًا على عقب، طوّرت شركة "ديب سيك" وهي شركة ناشئة مقرها الصين، نموذج لغة كبير مفتوح المصدر، مدعية أن الأمر استغرق شهرين وكلّف أقل من 6 ملايين دولار.

10 أسباب تدعو للقلق.. هل صُمّم الذكاء الاصطناعي ليبقى عندما نرحل؟

ففي 10 يناير الماضي، أصدرت شركة "ديب سيك"، تطبيقها، وأطلقته على متجر تطبيقات أبل بالولايات المتحدة، لتقدّم تجربة تعتمد على نموذجها المتطور "ديب سيك V3" كبديل مجاني للتطبيقات المماثلة المدفوعة مثل "تشات جي بي تي"  الذي طوّرته شركة "أوبن آي أي" الأميركية.  

وبعد أيام قليلة أصبح التطبيق المجاني الأكثر تحميلًا في سوق التطبيقات التابع لشركة "أبل" في الولايات المتحدة، ليحل مكان "تشات جي بي تي". كما تسبّب بخسائر باهظة لسهم شركة "إنفيديا"، الأكبر بالعالم بهذا القطاع التكنولوجي بالولايات المتحدة، بحوالي 560 مليار دولار من قيمتها السوقية.

وقد اعتبر ترمب، أن نموذج "ديب سيك" هو بمثابة "جرس إنذار" للشركات الأميركية، داعيًا الصناع إلى "التركيز الحاد على المنافسة للفوز". 

استراتيجية الصين لتطوير الذكاء الصناعي

ما تحققه الصين ليس وليد صدفة بل نتاج استراتيجية واضحة. فقد تضمنت خطة تطوير الجيل القادم للذكاء الاصطناعي التي وضعتها في عام 2017 تفاصيل استراتيجية من ثلاث مراحل لتطوير الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في الدولة، بحسب ورقة صادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي.

أصبح "ديب سيك" التطبيق المجاني الأكثر تحميلًا في سوق التطبيقات التابع لشركة "أبل" في الولايات المتحدة- غيتي

الحكومة الصينية أصدرت أيضًا مبادئ توجيهية مثل "تسريع ابتكار السيناريوهات لتعزيز التطبيقات عالية المستوى للذكاء الاصطناعي من أجل تنمية اقتصادية عالية الجودة" في عام 2022 والتي تؤكد على تكامل تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر القطاعات لتسهيل نمو الاقتصاد المستدام، بحسب ورقة بحثية لمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي.

كما تم تقديم "المبادئ التوجيهية لبناء نظام توحيد شامل لصناعة الذكاء الاصطناعي الوطنية" في عام 2024. وتهدف هذه المبادئ التوجيهية إلى تعزيز نظام توحيد الذكاء الاصطناعي من خلال إنشاء أكثر من 50 معيارًا وطنيًا وصناعيًا جديدًا، بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي.

صناعة الذكاء الصناعي في الصين

ووفقًا للمنتدى، تضع الصين نفسها كقائد عالمي مجال الذكاء الاصطناعي. وتتجاوز صناعة الذكاء الاصطناعي في الصين 70 مليار دولار، وقد قامت بتنمية أكثر من 4300 شركة ساهمت في سلسلة مستمرة من الإنجازات.

ومن جانبها، تنظر الشركات إلى الذكاء الاصطناعي على أنه فرصة كبيرة لنمو الإيرادات. فبين عامي 2018 و2021، تضاعفت حصة إيرادات الشركات التي تأثرت بالذكاء الاصطناعي في الصين. وكان من المتوقع أن تزيد هذه الحصة إلى ثلاثة أضعاف أرقام عام 2018 تقريبا في 2024. كما ترى 90% من الشركات الصينية أن الذكاء الاصطناعي التوليدي ضروري لنموها.

ما تحققه الصين ليس وليد صدفة بل نتاج استراتيجية واضحة، فقد تضمنت خطة تطوير الجيل القادم للذكاء الاصطناعي التي وضعتها في عام 2017 تفاصيل استراتيجية من ثلاث مراحل، بحسب ورقة صادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي

وتهدف الصين لكي تصبح مركز الابتكار الرئيسي للتكنولوجيا من خلال توسيع صناعة الذكاء الاصطناعي الأساسية إلى أكثر من 140 مليار دولار بحلول عام 2030، وتعزيز قيمة القطاعات ذات الصلة إلى 1.4 تريليون دولار خلال الفترة نفسها.

ويتجسد واقع صناعة الذكاء الصناعي في الصين بالآتي:

 اعتبارًا من يونيو/ حزيران 2024 تستحوذ الصين على 26%  من إجمالي الحوسبة في العالم؛

يبلع معدل النمو السنوي المركب  للبيانان في الصين 26%؛

 سجل 188 نموذج أساسي (نماذج ذكاء اصطناعي ضخمة مُدرَّبة على كميات هائلة من البيانات) على المستوى الوطني بحلول أغسطس/ آب 2024؛

 بلغت الزيادة السنوية في العدد الإجمالي لمراكز البيانات الخضراء الوطنية في الصين في عام 2023 ما نسبته 22%؛

يتواجد 47% من أفضل باحثي الذكاء الاصطناعي في العالم في الصين.

وقد عكس إعلان شانغهاي، الذي تم تبنيه خلال المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي الذي عقد في شانغهاي في يوليو 2024، التزام الصين بتعزيز الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي، وتعزيز التعاون وتعزيز التنمية الشاملة.

مقالات مشابهة

  • قمة دولية حول الذكاء الاصطناعي بباريس
  • مستشفيات أجيبادم في تركيا.. نهج متعدّد التّخصّصات لعلاج الاضطرابات العصبية
  • تقنيات مبتكرة تدعم نوعًا جديدًا من الكاميرات للعمل بطريقة الدماغ البشري
  • تحذير من فبركة مقاطع من برنامج د. حسام موافي للترويج لمنتجات طبية مجهولة
  • برنامج لدعم تركيب أنظمة الخلايا الشمسية والسخانات الشمسية للمنازل / تفاصيل
  • فرنسا تعلن استثمارا ضخما في الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي في الإمارات
  • الذكاء الاصطناعي يتيح لـ"ميتا" فك رموز الجُمل عبر الإشارات العصبية من الدماغ
  • استشاري نفسي: العقل البشري لديه القدرة على نسيان التفاصيل المؤلمة
  • صراع الذكاء الاصطناعي بين الصين وأمريكا من يفوز؟