حلب- بدأت الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بالعمل على استقبال الفارين من الخدمة الإلزامية والمنشقين عن النظام السوري قبل سقوطه، لتسوية أوضاعهم ومنحهم هوية حماية مؤقتة، يستطيعون من خلالها التنقل داخل محافظتهم، حتى لا يتم التعرض لهم بسبب عدم حصولهم على وثائق رسمية شخصية.

وقال الرائد محمد غنيم في حكومة الإنقاذ السورية -المكلفة بتسيير أمور الحكومة الجديدة- والمسؤول في قسم باب الفرج بحلب "بدأنا باستقبال المنشقين والفارين من جنود النظام السابق، وافتتحنا في مدينة حلب أربعة أقسام لتسوية أوضاعهم، وهي قسم الصالحين والشهباء وباب الفرج وفرع الأمن الجنائي، واستقبلنا فيها ما يقارب ألف منشق، بينما هناك آلاف المنشقين ينتظرون تسوية أوضاعهم".

وأضاف، في حديثه للجزيرة نت، أن كل منشق يدخل إلى القسم لتسوية الوضع يقوم بتعبئة استمارة خاصة به ويسلم السلاح الذي بحوزته مع تحديد نوعه ورقمه، ويحصل في مقابل ذلك على ورقة ثبوتية صالحة لمدة 4 أيام، ريثما تصدر بطاقة مؤقتة صادرة من قبل إدارة العمليات العسكرية، ليستطيع من خلالها التجول في كافة المحافظات السورية دون إيقافه على الحواجز أو مساءلته.

الحكومة الانتقالية تعمل على تثبيت بيانات المنشقين وتوفير بطاقات الحماية المؤقتة لهم (الجزيرة)

وكانت القيادة العامة في إدارة العمليات العسكرية قد أصدرت -عبر بيانات رسمية- تعميمات متتابعة للمنشقين والفارين عن النظام السابق لتسوية أوضاعهم، وقد بدأت بها بتاريخ 3 ديسمبر/كانون الأول في مدنية حلب فور السيطرة عليها.

كما أصدرت بيانات مماثلة لريفي إدلب وحلب ومدينة حماة وريفها ومدينة حمص وريفها، لتسوية أوضاع المنشقين وتسليم سلاحهم وحصولهم على بطاقة حماية مؤقتة يستطيعون التنقل بها، وأعلنت عن عفو عام عن جميع العسكريين المجندين تحت الخدمة الإلزامية، ومنحهم الأمان على أرواحهم وعدم التعدّي عليهم.

تدوين بيانات من منشقين في قسم باب الفرج للحصول على بطاقة حماية مؤقتة (الجزيرة) قصص المنشقين

انشق العسكري أحمد الكنعان من حلب عن النظام السابق، حيث كان يؤدي خدمته العسكرية الإلزامية في الفرقة العاشرة في منطقة تدمر، ويقول للجزيرة نت إن "سوء المعاملة التي كنا نعيش فيها، والوضع المعيشي الصعب في ظل الغلاء، والرواتب الزهيدة، وكل هذه الأسباب مجتمعة دعتني لترك النظام السابق".

إعلان

وتحدث حسين اليوسف من بلدة مارع بريف حلب -للجزيرة نت- عن فترة فراره من الخدمة العسكرية، والتي استمرت على مدى السنوات الأربع الماضية، وقال "بدأت الرحلة منذ اعتقالي على أحد الحواجز وسوقي إلى الخدمة العسكرية. وبعد الانتهاء من الدورة فررت من القطعة العسكرية، وبعد فترة تم اعتقالي من المنزل ووضعي في سجن البالونة في حمص لمدة سنة ونصف".

وأضاف "نقلت بعد ذلك إلى سجن حلب المركزي وبعد إصدار عفو عام 2021 تم الإفراج عني، ولم أعد للقطعة العسكرية والتزمت منزلي دون الخروج منه خوفا من اعتقالي من جديد حتى هذا اليوم، وبعد دخول فصائل المعارضة إلى حلب حضرت لتسوية وضعي".

أسلحة سلمها منشقون عن النظام السابق لتسوية أوضاعهم (الجزيرة)

أما عبد الرحمن ديربي وهو من مدينة حلب فقال للجزيرة نت "كانت خدمتي العسكرية في الحرس الجمهوري، وفررت من الخدمة منذ 3 سنوات، وأنا متزوج وأب لثلاثة أطفال، لكن كنت أستقر في مكان عملي بالمنطقة الصناعية، خوفا من اعتقالي وإعادتي إلى الجيش".

وأوضح أن الرواتب التي كانت تُمنح لهم كعناصر بالجيش السوري لا تتجاوز بضعة دولارات، موضحا أنها "لا تكفي المصروف الشخصي، فكيف وأنا متزوج ولدي أطفال ولديهم احتياجات". وأضاف "واليوم بعد سماعي عن التسوية بالحكومة الجديدة جئت للحصول على بطاقة حتى أستطيع التحرك والتنقل، لأن الثبوتيات الشخصية كانت محجوزة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات لتسویة أوضاعهم النظام السابق للجزیرة نت عن النظام

إقرأ أيضاً:

معاريف: سقوط الأسد وخسائر حزب الله يثيران غضب الإيرانيين من الأموال الضائعة

قالت صحيفة معاريف العبرية، إن حجم الأموال التي ضختها إيران في سوريا وعلى حزب والله، مع حجم الخسائر التي منيت بها، بسقوط الأسد وما جرى في لبنان، يثير غضب الإيرانيين.

وقال الصحيفة، إن 50 مليار دولار فقط من عام 2000 حتى الآن صبت من قبل النظام في إيران على سوريا، وكل ذلك تبخر في الهواء، وبالطبع كل الأموال إلى لبنان، وإلى أماكن أخرى، وهو ما وصفه الباحث في برنامج إيران بمعهد "إيه إن أس أس"، بني سابتي بأنه فشل للنظام.

وأوضح سابتي أن "الوضع الاقتصادي صعب جدا، وبالطبع فإن هذا أيضا يغضب الشعب ويحثه على التحرك، هناك انقطاعات في الكهرباء يوميا، حوالي 6 إلى 7 ساعات في طهران وفي باقي البلاد، وبالطبع في المناطق البعيدة يكون الوضع أصعب. تحدث انقطاعات في المياه بسبب انقطاع الكهرباء، ويتزايد تلوث الهواء، لأن هناك نقصا في الغاز المناسب لتدفئة المصانع والمنازل".

وقال إنه "بسبب صعوبة توفير الكهرباء والغاز، فإن الصناعة معطلة إلى حد كبير، وزادت نسبة البطالة من 23 بالمئة إلى 35 بالمئة. وعلى الرغم من وجود احتجاجات عمالية صغيرة متفرقة، حيث يتظاهر كل شخص بالقرب من مصنعه، فإن هذه ليست أحداثا تتحول إلى احتجاجات كبيرة".


ومع ذلك، فإن سابتي يرى أن "هذا ربما يكون كافيا لإزعاج النظام الذي قام مؤخرا بإجراء تدريب للتعامل مع احتجاجات جماهيرية وهو ما يفهم منه أن النظام يتوقع احتجاجات وثورات وهم يدركون أن الأمور هشة جدا بحسب الباحث".

وقال سابتي: "من جانب النظام، بالطبع، يشعرون بالفشل، يشعرون بأن الوضع صعب جدا من جهة، يهددون بأنهم سينتقمون من إسرائيل. ومن جهة أخرى، فإنه في اليومين الماضيين تم نشر تصريحات من أحد الجنرالات الإيرانيين الذي قال: لقد أخفقنا".

وأضاف أن هناك شخصا إيرانيا آخر قال: "حاليا لا يمكننا الانتقام من إسرائيل، لا يمكننا القيام بمهمة ثالثة".

وقال الباحث: "هناك أمر آخر يقلق النظام وهو التضخم الكبير... الدولار ارتفع من 460- 480 ألف ريال إلى 820 ألف ريال. الاستيراد يعتمد على سعر الدولار، والنظام لا يمكنه تجاهل سعر الصرف، والشعب الإيراني يرسل رسالة مفادها أنه مستعد لتحمل المزيد قليلا، لكنه يتمنى المساعدة في إضعاف النظام وإسقاطه".

وتابع سابتي: "الأحداث تتجمع، إنها سنة حاسمة، النظام يقوم بكل أنواع التهديدات كأننا سنسرع نحو القنبلة النووية.. لكن كيف سيسرعون نحو القنبلة.. إنه انتحار".

مقالات مشابهة

  • تطبيق النظام الألماني في تركيا.. 11 سؤالًا حول النظام الجديد
  • معاريف: سقوط الأسد وخسائر حزب الله يثيران غضب الإيرانيين من الأموال الضائعة
  • سقوط نظام الأسد يحيي آمال النازحين السوريين بالعودة إلى ديارهم
  • برافو وزير التعليم، ولكن!‏
  • بعد سقوط نظام بشار.. الموز يرسم الابتسامة على وجه السوريين
  • سوريا والمشوار الطويل
  • ميقاتي يلتقي في دمشق قائد العمليات العسكرية بسوريا.. غدا
  • اجتماع أميركي أوروبي في روما لتقييم الوضع بسوريا بعد سقوط نظام الأسد
  • طيار رفض قصف حماة فاعتقله نظام الأسد.. قصة رغيد الططري
  • سوريا بعد الأسد: فرصة للأردن أم تهديد لوجودها؟