الموقع والسكان.. ما أهمية هضبة الجولان؟
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
نفت إسرائيل، الثلاثاء، توغل قواتها في الأراضي السورية إلى ما وراء المنطقة العازلة مع هضبة الجولان منذ أن أطاحت الفصائل المسلحة بالرئيس بشار الأسد.
وبعد سقوط الأسد وانتهاء حكم عائلته الذي استمر أكثر من 50 عاما، اقتحمت قوات إسرائيلية المنطقة المنزوعة السلاح التي أقيمت داخل الأراضي السورية بعد حرب عام 1973.
وتصف إسرائيل التوغل بأنه إجراء مؤقت لضمان أمن الحدود.
وفيما يلي دليل سريع عن هضبة الجولان التي تبلغ مساحتها 1200 كيلومتر مربع وتطل أيضا على لبنان وتتاخم الأردن.
ما السبب في الخلاف على المنطقة؟
كانت هضبة الجولان جزءا من سوريا حتى عام 1967 حين احتلت إسرائيل معظم المنطقة في حرب الأيام الستة ثم ضمتها عام 1981.
لم يحظ ضم الجولان باعتراف دولي، ولا تزال سوريا تسيطر على جزء من الجولان وتطالب بانسحاب إسرائيل من بقية المنطقة لكن إسرائيل رفضت ذلك، متعللة بمخاوف أمنية.
وحاولت سوريا استرداد هضبة الجولان في حرب عام 1973 لكن دون جدوى.
ووقعت إسرائيل وسوريا اتفاق هدنة عام 1974 ومنذ ذلك الحين يسود الجولان الهدوء النسبي.
وفي عام 2000 أجرت إسرائيل وسوريا أرفع محادثات بينهما بشأن احتمال عودة الجولان وتوقيع اتفاق سلام، لكن المفاوضات انهارت وفشلت المحادثات التي تلتها.
وخلال ولايته الرئاسية الأولى في 2019 أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان.
وجاء التحول الكبير على غرار قرار ترامب في 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إلى المدينة، وهو ما أسعد إسرائيل لكنه أثار غضب الفلسطينيين والكثير من الزعماء السياسيين والقيادات في العالم العربي.
لماذا تريد إسرائيل الجولان؟
كانت إسرائيل تقول خلال الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من عقد في سوريا إنها تظهر الحاجة إلى الاحتفاظ بالجولان لتكون منطقة عازلة بين البلدات الإسرائيلية والاضطرابات في جارتها.
كما عبرت الحكومة الإسرائيلية عن مخاوفها من أن إيران حليفة حكومة الأسد لفترة طويلة تسعى إلى وجود دائم على الجانب السوري من الحدود لتشن هجمات على إسرائيل.
وشنت إسرائيل غارات جوية متكررة على أهداف عسكرية يشتبه بأنها إيرانية في سوريا في السنوات التي سبقت الإطاحة بالأسد.
ويطمع الجانبان بشدة في الموارد المائية والتربة الخصبة في مرتفعات الجولان.
من يعيش هناك؟
يعيش نحو 55 ألف شخص في الجولان، نحو 24 ألفا منهم دروز.
وبعد أن ضمت الجولان منحت إسرائيل الدروز خيار الحصول على الجنسية لكن معظمهم رفضوا وما زالوا يحملون الجنسية السورية.
ويعيش هناك أيضا قرابة 31 ألف مستوطن إسرائيلي ويعمل كثير منهم بالزراعة والسياحة.
من يسيطر على الجانب السوري من الجولان؟
قبل اندلاع الحرب في سوريا عام 2011 كان هناك توتر بين القوات الإسرائيلية والسورية.
لكن في عام 2014 اجتاح مقاتلون يسعون للإطاحة بالأسد محافظة القنيطرة على الجانب السوري، وأجبر المقاتلون، القوات السورية على الانسحاب وكذلك فرضوا على قوات الأمم المتحدة في المنطقة الانسحاب من بعض مواقعها.
وظلت المنطقة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة حتى صيف عام 2018 حين عادت القوات السورية الحكومية إلى مدينة القنيطرة والمنطقة المحيطة التي كان معظمها مدمرا بعد حملة دعمتها روسيا واتفاق سمح لمقاتلي المعارضة بالانسحاب.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات لبنان إسرائيل الجولان ترامب سوريا محافظة القنيطرة مدينة القنيطرة الجولان قرى الجولان هضبة الجولان قصف الجولان لبنان إسرائيل الجولان ترامب سوريا محافظة القنيطرة مدينة القنيطرة شرق أوسط هضبة الجولان
إقرأ أيضاً:
ماذا يعني إعلانُ “إسرائيل” إنهاءَ اتّفاقية فض الاشتباك مع سوريا؟
يمانيون../
لم تمضِ ساعاتٌ على وصول الجماعات المسلحة إلى دمشق، والسيطرة على الحكم بعد سقوط نظام بشار الأسد، حتى باشر جيش العدوّ الإسرائيلي باجتياح عددٍ من القرى والمحافظات السورية.
وجاء التصعيد على شكل توغل ضمن المنطقة العازلة من جهة القنيطرة، والجزء السوري من جبل الشيخ، حَيثُ وصلت دبابات العدوّ إلى جسر الرقاد غربي المحافظة، وذلك بعد أن أصدر المجرم بنيامين نتنياهو تعليماته لجيش العدوّ باحتلال المنطقة العازلة على الحدود بين سوريا وفلسطين المحتلّة، والمحدّدة باتّفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين عام 1974م.
وخلال زيارة له إلى مرتفعات الجولان السوري المحتلّ، الأحد الماضي، عبَّرَ المجرم نتنياهو عن سعادته بسقوط نظام الأسد في سوريا، مؤكّـدًا أنه يوم تاريخي بالمنطقة، قائلًا: “لن نسمح لأية قوة معادية بالاستقرار عند حدودنا، مُشيرًا إلى أن التطورات في سوريا تُنشئ فرصًا جديدة لإسرائيل” حسب تعبيره.
تعميق السيطرة:
وفي أعقاب سيطرة جيش العدوّ الإسرائيلي على جبل الشيخ، وعدة مواقع أُخرى في الجولان السوري، الأحد، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الاثنين، تعليمات جديدة للجيش بالتحَرّك الفوري لتعزيز الأمن في المنطقة.
وتضمنت التعليمات استكمال السيطرة على منطقة الفصل المنزوعة السلاح في سوريا بما يشمل عدة نقاط فيها والاستمرار في العمليات الميدانية، والعمل على إنشاء منطقة آمنة خالية من الأسلحة الثقيلة والبنى التحتية في جنوب سوريا، بما يتجاوز منطقة الفصل، مع التركيز على التواصل مع السكان الدروز والمجتمعات المحلية الأُخرى في المنطقة.
وأكّـد جيش العدوّ استيلاءه على جبل الشيخ في الجانب السوري من الحدود، مُشيرًا إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز الدفاعات الحدودية.
وتدرس القيادة السياسية الإسرائيلية إمْكَانية تعميق سيطرة الجيش الإسرائيلي داخل الجولان السوري؛ بهَدفِ احتلال المنطقة مع احتمال توسيع هذه المناطق في المستقبل بناء على التطورات، جاء ذلك بعد أن صادق الكابينيت الأمني بالإجماع على قرار الاستيلاء على المنطقة العازلة وعدد من المناطق الأُخرى في الجولان السوري.
خطوة عملية باتّجاه تحقيق الحلم الإسرائيلي:
ولا تقتصرُ طموحاتُ الاحتلال الإسرائيلي في سوريا على تأمين حدوده فقط، بل يسعى لترسيخ وجوده، من خلال العمل على استغلال الفوضى السياسية والعسكرية التي تعصف بسوريا اليوم، وتحقيق الأهداف الإسرائيلية المتمثلة في فرض وقائعَ جديدة على الأرض، مثل السيطرة على أكبر مساحة من الأراضي السورية، تمهيدًا لربطها بالعصر الإسرائيلي التطبيعي عبر اتّفاقية “إبراهام” التي يراد لها عبورُ كُـلِّ البلدان العربية والإسلامية لصالح دولة كيان العدوّ الإسرائيلي.
لذا فَــإنَّ احتلال “إسرائيل” لمساحات إضافية من الأراضي السورية لا يعتبر توسعًا لأرضٍ محتلّة فقط، بل احتلال بمعاني وأهداف أعمق وأبعد، وهي خطوة عملية باتّجاه تحقيق حلم “إسرائيل الكبرى” في ظل حكومة اليمين المتطرفة.
ومن خلال ذلك تكشف الأحداث والتطورات السورية، أن الاحتلال الإسرائيلي هو المستفيد الأول مما جرى ويجري في سوريا، حَيثُ قام بإلغاء اتّفاق فك الاشتباك واحتلال منطقة واسعة من جنوب غرب سوريا، وهذه المنطقة المحتلّة حديثاً لها قيمة استراتيجية بالغة، حَيثُ إنها تضم مرتفعات [جبل حرمون، جبل الشيخ] اللذان يعتبران عين “إسرائيل” حسب تقييم وزارة الحرب الإسرائيلية لما يوجد فيها من قمة جبل حرمون التي ترتفع عن سطح البحر 2800 م، وتعتبر مطلة على مناطق واسعة من الجولان والعاصمة السورية دمشق وَمنطقة غرب درعا، وتوازي مرتفع جبل الجرمق في شمال فلسطين المحتلّة، والتي توجد عليه قاعدة جبل “ميرون” العسكرية الاستراتيجية.
لذلك، فَــإنَّ ما قام به الاحتلال الإسرائيلي، من التوغل والتوسع في الأراضي السورية، واحتلال باقي جبل الشيخ السوري ومنطقة القنيطرة، واحتلال شريطًا حدوديًّا بكامل طول خط الحدود مع الجولان المحتلّ، وتمنع سكان القرى في المنطقة من الخروج من منازلهم، وتعلن انتهاء العمل باتّفاق عام 74 الخاص بالجولان، وبما يطلق يدها في سوريا، يهدفُ إلى الإمساكِ بأنفاس سوريا التي وقفت في وجه سياساته زمنًا طويلًا، والتحكم والسيطرة على خطوط التواصل بين العراق وسوريا ولبنان.
الأهميَّةُ الاستراتيجية:
تُعتبَرُ مساحةُ مرتفعات الجولان صغيرة نسبيًّا (حوالي 1200 كيلومتر مربع)، إلّا أنّ أهمّيّتها الأمنيّة لدى الاحتلال الإسرائيلي كبيرة جِـدًّا؛ إذ يضمّ الجولان الوديان الثّلاثة الّتي تصبّ في نهر الأردن وبحيرة طبريا؛ ما يعني سيطرة على مصادر المياه العذبة في المنطقة.
هذه الميزة الجغرافية تجعل منطقة الجولان مهيمنةً على الجليل، ومنطقة غور الأردن وسفوح دمشق، لا سِـيَّـما من حدودها الشّماليّة المتمثّلة بجبل الشّيخ، الّذي يعدّ نقطة إطلالة استراتيجيّة على المنطقة.
ومن وجهة نظر عسكرية، يرى الإسرائيليّون أن التحكم في مرتفعات الجولان يوفر مزايا مهمة لـ “إسرائيل”، بينها ما أثبتته حرب أُكتوبر 1973 المفاجئة من جهة سوريا، حَيثُ سمحت لها لاحقًا بالحفاظ على الاستقرار على طول الحدود السورية الإسرائيلية منذ ذلك الحين.
وأصبحت الحدود بين “إسرائيل” وسوريا حدودًا هادئة منذ عام 1974 تقريبًا، على الرغم من عدم وجود اتّفاقيّة سلام معتمدة، ورغم الاشتباكات العسكرية بين الطرفين خلال حرب لبنان عام 1982.
كما أن الحدود الموجودة حَـاليًّا والّتي يقع فيها الجولان تحت الاحتلال الإسرائيلي، تعدّ أفضل خط دفاع ضد أي هجوم عسكري من الشرق؛ إذ يتعيّن على هجوم كهذا أن يتغلب على الأولويّة الطّوبوغرافية الّتي تكفلها التلال على الحدود، حَيثُ يجبر السطح الجانب المهاجم على توجيه قواته بين التلال، والطّريق الّذي يتضمن اختناقات طبيعية، يجعل من صدّ الهجوم مهمّة غير صعبة، كما يساعد في كسب الوقت لجلب التعزيزات العسكريّة إذَا لزم الأمر.
إضافة إلى ذلك، فَــإنَّ السيطرة على مرتفعات الجولان تساعد “إسرائيل” أَيْـضًا في حماية أمن منطقة خليج حيفا الاستراتيجية، وذلك بزيادة بُعدِها عن المواقع السورية الأقرب، من 70 كلم إلى 90 كلم، نظرًا لأهميّة خليج حيفا الصناعيّة، لكونه أحد الموانئ الرئيسية في البلاد، وهو جزء من “المثلث الاستراتيجي الحيوي” لـ “إسرائيل” (حيفا –القدس –الخضيرة)، حَيثُ تقع معظم البنى التحتية ويعيش معظم السكان.
المسيرة – عباس القاعدي