الجزيرة:
2025-04-16@01:57:28 GMT

قطر وغوغل معا: فنار نموذج ذكاء اصطناعي بلمسة عربية

تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT

قطر وغوغل معا: فنار نموذج ذكاء اصطناعي بلمسة عربية

في خطوة مبتكرة لتعزيز مكانة اللغة العربية في عالم التكنولوجيا أعلنت دولة قطر عن إطلاق مشروع "فنار" -وهو أول نموذج ذكاء اصطناعي عربي متقدم- خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي المنعقدة في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات.

المشروع -الذي يعكس التزام قطر بتطوير المحتوى الرقمي العربي- تم بالتعاون مع عدد من المؤسسات الرائدة، مثل جامعة حمد بن خليفة ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وبمساهمة شركاء تقنيين عالميين مثل غوغل.

مشروع "فنار".. تعزيز الهوية اللغوية والثقافية

يعتبر "فنار" نموذجا رائدا يعتمد على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ويمتاز بقدرته على فهم النصوص باللغة العربية بدقة عالية، مع دعم مختلف اللهجات العربية.

ويهدف المشروع إلى دعم المؤسسات التعليمية والإعلامية في المنطقة من خلال حلول تقنية مبتكرة.

وأكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني خلال كلمته في افتتاح قمة العالم للذكاء الاصطناعي أن المشروع يمثل إنجازا نوعيا في تعزيز الحضور العربي في المشهد التكنولوجي العالمي.

جناح "فنار".. تجربة تفاعلية تدعم المحتوى العربي

واستقطب جناح "فنار" في القمة اهتمام الزوار من خلال تقديم تجربة تفاعلية مع المنصة، إذ أتيحت لهم فرصة استكشاف إمكانيات المشروع وتقديم ملاحظاتهم لتحسين النسخ المستقبلية.

إعلان

وأكدت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن الشراكات والملاحظات من المشاركين تمثل حجر الأساس في تطوير المشروع، مما يعكس التزام قطر بتطوير تقنيات تعزز الهوية الثقافية واللغوية العربية.

وتحت شعار "وضع الإنسانية محور لتطورات الذكاء الاصطناعي" تركز القمة على 4 محاور رئيسية تشمل:

الحوكمة المسؤولة لضمان استخدامات آمنة ومستدامة للتقنيات الحديثة، والذكاء الاصطناعي التوليدي لاستكشاف تطبيقات مبتكرة تسهم في تحسين الإنتاجية، وتسريع تبني الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات لتعزيز الكفاءة، وتكامل الذكاء الاصطناعي مع حياة الإنسان لتحسين جودة الحياة.

القمة -التي تستمر لمدة يومين- شهدت إقبالا كبيرا مع بيع ما يقارب 3 آلاف تذكرة وحضور دولي يمثل 44% من إجمالي المشاركين، ويتضمن برنامج القمة 76 متحدثا ومحاورا، إضافة إلى 25 شركة ناشئة تعرض أفكارها المبتكرة.

الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني (وسط) دشن مشروع فنار النموذج العربي للذكاء الاصطناعي (وكالة الأنباء القطرية) رؤية غوغل لمستقبل الذكاء الاصطناعي العربي

بدوره، أكد غسان كوستا المدير الإقليمي لغوغل كلاود في حديث خاص مع الجزيرة نت أن المحتوى العربي يواجه تحديات كبيرة مقارنة بالمحتوى بلغات أخرى مثل الإنجليزية والصينية.

وقال كوستا "أحد أهم عوامل نجاح مشروع مثل فنار هو التركيز على المحتوى العربي، كلما زاد المحتوى المتاح واستخدم بشكل صحيح زادت دقة وفعالية نماذج الذكاء الاصطناعي".

وأشار إلى أن غوغل ملتزمة بتوسيع نطاق المحتوى العربي الرقمي، موضحا أنها "تسعى لتوفير التكنولوجيا لدعم المشاريع المحلية وتعزيز الشراكات مع المؤسسات في المنطقة".

وأضاف كوستا "لدينا تطلعات كبيرة لمستقبل الذكاء الاصطناعي العربي، يمكننا بالتعاون مع حكومات وشركات المنطقة أن نخلق نماذج ذكاء اصطناعي قادرة على المنافسة عالميا، الخطوة الأولى تكمن في إثراء المحتوى العربي عبر الإنترنت، ليس فقط من قطر ولكن من جميع الدول العربية".

غسان كوستا أكد أن المحتوى العربي يواجه تحديات كبيرة مقارنة بالمحتوى بلغات أخرى مثل الإنجليزية والصينية (غيتي إيميجز) الشراكات أساس النجاح

يمثل التعاون بين المؤسسات المحلية كمكتبة قطر الوطنية وجامعة قطر مع الشركات العالمية مثل غوغل حجر الأساس لنجاح "فنار".

إعلان

وعلق كوستا قائلا "الشراكات هي المفتاح، لا يمكننا الاعتماد فقط على المحتوى المحلي، بل يجب أن نتعاون مع دول أخرى لزيادة حجم المحتوى وجودته، مما يجعل المشروع أكثر قوة وتأثيرا".

مستقبل الذكاء الاصطناعي العربي

يتطلع مشروع "فنار" ليكون بداية عصر جديد للذكاء الاصطناعي العربي، إذ يسعى إلى تعزيز الحضور التكنولوجي للغة العربية على المستوى العالمي.

ويؤكد كوستا أن غوغل ملتزمة بدعم مثل هذه المبادرات، مشيرا إلى أن "المستقبل مليء بالفرص للذكاء الاصطناعي العربي، خاصة إذا تم استغلال التكنولوجيا والشراكات بشكل فعال".

ويأتي إطلاق مشروع "فنار" كجزء من رؤية إستراتيجية لقطر تهدف إلى وضع اللغة العربية في مقدمة التطورات التكنولوجية، ومع التعاون بين قطر وشركاء عالميين مثل غوغل يبدو المستقبل مشرقا للذكاء الاصطناعي العربي، مع إمكانيات لا حدود لها لتعزيز المحتوى العربي وإبراز الهوية الثقافية في العالم الرقمي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات للذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی الاصطناعی العربی المحتوى العربی

إقرأ أيضاً:

محاكمة أشباح الذكاء الاصطناعي

لا يمكن إنكار إيجابيات التقدم التكنولوجي الكثيرة، كما لا يمكن تجاهل سلبياتها المتمثلة في تعطيل الكثير من المهارات والكفاءات البشرية، فحين ظهرت الآلات الحاسبة ازداد اعتماد الإنسان عليها متجاوزا تنمية مهارات الحساب وحل المعادلات الرياضية، وحين تطورت أجهزة الهاتف المحمولة استغنى كثير من الناس عن الساعات والمذكرات اليومية والتقويم، بل حتى الاستدلال الجغرافي المكاني وتحديد المواقع توقفا اعتمادا على التطبيقات الذكية لتحديد ومسح المواقع جغرافيا، كما استعاض الإنسان بذاكرة الأجهزة المحمولة عن ذاكرته الواقعية الحيّة.

ويأتي الذكاء الاصطناعي ليحمل عنا عبء الكثير من المسؤوليات توفيرا للجهد والمال، وليسرق منا -في ذات الوقت-كثيرا من المهارات الحياتية والكفاءات المعرفية، تنسيق الكتابة والتدقيق والتصحيح الإملائي، مراجعة وتلخيص الكتب الموسوعية والمصادر المعرفية، الترجمة والعروض المصوّرة للأفكار والتصورات البحثية والمشاريع، كتابة الرسائل وصياغة الخطب، جدولة الأعمال وتنسيقها والتذكير بأوقاتها وفقا لأولوية كل منها، كل هذه الأشكال من الراحة الرقمية أسلمت الإنسان إلى الدعة مستعيضا بالآلة عن ذاته، وعن ذاته تحديدا بذات رقمية ظن بها القدرة على تمثيله خير تمثيل في أي معرض بأي زمان ومكان.

وهذه الصورة ليست محض صورة ذهنية نمطية متخيلة لما يمكن أن يفعل الذكاء الاصطناعي ببعض عشاقه ومريديه، بل هي واقع صرنا نعايشه في كثير من المواقف ومنها ما حدث حاليا حينما استشاطت قاضية في محكمة استئناف بولاية نيويورك غضبًا بعد محاولة أحد المُدّعين استخدام مقطع رمزي مُصمم بواسطة الذكاء الاصطناعي للدفاع عن قضيته، متسببا بحالة من البلبلة داخل قاعة المحكمة ظنا من القضاة بأنه يقدم حجته شخصيا أو عن طريق محاميه، لكن الرجل ويدعى جيروم دي وال لديه محامٍ، كان يأمل أن تُقدم الصورة الرمزية حُجة مُحكمة، معتذرا لاحقًا كتابيًا للمحكمة، قائلاً إنه لم يقصد أي ضرر، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس، إنما حاول جاهدا إنشاء نسخة رقمية طبق الأصل تشبهه، لكنه لم يتمكن من القيام بذلك قبل جلسة الاستماع، وقال إنه يأمل أن يقدم نموذج الذكاء الاصطناعي حججًا أكثر دقة دون التلعثم في الكلمات أو التذمر مما قد يصدر عن الإنسان الطبيعي!

إن غضب القاضية وصدمة الحضور بذلك انعكاس لصدمة الجميع من تسارع التطور في عالم الذكاء الاصطناعي، ذلك التطور الذي قد تتعطل معه الكثير من القدرات والمهارات البشرية التي لا يمكن للآلة تعويضها بأي حال من الأحوال مهما تطورت برمجياتها وحُدِّثت مُدخلاتها المعرفية، كما أنها صدمة القلق القادم من قدرة الذكاء الاصطناعي على التضليل بصنع النسخ المطابقة للواقع في مجالات مختلفة، لكن مبلغ الصدمة أن تتمثل إنسانا كاملا بمشاعره ومخاوفه، وتبريراته ومنطقه، في قدرتها (إن حصلت) على الربط والتحليل والاستنتاج والجدل وحتى التقاضي، ثم إن كانت قاعدة البيانات لكل هذه البرمجيات موجهة بشريا فكيف يمكن توافر ضمانات لاعتماد برمجيات عادلة غير منحازة ولا مؤدلجة؟ ثم خطورة ورعب الوجه الآخر لهذه التقنيات حين تكون مدفوعة بسلطة مادية أو نفوذ سياسي يحركها وفقا للمستهدف من مساع ومصالح.

هل سيكون هذه المشهد من المحكمة واستخدام الناطق البديل بالذكاء الاصطناعي -بعد تغذيته بالمعلومات والحجج- مشهدا طبيعيا بعد أمد؟ وهل يمكن للتقاضي ذاته بكل أطرافه أن يشهد هذه الرقمنة الصادمة في حديّتِها وعدم استيعابها للحضور البشري الواقعي؟ هل نتحول مع عالم البرمجيات والشفرات البرمجية إلى مجرد أرقام تعبث بها الآلات وتحركها المصالح الاقتصادية؟

ختاما: يقينا ليست هذه التساؤلات أول المطروح في عالم التقنية الحديثة والذكاء الاصطناعي والثورة الرقمية، ولن تكون الأخيرة بالضرورة، لكنها نافذة نحاول من خلالها تلمس الثابت والمتحول في هذه اللعبة المعاصرة الآخذة بأعطاف المستقبل إلى عالم مجهول نترقبه، ولا ندرك كنه تفاصيله بعد، لكننا نتمنى استبقاء الثابت القيمي والأخلاقي في هذه المعادلة الرقمية معقدة الأطراف.

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية

مقالات مشابهة

  • شركة ذكاء اصطناعي إماراتية تحصل على استثمار من “فينتشرويف كابيتال” الأيرلندية
  • بورسعيد نموذجًا للرعاية الصحية الشاملة بمعايير عالمية
  • جوجل تتحدث مع الدلافين.. ذكاء اصطناعي يفك شيفرة تواصل عالم المحيطات
  • الذكاء الاصطناعي.. رفيق في السفر
  • الذكاء الاصطناعي يداعب خيال صناع الدراما
  • «ميتا» تعلن اعتزامها تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على المحتوى العام للمستخدمين
  • أخنوش: المغرب يترافع من أجل ذكاء اصطناعي أخلاقي يخدم الصالح العام
  • محاكمة أشباح الذكاء الاصطناعي
  • "كونا": العلاقات المصرية الكويتية نموذج يحتذى به في العلاقات العربية - العربية
  • يوتيوب تطلق أداة ذكاء اصطناعي جديدة لتوليد موسيقى خلفية مجانية للفيديوهات