بن حبتور: طوفان الأقصى جاء ليوقظ الوعي في أوساط الأمة ويكشف مدى تغييبه في أوساطها
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
الثورة نت|
شارك عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، في الندوة العلمية التي أقامتها جامعة الأندلس للعلوم والتقنية اليوم، بعنوان ” إقتصاد الانتباه في عصر المراقبة السيبرانية”.
وهدفت الندوة إلى توعية مستخدمي الشبكة العنكبوتية بهيمنة الفضاء السيبراني وما يضمه من شركات عالمية تستخدم علم الانتباه لضخ استثمارات هائلة لعائداتها وسياستها.
وفي افتتاح الندوة أوضح عضو المجلس السياسي الأعلى، أن هذا النوع من الأعمال العلمية وما تشهده من عصف ذهني أمر مهم للطلاب وأعضاء هيئة التدريس لإسهامها في تطوير قدراتهم العلمية بالإضافة إلى تطوير البرامج التي يدرسونها اتصالا بأخر إنتاجات العقل البشري أكان في مجال الاقتصاد أو في غيره من المجالات العلمية.
ولفت إلى المادة التي تتمحور الندوة حولها هي من أحدث النظريات التي تساهم في رفع الفكرة الثقافية والنظرية في الجانب الاقتصادي.. منوها بجهود المنظمين والمشاركين في الندوة كونهم يقدمون النموذج الايجابي للبحث العلمي والتطوير الأكاديمي.
وتطرق الدكتور بن حبتور، إلى بعض الجوانب والقضايا التي نعيشها اليوم خاصة ما يتصل بأعظم صراع يدور مع العدو الصهيوني على مدى 75 عاما وتحديدا منذ أن تم إلغاء الحق الفلسطيني في أرضهم وإعطائه لليهود.
وقال” هناك مشكلة في الوعي وإدراك الأمور، فالبعض ينظر إلى ما يحدث اليوم في المنطقة وكأن ما يحصل في كوكب وهو في كوكب آخر، ومرد ذلك إلى تغييب وعي الناس من قبل الغرب الصهيوني، وإشغال الأمة العربية والإسلامية بقضايا أخرى لها علاقة باللهو والبرامج الترفيهية والمجون، وهو ما نراه اليوم في أرض الحرمين الشريفين التي ينبغي أن يكون فيها إلتزام أخلاقي وإنساني أكثر من أي دولة عربية وإسلامية”.
وأضاف ” طوفان الأقصى بقادته العظماء جاء ليوقظ الوعي في أوساط الأمة وليكشف أيضا المدى الخطير الذي وصل إليه تغييب الوعي في أوساط شعوب الأمة، وذلك من خلال إشغاله بقضايا أخرى تبعده عن قضيته المركزية فلسطين ومعاناة أهلنا الفلسطينيين، بل وحتى التفكير فيها”.
وذكر أن ما يحز في النفس أن نجد الحركة الطلابية في الغرب خاصة في أمريكا وبريطانيا وإسبانيا وفرنسا واستراليا واليابان على ذلك النحو من التعاطف مع القضية الفلسطينية ومع ما يتعرض له أبناء غزة من حصار وقتل، فيما الأمة العربية تعيش حالة غفلة شديدة باستثناء القلة القليلة منها.
وأشاد عضو السياسي الأعلى، بالأحرار في بعض الدول العربية الذين خرجوا ليعبروا عن وقوفهم إلى جانب إخوانهم وغضبهم وإدانتهم للعدوان الإسرائيلي على غزة.
وشدد على أن القضية الأخلاقية والسياسية والفكرة الإنسانية سقطت في معظم الأنظمة العربية والإسلامية إزاء ما تتعرض له غزة منذ أكثر من عام، رغم أن الأحداث التي نشهدها اليوم تثبت بجلاء أن العدو الصهيوني لا يستهدف أشخاص أو أنظمة بعينها بل ويدمر كل مقومات الدولة وحياة الإنسان في الدول المستهدفة.
وعبر الدكتور بن حبتور في ختام كلمته عن الشكر لرئيس وأساتذة وطلاب الجامعة على تنظيم هذه الفعالية العلمية الاقتصادية التي ترتبط بواحدة من أهم القضايا التي تشغل الساسة وتحتل مساحة واسعة من مهام الحكومات اليوم حول العالم.
وفي الفعالية التي حضرها محافظا حضرموت لقمان بارس، والمهرة القعطبي الفرجي والوزيران في الحكومة السابقة حسين حازب، والدكتور حميد المزجاجي، أكد رئيس جامعة الأندلس للعلوم والتقنية الدكتور أحمد برقعان، أن اقتصاد الانتباه في العصر الرقمي يشير إلى الطريقة التي يتم بها توجيه وتوزيع الانتباه للجمهور في عالم الوسائط الرقمية، بطريقة تتناسب مع اهتماماتهم الشخصية، لضمان الاستفادة المشتركة بين المستخدمين والمجتمع في العصر الرقمي.
وقدمت في الندوة أربع أوراق عمل، تحدثت الورقة الأولى بعنوان “اقتصاد الانتباه مدخل مفاهيمي” للدكتور عبدالله العاضي، عن اقتصاد الانتباه وأسسه وآليات عمله، واقتصاد المعرفة، والاقتصاد الإبداعي.
وتطرقت الورقة الثانية بعنوان “القيادة الإبداعية وإدارة الإبداع والابتكار نحو منظمات تنافسية” للدكتور صالح الكليبي، إلى القيادة الإبداعية وإدارة الإبداع، والقيادة وتوظيف العلاقة بين الإبداع والابتكار ولفت الانتباه، والقيادة الإبداعية والمنظمات التنافسية.
وركزت الورقة الثالثة بعنوان ” اقتصاد الانتباه وعلاقته بالأمن والفضاء السيبراني” للدكتور محمد الرفيق، على اقتصاد الانتباه، والأمن السيبراني، وأمن المعلومات، وعلاقة اقتصاد الانتباه بهم.
واستعرضت الورقة الرابعة بعنوان “اقتصاد الانتباه في العصر الرقمي (نماذج وتطبيقات)” للدكتور عبدالكريم الأهنومي، تطبيقات الانتباه في العصر الرقمي، والآثار الإيجابية والسلبية لاقتصاد الانتباه على التنوع الثقافي والاجتماعي.
تخلل الندوة عدد من المداخلات.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: فی العصر الرقمی الانتباه فی بن حبتور
إقرأ أيضاً:
التحول الإقليمي الذي أطلقه طوفان الأقصى
أنقرة (زمان التركية) – لم تكن عملية طوفان الأقصى التي شنتها جماعات المقاومة في غزة ضد إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023، نقطة تحول في السياق الفلسطيني فحسب؛ بل هي أيضًا نقطة تحول تكشف عن هشاشة الأنظمة الاستبدادية في الشرق الأوسط وتغير جذريًا التوازنات الإقليمية.
بعبارة أخرى، فإن عملية المقاومة التي بدأت من فلسطين في 7 أكتوبر/ تشرين الأول أطلقت تحولا إقليميا، وأدت هذه العملية إلى تسريع انهيار نظام الأسد في سوريا وبدء عهد جديد في سوريا مع انتهاء عقود من الحكم الاستبدادي.
وكان تحقيق عناصر المعارضة المسلحة انتصارًا عسكريًا ضد نظام الأسد في أقل من 11 يومًا أمرا غير ميزان القوى.
سبب انهيار نظام الأسدتمكن نظام بشار الأسد من الاستمرار بمساعدة المؤيدين الدوليين في الحرب الأهلية التي بدأت في عام 2011 باحتجاجات سلمية، ولكن سرعان ما تحولت إلى نزاع مسلح. على وجه الخصوص، ضمن تورط روسيا في المجال السوري اعتبارًا من سبتمبر/ أيلول عام 2015 بقاء النظام واستمراره.
وبدعم من حزب الله والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، تمكن النظام من الحفاظ على قوته في دمشق، لكن تضاؤل نفوذ روسيا وإيران، وهما حليفتان للنظام في السنوات الأخيرة، أضعف قوة النظام بشكل كبير.
تحويل محور روسيا وإيران وحزب الله، الذي دعم النظام، أولوياته من سوريا إلى نقاط أخرى وفقدان القدرات التي عانى منها، عجل بعملية سقوط النظام وانتصار المعارضين والشعب السوري.
لوحظ لأول مرة أن نفوذ روسيا في سوريا انخفض بشكل كبير، إذ كان على روسيا، التي ركزت على حرب أوكرانيا، أن تحد من دعمها العسكري واللوجستي في سوريا إلى حد كبير. وهذا الوضع أدى إلى فقدان نظام الأسد السيطرة في الميدان.
وعلى الرغم من أن روسيا نفذت غارات جوية مرارًا وتكرارًا لوقف تقدم المعارضين في الفترة من 27 نوفمبر / تشرين الثاني إلى 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، لكنها لم تتمكن من إيقاف هذا التقدم.
لذلك، فإن انخفاض الدعم الجوي الروسي للنظام في المنطقة السورية مقارنة بعام 2015 والانتفاضة المسلحة للعشائر المحلية والعناصر المختلفة ضد النظام سهلت تقدم المعارضين.
إيران وحزب الله، اللذين يدعمان النظام، قد فقدا أيضا الأرض في المجال السوري وضعفت مجالات نفوذهما، فإيران خفضت مواردها لسوريا أثناء تصديها للأزمة الاقتصادية، وفقدان النفوذ الإقليمي.
وأدى مناخ الصراع المستمر مع إسرائيل، الذي خسرته إيران إلى حد كبير، إلى الإضرار بسياسات طهران التوسعية.
وبالمثل، كان على حزب الله، الذي فقد عناصره بهجوم أجهزة الاستدعاء وقيادته بهجوم الضاحية، البقاء على قيد الحياة ضد إسرائيل بدلاً من إبقاء النظام على قيد الحياة.
لذلك، فإن الخسائر الفادحة لإيران وحزب الله وهجمات إسرائيل على الميليشيات المدعومة من إيران قد كسرت قوة النظام، كما أدى تضاؤل نفوذ إيران في سوريا إلى عزلة النظام وفقدان التنسيق على الأرض.
من ناحية أخرى، من المعروف أن إبقاء النظام على قيد الحياة يشكل عبئًا خطيرًا على كل من روسيا والميليشيات التابعة لإيران وإيران اقتصاديًا، فلم تستطع روسيا تحمل تكلفة إضافية من خلال دعم النظام أثناء تعرضها للعقوبات الغربية بسبب احتلال أوكرانيا المتواصل منذ ثلاث سنوات و تحول إلى مستنقع لها.
ودفع حديث ترامب عن إنهائه الحروب فور توليه السلطة في يناير/ كانون الثاني روسيا إلى التركيز على إنجازاتها في أوكرانيا.
على الجانب الآخر، أصبحت تكلفة إبقاء النظام على قيد الحياة بالنسبة لإيران لا تطاق. بالإضافة إلى الخسائر التي تسبب بها حزب الله، لم يعد إبقاء نظام الأسد في السلطة أولوية لنظام طهران، الذي فشل في “محاربة” إسرائيل.
وبنحو مشابه، أدى استنزاف الموارد الاقتصادية للنظام إلى انخفاض خطير في معنويات الجيش وقدرته الحربية. خصوصا أن عدم القدرة على دفع الرواتب العامة وزيادة التضخم تسبب في فقدان النظام للدعم العام.
لذلك، لم يعد الحفاظ على النظام بالنسبة محور روسيا وإيران، اللتين أخرتا سقوط النظام، خيارًا عقلانيًا.
التقدم الاستراتيجي للمعارضةفي سوريا، التي أصبحت منطقة نزاع 1متجمدة، كان من المعروف أن روسيا وإيران خرقتا وقف إطلاق النار مراراً وتكراراً، واستمرت النزاعات المحلية، وأرادت المعارضة تنظيم عمليات عسكرية رداً على هذه النزاعات. وقد أخرت تركيا هذه العملية لأنها أعطت الأولوية لعملية المشاركة الدبلوماسية بين أنقرة ودمشق، لكن وصلت العملية إلى طريق مسدود لأن النظام وإيران لم يفضلا الوجود السياسي والقانوني لتركيا على الطاولة خلال الانتقال السياسي.
امتدت عمليات التحرير للمعارضين، الذين كانوا يستعدون منذ فترة، والتي بدأت بحلب بعد رفع الحصار التركي، إلى دمشق وأسفرت عن سقوط النظام.
برز وفد هيئة تحرير الشام والجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا كفاعلين رئيسيين في المقاومة ضد النظام. وأدت العمليات واسعة النطاق، خاصة بعد حلب، إلى فقدان النظام السيطرة في المدن الحرج، حيث استولت جماعات المعارضة، بما في ذلك هيئة تحرير الشام، على مدن مهمة مثل حلب وحماة وحمص وقطعت الخطوط اللوجستية للنظام.
وأضعف هذا التقدم بشدة قدرة النظام على إعادة الإمداد والدفاع. وقد ساعدتها الهياكل المنظمة التي أنشأتها هيئة تحرير الشام في الحكومات المحلية على كسب دعم الجمهور وزيادة فعاليتها في هذا المجال.
دور تركيا الحاسم في إسقاط الأسدلعبت تركيا دورًا نشطًا في عملية التحول في سوريا، سواء على أرض الواقع أو على الساحة الدبلوماسية. ودعم الرئيس التركي،رجب طيب أردوغان، للمعارضين المناهضين للنظام، وخاصة الجيش الوطني السوري، دورًا حاسمًا في تحرير سوريا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الهجمات الإسرائيلية في دمشق، والتي استغلت العملية الانتقالية في سوريا، وموقف الرئيس أردوغان القاسي ضد الوجود المحتل على مرتفعات الجولان، ودعمه للشعبين السوري والفلسطيني والمقاومة، زادت من نفوذ تركيا في المنطقة.
وبهذا تولت تركيا دورًا قياديًا عسكريًا ودبلوماسيًا على المستوى الإقليمي.
دعمت المناطق الآمنة التي أنشأتها تركيا في شمال سوريا تقدم المعارضين وأضعفت قوة النظام. ولعب الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا دورًا رئيسيًا في العمليات ضد النظام وحقق نجاحات كبيرة في هذا المجال.
على الصعيد الآخر، بعد سقوط نظام الأسد، عمقت الإدارة السورية الجديدة تعاونها مع تركيا وفتحت مجالها الجوي أمام تركيا.
وقد عزز هذا التطور موقع تركيا الاستراتيجي في المنطقة من خلال جعلها جارة مباشرة لإسرائيل.
ومن أجل إنهاء إرهاب حزب العمال الكردستاني/حزب الاتحاد الديمقراطي، فإن تطهير المعارضة لتل رفعت ومنبج من الإرهاب والتحول إلى مناطق مثل القامشلي – الحسكة يساهم أيضًا في الأمن القومي لتركيا.
مستقبل سوريا الجديدةالنظام الجديد، الذي سيتم إنشاؤه تحت قيادة تركيا، لن يضمن السلام الداخلي لسوريا فحسب، بل لديه أيضًا القدرة على زيادة الأمن والتعاون الإقليميين. ويمكن لسوريا الخالية من إرهاب حزب العمال الكردستاني/حزب الاتحاد الديمقراطي ونظام الأسد القمعي أن تساهم بشكل مباشر في الاستقرار الإقليمي.
وعلى الرغم من وجود عقبة إسرائيلية أمام هذا السيناريو، فإن تطوير تركيا للعلاقات العسكرية مع الإدارة السورية الجديدة لديه القدرة على ردع إسرائيل المحتلة.
ويمكن للمعارضة السورية، التي حققت مكاسب عسكرية، تحويل المكاسب في الميدان إلى نجاح دبلوماسي من خلال اتباع سياسة بناءة ومؤسسية في عملية التحول.
ويمكن لمشاريع إعادة الإعمار متعددة الأبعاد التي سيتم تنفيذها بدعم من تركيا أن تلعب دورًا حاسمًا في ضمان الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في سوريا.
تحرير دمشق يجلب معه إمكانية عرقلة سياسات إسرائيل التوسعية وتعزيز المقاومة الفلسطينية، فسوريا أنشأت محورًا إقليميًا للمقاومة مستوحى من المقاومة الفلسطينية. يتكون هذا المحور من جهات فاعلة مستقلة عن المحور الإيراني الروسي والمحور الغربي الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقراً له، متوافقة مع مطالب الشعوب ولديها موقف أكثر نشاطاً تجاه سياسات الاحتلال الإسرائيلي. وقد يزيد هذا الوضع من هشاشة الأنظمة الاستبدادية في الشرق الأوسط. لذلك، يمكن اعتبار انهيار نظام الأسد في سوريا ليس فقط تغييراً للنظام، ولكن أيضاً حركة تحول إقليمية.
وأصبحت سوريا الجديدة، التي ستتشكل تحت قيادة تركيا، رمزا لنضال الشعوب من أجل الحرية والتضامن. يمكن لهذه العملية أن تمهد الطريق لإقامة نظام جديد قائم على العدالة والحرية في الشرق الأوسط عبر نضال يتم تنفيذه بصبر وتصميم.
Tags: التطورات في سورياالشرق الأوسطسقوط نظام الأسدطوفان الاقصىمحور المقاومة