قبل 20 يناير.. هل سنشهد هدنه إنسانية في قطاع غزة؟
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
وسط تصاعد حدة الصراع بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، تلوح في الأفق فرصة لإنجاز صفقة تبادل إنسانية تُمهّد لوقف مؤقت لإطلاق النار، بفضل جهود إقليمية ودولية مكثفة.
حيث تقود مصر الدور المحوري في هذه المفاوضات، مدعومة بتنسيق مع قطر وتركيا وإشراف أمريكي، بهدف التوصل إلى تهدئة مؤقتة تستهدف تقليل المعاناة الإنسانية وتهيئة الأجواء لمفاوضات أوسع.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على أبرز الرؤى التحليلية من خبراء ومحللين سياسيين حول مسار التهدئة وأبعاد الصفقة المنتظرة، التي تحمل أملًا بوقف التصعيد وفتح أبواب الحلول السياسية.
تقدم في صفقة التبادل ووقف إطلاق النار
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بحدوث تقدم ملموس في محادثات صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، حيث أكدت القناة 14 أن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر شدد على ارتباط وقف إطلاق النار في غزة بالتوصل إلى اتفاق بشأن المحتجزين.
كما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤول قوله إن الظروف مهيأة لإبرام الصفقة خلال أسبوع أو أسبوعين، فيما ذكرت يسرائيل هيوم أن هناك احتمالية كبيرة لتحقيق الاتفاق قريبًا.
بيان حركة فتح
أشادت حركة فتح بالحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع جمهورية مصر العربية، والذي يهدف إلى حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتقديم الإغاثة الإنسانية العاجلة لمعالجة الأوضاع الصعبة التي يمر بها القطاع.
وأكدت الحركة في بيان لها أن النقاشات مع الجانب المصري تتضمن دعم السلطة الفلسطينية لتولي مسؤولياتها في غزة، والعمل على تحقيق انسحاب كامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من القطاع، بما يضمن تعزيز الاستقرار وتهيئة الأجواء لإعادة إعمار القطاع.
وأشارت فتح إلى أن الجهود المصرية تُبذل في إطار دورها المحوري في الوساطة بين الأطراف، حيث تسعى القاهرة إلى الوصول إلى تفاهمات شاملة تشمل تسهيل دخول المساعدات الإنسانية وتحقيق تهدئة طويلة الأمد، تُمهد لحلول سياسية تدعم الشعب الفلسطيني.
وشددت الحركة على أهمية المساندة العربية والدولية لمبادرات وقف التصعيد، مؤكدةً على التزامها بالتنسيق مع كافة الأطراف لتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية، بما يعزز وحدة الصف الوطني ويخفف من معاناة أبناء قطاع غزة.
صفقة إنسانية
قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ثائر أبو عطيوي، إن هناك تفاؤلًا بإتمام صفقة تبادل إنسانية مؤقتة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية خلال الأسبوعين المقبلين، بمدة تمتد بين 6 إلى 8 أسابيع، وسط أجواء إيجابية مقارنة بجولات التفاوض السابقة.
أضاف أبو عطيوي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم وزراء في حكومة نتنياهو، تشير إلى استعداد لقبول الصفقة، مدعومة بتوافق الإدارة الأمريكية الحالية والقادمة بقيادة ترامب على ضرورة وقف الحرب بشكل مؤقت.
ورأى أبو عطيوي أن الصفقة، المتوقع إتمامها قبل بداية العام الجديد، تمثل فرصة للتخفيف من التصعيد الحالي، داعيًا الدول العربية، خاصة مصر، إلى مواصلة جهودها لتحقيق هذا الإنجاز. كما شدد على أهمية دعم فلسطيني للوساطة المصرية في ظل الأوضاع الإقليمية المتوترة.
نضوج مسار التفاوض قبل نهاية ديسمبرمن جهته، أشار الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس والقيادي بحركة فتح، إلى وجود تطورات ملموسة قد تقود إلى إعلان هدنة بين المقاومة وإسرائيل قبل نهاية ديسمبر الجاري.
أضاف الرقب في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن المرحلة الأولى من الاتفاق تتضمن إطلاق سراح النساء والأطفال الفلسطينيين مقابل الإفراج عن أسرى إسرائيليين وجثث الجنود، لافتًا إلى أن القاهرة والدوحة تبذلان جهودًا كبيرة لتقريب وجهات النظر، وسط ضغوط دولية على إسرائيل، خاصة من الولايات المتحدة.
وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن هذه الهدنة قد تكون خطوة لتهدئة مؤقتة تحتاج التزامًا جادًا من جميع الأطراف لإنجاحها، مشيرًا إلى أهمية دور القاهرة في قيادة هذه المفاوضات الحرجة.
مصر تقود نحو هدنة تمتد لشهرينبدوره، أوضح المحلل السياسي الفلسطيني نزار نزال بأن الجهود المصرية بالتعاون مع أطراف إقليمية ودولية تسير نحو التوصل إلى هدنة مدتها 45 إلى 60 يومًا، تشمل ترتيبات إنسانية وأمنية.
أضاف نزال في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الهدنة تتضمن إطلاق سراح أسرى إسرائيليين مقابل تسهيلات إنسانية في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن حماس سلمت قوائم الأسرى الأحياء عبر الوساطة المصرية، بينما يشمل الاتفاق انسحابات جزئية من محاور معينة، مثل محور صلاح الدين، وتسهيلات على معبر رفح.
لفت نزال إلى أن هذه الهدنة لن تكون شاملة، بل ستتحول طبيعة الصراع إلى عمليات استخباراتية دقيقة، على غرار ما يحدث في لبنان والضفة الغربية.
وختم المحلل السياسي الفلسطيني حديثه بالتأكيد على أن الهدنة تمثل فرصة لوقف التصعيد ومنح الأطراف فرصة لإعادة ترتيب الأولويات، لكنها تظل رهينة بالتزام الأطراف المعنية بالشروط المقررة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: غزة فلسطين أخبار صفقة تبادل الأسرى اسرائيل أمريكا مصر قطر حماس قطاع غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
تقرير عبري: تقدم في المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس
أفاد المحلل السياسي والعسكري الإسرائيلي رونين برغمان، بأن هناك زيادة في احتمالات تنفيذ ما وصفه بـ"نبضة أخرى" من إطلاق الأسرى الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين، مع تمديد محتمل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة تصل إلى شهرين.
وأوضح برغمان في تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية يرون ضرورة عقد اجتماع أمني عاجل لمناقشة آخر التطورات واتخاذ قرارات بشأن كيفية توجيه المفاوضين الإسرائيليين في المحادثات الجارية.
وأشار إلى أن المفاوضات تتم بوساطة المخابرات القطرية وستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، ضمن ما يُعرف بـ"مخطط ويتكوف"، وهو الإطار الذي يُنظر إليه من قبل قطر وحماس على أنه في الواقع مخطط إسرائيلي متخفٍ.
وأضاف أن هذا المخطط يقوم على إطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين أحياء مقابل عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، بينهم محكومون بالسجن المؤبد، على غرار المرحلة الأولى من الصفقة، مع تمديد وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما أخرى بعد تنفيذ الصفقة.
وأكد مصدر مطلع على التفاصيل، لم يسمه الكاتب، أن "الفرصة لإطلاق سراح عشرة رهائن، وهو عدد كبير مقارنة بإجمالي الرهائن الأحياء لدى حماس، تظل ضئيلة".
لكنه لفت إلى أن "وجود أكثر من 20 رهينة حية في غزة، بمن فيهم جنود، قد يدفع حماس إلى تقديم تنازلات دون أن تشعر بأنها تفقد أوراق تفاوض رئيسية"، مضيفا أن "من وجهة نظر حماس، هؤلاء الرهائن هم شهادات تأمينهم الوحيدة، ولا ينبغي التخلي عنهم إلا إذا وافقت إسرائيل على وقف الحرب بضمانات دولية مهمة".
ونقل التقرير عن مصدر استخباراتي رفيع المستوى، تشديده على أن "مرونة الطرفين في هذه المرحلة ليست عشوائية"، موضحا أن "حماس لم تصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، لكن قادتها في الدوحة سعداء بالمحادثات المباشرة مع ممثلين كبار من البيت الأبيض، وبكشف موقفهم في النهاية".
وأضاف المصدر الاستخباراتي، "بالنسبة لإسرائيل، فإن الخلاف الحاد مع الولايات المتحدة حول المفاوضات السرية التي أجرتها الأخيرة دون إبلاغ إسرائيل يمثل تحديا كبيرا للحكومة".
وأشار المصدر إلى أن "إسرائيل تدرك الآن أنها قد تفقد السيطرة على المفاوضات وتجد نفسها في موقف لا تتمكن فيه من تأمين صفقة جديدة، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، فيما يبدو أن الولايات المتحدة هي الطرف الفاعل الوحيد في تحقيق أي تقدم".
وأكدت التقارير الأخيرة أن المفاوضات، التي كانت متعثرة تماما قبل أسبوع، شهدت بعض التقدم بعد أن أبدى الطرفان استعدادًا جزئيًا لتقديم تنازلات، وفقا للكاتب الإسرائيلي.
وختم برغمان تقريره بالنقل عن مصدر استخباراتي لم يسمه، أن "حماس لديها مصلحة في اتخاذ خطوات صغيرة. لا يتعلق الأمر بالتخلي عن مطالبها الأساسية في صفقة شاملة، لكن إطلاق سراح بعض الرهائن بات أمرًا مطروحًا، حتى وإن كان هناك شك حول العدد”.
وأضاف المصدر أن "هذا الملف حاضر بقوة في الدوحة لدى قادة حماس هناك، لكن من غير الواضح ما إذا كان قد تم الاتفاق عليه مع قادة الحركة في غزة. ربما يمكن إقناعهم بخطوة صغيرة كهذه. أتمنى ذلك، فكل منقذ لنفس واحدة، كما لو أنه أنقذ العالم كله"، حسب تعبيره.