إسرائيل تهدد المعارضة السورية المسلحة وتكشف أهدافها في البلاد
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، “تهديدا للمعارضة السورية المسلحة، قائلا إن “أي كيان يشكل تهديدا لإسرائيل سوف يتم استهدافه بلا هوادة”.
وقال كاتس: “لقد تحرك جيش الدفاع الإسرائيلي في الأيام القليلة الماضية لمهاجمة وتدمير القدرات الاستراتيجية التي تهدد دولة إسرائيل”، محذرا المعارضة السورية المسلحة من أن “كل من يتبع خطى الرئيس السوري السابق بشار الأسد سوف ينتهي به الأمر مثله”.
ووفقا لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، قال كاتس: “لن نسمح لكيان إرهابي إسلامي متطرف بالعمل ضد إسرائيل من خارج حدودها… سنفعل أي شيء لإزالة التهديد”.
كما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس،” أن الجيش الإسرائيلي يعمل على إنشاء منطقة منزوعة السلاح -دون وجود إسرائيلي دائم- خارج المنطقة العازلة، التي استولى عليها في منطقة الحدود”.
في السياق، كشف مسؤول إسرائيلي لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، “عن أهداف رئيسية لإسرائيل في سوريا، وهي السيطرة على الأراضي ومنع نقل الأسلحة”.
وأضاف المسؤول: “الهدف الأول هو الاستيلاء على المناطق التي تسيطر عليها النيران والمراقبة، ويبلغ مجموعها ما بين 500 متر وبضعة كيلومترات، والمسألة الثانية هي تدمير الأسلحة الاستراتيجية، بما في ذلك المقدرات الكيميائية”.
في السياق، نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر أمنية، “أن التوغل العسكري للجيش الإسرائيلي في سوريا، قد وصل إلى نحو 25 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من دمشق”.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن “سلاح البحرية الإسرائيلي نفذ أمس عملية واسعة النطاق لتدمير الأسطول البحري التابع للجيش السوري”، مضيفة أن “الهجوم جرى باستخدام البوارج الصاروخية البحرية، وتم خلاله تدمير العديد من السفن التابعة للبحرية السورية، والتي كانت تحمل عشرات صواريخ بحر– بحر، في منطقة ميناءي البيضا واللاذقية”.
في السياق ذاته، صرح المندوب الروسي الدائم لدى مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا، “أن روسيا تسجل تصريحات إسرائيل المتناقضة فيما يتعلق بوضع مرتفعات الجولان، ولا تفهم أي جزء تعتبره إسرائيل ملكا لها”.
وشدد المندوب الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة على “أن التصريحات الإسرائيلية بشأن الجولان تحتاج إلى توضيح خاصة على خلفية التوتر المتزايد في المنطقة”.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: المعارضة السورية المسلحة سوريا حرة سوريا وإسرائيل وزير الدفاع الإسرائيلي
إقرأ أيضاً:
الثورة السورية ومتطلبات العرب
الانكسار المفاجئ لرئيس سوريا بشار الأسد مساء 6 ديسمبر 2024م بعد أن جثم هو وأسرته على كرسي الحكم على مدى 54 عاما، ثلاثون منها هي فترة حكم والده الفريق أول حافظ الأسد، الذي قام بإنقلاب عام 1970م ثم استلم منه الحكم إبنه بشار عام 2000م.
للأسف انحدار سوريا السياسي والإداري على مستوى الدولة، بعد ليبيا واليمن، واستشراء مظاهر الفوضى المسلحة في غالب أرجائها منذ عام 2010م بما أفضى لتغيير نظام الحكم عبر المعارضة المسلحة، كضرورة قصوى، يؤكد صحة وموثوقية المثل العامي السوداني:
” الفشا غبينتو خرب مدينتو”.. فها هي مدن الطغاة المنتقمين من معارضيهم السياسيين بلا رحمة، وحرصهم الأناني، واستفرادهم الفرعوني بالسلطة، من لدن القذافي وعلي صالح وحتى زين العابدين بن علي، الذي فر بجلده تاركا وراءه بلدا مهلهلا سياسيا ومتشاكسا مع مكوناته اجتماعيا يفتقر للمؤسسات البانية وحكم القانون.
حالة السودان في أبريل 2019م لم تكن مفاجئة ولا بدعا، فهي سنة السودانيين في فقه السياسة من لدن ثورتي أكتوبر 1964م وأبريل 1985م، اللتين أفضتا لحكومتين منتخبتين بسلاسة فائقة. بيد أن بدعة تقاسم العسكريين مع المدنيين غير المسبوقة في تاريخ السودان السياسي، والتدخل الأجنبي المباشر من سفارات الدول الأجنبية، هو ما أفضى بأهل السودان لما هم فيه من هم وامتعاض وغثيان.
ذلك لأن من ترك المجرب “حاقت به الندامة” كما يقول مثل أهل السودان الآخر.
أما على المستوى الدولي فإن ما حدث في سوريا هو اقتباس منهجي، وتطبيق حرفي، لما أحاط بالجنرال اليوغندي عيدي أمين دادا في عام 1979م، عندما انطلقت المعارضة المسلحة من تنزانيا المجاورة، بمشاركة وتواطؤ رئيسها جوليوس نايريري، الذي سلح وحمل المعارضة المسلحة على مركبات جيشه، يتقدمهما يواري موسوفيني وبول كاقامي فحكما يوغندا ورواندا على التوالي، وحتى يومنا هذا.
بيد أنه يتعين على المعارضة السورية، التي أصبحت اليوم صاحبة الأمر، ولاقت الترحيب من عموم الشعب السوري، باختلاف مكوناته الاجتماعية والثقافية، وبعد قرارات قيادات الجيش العربي السوري الوطنية والجريئة التي حقنت دماء شعبهم، عليهم أن يستفيدوا من دروس من سبقهم في هذا المضمار، من البعداء وأهل الجوار، والإعتبار بعواقبهم.
فعليهم أولا إعلان موعد لإجراء الانتخابات العامة وفي فترة لا تتجاوز العام الواحد، مهما كانت الأعذار، فإن التطاول مضر بإدارة الحكم، وتجربة السودان منذ أبريل 2019م هي خير برهان.
ثم يجدر بقادة الثورة عقد مؤتمرات شاملة للمصالحة الوطنية، والسعي بقدر ما يتيسر للعفو العام، وفتح صفحات نظيفة دون ضغائن ولا ثارات مع شعبهم، وإكرام من استذل بنزع الملك وبدلت أحوالهم، لأن تلكم هي سنة نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وهي عقيدة معظم السوريين.
فهو الذي عفا عن مقاتليه من طغاة مكة وجلاوذتها المشركين الذين ساموا المسلمين سوء العذاب؛ فقال لهم وهم يرسفون بين يديه في الأغلال خاشعين وأذلاء منكسرين:
“إذهبوا فأنتم الطلقاء”؛ فعرفوا بذلك اللقب الإنساني الحليم إلى يوم الناس هذا وفي تواريخ البلدان وسير الأعلام.
كذلك يجدر بقادة السلطة السورية الجديدة أن يشكلوا حكومة قومية تحفظ التمثيل النسبي لكل الفصائل المشاركة من مواطنيهم، وألا يستأثروا بالحكم كغنيمة باردة، ولا يتعاملوا بالانتقام، ولا الانتصار لحظوظ النفس الأمارة، بل عليهم أن يستنوا بسنة النبي يوسف بن يعقوب عليه السلام، الذي يرقد بجوارهم، فيقولوا لمن أساء اليهم: “لا تثريب عليكم اليوم، يغفر الله لكم”. وإنما قص الله أمره للمسلمين في القرآن لأخذ العبرة فيما سن قبلنا من المقربين وأولياء الله الصالحين.
يجدر كذلك أن تحفظ حكومة الثورة السورية العهود والمواثيق الدولية المبرمة مع الجميع، وخاصة مع دول وازنة دوليا وإقليميا، كروسيا وإيران وتركيا، ووفق قاعدة المعاهدات الدولية ومبدأ: “فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم”..
كذلك يجدر التنسيق وتعزيز العلاقات مع دول الجوار الشقيقة وخاصة لبنان والأردن والعراق.
للأسف ظل دور الجامعة العربية خافتا وغائبا وأقل من المطلوب طيلة فترة النزاع، ومنذ صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254عام 2015م والذي دعا للمصالحة الوطنية وإجراء الانتخابات العامة واستيعاب المعارضين في الحكم، فرفضته حكومة الرئيس بشار، فوصفتهم بالإرهابيين والمفسدين المارقين، وركنت لقوة حليفتيها روسيا وإيران لقمع مواطنيها.
فضلا عما ذكر، يتعين على الجامعة العربية الإرتقاء لمستوى الحدث والراهن الماثل على الأرض، وعليها أن تتحرك بنبض الشعوب، فلا تكون مجرد مكتب للسكرتارية أو وكالة للعلاقات العامة والمراسمية، والاكتفاء بإصدار المذكرات، وكما يراها كثير من المراقبين الدبلوماسيين.
الشعوب العربية تحتاج للأفضل لتمضي بعزة وثقة في مسيرة العصر والتقدم، ولن يتأتى هذا إلا بتغيير شامل ومدرك للواقع، يستلهم روح العصر ويحس نبض الجماهير العربية، ويتفهم اشواقها وتمنياتها، وعبر تفعيل آليات قاصدة للإرتقاء بالحكم الراشد وفي كل الدول الأعضاء، وتوسيع الشراكة السياسة القاعدية، والشورى البرلمانية، وتعزيز آليات المساءلة القانونية وبسط العدل والنزاهة.
دكتور حسن عيسى الطالب
إنضم لقناة النيلين على واتساب