قيادي بحماس للجزيرة نت: نتنياهو متردد بشأن صفقة غزة رغم ضغوط ترامب
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
رفعت تصريحات نقلتها وسائل إعلام عربية وإسرائيلية خلال اليومين الماضيين سقف التوقعات مرة أخرى بشأن إنجاز صفقة تبادل، إذ نقلت تقارير إعلامية أن حركة حماس مستعدة لقبول "اتفاق تدريجي" على غرار اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مع حزب الله في لبنان.
كما تحدثت مصادر سياسية إسرائيلية عن أن تل أبيب وحركة حماس قريبتان من التوصل إلى صفقة "صغيرة" تشمل وقفا لإطلاق النار لمدة شهرين وإفراج الجانبين عن أسرى "حالات إنسانية" من مسنين ونساء وجرحى ومرضى، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من أجزاء من قطاع غزة.
وفي تصريحات خاصة للجزيرة نت قال القيادي في حركة حماس محمود مرداوي إن الحركة كانت منفتحة في كل المراحل من أجل التوصل إلى اتفاق، وكان هذا على رأس أولويات الحركة "كهم وطني للتخلص من مبررات العدو باستمرار عمليات الإبادة والتجويع والتهجير، وللسماح لشعبنا بعد عقد الصفقة بالعودة من نزوحهم إلى منازلهم، أو ما تبقى منها بالأحرى، وكذلك انسحاب الجيش الإسرائيلي، وإعادة البناء، والإغاثة".
وأضاف مرداوي أن الحركة تسعى للتوصل إلى صفقة مشرّفة، وكانت تدفع باتجاه تحقيقها ولم تقم بالإعاقة إطلاقا "ولم يُعرض على المقاومة والحركة عرض إلا ودرسته وقدمت رؤيتها حوله، وقد فاجأت الوسطاء بقدرتها على التعامل مع كل الطروحات بمرونة".
إعلانوقال إن "العدو متردد في دفع استحقاق أي صفقة، أي الانسحاب وعودة النازحين والإغاثة والإعمار، وهذه الأمور هي الحد الأدنى"، مضيفا أن الاحتلال "حتى هذه اللحظة يتذرع بمبررات ليس لها أي انعكاس حقيقي في الواقع، إنما يخضع لإرادة التيار الدين القومي السياسي، والذي يهدده بإسقاط الحكومة إذا ذهب باتجاه عقد الصفقة".
وأوضح مرداوي أن التقديرات في الحركة أن إسرائيل حتى اللحظة لم تتخذ قرارا بشأن الاتفاق أو تنفيذ صفقة تبادل، وقال "نأمل أن يثمر ضغط الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وعلى ما يبدو من رغبة الإقليم في هذا الاتجاه".
وتابع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غير جاد في عقد صفقة "لكن الآن هناك عوامل ضغط وتأثير ننتظر نتائجها ونختبر نواياه واستعداده من خلال الواقع العملي وليس النظري، فتصريحاته لا تترجم إلى حقائق في النهاية".
تراجع سابق
وكشف مرداوي أن الجانب الإسرائيلي ممثلا بنتنياهو كان قد وافق في يناير/كانون الثاني الماضي على صفقة اعتبرتها المقاومة والوسطاء "مقبولة"، ولكنه تراجع في اللحظات الأخيرة وانتكست بعد ذلك، وهذا ما صرح به عضو مجلس حرب في حينه غادي آيزنكوت.
وقال "الآن ليس لدى نتنياهو أي مبرر يقدمه لا للبيئة الداخلية الصهيونية ولا البيئة الإقليمية، فبالتالي هو في الزاوية وليست أمامه خيارات كثيرة"، خصوصا مع تآكل قدرة الجمهور الإسرائيلي على تحمّل أعباء الحرب المتراكمة، والتي باتت تشكل مع مرور الوقت ضغطا متواصلا على قيادة الاحتلال.
وشدد مرداوي على أن "الأثمان التي تؤكد عليها المقاومة وتصر عليها أن تنتهي العملية السياسية التفاوضية في التبادل في تحقيق جوانب مهمة: أولها إعادة النازحين وكذلك إغاثة الفلسطينيين، والانسحاب الإسرائيلي من غزة، وأن يتم ذلك في إطار وقف إطلاق النار وصفقة تبادل شاملة يتوافق عليها الجانبان".
إعلانولم تتوقف التسريبات والتصريحات التي رفعت سقف الآمال بعد التوافق بين حركتي حماس وفتح خلال مباحثات القاهرة بشأن لجنة الإسناد المجتمعي التي رعتها مصر رغم رفض إقرارها لاحقا من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس واللجنة التنفيذية لحركة فتح.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
كاتس يدعو لقطع المساعدات عن غزة حال فشل التوصل إلى صفقة
حرض وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس على قطع المساعدات الإنسانية عن قطاع غزة، حال فشلت جولة المفاوضات الحالية في التوصل إلى صفقة في غزة، لاستعادة المحتجزين الإسرائيليين.
وقال كاتس، الجمعة، إنه طلب من قيادة الجيش تقديم خطة "لهزيمة حماس" في قطاع غزة، إذا فشلت جهود التوصل إلى صفقة تبادل أسرى بحلول تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه.
وقال كاتس في بيان: "طلبت من الجيش الإسرائيلي أن يقدم لي خطة لهزيمة حماس الكاملة في غزة إذا لم تطلق سراح المختطفين بحلول الوقت الذي يتولى فيه الرئيس ترامب منصبه" في 20 من الشهر الجاري.
وعلى مدى أشهر الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال في غزة، حدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو 3 أهداف لحربه على القطاع، وهي القضاء على حماس، وإطلاق سراح الأسرى، وتحقيق الأمن المطلق.
والثلاثاء، قال غيورا إيلاند مهندس "خطة الجنرالات" الإسرائيلية، رئيس مجلس الأمن القومي الأسبق، إن الضغط العسكري "نجح جزئيا في إضعاف القوة العسكرية لحماس، لكنه لم يكن كافيا لتحقيق الهدفين الرئيسيين: تحرير الأسرى وإنهاء حماس".
يأتي ذلك وسط تواصل جهود التوصل إلى صفقة تبادل ووقف إطلاق النار بغزة، في ظل استمرار الاتهامات التي توجهها المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين لنتنياهو بعرقلة التوصل إلى أي اتفاق للحفاظ على منصبه.
وألمح كاتس إلى إمكانية قبول مقترح وزراء بينهم وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، الداعي إلى قطع المساعدات الإنسانية الدولية الضئيلة أصلا عن الفلسطينيين في غزة.
وقال: "طلبت من الجيش الإشارة إلى النقاط التي قد تجعل من الصعب تنفيذ الخطة، بما في ذلك الموضوع الإنساني وقضايا أخرى، وترك الأمر للمستوى السياسي لاتخاذ القرارات اللازمة".
وأضاف: "شددت على أن الحل السياسي لغزة لا علاقة له بالخطة والنشاط المطلوبين الآن، لأنه لن يتحمل أي طرف عربي أو غيره مسؤولية إدارة الحياة المدنية في غزة ما لم يتم سحق حماس بشكل كامل"، وفق تعبيراته.
والسبت، كشفت القناة "12" العبرية الخاصة أن تل أبيب تدرس تخفيض المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل كبير مع بداية ولاية الرئيس ترامب، في ظل استمرار الإبادة الإسرائيلية للشهر الـ16.
ونقلت عن مسؤول سياسي إسرائيلي لم تسمّه قوله: "نشك في أن تكون كمية المساعدات التي يتم إدخالها إلى قطاع غزة اليوم، مماثلة لتلك التي ستدخل في عهد إدارة ترامب".
وادعى المسؤول الإسرائيلي أن المساعدات تذهب إلى حماس ما يساعدها في استعادة قوتها والبقاء في السلطة.
وخلال الأشهر الأخيرة، استفحلت المجاعة في معظم مناطق قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي المطبق، لا سيما في محافظة الشمال إثر الإمعان في الإبادة والتجويع منذ مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وسط تحذيرات دولية وأممية من مخاطر ذلك على حياة النازحين.
وترتكب دولة الاحتلال بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 155 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.