عودة كبيرة للاجئين السوريين من معبر المصنع الحدودي بلبنان
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
البقاع- "أعبر اليوم من لبنان إلى سوريا الجديدة"، قال أبو محمد الخطيب قبيل مغادرته مركز معبر المصنع الحدودي قاصدا منزله في ريف دمشق بعدما تركه مرغما منذ 10 سنوات بفعل الأزمة السورية وتداعياتها الأمنية والاقتصادية، وأكد للجزيرة نت "يوم العودة تاريخي ومفصلي في حياتي وعائلتي".
وشهد مركز المعبر النظامي بداية من السادسة من صباح اليوم الثلاثاء حركة نشطة لعشرات العائدين، في ظل مواكبة أمنية متصلة بإجراءات عبور تقليدية بين البلدين وانتشار واسع للجيش اللبناني في محيط مراكز الأمن العام والجمارك اللبنانية وعلى التلال المحيطة به.
وقالت أمل الخطيب للجزيرة نت "لم تواجهنا أي مشاكل تذكر، قدمنا أوراقنا الثبوتية وبطاقات الإقامة، ثم خرجنا بشكل قانوني، واجهنا كغيرنا ازدحاما طبيعيا ومعاملة جيدة من قبل موظفي المراكز الحدودية اللبنانية".
من جانبها، ربطت هديل أبو محمد بين قرار عودتها إلى ديارها في دمشق وبين نجاح المعارضة السورية في إسقاط نظام الحكم السابق.
وقالت هديل للجزيرة نت "فرحتي لا توصف، آن الأوان للعودة إلى الوطن ومنزلنا الحبيب، كلي أمل ببناء سوريا ديمقراطية وحضارية ومتألقة لكل أبنائها وخالية من العنف والقهر وتكميم الأفواه ومن السجون السرية والعلنية".
وبموازاة حركة مغادرة نازحين سوريين عبر نقطة المصنع الحدودية، وهم من الفئة التي تحمل أوراقا ثبوتية كاملة وبطاقات إقامة ممنوحة من السلطات اللبنانية رصدت كاميرا الجزيرة نت حركة مغادرة كثيفة لمئات السوريين عبر ممرات غير نظامية تقع وسط الجبال المحيطة بالمراكز الحدودية.
وكشف مصدر أمني للجزيرة نت أن أغلبية هذه الفئة من السوريين الذين دخلوا خلسة إلى لبنان وأقاموا فيه بصورة غير نظامية، وأن بعضهم لا يحملون أوراقا ثبوتية.
إعلانوتحدث المصدر نفسه عن "مئات من العابرين في الجبال، وهي أرقام تعادل العابرين من مركز المعبر، علما أن لبنان يضم -حسب إحصاءات غير رسمية- نحو 2.5 مليون سوري، منهم 900 ألف يتمتعون برعاية الأمم المتحدة ومنظمات دولية".
في المقابل، شهد معبر المصنع يومي الاثنين والثلاثاء حركة مرور أرتال من السيارات السياحية القادمة من سوريا إلى لبنان.
ويقول خليل -رفض الكشف عن كامل هويته- للجزيرة نت "نحن لبنانيون مقيمون في سوريا، وما حصل من تطورات لا يطمئن، ننتظر استتباب الأمور قبل اتخاذ قرار بالعودة، أسكن وعائلتي في حي السيدة زينب، وأقربائي الذين نزحوا معي يسكنون في أحياء قريبة من الزبداني والمزة".
كما شهد المعبر في 9 ديسمبر/كانون الأول الجاري تدفقا كبيرا للقادمين من سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وكاد الضغط البشري للنازحين يتسبب بإشكالات مع القوى الأمنية التي تمكنت من احتواء الوضع الجديد.
ضبط الوضع
وفي هذا الإطار، أوضحت المديرية العامة للأمن العام اللبناني -في بيان لها- أن سبب هذا التدفق يعود إلى "غياب الأمن العام السوري عند المركز الحدودي في جديدة يابوس".
وأضافت "أن بعض اللاجئين حاولوا الدخول بشكل غير قانوني ودون الالتزام بالإجراءات الأمنية المتبعة من قبل الأمن العام اللبناني".
وأشارت المديرية -في بيانها- إلى "ضبط الوضع بالتعاون مع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، حيث تمت إعادة هؤلاء الأشخاص إلى الأراضي السورية، مع السماح فقط لأولئك الذين يستوفون الشروط المعمول بها بالدخول".
وقدّرت مصادر عاملة في المراكز الحدودية عدد القادمين من سوريا أيام الأحد والاثنين والثلاثاء بـ5 آلاف شخص، في حين أوقفت القوى الأمنية 300 "متسلل" من سوريا إلى لبنان عبر معابر غير نظامية في البقاع.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات للجزیرة نت من سوریا
إقرأ أيضاً:
رحيل البابا فرنسيس خسارة لكل لبنان.. ميقاتي: لمست مدى تعلقه بلبنان الرسالة
كل لبنان، بكل طوائفه المسيحية والإسلامية والرؤساء الروحيين، وبكل أركان الدولة والزعماء السياسيين والحزبيين، عبّر تعبيراً صادقاً شاملاً حيال تقديره الكبير للبابا الراحل، حتى بدا الأمر كأن لبنان تعامل مع وفاته كأنها خسارة خاصة بلبنان أكثر من سائر الدول. واكتسب ذلك دلالات معبرة لا تنطبق عليها الأحوال المشابهة لرحيل شخصيات زمنية أو دينية أخرى من منطلقين يصعب تجاهلهما، وهما: أولاً أن لبنان بمجموع المواقف الرسمية والدينية والسياسية والاجتماعية التي عكست الحزن على البابا فرنسيس إنما اطلق عفوياً رسالة وفاء للحبر الأعظم الذي لم يكن يوفر مناسبة إلا ويخص لبنان بدعاءاته له ومواقفه المتعاطفة مع معاناة شعبه من دون أي تمييز أو استثناء، ووقف وقفات مشهودة مع حقوق اللبنانيين في الحياة الحرة الكريمة وسط التزامه المسار التاريخي للفاتيكان في إحاطة التنوّع والتعدد اللبناني الأهمية الإنسانية العظيمة. وثانياً، أن لبنان عبّر اسوة بكل العالم عن تقديره الكبير لهذه الشخصية الفذة التي تميز بها البابا في صفاته الشخصية والبابوية وورعه ورمزيته النادرة.تبعاً لذلك، طغت ردود الفعل على وفاة البابا على مجمل الواقع اللبناني في اثنين الفصح بحيث توجت هذه الردود بإعلان لبنان الحداد الرسمي عبر بيان أصدره الأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكية، وأفاد أن رئيس مجلس الوزراء نواف سلام أعلن الحداد الرسمي على وفاة البابا فرنسيس لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من أمس، بحيث تنكس الأعلام المرفوعة على الإدارات والمؤسسات الرسمية والبلديات كافة، وتعدل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون بما يتوافق مع الحدث الجلل، وعلى أن تتخذ الإجراءات ذاتها يوم الصلاة لراحة نفس قداسته وتشييعه. وتقدمت بيانات النعي التي صدرت عن أركان الدولة سيلاً من ردود الفعل والشهادات في البابا الراحل، إذ نعاه رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، معتبراً أن "رحيل البابا فرنسيس ليس خسارة للكنيسة الكاثوليكية فحسب، بل هو خسارة للبشرية جمعاء، فقد كان صوتاً قوياً للعدالة والسلام، ونصيراً للفقراء والمهمشين، وداعية للحوار بين الأديان والثقافات. وإننا في لبنان، وطن التنوع، نشعر بفقدان صديق عزيز ونصير قوي، فلطالما حمل البابا الراحل لبنان في قلبه وصلواته، ولطالما دعا العالم إلى مساندة لبنان في محنته، ولن ننسى أبداً دعواته المتكررة لحماية لبنان والحفاظ على هويته وتنوّعه. لقد كان البابا فرنسيس رجلاً استثنائياً بتواضعه وبساطته، وفي الوقت نفسه قائداً روحياً فذاً بحكمته وشجاعته. عمل بلا كلل من أجل بناء جسور التواصل بين مختلف الأديان والثقافات، ودافع عن كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية، وناضل من أجل عالم أكثر عدلاً وإنصافاً".
وببيان وجداني نعى رئيس مجلس النواب نبيه بري البابا فرنسيس قائلاً: "في زمن القيامة والرجاء والأمل قال عظته الأخيرة ورحل. حمل صليبه ومشى. خفق قلبه الذي إتسع لكل الناس لفقرائهم ومستضعفيهم ومعذبيهم آخر خفقه بالمحبة. أطلق العنان لصوته صرخة أبدية: "أبتاه إغفر لهم لإنهم لا يعلمون ماذا يفعلون. في لحظة الإنسانيه فيها بأمس الحاجه إلى الكلمة التي تجمع، نفقد قامة ما نطقت إلا بالحق كلمة. نفقد الإنسان القسيس، الراهب الزاهد المتعبد الذي طلّق الألقاب وإرتقى بالرسالة السماوية إرتقاء يسوعياً". كذلك قال رئيس الحكومة نواف سلام: "برحيل البابا فرنسيس، يخسر لبنان سنداً متيناً، ويخسر العالم رجل المحبة والسلام، نصير الفقراء والمهمشين، المعروف بتواضعه وقربه من الناس. هو الذي وقف دوماً إلى جانب لبنان، ولطالما صلّى له ورغب بزيارته". يشار في هذا السياق إلى أنه سيتعذر على البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن يسافر إلى الفاتيكان للمشاركة في جنازة البابا فرنسيس نظراً إلى خضوعه لجراحة الأحد جراء إصابته بكسر في وركه. وقد زار رئيس الجمهورية العماد جوزف عون صباح أمس البطريرك الراعي في مستشفى أوتيل ديو واطمأن إلى صحته. كما أوفد رئيس الحكومة نواف سلام وزير الاتصالات شارل الحاج لعيادة البطريرك الراعي في المستشفى متمنياً له الشفاء العاجل.
صدر عن الرئيس نجيب ميقاتي الاتي:
برحيل قداسة البابا فرنسيس تخسر الكنيسة الكاثوليكية والانسانية جمعاء قامة روحية وانسانية مميزة نسجت اواصر المحبة والمعاني الانسانية السامية بين مختلف الشعوب والديانات.
كما خسر لبنان بنوع خاص راعيا وصديقا عبّر دوما عن دعمه للبنان ورسالته ووحدة أبنائه، وبذل الكثير من الجهود لدى دول القرار للحفاظ على لبنان وايجاد الحلول المناسبة لأزماته.
وفي اللقاءات المتكررة التي عقدتها معه لمست مدى تعلقه بلبنان الرسالة وحرصه على العلاقة المميزة بين جميع أبنائه.
وقد تقدم الرئيس ميقاتي بالتعازي من السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا، قائلا: ببالغ الحزن والأسى تلقيت نبأ وفاة قداسة البابا. وفي هذا الوقت العصيب، أود أن أقدم لكم شخصيًا تعازيّ الحارة.
لقد تميزت حياة وبابوية الأب الأقدس بالإيمان العميق والحكمة المتواضعة والمحبة الدائمة للكنيسة والعالم. كما لامست كلمته وشهادته قلوب العديد من الناس، بما في ذلك قلبي.
أرجو أن تتقبلوا تعازيّ الحارة لكم شخصيا وللكرسي الرسولي ".
وكان تُوفي البابا فرنسيس، في السابعة والنصف من صباح اثنين الفصح، بعد ساعات معدودات على لقائه الخاطف مع نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، في دير القديس مرتا المتواضع داخل حَرَم الفاتيكان؛ حيث كان يقيم منذ جلوسه على كرسي بطرس.
وتوفي البابا إثر إصابته بجلطة دماغية تسببت في دخوله بغيبوبة وفشل في الدورة الدموية للقلب، بحسب شهادة الوفاة التي أصدرها الفاتيكان، الاثنين. ووفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية، جاء في الوثيقة التي وقّعها مدير إدارة الصحة والنظافة في الفاتيكان، البروفسور أندريا أركانجيلي، أن «الوفاة تم تأكيدها من خلال تسجيل تخطيط كهربية القلب».
وألقى الكاردينال كيفن جوزيف فارّيل، الذي يقوم مقام الحَبر الأعظم في حال شغور الكرسي الرسولي، بياناً مقتضباً جاء فيه: «أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، أنعى إليكم بحزن شديد الأب الأقدس فرنشيسكو».
وقبيل العاشرة صباحاً، صدر البيان الرسمي عن حاضرة الفاتيكان يعلن وفاة أول بابا يسوعي في تاريخ الكنيسة، والأول من خارج أوروبا منذ القرن الخامس الميلادي، والأول الذي تجرّأ على اختيار اسم القديس فرنسيس، الذي اشتهر بصدامه مع البذَخ الكنَسي وتكريس حياته للفقراء.
مواضيع ذات صلة ميقاتي: في اللقاءات المتكررة التي عقدتها مع البابا فرنسيس لمست مدى تعلقه بلبنان الرسالة وحرصه على العلاقة المميزة بين جميع أبنائه Lebanon 24 ميقاتي: في اللقاءات المتكررة التي عقدتها مع البابا فرنسيس لمست مدى تعلقه بلبنان الرسالة وحرصه على العلاقة المميزة بين جميع أبنائه