تقرير أمريكي يكشف عن لقاء سري بين الفياض والأسد ورفض الفصائل لطلب إيراني- عاجل
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
بغداد اليوم- ترجمة
كشفت شبكة (الميدل ايست)، عن الأسباب التي قالت انها وراء "عدم" ارسال الفصائل العراقية مقاتليها الى سوريا قبل سقوط نظام بشار الأسد، موضحة، ان "زيارة سرية قام بها رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق، فالح الفياض الى أنقرة ودمشق لعبت دورا مهما في ذلك".
وقالت الشبكة في تقرير ترجمته "بغداد اليوم"، إن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أرسل الفياض الى انقرة ودمشق الأسبوع الماضي، في زيارة غير معلنة بهدف التوصل الى اتفاق"، موضحة، أن "مساعي الفياض لم تثمر حيث رفض الأسد تقديم أي تنازلات او المشاركة في مفاوضات مع المتمردين او تركيا".
وأضافت "بعد يومين فقط من فشل الوساطة التي حاول الفياض القيام بها، طلبت قوات الحرس الثوري الإيراني من قادة الحشد الشعبي في العراق ارسال فصائلهم الى سوريا"، لافتة الى أن "قادة الفصائل صرحوا لنا ان مجلس تنسيق المقاومة العراقية، الذي يتألف من قادة فصائل كتائب حزب الله، وأهل الحق، وبدر ومجاميع أخرى، رفضوا بالإجماع الطلب الإيراني".
وبينت الشبكة نقلا عن أحد قادة الفصائل الذي لم تكشف عن هويته، ان "الرفض أتى نتيجة لعلم قادة الفصائل ان الذهاب الى سوريا سيؤدي الى نتائج وخيمة"، موضحا أن "الأمر ببساطة هو فخ ينصب لنا، إسرائيل وحلفائها يحاولون جرنا الى سوريا ليقوموا بضربنا دون تبعات".
وأضافـ أن "إسرائيل لديها ثأر مع المقاومة في العراق، لكنها تحت ضغط كبير يمنعها من ضربنا في العراق، ولهذا فان الخيار المتاح امامها كان جرنا الى سوريا خصوصا بعد توقف الحرب في لبنان"، بحسب وصفه.
وأكد مسؤول آخر من قادة الفصائل للشبكة، ان "القرار الجماعي برفض الطلب الإيراني بإرسال مقاتلين الى سوريا يتعدى الأوضاع الأمنية"، مشيراً الى، أن "الأسد وصل الى مرحلة غرور منفصلة عن الواقع كليا، لقد رفض تقديم أي تنازلات لشعبه خلال الخمسة سنوات الماضية ولم يسع الى حل الازمة في سوريا بأي شكل من الاشكال، وعليه تم الاتفاق بدعمه دبلوماسيا، سياسيا وحتى إنسانيا، لكن رفضنا إرسال أي قوات لحماية نظامه".
وتابعت الشبكة "بعض القادة الاخرين أكدوا أيضا ان الأسد بعد نفسه عن الصراع في غزة ولبنان وارتمى بالكامل في أحضان روسيا، مع وجود شكوك بتقديمه معلومات استخباراتية لإسرائيل ساهمت باغتيال قادة حزب الله، الامر الذي ترك ظله على قرار الامتناع عن دعمه عسكريا".
وأشارت الشبكة أيضا، الى ان "أحد الفصائل العراقية قامت بإرسال مساعدات مادية وعينية الى العوائل النازحة في منطقة السيدة زينب، حيث التقت بقائد البعثة هناك والذي اكد لها ان موقف الفصائل لم يتغير وهم مستمرون بدعم سوريا بغض النظر عن النظام والمعارك السياسية المحلية"، بحسب وصفه.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: قادة الفصائل الى سوریا فی العراق
إقرأ أيضاً:
آخر مسئول إيراني التقى بشار يكشف بماذا كان الأسد متفاجئاً قبل سقوطه ومن ماذا اشتكى؟
كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي جزءا من تفاصيل آخر لقاء جمعه قبل أيام بالرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في دمشق، وتحدث عن أسباب سقوط النظام ورؤية إيران للتطورات الجارية.
وقال عراقجي، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني حول التطورات الأخيرة في المنطقة، إن بلاده كانت تعلم "أن هناك مخططا وراء الكواليس من قبل أميركا والكيان الصهيوني لإحداث مشاكل متتالية في محور المقاومة، وكان هذا المخطط موجودا دائما".
وأضاف وفقا لتلخيص للمقابلة نشرته وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) "بعد التطورات في غزة ولبنان، كان من الطبيعي أن تستمر هذه التحركات. ولكن من الناحية الميدانية والمعلوماتية، كان أصدقاؤنا في أنظمة المعلومات الأمنية في بلدنا وفي سوريا على علم تام بالتحركات في إدلب وتلك المناطق"، مشيرا إلى أنه "تم أيضًا نقل جميع المعلومات ذات الصلة إلى الحكومة والجيش السوري".
اللقاء مع الأسد
وبشأن لقائه الأخير في الأول من الشهر الجاري مع الأسد في العاصمة السورية دمشق، كشف عراقجي أن الرجل كان يشعر بالمفاجأة بما يجري من تطورات عسكرية متسارعة.
وأضاف "السيد بشار الأسد نفسه، عندما التقيت به أنا والسيد علي لاريجاني (مستشار المرشد الإيراني)، كان متفاجئا واشتكى من سلوك جيشه".
ورأى أنه "كان من الواضح أنه لم يكن هناك تحليل مناسب للجيش السوري حتى في الحكومة السورية".
وفي توصيف آخر في ما يبدو لما تحدث عنه من "سلوك للجيش السوري، قال؛ عراقجي "في رأيي، الجيش السوري أصبح أسير الحرب النفسية".
وأضاف "كنا على علم بالمؤامرة المستمرة، حتى إننا عرفنا عدد القوات التي تم تدريبها وتنظيمها، وعندما "تمت مراجعة المحادثات نفسها مع السيد بشار الأسد، تأثر هو نفسه بوضع جيشه وفوجئ بعدم وجود حافز في الجيش".
وتحدث عن خطوة أخرى قام بها خلال زيارته لدمشق، قائلا إنه "من باب الدبلوماسية العامة، ذهبت إلى مطعم في دمشق وكان خطابنا هذا موجها للناس العاديين، كما فعلت ذلك في القاهرة، لأن من نخاطبه في النهاية هو الشعب، وهي خطوة لاقت ترحيبا من الشعب السوري".
واعتبر أن ما كان مفاجئا في سوريا أمران، الأول عجز الجيش السوري عن التصدي لهذا التحرك الذي بدأ، والثاني هو سرعة التطورات الحاصلة.
وأضاف "عندما كنت في الدوحة للمشاركة في المنتدى (منتدى الدوحة 2024)، جاءت جميع دول المنطقة للنقاش حول هذه القضية (…) الدول المهمة في المنطقة كانت حاضرة هناك، وكان لنا لقاء مشترك معهم، وكان سؤال الجميع هو: لماذا تراجع الجيش السوري بهذه السرعة؟ ولماذا كانت مقاومته قصيرة إلى هذه الدرجة؟ هذه السرعة في التطورات كانت مفاجئة للجميع".
3 مجالات للعلاقات بين إيران وسوريا
وتحدث بشيء من الإسهاب عن العلاقات بين إيران وسوريا خلال الفترة الماضية، قائلا إنها تعود إلى 40 عاما مضت، وتركزت في 3 مجالات مختلفة، أحدها مجال المقاومة، اذ إن سوريا عضو مهم في محور المقاومة ولعبت دورًا مهما في المواجهة مع الكيان الصهيوني والدفاع عن الفلسطينيين وتحملت كثيرا من الضغوط ولم تتنازل أبدا عن هذا الهدف.
وأشار عراقجي إلى أن مجال التواصل الثاني بين إيران وسوريا هو قتال "داعش" (تنظيم الدولة الإسلامية)، فقد برز هذا التنظيم كظاهرة إقليمية وخارج الإقليم في وقت ما، وانتشر أولا في العراق ثم امتد إلى سوريا وأثار قلقا دوليا.
أما الجانب الثالث فيتعلق -بحسب عراقجي- بالعلاقة بين الحكومة السورية وشعبها ومعارضيها، مؤكدا أن طهران كانت "توجه الحكومة السورية دائما للحديث مع معارضيها من أجل حل الخلافات بينهم، وتعاونا معهم في هذا الأمر إلى حد النصح والتوجيه".
عدم مرونة الأسد
وأكد أنه لم يكن لدى حكومة الأسد سوء القليل من المرونة والسرعة في هذا الاتجاه.
وأضاف "الموضوع الداخلي في سوريا، والحوار مع المعارضين أو ربما مواجهتهم، كان يتعلق بالجانب السوري نفسه، وفي النهاية ساعدناهم بالنصح والتشاور والتوجيه".
وعاد فأكد أن هذا الجزء هو "الذي يعاني الآن من مشاكل"، وأن "الجيش السوري لم يؤدّ مهمته بشكل صحيح هنا، ولم يكن من المفترض أبدًا أن نحل محل الجيش السوري لحل مشاكلهم الداخلية وتسويتها".
وجدد التأكيد مرة أخرى أن "حقيقة أن الجيش السوري لم يتمكن من المقاومة على الإطلاق، فأعتقد أن الأمر كان متعلقا بالجوانب النفسية للمسألة، أو ربما هناك كانت قضايا أخرى".
ونوه إلى أن المعارضة أخذت بالاعتبار توقيت تحركاتها الأخيرة في سوريا، مستحضرة "مسألة مواجهة إيران للكيان الصهيوني وانهماك روسيا في أوكرانيا، وكل هذا لعب دورا في حساباتهم".
وأضاف "لكن في رأيي كان العامل الأساسي في نجاحهم في الأيام الأخيرة في سوريا هو الجيش السوري الذي لم يصمد، ولو كان قد قاوم لما سقطت حتى حلب، أقول ذلك بكل ثقة".
مستقبل حزب الله
وفي موضوع آخر، قال وزير الخارجية الإيراني إن حزب الله فقد أمينه العام حسن نصر الله، لكنها "ليست المرة الأولى التي يضطر فيها الحزب إلى المرور بمثل هذا الأمر، ففلسفة المقاومة هي الصمود والثبات وأعتقد أن المقاومة وجدت طريقها".
وتعليقا على فرضية أن المقاومة ستتوقف من دون سوريا، تساءل عراقجي: "ما هو طريق تواصلنا مع اليمن؟ هل طريق تواصلنا مع غزة مفتوح؟ اليمن وغزة يقاومان، والمقاومة ستجد طريقها على أي حال، لأنها هدف مثالي وليست حربا كلاسيكية".
وأكد أنه للسبب ذاته "لا يمكن تدمير المقاومة، رغم أنها تواجه قيودا، لكنها في النهاية تمكنت من توفير أسلحتها الخاصة ومتابعة طريقها الخاص، ولا ينبغي لأحد أن يعتقد أن هذا المسار سيتوقف عندما تخرج سوريا من دائرة المقاومة.