تايوان قلقة من تهديد جديد.. وتؤكد أن "الصين ترسل إلى المنطقة أكبر أسطول بحري منذ عقود"
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
قالت وزارة الدفاع التايوانية يوم الثلاثاء إن الصين تنشر أسطولا بحريا في المياه الإقليمية هو الأكبر، منذ ما يقارب ثلاثة عقود، الأمر الذي يشكل لتايوان أخطر من ذي قبل، مقارنته بالمناورات الحربية الصينية السابقة. ولم تعلن بكين عن تحركها الذي ربما يكون الهدف منه: بعث رسائل لواشنطن.
أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع في تايبيه، سون لي فانغ، أن نطاق الانتشار البحري الصيني الحالي هو الأكبر، في منطقة تمتد من الجزر اليابانية الجنوبية إلى بحر الصين الجنوبي، وذلك منذ أن أجرت الصين مناورات حربية حول تايوان قبل الانتخابات الرئاسية التايوانية عام 1996.
ولم يعلق الجيش الصيني نفيا أو إثباتا. وكان من المتوقع أن تطلق الصين تدريبات تشير إلى غضبها من جولة أجراها الرئيس التايواني، لاي تشينغ تي، في المحيط الهادئن وانتهت يوم الجمعة، وشملت توقفًا في هاواي وإقليم غوام الأمريكي.
وقال سون "بصرف النظر عما إذا كانوا قد أعلنوا عن التدريبات أم لا، فإنهم يشكلون لنا تهديدات كبيرة". ورفع الجيش التايواني حالة التأهب يوم الاثنين بعد أن قال إن الصين حجزت المجال الجوي ونشرت سفنًا بحرية وقوات خفر سواحل.
وتنظر الصين إلى تايوان -التي تتمتع بحكم ذاتي يوصف بأنه ديموقراطي- على أنها إقليم تابع لها، رغم رفض الجزيرة السيطرة الصينية على أراضيها.
يذكر أن بكين أجرت جولتين من المناورات الحربية الكبرى حول تايبيه حتى الآن هذا العام.
قال ضابط الاستخبارات الكبير في الوزارة، هسيه جيه شينغ، في مؤتمر صحفي: إنه "لم تكن هناك حتى الآن تدريبات بالذخيرة الحية في المناطق الجوية السبع "المخصصة" للصين، ولكنه أضاف أنه كانت هناك زيادة كبيرة في النشاط الصيني إلى الشمال من تايوان، قبل حديثه بيوم واحد.
وقال هسيه: إن نشر الصين قواتها في سلسلة الجزر الأولى يهدف إلى منع القوات الأجنبية من التدخل. مع العلم أن هذه الجزر تمتد من اليابان حتى جزيرة بورنيو الآسيوية وتمر من تايوان والفلبين، وتحيط بالبحار الساحلية الصينية.
وأوضح مصدر أمني لشبكة "رويترز"، أن تواجد عدد كبير من سفن البحرية وخفر السواحل الصينية في المنطقة "يثير قلقًا بالغًا"، مشيرًا إلى أن الصين لا تستهدف تايوان فقط، بل دولًا أخرى في المنطقة أيضًا.
Relatedاقتراب انعقاد مؤتمر مارينتك للابتكار في الصين.. يبحث هذا العام في مصادر الطاقة البديلة مستقبلاارتفاع أسعار النفط بنسبة 1% بعد سقوط الأسد وتغير السياسات الاقتصادية في الصينالبحر الداخليقالت الوزارة إن البحرية الصينية تبني "جدارين" في المحيط الهادئ، أحدهما في الطرف الشرقي من منطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية، والآخر موجود في منطقة أبعد في المحيط الهادئ. وقال هسيه: "إنهم يرسلون رسالة بسيطة للغاية بهذين الجدارين وهي: محاولة جعل مضيق تايوان بحرًا داخليًا" للصين.
وكانت وزارة الدفاع قالت إنها رصدت 47 طائرة عسكرية تعمل حول الجزيرة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بالإضافة إلى 12 سفينة بحرية وتسع سفن "رسمية"، في إشارة إلى سفن تابعة لوكالات مدنية في ظاهرها مثل خفر السواحل.
وقال مصدر أمني تايواني كبير لرويترز إن الطائرات الصينية أقامت محاكاة لهجمات على سفن بحرية أجنبية، وتدربت على إبعاد الطائرات العسكرية والمدنية كجزء من "تدريبات الحصار".
ويرفض لاي وحكومته مزاعم بكين بالسيادة، قائلين إن شعب تايوان وحده هو الذي يمكنه تقرير مستقبله. وتقول الصين إن قضية تايوان هي "جوهر مصالحها الأساسية"، وخط أحمر لا ينبغي للولايات المتحدة الأمريكية أن تتجاوزه.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الصين تستعد لأضخم مناورة عسكرية مع روسيا قرب تايوان وحديث عن حرب على أبواب الشتاء المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ويدرس تحولات القطاع المصرفي بوتين يعلن دعمه لمطالب الصين بشأن تايوان ويقول إنه مستعد لمناقشة قضية أوكرانيا مع ترامب تايوانالولايات المتحدة الأمريكيةديمقراطيةالسياسة الصينيةتدريبات عسكريةتاريخالمصدر: euronews
كلمات دلالية: سوريا بشار الأسد إسرائيل الحرب في أوكرانيا معارضة فولوديمير زيلينسكي سوريا بشار الأسد إسرائيل الحرب في أوكرانيا معارضة فولوديمير زيلينسكي تايوان الولايات المتحدة الأمريكية ديمقراطية السياسة الصينية تدريبات عسكرية تاريخ سوريا بشار الأسد إسرائيل الحرب في أوكرانيا معارضة فولوديمير زيلينسكي دونالد ترامب روسيا دمشق محكمة ألمانيا الصين یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
لماذا الحاجة إلى قمة عربية طارئة الآن؟
التطوُّرات التي عرفها العالم العربي في غضون الشهرين المنصرمين مفصلية؛ منها أولًا سقوط نظام بشار في سوريا، وتوقف الحرب على غزة، والعودة إلى الطبيعة الاعتيادية في لبنان بانتخاب رئيس، وهي تحولات تشرع أبواب الأمل، ولكن تظل غيوم مطلة، في الوقت ذاته، يمكن أن تُعطّل الأمل، وتُدخل المنطقة في دوامة من الاهتزازات والتخبط، ومنها تصريح الرئيس الأميركي ترامب الذي لوّح فيه "بتنظيف" غزة، أي إجلاء الفلسطينيين منها.
وهو تصريح ينبغي أن يُحمل محمل الجِد، وقد كرره بمناسبة زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض، من أجل أن تضع الولايات المتحدة يدها على القطاع، لزمن طويل الأمد.
قبل هذا التصريح بدا أن للعالم العربي فرصة ذهبية، لكي يرسي نظامًا عربيًا جديدًا، يكون فيه مالكًا لأمره، يقف على الحد الأدنى من قواعد التعاون البيني والجماعي والتضامن وتدبير الاختلافات.
والحال، أن العالم العربي لم يعد يتحدث لغة واحدة منذ 1979، تحت تأثير حدثين مفصلَين:
الأول: هو اتفاقية كامب ديفيد، وما تمخض عنها من شرخ في "الصف العربي"، وقيام جبهة الصمود والتصدي وعزل مصر.
والثاني: هو الثورة الإيرانية، وما استتبعها من حرب ما بين العراق وإيران، أثرت بشكل سلبي على العالم العربي، وتوزَّع حولها، وضاعف من الأمر وفاقمه اجتياح جيوش صدام للكويت، مما أنهى عمليًا النظام العربي.
إعلانلم ينهض النظام العربي منذ ذلك الحين، والتنظيمات الإقليمية التي تأسست قبل ذلك لم تثبت؛ منها مجلس التعاون العربي، ما بين مصر، والعراق، والأردن، واليمن، وانتهى عمليًا مع اجتياح الكويت سنة 1990.
وقام "اتحاد المغرب العربي"، الذي انتهي عمليًا، مع فرض المغرب التأشيرة على المواطنين الجزائريين سنة 1994، وإغلاق الحدود البرية من قِبل الجزائر.
السياق الجديد يفتح فرصًا جديدة، مع ما عرفته سوريا من انتقال سلس، وآفاق مصالحة داخلية ومع محيطها. من شأن سوريا، أن تكون بوابة نظام عربي جديد من غير تدخل أطراف إقليمية، أو من دون أن يُحجَب الدور العربي في تدبير المنطقة.
ولكن الخطورة تظل قائمة ألا يقوم نظام عربي بديل، ويبقى التشرذم جاثمًا، مع ما لوّح به الرئيس الأميركي بشأن تفريغ قطاع غزة من ساكنته، أو "تطهيره"، والضغط على مصر والأردن كي يقبلا "استقبال" الفلسطينيين من غزة، بدعوى أن الولايات المتحدة ساعدت هذين البلدين، وينبغي أن يقبلا العرض الأميركي. وبالمقابل، يمكن أن يفهم إمكانية التضييق عليهما، من خلال توقيف المساعدات المالية والعسكرية، والتعاون الأمني، وشتى صنوف الضغوط.
ليس "التنظيف"، إلا صورة محينة لفكرة قديمة وهي الترانسفير، وهي تعود إلى أوليات الصهيونية، منذ بن غوريون، كشف عنها من يسمون بالمؤرخين الجدد، وتم التراجع عنها، في ظل المتغيرات الدولية، وانبعثت في خطاب اليمين المتطرف الإسرائيلي، ويعتبر قانون القومية لسنة 2018، أحد عناصرها، وفق قاعدة "شعب واحد، دولة واحدة، لغة واحدة، ولا مكان لأقلية".
ولم يُخفِ اليمين مراميه فيما يخصّ الضفة الغربية، من خلال تكثيف المستوطنات، ووسمها بيهودا والسامرة، واستغل وضع الحرب على غزة ليتحلل علنًا من الالتزامات التي أبرمها منذ أوسلو التي من شأنها أن تنتهي إلى حل الدولتين، وظهر في خضم الحرب، ما سُمي بخطة الجنرالات، أي إخلاء غزة، وأعلن جاريد كوشنر صهر الرئيس في محاضرة له بهارفارد في ربيع السنة الماضية، أن الواجهة البحرية لغزة، لها مؤهلات جمة، من شأنها أن تجعل منها دبي أو سنغافورة ثانية، بإخلائها وإعادة إعمارها.
إعلانخيار إفراغ غزة من ساكنته صورة جديدة لنكبة جديدة، ستقضي على الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، والالتفاف على حقوقه، بصفة نهائية، إذ كيف يمكن الحديث عن شعب، من غير أرض.
سينسف الإفراغ إمكانية قيام عربي، وسُيدخل المنطقة برمتها في دوامة اهتزازات، لن تؤثر على سكينة مجتمعاتها فحسب، بل من شأنها أن تنقل التوتر خارج المنطقة، في فصول مروعة لصدام الحضارات والإرهاب، والعداء.
نعلم أن النكبة الأولى غيرت من الثقافة السياسية في المنطقة، إذ كانت أحد الأسباب التي دفعت الجيش إلى الواجهة في كثير من البلدان، وتمت تصفية الخصوم جسديًا، أي أنها شرّعت للإرهاب، وأجهضت مد الليبرالية العربية، سياسيًا، من خلال وقف تجارب تمثيلية (مصر، العراق، سوريا)، وثقافيًا من خلال الدفع باتجاهات انكفائية وتقويض التوجه الكوني الذي كانت الثقافة العربية تقدمه حينها.
ويمكن تصور الانعكاسات المحتلمة لنكبة جديدة. سيكون من العبث بناء نظام عربي جديد، مع الترانسفير، أو مصالحة مع الذات، أو مع الآخر.
من غير المجدي، أمام تلويح الولايات المتحدة بضغوطات أن تقف الدول الحليفة لها، وحدها. ولذلك لا بد من قمة عربية طارئة، للحديث بلسان واحد، حول النازلة، وحول الوضع الإقليمي بصفة عامة.
ومثلما نهضت دول الاتحاد الأوروبي، بشكل جماعي ضد رغبة الرئيس الأميركي وضع اليد على غرينلاند، فينبغي للعالم العربي، أن يتحدث بلسان واحد، حول قرار مصيري، من شأنه أن يدخل العالم العربي في دوامة اهتزازات، لن تقف تأثيراتها على المنطقة.
لقد عبرت الدول الوازنة والمؤثرة في العالم العربي عن شجبها قرار "التنظيف"، على مستوى وزراء الخارجية، وهي المملكة العربية السعودية، ومصر، وقطر، والإمارات، ويتوجب قمة عربية طارئة، لتدارس المستجدات الإقليمية والدولية، والتنسيق على مستوى دول الطوق، والدولة المعنية، للحديث بلسان واحد. لم تفتأ الإدارة الأميركية، اللعب على ما تنسبه من تصريحات للمسؤولين العرب، مما من شأنه أن يثير البلبلة، وينسف إمكانية موقف موحد.
إعلانومن جهة أخرى، على الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، أن تخرج عن صمتها، لما هو استفراد بالقرار الدولي، والتحلل من القانون الدولي، وإضفاء الشرعية على منطق القوة.
نعم هناك حاجة ملحة لإعمار غزة، ويتوجب انعقاد مؤتمر دولي لهذا الغرض، وأن يقترن إعادة الإعمار مع حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
فتاريخ المنطقة هو تاريخ الفرص الضائعة، ولا ينبغي أن تفلت الفرصة السانحة، بوضع حد لـ"حلم"، من شأنه أن يُحوِّل المنطقة إلى كابوس.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline