جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-12@04:02:47 GMT

طرد الاحتلال من سوريا

تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT

طرد الاحتلال من سوريا

 

 

د. جمالات عبد الرحيم

 

بعد اندلاع الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد في عام 2011، تمسكت العديد من الأنظمة العربية بموقف يتسم بالتحالف مع القوى الغربية، خاصة الولايات المتحدة، في مسعى لإسقاط النظام السوري. ولكن كان السؤال الأهم: هل أخذت هذه الأنظمة جميع التعهدات والشروط التي تضمن للشعب السوري حياة آمنة دون أي تهديدات خارجية؟

من المعروف أن التحالفات الدولية غالبًا ما تتسم بالغموض، حيث إن الدول قد تتفق على أهداف مُعينة دون أن تكون هناك التزامات قانونية واضحة.

لذا، فإنَّ دعم بعض الأنظمة العربية للمعارضة السورية قد جاء مدفوعًا بمصالحها الوطنية أكثر من كونه استجابة لرغبات الشعب السوري.

وفي سياق دعمهم للمعارضة، لم تكن هناك تأكيدات قوية أو تعهدات مكتوبة قُدمت للشعب السوري تضمن له العيش الآمن في بلاده. ويبدو أنَّ الأنظمة العربية التي تصدرت المشهد في تلك المرحلة قد بالغت في تقدير قدرتها على التأثير على الوضع الداخلي في سوريا، وفي الوقت نفسه، غضت الطرف عن المشاكل المتعددة التي ستنشأ في حال نجاحها في إسقاط النظام.

كان هناك شعور عام بأنَّ هذه الأنظمة قد استثمرت في تغيير النظام دون وضع خطط واضحة لما سيعقب ذلك. لذا، وجد الشعب السوري نفسه في خضم الفوضى والانقسام، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.

ولا يمكن إغفال تأثير الكيان الصهيوني على المنطقة بأسرها؛ فالنزاع في سوريا لم يكن محصورًا في حدودها، بل كانت له تداعيات على الأمن الإقليمي. وقد كانت هناك تهديدات مباشرة من قِبل الجيش الإسرائيلي، الذي أظهر استعدادًا للتدخل في الشأن السوري تحت مبررات مُعينة.

في هذا السياق، لم تكن الأنظمة العربية المدعومة من قبل الولايات المتحدة قادرة على ضمان عدم تدخل إسرائيل أو حتى ضمان انسحاب قواتها من الأراضي السورية. وبالتالي، يبقى السؤال معلقًا: هل كانت الأنظمة العربية على استعداد لتقديم الدعم للشعب السوري مع إدراكها للعواقب المحتملة لهذا الدعم؟

إنَّ الانقسام العربي حول دعم المعارضة السورية يكشف عن واقع مؤلم؛ فالأنظمة العربية التي تطبعت مع النظام الأمريكي والصهيوني كانت تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة أكثر من تقديم حلول حقيقية للشعب السوري. وهذه الديناميكيات تشير إلى حاجة ماسة لإعادة تقييم استراتيجيات الأنظمة العربية تجاه النزاعات في المنطقة، وضرورة التركيز على الحلول الدائمة التي تضمن حقوق الشعوب وأمنها.

لذلك، لا يزال الشعب السوري يبحث عن مستقبل آمن ومستقر، بعيدًا عن أي تهديدات خارجية، في ظل غياب الرؤى الواضحة من قبل الأنظمة التي كانت تأمل في تغيير النظام.

وبعد إسقاط بشار الأسد ما زال الجيش الأمريكي والصهيوني يضربان المواقع السورية ويزعم أنه ينشر السلام في سوريا.

وللأسف النظام العربي يمثل محورًا أساسيًا في تدخل أمريكا وإسرائيل في الشؤون السياسية السورية التي لا تضمن للشعب السوري المعيشة المستقرة، وسوف يكشف التاريخ ذلك.

التاريخ أثبت أن أمريكا دائماً منحازة إلى الاحتلال الصهيوني، ولن تدعم أي خطوة للسلام في الشرق الأوسط.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

سوريا تعلن عودة 100 ألف من تركيا منذ سقوط النظام

دمشق (الاتحاد)

أخبار ذات صلة عبدالله بن زايد يستقبل أسعد الشيباني على هامش أعمال القمة العالمية للحكومات سوريا تعلن انضمام آلاف المتطوعين للجيش الجديد

أعلنت هيئة المنافذ السورية، أمس، عودة ما يزيد على 100 ألف مواطن سوري من تركيا بعد سقوط النظام السابق. جاء ذلك وفق تصريحات مدير العلاقات العامة في الهيئة الحكومية مازن علوش، نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية.
وقال علوش: «خلال شهرين من سقوط النظام السابق، استقبلت المنافذ الحدودية مع تركيا 100 ألف و905 مواطنين من أهلنا السوريين العائدين للاستقرار النهائي في وطنهم».
وأضاف: «العائدون توزعوا على معبر باب الهوى، ومعبر السلامة، ومعبر كسب ومعبر الحمام، ومعبر جرابلس»، لافتاً إلى أنه تم تقديم جميع الخدمات والتسهيلات لهم مجاناً، وإعفاؤهم من أيّ رسوم على أمتعتهم وأثاثهم المصاحب لهم خلال العودة.
وأردف: «كما استقبل معبر باب الهوى عشرات الوفود الإغاثية والصحفية والدبلوماسية، وتم تقديم التسهيلات اللازمة لهم، وعملنا على تسهيل تدفّق عشرات القوافل الإغاثية لدعم أهلنا في سوريا».
وتابع، خلال شهرين، استقبل معبر جديدة يابوس الحدودي مع لبنان 627 ألفاً و287 مسافراً من المواطنين السوريين والضيوف العرب والأجانب، توزعوا على 339 ألفاً و18 قادماً، و288 ألفاً و269 مغادراً، كما استقبل المعبر مئات الوفود الصحفية والدبلوماسية والإغاثية، وتم تقديم كل التسهيلات لهم. وقال علوش، إنه خلال الفترة ذاتها، استقبل معبر نصيب الحدودي مع الأردن 174 ألفاً و241 مسافراً من المواطنين السوريين والضيوف العرب والأجانب، توزعوا على 109 آلاف و837 قادماً، و64 ألفاً و404 مغادرين، واستقبل المعبر عشرات الوفود الصحفية والدبلوماسية، وتم تقديم التسهيلات اللازمة لهم. واستدرك كما عملنا على تسهيل تدفق القوافل الإغاثية القادمة من الدول الشقيقة والصديقة لدعم وإغاثة الشعب السوري.
ومع العراق، بين أن معبر البوكمال الحدودي استقبل 5 آلاف و460 مواطناً من السوريين المقيمين في العراق والعائدين للاستقرار النهائي في وطنهم سوريا، وقامت إدارة المعبر بتسهيل عبور العشرات من المواطنين العراقيين واللبنانيين، مع تقديم كل التسهيلات لضمان رحلة عبور آمنة وسلسة لهم.

مقالات مشابهة

  • سوريا تعلن عودة 100 ألف من تركيا منذ سقوط النظام
  • السيد ..مواقف الأنظمة العربية تجاه فلسطين هي نتيجة للخضوع والتبعية
  • الحوثي: الأنظمة العربية لم تجرؤ على اتخاذ موقف موحد لفرض إيصال الغذاء إلى غزة
  • علوش لـ سانا: تعمل كوادرنا في جميع المنافذ الحدودية للجمهورية العربية السورية بأقصى جهدها لضمان تقديم أفضل الخدمات لأهلنا السوريين العائدين إلى وطنهم، وكذلك لضيوفنا من الأشقاء العرب والأجانب الراغبين بزيارة سوريا
  • مرور القوافل الإغاثية السعودية للشعب السوري منطقة حائل
  • الشرع: الآلاف من أبناء الوطن ينضمون للجيش السوري الجديد
  • الخارجية النيابية: التعامل مع الحكومة السورية ما زال بحذر
  • الصحف العربية.. هبّة عربية وإسلامية ضد تطرف نتنياهو.. تعزيزات عسكرية على جانبي الحدود اللبنانية ـــ السورية
  • بعد الإدارة الجديدة.. هل هناك تواجد لحماس في سوريا؟
  • الروائي غيث حمور يوقع 6 كتب “كانت ممنوعة” في زمن النظام البائد