داود أوغلو يوجه رسالة للشعب السوري عقب سقوط النظام.. قدم رؤية لإعادة بناء البلاد
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
وجه رئيس الوزراء التركي الأسبق، أحمد داود أوغلو، رسالة إلى الشعب السوري عقب سقوط نظام بشار الأسد، هنأ فيها السوريين على إنهاء عهد النظام البعثي الذي استمر لعقود، ودعا إلى التركيز على بناء نظام جديد قائم على العدالة والكرامة الإنسانية.
وقال داود أوغلو في رسالته التي نشرها عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، "أحيّي ذكرى المظلومين الذين فقدوا أرواحهم بسبب الأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة والتعذيب والقتل الجماعي.
وأضاف أن "الحرب لا تُكسب بهزيمة العدو عسكريا فقط، بل بإقامة نظام شامل ومبني على العدالة بعد النصر. لذا، الواجب الرئيسي اليوم على كل سوري، وكل جار وصديق لسوريا، وخصوصا تركيا، هو دعم الحكومة الجديدة التي تواجه تحديات جمّة".
وفي رسالته، استعرض داود أوغلو رؤية شاملة لإعادة بناء سوريا تقوم على سبعة محاور أساسية، مشيرا إلى أن الخطوة الأولى لإعادة الإعمار هي تحقيق النظام العام والأمن، من خلال دمج مجموعات المقاومة الوطنية التي شاركت في إسقاط النظام مع أفراد الجيش السابق الذين لم يتورطوا في جرائم حرب، وإعادة هيكلة الجيش السوري على أسس مهنية ومنظمة.
وشدد رئيس الوزراء التركي الأسبق على أهمية التنسيق بين هذه الأطراف لتأسيس جيش وطني يعكس التنوع السوري ويحمي وحدة البلاد.
وعلى صعيد المصالحة الوطنية، أكد داود أوغلو على ضرورة تشكيل هيئة مصالحة شاملة، تضم كافة الطوائف العرقية والدينية في سوريا، بما في ذلك الطائفة العلوية، مع التأكيد على رفض أي إجراءات انتقامية ضدها بسبب الجرائم التي ارتكبها النظام. واعتبر أن هذه المصالحة هي الخطوة الأساسية لبناء الثقة بين السوريين بعد سنوات من الانقسامات والصراعات.
أما في الجانب السياسي، فقد شدد داود أوغلو على أهمية الانتقال إلى نظام مدني يشمل كافة المدن السورية، وعلى ضرورة دمج الثوار ضمن هيكلية نظامية للشرطة والجيش.
كما دعا إلى تفعيل الإدارة العامة للدولة تحت قيادة مدنية، مع الحفاظ على البيروقراطية القائمة التي لم تتورط في الجرائم، والاستفادة منها لضمان استمرارية العمل الإداري خلال الفترة الانتقالية.
وفيما يتعلق بمؤسسات الدولة، أوضح أن العمل المنتظم لهذه المؤسسات يجب أن يكون أولوية، مع التركيز على إعادة هيكلتها وإصلاحها بشكل شامل.
وأشار إلى أن الوزارات، والقضاء، والمؤسسات الاقتصادية مثل البنك المركزي، بحاجة إلى إصلاح جذري لتكون قادرة على دعم المرحلة الانتقالية وتحقيق التنمية المستدامة.
ودعا داود أوغلو إلى الشروع في عملية صياغة دستور جديد للبلاد على أسس تشاركية، يضمن وحدة الأراضي السورية، ويعزز حقوق الإنسان والحريات الأساسية، مع تمثيل عادل لجميع الفئات الاجتماعية، مؤكدا أن صياغة الدستور يجب أن تتم تحت إشراف لجنة من خبراء القانون الدستوري وممثلين عن المجتمع السوري.
على الصعيد الاقتصادي، دعا إلى إطلاق إصلاح شامل لمواجهة الانهيار الاقتصادي والفقر الذي خلفه النظام، مشددا على أهمية استرداد الأموال التي تم تهريبها إلى الخارج من قبل عائلتي الأسد ومخلوف، وإنشاء صندوق دولي لإعادة الإعمار بمساهمة المؤسسات المالية العالمية، لإعادة بناء البنية التحتية، وتنشيط الزراعة والصناعة وإنتاج الطاقة.
وفي الجانب الخارجي، أوضح داود أوغلو أن سوريا بحاجة إلى سياسة خارجية منفتحة على المنطقة والعالم، تُبرز التزام الحكومة الجديدة بتحقيق السلام والاستقرار. ودعا إلى إجراء اتصالات فورية مع الدول المجاورة، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، لملء الفراغ السياسي ومنع استغلال الاحتلال الإسرائيلي للوضع الراهن.
وأعرب داود أوغلو عن التزام تركيا بدعم سوريا خلال هذه المرحلة الحاسمة، مشيرا إلى أن "تحقيق السلام والاستقرار ضمن وحدة الأراضي السورية كان دائما أولوية استراتيجية لتركيا".
وأكد أن تركيا مستعدة لتقديم كل أشكال الدعم السياسي والاقتصادي والإنساني لضمان نجاح المرحلة الانتقالية في أسرع وقت ممكن، لافتا إلى أن هذه المرحلة الجديدة تمثل فرصة تاريخية لبناء دولة عادلة ومستقرة تخدم تطلعات جميع السوريين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية تركيا سوريا سوريا تركيا داود اوغلو سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة داود أوغلو إلى أن
إقرأ أيضاً:
بنك الإسكان يطلق نظاما رقميا لفائدة الزبائن قريبا
يعتزم البنك الوطني للإسكان، اليوم السبت، وضع نظام معلوماتي جديد قريباً من شأنه السماح بإدارة كافة الأنشطة والخدمات المقدمة للزبائن.
وجاء ذلك في العدد الجديد لمجلة بنك الإسكان، المتخصصة “المشيّدون”.
حيث أفيد أنّ هذا النظام الموسوم (Core Banking System - CBS) من شأنه السماح بإدارة كافة الأنشطة والخدمات المقدمة للزبائن.
وأبرز المدير العام لبنك الإسكان، أحمد بلعياط، أنّ نظام سي بي سي (CBS) مندمج في مخططات عصرنة البنوك.
ويتضمن هذا النظام كافة الوحدات والأدوات التكنولوجية للنشاط المصرفي.
وهو ما جعل بلعياط يشير إلى أنّ تفعيل النظام سيضمن تسييراً حديثاً وفعّالاً وآمناً للعمليات المصرفية وللعلاقات مع الزبائن والشركاء.
و أكد بلعياط أنّ المشروع “معقّد واستراتيجي” ويتطلب “خبرة عالية و موارد بشرية عالية المهارة ورصد تكنولوجي مستمر”.
وحصل مركز بيانات بنك الإسكان الذي هو نتاج شراكة مع المؤسسة الوطنية لدعم تطوير الرقمنة، على شهادة تصنيف في نهاية فيفري.
وتعد الشهادة “Up-time Tier III Design”، ذات معايير معترف بها عالمياً فيما يتعلق بتوفر والأداء الشامل لمراكز البيانات.
وهذه الشهادة هي الأولى من نوعها التي تُمنح لبنك جزائري ويمثّل هذا “الإنجاز معلماً هاماً للقطاع البنكي برمته”.
وذكر بلعياط أنّ سوق البرمجيات البنكية (Core Banking) “يشهد نمواً متسارعاً”.
وتوقع بلعياط أن يصل حجم السوق إلى 19.9 مليار دولار في عام 2025 و59.6 مليار دولار بحلول سنة 2032.
وأوضح: “هذه الحيوية اللافتة للنظر هي نتاج السعي الدؤوب للبنوك لاقتناء أنظمة معلومات فعالة ومبتكرة في سياق توسع نطاق الرقمنة”.
وأضاف بلعياط: “نتطلع إلى التجاوب السريع مع تطلعات الزبائن”.
واستطرد: “لم يعد التحول الرقمي مجرد اتجاه بل أصبح مسألة بقاء بالنسبة للبنوك”.
من جانبه، أكّد الخبير البنكي والمالي مصطفى زروالي أنّ إنشاء “نظام بنكي أساسي مصمّم في الجزائر أمر ممكن”.
ودعا إلى اطلاق مسابقة وطنية تخصّص لها ميزانية هامة لتعبئة المواهب الجزائرية حول مشروع طموح لإنشاء هذا النظام.