13 بروتيناً في الدم يكشف العمر الحقيقي للدماغ
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
توصل فريق بحثي من جامعة فودان في الصين إلى طريقة علمية مبتكرة، باستخدام الذكاء الاصطناعي، لقياس العمر الحقيقي للدماغ.
ووجد الباحثون أن وفرة 13 بروتيناً في الدم هي مؤشر قوي على مدى سرعة شيخوخة الدماغ.
ووفق "نيو ساينتست"، قام الباحث وي شي ليو من جامعة فودان وزملاؤه بتحليل بيانات مسح الدماغ بالرنين المغناطيسي لما يقرب من 11 ألف شخص من سجلات البنك الحيوي البريطاني، والذين تراوحت أعمارهم من 50 إلى 80 عاماً وقت التصوير.
وباستخدام بيانات من 70% من المشاركين، قام فريق ليو بتدريب نموذج ذكاء اصطناعي للتنبؤ بعمر المشاركين بناءً على سمات صور الدماغ، مثل حجم مناطق الدماغ المختلفة وكيف ترتبط الأجزاء المميزة ببعضها البعض.
وعندما تم تطبيق النموذج على الـ 30% الآخرين من المشاركين، كانت تنبؤاته دقيقة في غضون 2.7 سنة من أعمارهم الفعلية.
بعد ذلك، استخدم الباحثون النموذج للتنبؤ بعمر مجموعة منفصلة تضم ما يقرب من 4700 شخص، متوسط أعمارهم 63 عاماً، والذين تم تصوير أدمغتهم أيضًا لصالح البنك الحيوي البريطاني.
وحسب فريق البحث الفرق بين الأعمار الفعلية لهؤلاء المشاركين والأعمار التي تنبأ بها الذكاء الاصطناعي، والتي تسمى فجوة عمر الدماغ.
وقال ليو: "كلما كان العمر المتوقع للذكاء الاصطناعي أعلى بالنسبة لأعمارهم الفعلية، كلما كان دماغهم يشيخ بشكل أسرع".
كما قدمت هذه المجموعة عينات دم في نفس الوقت تقريباً الذي تم فيه تصوير أدمغتهم.
ومن هذا الفحص، حدد الفريق 8 بروتينات بدا أنها تزداد بقوة، و5 أصبحت أقل وفرة، مع فجوة عمر دماغية أكبر.
بروتينات الدماغ والخرفوفي تحليل للبيانات من دراسات سابقة، أكد الباحثون أن البروتينات تنتجها خلايا المخ وأن مستوياتها قد تؤثر على خطر الخرف والسكتة الدماغية.
وتشير اختبارات الدم لهذه البروتينات إلى مدى سرعة شيخوخة دماغ شخص ما.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الشيخوخة الصحة العقلية والنفسية
إقرأ أيضاً:
بعدسة وقلم.. هكذا تمكن مصور محترف من إنهاء ظاهرة عمالة الأطفال في أميركا
لطالما امتلكت الصور الفوتوغرافية القدرة على التعريف بالقضايا الكبرى، فمنذ التقاط الصورة الأولى في الربع الأول من القرن الـ19، تم تطوير الفوتوغرافيا لتصل اليوم إلى واحدة من أبرز وسائل التعبير عن الرأي والتوثيق وحتى تحقيق العدالة.
وفي واحدة من المحطات الهامة في تاريخ التصوير، تمكّن المحقق الأميركي لويس هاين من وضع حدٍ لظاهرة عمالة الأطفال التي استشرت في أوج سنوات الثورة الصناعية بالولايات المتحدة، وذلك باستخدام عدسته وقلمه فقط.
آفة عمالة الأطفال في المجتمع الأميركيفي العام 1900، كشف التعداد الفدرالي الأميركي أن هناك 1.75 مليون طفل تقل أعمارهم عن 16 عاما، تم توظيفهم في مهن مختلفة في جميع أنحاء البلاد، وتراوحت هذه الوظائف بين المزارع والمطاحن والمصانع والمناجم.
وفي العام 1904، تم تشكيل اللجنة الوطنية لعمالة الأطفال على أمل إنهاء أهوال عمالة الأطفال. وتم إرسال فرق من المحققين لجمع الأدلة على الظروف القاسية التي يعمل فيها الأطفال.
وعندما أرادت اللجنة غير الربحية زيادة الوعي العام بهذه القضية، استأجرت عالم الاجتماع والمصور الأميركي هاين للسفر عبر البلاد، واستخدام عدسته لتوثيق ما يتعرض له الأطفال العاملون من استغلال وسوء معاملة وأحيانا عمل بالسُخرة، والذين بلغت أعمار بعضهم 4 سنوات فقط.
إعلان العمل الاستقصائي لكشف الجرائم والتجاوزاتكان هدف هاين هو فتح أعين المجتمع الأميركي على الطبيعة الاستغلالية لتشغيل الأطفال، والمساعدة في تحفيز التغيير التشريعي لإنهاء الممارسات المسيئة بحقهم.
وقد واصل المصور عمله في الفترة من 1906 حتى 1918، موثقا آلاف الحالات من الأطفال الذين انضموا للقوة العاملة في البلاد، وواجهوا شتى أنواع الظروف القاسية التي عملوا فيها بأدنى معدلات للأجور.
سافر هاين عبر البلاد، والتقط صورا لأطفال في سن ما قبل المراهقة وهم ينزلون إلى مناجم الفحم ويخاطرون بحياتهم في ظروف عمل مأساوية، كما صوّر الأطفال الحفاة في السابعة أو أقل من أعمارهم وهم يبيعون الصحف في الشوارع في البرد القارس والأمطار، ووثق أيضا معاناة الأطفال في الرابعة من العمر وهم يعملون في مزارع التبغ ويتعرضون للمواد المؤذية.
ورغم أن البلاد كانت لديها نقابات لحماية العمال في ذلك الوقت، فإن عمالة الأطفال كانت منتشرة ومقبولة على نطاق واسع. وتقدر هيئة إحصاءات العمل أنه بحلول مطلع القرن، كان ما لا يقل عن 18% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عاما يعملون.
وباستخدام كاميرا "غرافليكس" ثقيلة، التقط هاين آلاف الصور التي تم إقرانها بتعليقات وقصص من مقابلاته مع الأطفال، الذين أخبروه بأعمارهم وخلفياتهم وظروف عملهم وصعوبات الحياة التي يواجهونها.
وبالفعل، جذبت صوره الاهتمام الوطني وساعدت في إقرار قوانين عمالة الأطفال. وعلى الرغم من أن التأثيرات المترتبة على الصور والمقابلات الصحفية مع الأطفال، التي تم نشرها في الصحف والمجلات، لم تكن فورية، فإن المشاهد المروعة التي التقطها بعدسته نجحت في لفت الانتباه إلى محنة الأطفال في مسار القوى العاملة آنذاك.
إعلان تشريعات الكونغرس لوقف عمالة الأطفالبحلول العام 1910، عندما ارتفع عدد الأطفال العاملين إلى مليوني طفل في أميركا، ووسط تنامي الاعتراض والأصوات المنادية بسن التشريعات المطلوبة، حاول الكونغرس معالجة القضية عام 1916، من خلال تمرير قانون "كيتنغ-أونز" الذي وضع معايير أكثر صرامة لمتطلبات تشغيل الأطفال.
وقد نص هذا القانون على أن الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 14 عاما أو أقل لا يجوز لهم العمل في المصانع، وأن الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 16 عاما أو أقل لا يجوز لهم العمل في المناجم، وأنه لا يجوز أن يتجاوز يوم العمل للطفل القاصر 8 ساعات، كما لا يجوز أن يبدأ القصّر وظائفهم قبل الساعة 6 صباحا أو ينتهون من العمل بعد الساعة 7 مساء.
وبالرغم من أن هذه المعايير الجديدة آنذاك كانت واعدة، فإنها لم تدم طويلا، فبعد عامين فقط اعتبرت المحكمة العليا القانون غير دستوري.
وقد تواصلت الأزمة بأشكال مختلفة عبر الولايات، ولم تبدأ الآراء السياسية بشأن عمالة الأطفال في التغيير إلا بعد فترة الكساد الكبير. وهنا ساعد عمل هاين واللجنة الوطنية لعمالة الأطفال في الدفع بإصلاحات قانونية شتى، منها "قانون الانتعاش الصناعي الوطني" و"قانون معايير العمل العادلة" لعام 1938.
وقد أدت هذه القوانين تدريجيا إلى تقليل عدد الأطفال في قوة العمل، ولأول مرة حددت معايير الحد الأدنى للأجور والحد الأقصى لساعات العمل على المستوى الوطني، علاوة على تحديد العمر الأدنى المسموح به في الوظائف.
تأثير خالد في حماية حقوق الأطفالأعادت صور هاين المروعة للأطفال العاملين صياغة التصور العام لعمالة الأطفال، وألهمت القوانين التي حظرتها في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية.
واليوم، تحتفظ مكتبة الكونغرس بمجموعة تضم أكثر من 5 آلاف صورة فوتوغرافية التقطها، بما في ذلك الآلاف التي التقطها للجنة الوطنية لعمالة الأطفال، والمعروفة باسم (NCLC).
وبحسب جيفري نيومان، الرئيس السابق للجنة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها "كان هاين هو الذي تأكد من أن ملايين الأطفال الأميركيين لا يعملون اليوم".
وبالرغم من هدفها الواضح، لم تكن مهمة هذه الصور المؤثرة تتلخص في إظهار أن الأطفال يتم استغلالهم لتحقيق مكاسب مالية، فقد كانت هذه حقيقة معروفة بالفعل.
إعلانففي ذلك الوقت، اعتقد الكثيرون أن هذه الممارسة لها فوائد كبيرة، باعتبار أنه يمكن للشباب أن يتعلموا قيمة العمل الشاق في سن مبكرة. كما رأوا أنه يمكن للشركات زيادة إنتاجيتها وخفض الأجر بالساعة، ويمكن للآباء الاعتماد على أطفالهم لدعم الأسرة، مما يعني أن البالغين يمكنهم العمل بنسبة أقل.
لكن في الواقع، أظهرت صور هاين الثمن في مقابل هذه "الإيجابيات المفترضة"، وهي ظروف عمل غير آمنة وتعرُّض أطفال صغار لآلات ومواد خطرة، وواجهوا أصحاب الأعمال الذين رفضوا تعليم الأطفال أو الحد من ساعات عملهم.
ورغم أن هناك تحقيقات جرت في الماضي حاولت الكشف عن هذه الظروف، فإن "الصناعة رفضت ببساطة تلك التقارير باعتبارها "أخبارا كاذبة".
لكن كما يقول هيو هندمان، المؤرخ في مجال عمالة الأطفال "عندما أتى هاين وأكمل التحقيقات بالصور الدامغة لمعاناة الصغار، فقد خلق مجموعة من الحقائق التي لا يمكن إنكارها أبدا".