أوجاع الأمة العربية
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
أحمد بن عبدالله الشنفري
أوجاع حقيقية تعيشها الأمة العربية اليوم ومنذ عقودٍ طويلة، تدق ناقوس الخطر حول التَّحديات الجسيمة التي تواجهها دولنا العربية ولا نعلم ما هي العاصمة العربية التي يتم التجهيز لإسقاطها خلال السنوات المقبلة ونشر الفوضى بها وسرقة مواردها.
إنَّ ما نشهده من تهاوي بعض العواصم العربية ليس مُجرد نتيجة لأحداث عابرة، بل هو نتاج تراكمي لعوامل داخلية في الأساس وخطط وأطماع خارجية أتت نتيجة لذلك.
وهذه المشاكل الداخلية سمحت للأطراف الخارجية بالتدخل السريع واستغلال الأوضاع لمصالحها الخاصة، مما جعل الدول فريسة سهلة للتحكم والسيطرة من أطراف متعددة.
أما فيما يتعلق بالخارج، فمن الواضح أن القوى الكبرى لا تسعى إلا لتحقيق مصالحها الاقتصادية والسياسية، دون اعتبار لمصير الشعوب ومستقبلها، فالشعوب في نظرهم هي شعوب لا تستحق العيش الكريم لأنها أتت من عرق عربي أو آسيوي أو أسود وأقرب مثال ما سطره التاريخ من مجازر في جنوب أفريقيا ودول عربية وآسيوية حتى تحررت من ذلك الاستعمار.
ورغم السواد الذي يلف المشهد السياسي العربي، يبقى الأمل في عودة الروح الوطنية إلى العواصم العربية، وفي إحياء الحضارة العربية والإسلامية والقيم الإنسانية التي تمثلها، لكن هذا الأمل لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تضافرت الجهود لإصلاح الداخل ثم الداخل ثم الداخل أولًا.
لا بُد من التركيز على بناء ثقافة وطنية تقوم على العدالة، والمساواة، ونبذ القمع، ومحاربة الفساد والجشع وزرع قيم المحبة والتسامح، ومتابعة شؤون المجتمع والارتقاء بحياة الفرد، وعلينا أن ندرك أنَّ الوطن هو ملك للجميع، وأن الحكومات هي خادمة لشعوبها، وليست متسلطة عليها أو تملك الحق في إذلال مواطنيها.
دعواتي الصادقة لعودة العز والتقدم والازدهار إلى عواصمنا الغالية بغداد ودمشق وصنعاء والقدس وطرابلس، وغيرها من العواصم العربية التي تعاني من أوضاع سياسية واقتصادية صعبة وحساسة، هي دعوة لكل عربي غيور ليعمل بصدق على تحقيق هذا الحلم العظيم، ولو بخطوات بسيطة تبدأ بمحاربة الفساد ونشر الوعي والتعليم والصحة، لأنَّ الأمة التي تدرك قيمتها الحقيقية لا تقهرها أي قوى خارجية.
الآن ومنذ عقود تنهب الثروات الطبيعية لصالح الدول الكبرى والعصابات السياسية فلا فاز الذي جمع مئات الملايين من ثروات وطنه وفر ظناً أنه سيصبح في مأمن وسيعيش سعيدا ومكتفيا، ولا انتصر الذي حماه ووفر له الحماية من الملاحقة القضائية، لأنه بكل تأكيد إذا فقدت الدولة مكانتها فإن الدول الأخرى تعامل مواطنيها والذي لجأ إليها هارباً كشخص ضعيف يحتاج الأمان والاستقرار وكل همه الحفاظ على حياته، وحينها يبدأ الاستغلال المادي والمعنوي وتذهب كل تلك الأموال هباءً منثورًا.
حفظ الله كل الدول العربية وأبناءها، وإن شاء الله نرى تطورًا ملحوظًا، وتقدمًا كبيرًا في كافة الدول العربية تُعيد الأمجاد العربية إلى موقعها الصحيح.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تفاصيل مشاركة الجامعة العربية في الدورة 44 للجمعية العامة لاتحاد إذاعات الدول العربية
يشارك وفد من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية برئاسة السفير/ أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد - رئيس قطاع الإعلام والاتصال، وعضوية كل من وزير مفوض/ نسيمة شريط - مديرة إدارة الإعلام، ووزير مفوض / رائد جبوري، مدير إدارة المنظمات والاتحادات، في أعمال الدورة 44 للجمعية العامة لاتحاد إذاعات الدول العربية، المنعقدة يومي 15 و16 يناير 2025 في الحمامات بتونس، بمشاركة ممثلي هيئات الدول الأعضاء في الجامعة العربية، والمنظمات والاتحادات المهنية الإقليمية والدولية.
وفي هذا الاطار، القى السفير خطابي كلمة أكد فيها على الدور الحيوي والفعال الذي يقوم به اتحاد اذاعات الدول العربية في تعزيز وإغناء العمل الإعلامي العربي المشترك وخاصة في نطاق توجهات مجلس وزراء الاعلام العرب، منوها بما يقوم به من نشاطات وفعاليات لا سيما فيما يتعلق بالتبادل الإخباري والبرامجي و، تدريب الكفاءات الإعلامية للدول الأعضاء، وبناء الشراكات المهنية مع المنظمات العاملة في المجال السمعي البصري، فضلا عن مواكبة متطلبات التطور الرقمي والتكنولوجي.
وأكد خطابي أن جامعة الدول العربية حريصة على تعزيز التعاون مع اتحاد اذاعات الدول العربية على غرار التعاون الوثيق القائم مع باقي الاتحادات المهنية التي تعمل تحت مظلة الجامعة العربية بما يخدم القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مشيدا بتغطية الاتحاد المتميزة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقد شهدت أعمال الدورة المصادقة على التقرير السنوي 2024، وتقرير وتوصيات المجلس التنفيذي، ومؤتمر الاعلام العربي في دورته الرابعة. كما سينظم خلال هذه الدورة، جلسات نقاشية حول دور الإعلام في مواجهة الأخبار الزائفة والتضليل، والإذاعة والتلفزيون في الزمن الرقمي والبث متعدد المنصات.