"ركيزة" في "مهرجان صحار"
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
د. خالد بن علي الخوالدي
كل يوم جديد بمهرجان صحار الثالث، تنوع ثقافي وتعليمي وفكري وأدبي وفني وتسويقي وتجاري، تنوع في الترفيه والتسلية وفي تقديم التراث والتاريخ العُماني القديم الذي عاشه الأجداد والذي يجب أن يعرفه الشباب والأطفال، هذا التنوع هو الذي يميز المهرجان ويجعل الذائقة مختلفة والاختيار متاحاً للكبار والصغار والنساء والرجال.
وهذا الأسبوع شهد مهرجان صحار الثالث حدثًا ثقافيًا مميزًا تمثل في افتتاح ركن إدارة الأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة شمال الباطنة ضمن فعاليات المهرجان الذي يحمل شعار "ركيزة.. هوية وطنية وفكر متزن"، وهذا الركن يمثل إضافة قوية للمهرجان بما يحمله من فكر لتعزيز الهوية الوطنية العُمانية ونشر الفكر الديني المُتزن الذي تشتهر به سلطنة عُمان عامة والمحافظة خاصة، وسيُقدم تجربة ثقافية وتعليمية مميزة للزوار من مختلف الفئات العمرية والفكرية، حيث يسعى إلى تعريف الأجيال الجديدة بالأصالة العُمانية وكيفية الموازنة بين التطور الحضاري والحفاظ على القيم الوطنية الراسخة.
جهود كبيرة بُذلت للإعداد لهذا الركن بما يحتويه من أركان سبعة كل ركن منها يحمل رسالة خاصة تعكس جوانب مُختلفة من الهوية العُمانية والشخصيات العُمانية التاريخية البارزة التي كان لها تأثير على المستوى المحلي والدولي مثل البحار أحمد بن ماجد والإمام نور الدين السالمي، اللذين تم تسجيلهما مُؤخرًا في قائمة اليونسكو ضمن الشخصيات التي لها أثر في خدمة البشرية، وإذا نظرنا إلى تأثير ذلك على الشباب والأطفال فأنه سيكون كبيرًا بلاشك فهو يزرع فيهم الاعتزاز والفخر بأنَّ لهم تاريخ وقدوات رائعة ضربت أروع الأمثلة في الإنجاز والإبداع، وشخصيًا أؤمن بأن الذي ليس ماضي ليس له حاضر، كما يمنح الأجيال الثقة في أنفسهم والإيمان بأن عُمان ولادة وبأنهم يستطيعوا إنجاز ما أنجزه أجدادنا من إرث وتاريخ.
إنَّ أركان ركيزة تبرز الكثير والكثير من أمجاد عُمان قديما وحاضرا، فقد تم مزج الماضي التليد بالحاضر المشرق في لوحة فنية مبدعة ورسم تخطيطي مبتكر في توصيل الرسالة الخاصة بالقيم العُمانية والسمت العُماني والإيمان بالله والولاء للسلطان والذود عن الوطن والقصص التي تروي التجارب المشرقة للإنسان العُماني في دعم وطنه والمحافظة على ترابه والمساهمة في التنمية والعمران.
ولأنَّ الأطفال هم مستقبل الوطن، فقد تم تخصيص ركن "العب وتعلم" ليكون زاوية مخصصة لهم، يضم هذا الركن العديد من الفعاليات والأنشطة التي تقدم فرصًا للتعلم من خلال اللعب، مثل الرسم وصناعة الحرف وتجارب علمية مُبسطة، كما يُوفر الركن ورش عمل تربوية تهدف إلى تعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية لدى الأطفال، مثل التعاون والاحترام والعمل الجماعي.
وقد اهتم القائمون على إدارة هذا الفعالية المُهمة في مهرجان صحار الثالث بالتفاصيل جميعها فلم يغفلوا جانباً إلا وخصصوا له فعالية أو إبرازاً، فقد تم تخصيص جانب للتعريف بالإسلام لغير المسلمين في قالب جذاب وبلغات مختلفة، مما يعكس رغبة القائمين على المعرض في تقديم صورة حسنة عن الدين الحنيف وقيمه السمحة.
أركان مختلفة وفعاليات شيقة لا أستطيع في هذا المقال حصرها وتفصيلها كما لا أرغب في حرق المتعة والتشوق للجمهور الكريم، وهي دعوة مني لزيارة هذا الركن المهم، فهذا الحدث في رأيي ليس مجرد معرض بل هو دعوة للجميع للتفاعل مع تاريخهم وهويتهم، ولتأكيد أهمية الوحدة والانتماء في بناء مستقبل مشرق لسلطنة عُمان عامة ولمحافظة شمال الباطنة خاصة.
ودُمتم ودامت عُمان بخير.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تجسيدًا للاهتمام السامي.. توقيع عقد لشراء سفن للبحرية السلطانية العُمانية
مسقط- العُمانية
تجسيدًا للرعاية والاهتمام الساميين من لدن المقام السّامي لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى- حفظه الله ورعاه- وفي إطار خطط التطوير والتحديث بوزارة الدفاع وقوات السُّلطان المسلحة، وتدعيمًا لقدرات وإمكانات البحرية السُّلطانية العُمانية، جرى أمس التوقيع على عقد مع شركة مارسن التايلندية لشراء عدد من السفن.
وقّع على عقد الشراء بمقر وزارة الدفاع من الجانب العُماني، معالي الدكتور محمد بن ناصر الزعابي الأمين العام بوزارة الدفاع، فيما وقّع عليه من جانب شركة مارسن التايلندية باترون شونجفيزال الرئيس التنفيذي للشركة.
حضر مراسم التوقيع على عقد الشراء من الجانب العُماني، اللواء الركن بحري سيف بن ناصر الرحبي قائد البحرية السُّلطانية العُمانية، وعدد من كبار الضباط بوزارة الدفاع.
ويأتي اقتناء هذه السفن لتعزيز مستوى الأداء والكفاءة للبحرية السُّلطانية العُمانية، وبما يواكب متطلبات التحديث والتطوير واحتياجات قوات السُّلطان المسلحة، وبما يسهم في دعم المسيرة التنموية الشاملة التي تشهدها سلطنة عُمان في هذا العهد الزاهر الميمون لجلالةِ السُّلطان المعظم القائد الأعلى- حفظه الله ورعاه.