لبنان ٢٤:
2025-01-11@07:02:56 GMT

وزارة الخارجية الأميركية كرّمت القاضي كارل عيراني

تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT

في خطوة غير مسبوقة على الصعيد الدولي، كرّمت وزارة الخارجية الأميركية القاضي اللبناني كارل عيراني، ليكون أول قاضٍ يُمنح هذه الجائزة تقديراً لجهوده في محاربة الفساد. 

هذا التكريم الفريد جاء بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة الفساد، ضمن إطار التزام الولايات المتحدة بدعم الشخصيات البارزة التي تساهم في تعزيز الشفافية والنزاهة على الصعيد العالمي.

عيراني كان واحداً من بين 10 شخصيات عالمية كرّمتهم وزارة الخارجية الأميركية، مما يسلط الضوء على دوره الحيوي في ترسيخ العدالة من خلال القضاء اللبناني في وجه تحديات كبيرة.

تحفيز للاستمرار  

مصادر مقرّبة من القاضي عيراني أكّدت لجريدة "الخبر" أنّ هذا التكريم يمثل دافعاً كبيراً لعيراني لمواصلة جهوده في محاربة الفساد، وهو يعتبرها جائزة للشعب اللبناني بأكمله الذي ما يزال يعاني من تبعات الحروب والانهيارات الاقتصادية. واعتبرت أن "هذه الجائزة تعني الكثير للقاضي عيراني وتحفزه على الاستمرار في مكافحة الفساد. كما أنها يجب أن تكون محفّزة لكل قاضٍ آخر ليحقق العدالة ويتحرر من أي تبعية سياسية."

وأكدت المصدر أن القاضي عيراني يهدي هذه الجائزة للشعب اللبناني الذي يسعى دائماً للنهوض على الرغم من التحديات الهائلة التي تواجهه.

أهمية الجائزة ودلالاتها

تُعَدّ هذه الجائزة بمثابة اعتراف دولي بمكانة القاضي عيراني كرمز لمكافحة الفساد، في بلد يعاني من مشاكل هيكلية وسياسية معقدة. فهي تأتي في وقت تواجه فيه الدولة اللبنانية تحديات كبيرة تتعلق بالشفافية والمحاسبة، مما يجعل هذا التكريم إشارة قوية إلى أنّ الجهود القضائية المستقلة هي السبيل الوحيد لاستعادة ثقة الشعب والمؤسسات الدولية في النظام القانوني اللبناني.

تتمثل أهمية هذه الجائزة في كونها تعزز دور القضاء اللبناني في إطار مكافحة الفساد، وهو ما يحتاج إليه لبنان في ظل تفشي الفساد في مفاصل الدولة ووجود مقاومة قوية من قبل قوى سياسية تعرقل الإصلاحات. كذلك، تعكس الجائزة مدى التزام القاضي عيراني بترسيخ مبادئ العدالة والمساءلة بغض النظر عن الضغوط السياسية.

قرارات عيراني جسدت المحاسبة

عيراني، القاضي في مجلس شورى الدولة، كان له دور بارز في إصدار قرارات قضائية ترسّخ مبدأ المحاسبة. من أبرز هذه القرارات هو إلزام وزارة المالية بتسليم تقرير "Alvarez" الذي تم توقيف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة على أساسه، وهو التقرير الذي أُطلق عليه اسم "سرقة القرن" بعد كشفه عن تفاصيل هدر مليارات الدولارات من المال العام.

هذه القرارات تعكس شجاعة عيراني في مواجهة الجهات المتورطة في الفساد، وإصراره على تطبيق القوانين التي تعزز الشفافية والمساءلة في الدولة.

صياغة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد

إلى جانب عمله القضائي، كان لعيراني دور أساسي في صياغة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، وهو جهد يعود لسنوات طويلة من العمل المتواصل. شارك في إعداد هذه الاستراتيجية من موقعه كقاضٍ في مجلس شورى الدولة، ما يؤكد التزامه ليس فقط بتطبيق القانون، بل أيضاً بإصلاح النظام من الداخل ووضع أطر قانونية تسهم في تحسين فعالية القضاء في مكافحة الفساد.

على الرغم من التكريم الدولي، يواجه القضاء اللبناني تحديات كبيرة تتعلق بالاستقلالية والضغط السياسي. فرغم الجهود الكبيرة التي يبذلها قضاة مثل عيراني، تبقى هناك ضغوط هائلة من قوى سياسية واقتصادية تهدف إلى التأثير على عمل القضاء ومحاولة حرف مسار العدالة عن هدفها الأساسي.

لكن القاضي عيراني، من خلال قراراته ومواقفه، يُثبت أن القضاء المستقل يمكنه أن يكون سلاحاً فعالاً في وجه الفساد، حتى في ظل الظروف الأكثر تعقيداً.

يأتي تكريم كارل عيراني في وقت دقيق بالنسبة للبنان، حيث يمر البلد بمنعطف مصيري يتطلب تعزيز دور القضاء في محاربة الفساد وترسيخ مبادئ الشفافية والمساءلة. إن جائزة مكافحة الفساد التي منحته إياها وزارة الخارجية الأميركية ليست مجرد تكريم شخصي، بل هي اعتراف عالمي بدور القضاء اللبناني في مكافحة الفساد وتثبيت العدالة.

في النهاية، يظل القاضي عيراني نموذجاً للقاضي المستقل الذي يضع العدالة فوق كل اعتبار، مقدماً بذلك رسالة أمل إلى الشعب اللبناني بأن هناك من يعمل من أجلهم، وأن العدالة، رغم الصعوبات، يمكن أن تسود في نهاية المطاف.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وزارة الخارجیة الأمیرکیة القضاء اللبنانی لمکافحة الفساد مکافحة الفساد هذه الجائزة

إقرأ أيضاً:

الجيش يتقدم نحو ود مدني والخرطوم تشيد بالعقوبات الأميركية على حميدتي

شهدت 3 محاور تحيط بمدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة في وسط السودان، اندلاع معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بالتوازي مع ترحيب الخارجية السودانية بإدانة واشنطن للدعم السريع وقائده محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وعلى المحور الجنوبي، تمكنت قوات الجيش من بسط سيطرتها على مدينة الحاج عبد الله، نحو 45 كيلومترا جنوبي مدينة ود مدني.

كما نشط المحور الغربي الذي يبعد نحو 16 كيلومترا غربي ود مدني، حيث تمددت قوات الجيش اليوم حتى قرية الكمر الجعليين التي تبعد نحو 8 كيلومترات جنوب غرب عاصمة ولاية الجزيرة.

وبث جنود تابعون للجيش مقاطع مصورة من أمام سيارة قتالية قالوا إنها تابعة للدعم السريع في قرية الكمر الجعليين.

وفي المحور الشرقي، دارت معارك على تخوم رئاسة محلية أم القرى، نحو 40 كيلومترا شرقي ود مدني، كما دارت معارك في بلدة الشبارقة شرقي المدينة على الضفة الشرقية للنيل الأزرق.

وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت على مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة في ديسمبر/كانون الأول 2023، قبل أن تتمدد حتى ولاية سنار وسط السودان.

إدانة حميدتي

في سياق مواز، أصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانا ثمنت فيه ما خلصت إليه الحكومة الأميركية من أن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم إبادة جماعية في السودان.

إعلان

ورحبت وزارة الخارجية -في بيان نشرته وكالة أنباء السودان (سونا)- بالعقوبات التي فرضتها على قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو و7 شركات تجارية، داعية بقية الدول لاتخاذ خطوات مماثلة.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت أمس الثلاثاء أن قوات الدعم السريع ارتكبت إبادة جماعية في السودان، في وقت فرضت فيه وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على قائدها حميدتي.

وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن -في بيان له- إن "قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها قتلت بشكل منهجي رجالا وفتيانا -وحتى الرضع- على أساس عرقي، واستهدفت عمدا النساء والفتيات من مجموعات عرقية معينة بالاغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي الوحشي".

وأضاف بلينكن أن "هذه المليشيات نفسها استهدفت المدنيين، وقتلت الأبرياء الفارين من الصراع، ومنعت المدنيين المتبقين من الوصول إلى الإمدادات المنقذة للحياة"، وخلص إلى أن "أعضاء قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها قد ارتكبوا إبادة جماعية في السودان".

واعتبرت صحيفة واشنطن بوست هذا التطور تحولا مفاجئا وحادا في سياسة الولايات المتحدة، بحكم أنها تعاملت مع طرفي الحرب، بما في ذلك الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، على أنهما مسؤولان بالقدر نفسه عما يحدث في البلاد.

مقالات مشابهة

  • بعد 104 أعوام.. العدل الأميركية تكشف مشاركة سلطات إنفاذ القانون بمذبحة تولسا
  • مذبحة تولسا الأميركية.. تقارير تكشف "مشاركين غير متوقعين"
  • القاضي «قيصر العيدروس» .. جهود دؤوبة في الحفاظ على استقلالية القضاء
  • الخارجية الأميركية بعد انتخاب عون رئيسا: فرصة لتحقيق هذه الأمور
  • مجلس القضاء الأعلى ينعي القاضي لطف عبدالله الرقيحي
  • مجلس القضاء الأعلى ينعي القاضي لطف الرقيحي
  • الخارجية الأميركية تحذر إدارة ترامب من كارثة وشيكة في غزة
  • الخارجية السورية تدعو إلى رفع العقوبات بشكل كامل بعد زوال السبب الذي وجدت من أجله
  • الإدارة السورية الجديدة ترحب "بالإعفاءات الأميركية"
  • الجيش يتقدم نحو ود مدني والخرطوم تشيد بالعقوبات الأميركية على حميدتي