تمكنت الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بجنان سفاري مؤخرا، من الإطاحة بعصابة خطيرة تنشط عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

وحسب بيان لذات المصلحة الأمنية، يقوم أفراد العصابة، باستدراج الضحايا وإيهامهم ببيع أعمدة إسناد حديدية والتي تبلغ القطعة الواحدة 130 دج، من خلال تحديد موعد مسبق لهم ثم الإعتداء عليهم بالعنف وسرقتهم تحت طائلة التهديد.

وجاءت العملية بعد تلقي شكوى من طرف أحد المواطنين والذي وقع ضحية هذه العصابة من خلال الإعتداء عليه بواسطة أسلحة بيضاء (سكين) وسرقة مبلغ مالي معتبر كان في سيارته والذي يقدر بـ 160 مليون سنتيم.

وهذا بعد أن وجد الضحية عرض على منصة الفايسبوك ببيع أعمدة حديدية أين قام بمراسلة صاحب العرض وارسال له رقم هاتفه. ومن ثم الاتفاق على موعد وشراء 650 وحدة من هذه الأعمدة مقابل بيعها له بأسعار رمزية.

وبعد تنقل الضحية إلى عين المكان المتفق عليه بوسط أحد الأحياء بعين المالحة تفاجأ بوجود ثلاثة أشخاص مدججين بالأسلحة البيضاء ليعتدو عليه وعلى صديقه مسبيبين لهم نزيف دموي مع فتح المركبة والإستلاء على النقود ثم الفرار إلى وجهة مجهولة.

وباشر أفراد فرقة جنان سفاري بالعمل على التحري وتحديد هوية المشتبه فيهم. ثم ضبط خطة أمنية محكمة من أجل استدراجهم ومن ثم توقيفهم وتحويلهم إلى مقر الفرقة.

وبعد اتمام كامل الإجراءات ضدهم تم تقديم المعنيين أمام الجهات القضائية المختصة.

ومكنت هذه العملية من حل ثلاث قضايا عالقة لهذه العصابة عن النصب والاحتيال متبوع بالسرقة بأسلحة بيضاء والضرب والجرح العمدي.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

مؤتمر لندن والسودان: قراءة تفكيكية في رمزية التمرد وسردية الرفض

لم يكن مؤتمر لندن حول السودان مجرّد فعالية دبلوماسية تُنظم بحكم العادة، بل ظهر كعلامة فارقة تُعيد مساءلة المنظور الدولي تجاه حربٍ تُنهك البلاد وتُعيد تركيب المجتمع والدولة بعنف. تتجاوز دلالاته البيان الختامي والإجراءات المعلنة لتلامس جوهر الأزمة: كيف يُعاد تشكيل السودان، ومن يملك حق الحديث باسمه؟

انحرف المؤتمر بوعي عن منطق المفاوضات الكلاسيكية الذي يحتفي بالأطراف المسلحة باعتبارهم وكلاء الحل. هذا الانزياح – بإزاحة الجنرالات من مركز الطاولة وتقديم المدنيين كمخاطَبين – يُمكن قراءته بوصفه فعلاً أخلاقيًا بقدر ما هو موقف سياسي، يُقرّ بفشل أدوات النظام الدولي ويُعلن الحاجة إلى هندسة جديدة لمداخل الحل. البيان المشترك، على الرغم من محدوديته، لم يطرح حلولاً بقدر ما طرح سؤالاً مؤرقًا: ماذا يعني الصمت في مواجهة الحرب؟ كان أقرب إلى مرآة تُواجه بها الدول نفسها قبل أن تُخاطب الأطراف السودانية.

النص الذي يُحلل المؤتمر يُدين بجرأة الاصطفافات الداخلية، لا سيما القوى المدنية التي استبطنت خطاب الدولة الأمنية، وتماهت مع فكرة "الأولوية للجيش" كشرط لبناء الدولة. في المقابل، لا يتوانى عن فضح استراتيجيات النظام القديم – الكيزان – الذين يتقنون فن الظهور كأوصياء على الوطنية بينما يُراكمون أسباب الفوضى. الأكثر خطورة هو تعرية المشهد الإقليمي: فشل مصر والسعودية والإمارات في التوافق داخل المؤتمر ليس خلافًا في وجهات نظر، بل تعبير صريح عن تورط بنيوي في استمرار الحرب. ما يُعرض كعجز دبلوماسي هو في جوهره تواطؤ مع منطق الانهيار.

يحاول المؤتمر – وفق التحليل – استعادة المعنى من ركام الدم. ليس عبر وعود كبرى، بل من خلال فرض خطاب جديد يُعيد الاعتراف بالضحايا، لا كمادة إعلامية، بل كقضية سياسية أخلاقية. ما طُرح من دعم مالي، وإن بدا هزيلاً أمام حجم الكارثة، كان بمثابة إزاحة للصمت الدولي، وتمرد ضمني على تقاليد التحفظ الدبلوماسي الذي يساوي بين القاتل والضحية. التمرد الرمزي هنا لا يتجسد فقط في شكل المؤتمر، بل في اللغة التي استخدمها، والتي تجرأت على تفكيك خطابات السيادة والسلام كما تُروجها القوى المتحاربة: سيادة البرهان فوق الجثث، وسلام حميدتي وسط المجازر.

ردود الفعل على المؤتمر كشفت هشاشة الخطاب الوطني المسيطر. الاتهامات بالعمالة والتبعية للغرب لم تكن سوى إعادة إنتاج لآلية الشيطنة التي تستهدف أي صوت يخرج عن نسق العسكرة. الهجوم على المؤتمر يعكس عمق الاستقطاب، لا بين الأطراف المتحاربة، بل داخل البنية المدنية نفسها، حيث يُستخدم الشباب كوقود في حرب الرموز والتمثيلات. ما يسميه النص لعبة المرايا هو تفكيك بالغ الدقة لديناميكية الغضب: كيف يتم الاستحواذ على الاحتجاج المشروع، وتوجيهه ضد كل محاولة للخروج من دائرة العنف، ليُعاد إنتاج القهر ذاته بلغة وطنية زائفة.

أهم ما يُميز التحليل هو إدراكه لحدود الرمزية، دون السقوط في اليأس. نعم، المؤتمر لا يكفي، لكنه يفتح نافذة في جدار الصمت. ليس بصفته حدثًا فاصلًا، بل كمحاولة لترسيخ لغة جديدة تُعيد السودان إلى مركز الاهتمام الإنساني لا بوصفه ملفًا أمنيًا، بل كقضية تستدعي رؤية للتحول. السؤال الذي يختم به النص لا يخاطب المجتمع الدولي فحسب، بل الشعب السوداني نفسه: هل سنظل نُعيد إنتاج أدوارنا كمرآة لصراعات الآخرين، أم نملك الجرأة على اختراع مسار جديد يُقصي العسكر والميليشيات من صياغة المصير؟

في نهاية المطاف، لا يدور الصراع فقط حول الأرض والسلاح والسلطة، بل حول اللغة ذاتها. مؤتمر لندن، في رمزيته، يُجسد محاولة لانتزاع اللغة من فم العسكر، وإعادتها إلى الناس. لكنها معركة لم تُحسم بعد. وحده الفعل المدني الجريء، المقرون بخطاب واعٍ ومتماسك، يمكنه تحويل هذا التمرد الرمزي إلى نقطة انطلاق لمسار إنقاذ حقيقي.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • الشرطة: قتل امرأة “نحرا” من قبل ذوي زوج الضحية في بابل
  • الحائط وقع عليه.. .مصرع عامل بناء أثناء عمله في الفيوم
  • نهبوا 300 مليون جنيه.. موعد محاكمة المتهمين بعصابة كيو إف في طنطا
  • مصرع عامل بناء انهار عليه جدار أثناء عمله في الفيوم
  • عبر اتفاقية مع تدوير.. إنشاء منشأة لتصنيع مواد بناء خضراء في أبوظبي
  • مؤتمر لندن والسودان: قراءة تفكيكية في رمزية التمرد وسردية الرفض
  • المغير.. الإطاحة بمروج للمؤثرات العقلية وضبط 693 قرص مهلوس
  • زيارة تاريخية وأبعاد رمزية تستحق القراءة
  • لمى الكناني قبل وبعد وضع المكياج.. صور
  • بدء محاكمة ميتا في قضية قد تنتهي ببيع إنستغرام وواتساب