انتصاف: حقوق الإنسان عالمية وغير قابلة للتجزئة
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
قالت منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل، إن ذكرى إقرار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 10 ديسمبر، فرصة للتذكير بأن حقوق الإنسان عالمية وغير قابلة للتجزئة وغير قابلة للتصرف وهي مترابطة ومتداخلة.
وأوضحت المنظمة في بيان تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه، أنه وفي حين أن تعزيز وحماية حقوق الإنسان أمر حتمي للحفاظ على كرامة الإنسان، فإن الاحترام الحقيقي لحقوق الإنسان والوفاء بها لا غنى عنه أيضًا لتحقيق السلام والديمقراطية والتنمية المستدامة.
وأضافت” ومع ذلك، شاهدنا اليمن على مدى ما يقارب 10 أعوام يتعرض لأبشع عدوان إجرامي على مر التاريخ، على مرأى ومسمع العالم المنافق ومنظماته اللاإنسانية التي كشفت عن وجهها القبيح وانحيازها الفاضح مع مجرمي الحرب وقتلة الأطفال والنساء والمدنيين والانتهاكات في ظل حرمان دائم من أبسط الحقوق التي يتمتع بها نظراؤهم من الشعوب في البلدان المستقرة.”
وأفادت المنظمة بأن عدد ضحايا القصف المباشر للعدوان الأمريكي السعودي من النساء والأطفال خلال نحو عشر سنوات تجاوز 14 ألفاً و807 شهداء وجرحى، حيث بلغ عدد الضحايا من الأطفال تسعة آلاف و248 طفلاً، هم أربعة آلاف و136 قتيلاً وخمسة آلاف و112 جريحاً، فيما بلغ عدد الضحايا من النساء خمسة آلاف و559 امرأة، هن ألفان و492 قتيلة وثلاثة آلاف و67 جريحة.
وأشار البيان إلى أن طائرات تحالف العدوان شنت 2932 غارة عنقودية باستخدام أكثر من ثلاثة ملايين و187 ألفاً و630 ذخيرة، خلال حوالي العشر السنوات الماضية، وبلغ إجمالي عدد الضحايا المدنيين من استخدام القنابل العنقودية قرابة تسعة آلاف ضحية معظمهم من النساء والأطفال.
وأوضح أن عدد الانتهاكات التي ارتكبتها قوى العدوان في الساحل الغربي بلغ أكثر من 800 جريمة بحق الأطفال والنساء بينها جرائم اختطاف واغتصاب، وتسبب العدوان في تزايد معدلات العنف القائم على النوع وسط الأطفال وارتفعت بنسبة 63 بالمائة عما قبل العدوان.
وحسب البيان، ارتفع عدد النازحين خلال تسع سنوات من العدوان، إلى 6.4 ملايين نازح تضمهم 740 ألفاً و122 أسرة نصفهم من النساء والأطفال، مبيناً أن واحدة من كل ثلاث أسر نازحة تعولها نساء.
ولفت إلى ارتفاع عدد المعاقين إلى 4.9 ملايين شخص، أو 15 بالمائة من السكان في اليمن يعانون من أحد أشكال الإعاقات، مشيراً إلى إغلاق 185 – 350 مركزاً ومنظمة وجمعية ومعهداً متخصصاً في رعاية وتدريب وتأهيل المُعاقين، من أصل 450 جمعية ومركزاً، منها 30 مؤسسة واتحاداً وجمعية ومعهداً بالمحافظات الجنوبية والشرقية.
وذكرت المنظمة أن 250 ألف معاق ومعاقة كانوا يتلقون تعليمهم في مدارس التعليم العام والجامعات اليمنية، حسب إحصاءات رسمية، غير أن العدوان اضطرهم إلى الانقطاع عن التعليم.
وفي الجانب التعليمي هناك مليونين و400 ألف طفل خارج المدرسة بسبب النزوح وتدمير البنية التحتية للتعليم، والأوضاع الاقتصادية، حيث بلغ عدد المدارس المدمرة والمتضررة ثلاثة آلاف و676 مدرسة.
وقدّر البيان بأن هناك 196 ألفاً و197 معلماً ومعلمة لم يستلموا رواتبهم بشكل منتظم منذ عام 2016 بسبب العدوان والحصار.
ولفت إلى أن الحرب الاقتصادية أدت إلى توسع ظاهرة عمالة الأطفال، حيث بلغ عدد الأطفال الذين اضطرتهم الظروف الاقتصادية للاتجاه لسوق العمل 1.6 مليون طفل، وحوالي 34,3 بالمائة منهم تتراوح أعمارهم ما بين 5-17 عاماً.
كما ذكر أن 17.8 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى المساعدات الصحية، وثمانية ملايين طفل لهم الأولوية في خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة لمنع انتشار الأمراض وإنقاذ الأرواح.
سبأ
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي من النساء بلغ عدد
إقرأ أيضاً:
طفولة تحت النار: حقائق خطيرة حول واقع أطفال فلسطين
لم تعد كلمة "معاناة" تكفي لوصف ما يتعرض له الفلسطينيون من أهوال وضنك، في مختلف الأراضي الفلسطينية، وفي قطاع غزة على وجه الخصوص، فمن الإبادة الجماعية وتفشي المجاعة، وصولا إلى تردي الواقع الصحي وغيره الكثير. ولا تقف هذه الشدائد عند شريحة اجتماعية بعينها، بل تمتدّ إلى مختلف الشرائح والأعمار والفئات، وكانت أكثر الفئات تعرضا لهذه الويلات النساء والأطفال.
وفي سياق تسليط الضوء على ما يعانيه الأطفال الفلسطينيون داخل غزة وخارجها، نحاول في هذا المقال تقديم إطلالة على أبرز معاناتهم مع تطاول الحرب الهمجية إلى عامٍ آخر، وتصاعد حالات التهجير القسريّ، وفرض الحصار التي تقوم به قوات الاحتلال.
قتل الأطفال الفلسطينيين
مع تجاوز حصيلة العدوان على قطاع غزة 44 ألف شهيد، وعدد الجرحى أكثر من 100 ألفٍ آخرين، كشف تقرير للأمم المتحدة أن 70 في المئة من ضحايا العدوان من النساء والأطفال، وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ارتقى منذ بداية العدوان على القطاع نحو 17580 طفلا، وتُؤكد المصادر الفلسطينية وجود أعدادٍ أكبر من الشهداء الأطفال، تحت أنقاض المنازل بسبب صعوبة انتشال جثامين الشهداء.
وقد شهدت الأشهر الأخيرة ولادة أطفال خلال الحرب ومن ثم ارتقائهم، فبحسب مسؤول توثيق بيانات الشهداء والمصابين في وزارة الصحة في غزة هناك نحو 180 طفلا ممن ولد واستشهد خلال الحرب، إلى جانب ارتقاء نحو 800 طفل لم يُكملوا عامهم الأول.
ولا ينحصر قتل الأطفال في غزة فقط، بل تقتل قوات الاحتلال الأطفال في مختلف المناطق الفلسطينية بذرائع واهية، إذ تُشير المصادر الفلسطينية إلى ارتقاء نحو 168 طفلا فلسطينيا في الضفة الغربية والقدس المحتلتين منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
حرمان الطفل الفلسطيني من دفء الأسرة:
تتكشف الفظائع التي ترتكبها سلطات الاحتلال في غزة يوما بعد آخر، فقد قتل الاحتلال أكثر من 12 ألف امرأة منذ بداية العدوان، وبطبيعة الحال فإن عددا كبيرا جدا من الشهيدات من الأمهات، وهو ما يعني حرمان آلاف الأطفال من دفء الأسرة واستقرارها، ومنذ بداية العدوان فقد آلاف الأطفال واحدا من الأبوين أو كليهما، وأشارت تقديرات لـ"يونسيف" صدرت في شهر تموز/ يونيو 2024 إلى أن عدد الأيتام في القطاع تجاوز 17 ألف يتيم، فقدوا إما أحد الوالدين أو كليهما، إضافة إلى أعداد كبيرة من الأطفال انفصلت عن عوائلها نتيجة العدوان البري وتقطيع أوصل القطاع، والعملية العسكرية المستمرة في شمال قطاع غزة، وحركة النزوح القسريّ التي لا تتوقف.
وقد كشفت العديد من المقاطع المصورة عن وصول أطفال إلى مشافي غزة دون سن النطق (جلهم من الأطفال الرضع)، لا تُعرف عوائلهم، وعلى أثر هذه الجرائم الفظيعة بدأت الجهات الأممية استخدام مصطلحٍ جديد يُختصر بـ "دبلو سي إن إس إف" (WCNSF)، ويعني "طفل جريح ولا عائلة على قيد الحياة لرعايته".
من الترهيب النفسي إلى التجويع:
يتعرض الأطفال لترهيب نفسي متعمد، يمتد من اعتداءات قوات الاحتلال عليهم، واقتحام منازلهم، وهدمها، وهو ما يسبب تشوهات نفسية خطيرة، فبحسب متخصصين فإن الحالة النفسية للأطفال في فلسطين عامة وفي قطاع غزة على وجه الخصوص تأثرت بشدة بسبب العدوان على القطاع، ففي غزة ظهرت على الأطفال أعراض مثل المستويات المفرطة من القلق المستمر، وفقدان الشهية، إضافة إلى وجود صعوبات في النوم، وإصابتهم بنوبات انفعالية شديدة، أو نوبات ذعر، وهي حالة تأتي على أثر سماع صوت القنابل والانفجارات، فيما كشفت العديد من المقاطع المصورة التي بثها النشطاء في غزة إلى ارتقاء الأطفال نتيجة خوفهم الشديد من أصوات الانفجارات.
ولم تكتف سلطات الاحتلال بهذه الجرائم فقط، بل زادت عليها جريمة التجويع، إذ تحرم الفلسطينيين عامة والأطفال خاصة من تناول ما يكفيهم من طعام ومياه نظيفة، وهو ما أدى إلى ارتقاء أعداد كبيرة من الأطفال بسبب المجاعة التي ضربت القطاع عامة، وشماله على وجه الخصوص، وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" يُعاني 31 في المئة من الأطفال في شمال القطاع من سوء التغذية الحاد، ما يعني بأن 1 من كل 3 أطفال دون سن الثانية لديهم هذه العوارض الخطيرة، وبحسب المنظمة، ارتفع معدل انتشار سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة في الشمال من 13 في المئة إلى 25 في المئة، وتؤكد منظمة الصحة العالمية إلى أن سوء التغذية أصاب نحو 90 في المئة من الأطفال في غزة.
الحرمان من الرعاية الطبية
عمل الاحتلال على استهداف القطاع الصحي في قطاع غزة، لحرمان الفلسطينيين من أي مقومات صمود في مواجهة آلة القتل الإسرائيلية، وهو ما أدى إلى انتشار الأمراض المعدية في القطاع، فبحسب منظمة الصحة العالمية فإن 90 في المئة من الأطفال دون سن الخامسة مصابون بمرض معدٍ واحد، ومع شح الأدوية تفتك هذه الأمراض بأجساد الأطفال التي تعاني من سوء التغذية. وبما يتصل بجرائم الاحتلال واستهدافه الفلسطينيين بشكلٍ مكثف، كشفت تقارير منظمات أممية في شهر كانون الثاني/ يناير 2024 بأن نحو ألف طفل في غزة فقدوا إحدى ساقيهم أو كلتيهما منذ بداية عدوان الاحتلال. وكشفت هذه التقارير بأن معظم العمليات الجراحية للأطفال أجريت دون تخدير، كما لفت إلى عدم توفر الفرق والمعدات الطبية في قطاع غزة.
اعتقالات الأطفال الفلسطينيين:
تعتقل قوات الاحتلال مئات الأطفال سنويا من مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتتعامل قوات الاحتلال معهم المعاملة ذاتها التي يتلقاها الأسرى الفلسطينيون، فهي تعتقل الأطفال والفتيات القاصرات، وتمارس بحقهم اعتداءات جسدية ونفسية قاسية، تبدأ بتعرضهم للضرب المبرح فور اعتقالهم، ونقلهم في الآليات العسكرية تحت الضرب المستمر والشتائم، وصولا إلى مراكز التحقيق، حيث يتعرض الأطفال لضغوط نفسية تؤدي بهم إلى الاعتراف بجرائم لم يرتكبونها، وما يتصل بذلك من حرمانهم من أبسط الحقوق لمن هم في مثل أعمارهم. ولا تقف انتهاكات الأطفال عند هذا الحدّ، بل تقوم سلطات الاحتلال بتغريم ذوي الأطفال مبالغ مالية كبيرة، إلى جانب فرض الحبس المنزلي وحرمانهم من متابعة الدراسة وغيرها.
المراجع:
الجزيرة نت، 22/2/2024: https://tinyurl.com/b7dsjhs3
منظمة الصحة العالمية: https://tinyurl.com/2sp4pvjx
الجزيرة نت، 8/10/2024: https://tinyurl.com/58mr5b4v
الجزيرة نت، 8/11/2024. https://tinyurl.com/ycrmjc3m
تلفزيون العربي، 1/10/2024: https://tinyurl.com/2s3snvw
الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني: https://tinyurl.com/39tdxm6n
مرصد شيرين: https://www.shireen.ps/home
الأمم المتحدة: https://news.un.org/ar/gallery/1128367