عالمان وفلسفة فنية واحدة: التقاليد المشتركة لصنع إبريق الشاي من طمي الزيشا وزجاج الكريستال
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
يتوجه فريق برنامج Crossing Cultures إلى مقاطعة ييشينغ في شرق الصين ليتعرف على المزيد حول فن صناعة أباريق الشاي من طمي الزيشا، وفي الوقت نفسه يزور فريقنا الآخر في أوروبا شركة Saint-Louis ليستكشف القطع الإبداعية الشهيرة للشركة.
اعلانللوهلة الأولى، قد تبدو أباريق الشاي المصنوعة من طمي الزيشا في الصين بعيدة كل البعد عما تقوم به شركة Saint-Louis Crystal في فرنسا.
حين يُذكر اسم الصين فمن المحتمل أن يكون أول ما يتبادر إلى ذهنك هو الخزف، غير أنه في مقاطعة ييشينغ الواقعة في شرق البلاد، يُصنع نوع مميز للغاية من الفخار. تشتهر المدينة بأباريق الشاي المصنوعة من طمي الزيشا وهو تقليد يتطلب مهارة فنية عالية ودقة متناهية.
تُجسد فنانة الحرف اليدوية كي شينيي هذا التراث. وباستخدام سكين بدلاً من الفرشاة، تستطيع المزج ببراعة بين فن الخط اليدوي والرسم الصيني في عملها.
تقول كي إنه "في الرسم الصيني التقليدي، نعتمد على درجات الحبر المتنوعة. وبالمثل، باستخدام سكيننا نهدف إلى خلق نفس تأثير درجات الحبر المختلفة هذه من خلال الحفر. ونستخدم في المقام الأول شفرة السكين لتحقيق ذلك".
يتطلب صنع إبريق شاي من طمي الزيشا عملية شاقة ودقيقة. ولا يمكن أن يُستخدم فيه سوى الطين المستخرج من جبل هوانغلونغ. ثم يمر بعملية تكرير قبل تشكيله يدويًا في أشكال أنيقة. وتُجمع الأجزاء الفردية مثل الجسم والغطاء والفوهة معًا حتى تصبح وكأنها قطعة واحدة. وبمجرد اكتمال تشكيله، يوضع إبريق الشاي في فرن لإنضاج الطمي، وهو ما يسمح للألوان والملمس الطبيعي للطمي بالظهور.
غالبًا ما تُزيِن الصور والخط اليدوي أباريق الشاي المصنوعة من طمي الزيشا لتنقل معنى ثقافيًا عميقًاeuronewsيقول الخبراء إن جودة الطين المسامية تعزز نكهة الشاي من خلال السماح له بالتنفس.
توضح تشو ويبينغ المتخصصة في إعداد الشاي "من السهل تخمير الشاي بالكامل. نفكر في إبريق الشاي هذا كأداة مسامية تسمح بالتنفس.
عندما نخمر الشاي فيه، حتى وإن نقعت أوراق الشاي لفترة طويلة، فلن يكتسب الشاي طعمًا آسنًا".
بالنسبة للكثيرين، يعكس تحول إبريق الشاي المصنوع من طمي الزيشا، من تربة خام إلى فن راقٍ، ارتباطًا عميقًا بالطبيعة. وهو ما يحول مجرد شرب الشاي إلى عملية احتفاء بالثقافة.
تذكر تشو "عندما تراه لأول مرة بعد إخراجه من الفرن، يبدو مظهره ناريًا. ولكن كلما استخدمته أكثر وأكثر، سيبعث لمعانه وسحره بداخلك شعورًا بالسعادة. وستحب أن تمسكه بين يديك. وهو أحد الرموز الغنية للثقافة، ويجسد العديد من مشاعر الشعب الصيني".
فن يبهر العقولكما تجسد صناعة أباريق الشاي من طمي الزيشا جوهر الحرف اليدوية الصينية، من نواح كثيرة، تعكس صناعة الزجاج التراث الفني الأوروبي. وفي بقعة هادئة من شمال شرق فرنسا، أبدعت شركة Saint-Louis Crystal أعمالًا فنية ساحرة منذ ما يقرب من خمسة قرون.
ومن بين أكثر قطعها الفنية شهرة وإبداعًا ثقالات الورق الأسطورية.
يوضح صانع الثقالات الورقية القدير أنج مورير، الحائز على جائزة أفضل حرفي فرنسي المرموقة، وهي أعلى جائزة تقديرية للحرف اليدوية في البلاد، "يجب أن تتمتع بحب وشغف حقيقي تجاه صنع ثقالات الورق، فيجب أن تكون مبدعًا ومصممًا من ناحية، وفنانًا من ناحية أخرى لتتمكن من صناعة ثقالة ورق".
يتضمن جزء من العملية شد الكريستال المنصهر لصنع قضبان يزيد طولها عن 30 مترًا. وبمجرد أن تبرد القضبان، تُقطّع وتدمج بدقة مع القضبان الأخرى، ثم تُشد مرة أخرى لتشكيل أنماط على شكل زهور معقدة تعرف باسم ميلفيوري. وتُنظم لاحقًا هذه القطع الصغيرة داخل قوالب. ثم تُثبّت معًا بإحكام بخليط منصهر من الزجاج ليزيد من روعة التصاميم المذهلة.
يتجاوز الفن الإبداعي لدى Saint-Louis بكثير مجرد صناعة ثقالات الورق. ينتج المصنع مجموعة من المنتجات الزجاجية الإبداعية، بما في ذلك المزهريات، والثريات، وأدوات المائدة. وبالنسبة للحرفيين في ورش العمل على الساخن، تمزج كل قطعة بتناغم بين روعة الفن ودقة التوقيت الحساسة اللازمة لإبداعها قبل أن يبرد الزجاج.
اعلانتضم إحدى أرقى مجموعات المصنع من ثقالات الورق في Saint-Louis الأبراج الصينيةeuronewsيقول جان مارك بييرون، صانع الزجاج الخبير، "يشكّل الجانب الفني لصناعة الزجاج أهمية بالغة. عندما ترى مدى تعقيد القطع، ستعلم أنك بحاجة إلى أن تتمتع بالحس الفني، سواء لإبداع جمال القطعة أو تحقيق اللمسات الدقيقة المطلوبة".
تتميز كل قطعة يتم إنتاجها في Saint-Louis بتفردها نظرًا إلى أنها يدوية الصنع، ولكن لا تزال الدقة ذات أهمية قصوى. وفي ورشة النقش والقطع، قد يؤدي أصغر خطأ إلى إعادة تصنيع القطعة من جديد.
تقول كلوديا ليجون، عاملة القطع والنقش الخبيرة، "يتطلب الأمر الكثير من الدقة والتركيز". "بالإضافة إلى كل ذلك، يجب أن يصبح الأمر تلقائيًا نظرًا إلى أننا نكرر نفس النقاط باستمرار، لذلك يجب أن نكون منتبهين إذا أردنا نمطًا مثاليًا".
التقاليد الفنية المشتركةعند إمعان النظر في هذه الفنون، لن تجد هذا الجمال الطبيعي لإبريق الشاي المصنوع من طمي الزيشا مختلفًا إلى حد كبير عن الجمال المتلألئ لكريستال Saint - Louis، حيث يجمع هذان التقليدان بين الحاجة إلى التفاني والدقة والعملية والحس الفني، متجاوزين حدود الزمن والقيود الجغرافية.
اعلانGo to accessibility shortcutsشارك هذا المقال مواضيع إضافية بشق الأنفس.. أوغانديون يحاولون التحرك عبر وحل ابتلع الطرقات بعد انهيارات أرضية عنيفة تقاليدالصينفرنسااعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. الحرب بيومها الـ431: إسرائيل تقصف مراكز الإيواء بغزة وتواصل توغلها بريف دمشق ونتنياهو أمام المحكمة يعرض الآن Next بولندا تحدد أولويات رئاستها المقبلة للاتحاد الأوروبي: الأمن والدفاع والطاقة في الصدارة يعرض الآن Next "اهربوا من القتال".. أوكرانيا تطلق حملة دعائية لتحريض جنود كوريا الشمالية على الفرار من الجبهة يعرض الآن Next 2024 في عيون غوغل.. اكتشف أكثر ما بحث عنه العالم هذا العام يعرض الآن Next بعد سقوط الأسد.. شولتس وماكرون يبديان استعدادهما للتعاون مع المعارضة السورية المسلحة اعلانالاكثر قراءة مقتل 3 جنود إسرائيليين من لواء جفعاتي بشمال غزة .. حيث الحصار والدمار والمجازر والجثث العالقة نفق مفخخ يقتل 4 جنود إسرائيليين في جنوب لبنان.. كمين أم خطأ عسكري؟ مصير الأسد بعد سيطرة المعارضة على دمشق.. كيف مرت الساعات الأخيرة قبل إعلان موسكو منحه اللجوء شاهد: غارات إسرائيلية تهز دمشق.. استهداف مواقع أمنية وقصف يطال مطار المزة روسيا ترسل رسالة صاروخية قوية للغرب أسرع من الصوت لأول مرة.. تعرف على قدرات "أوريشنيك"؟ اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومسوريابشار الأسدإسرائيلالحرب في أوكرانيا فولوديمير زيلينسكيدونالد ترامبروسيامعارضةدمشقألمانياالاتحاد الأوروبيالحرب في سورياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024المصدر: euronews
كلمات دلالية: سوريا بشار الأسد إسرائيل الحرب في أوكرانيا معارضة فولوديمير زيلينسكي سوريا بشار الأسد إسرائيل الحرب في أوكرانيا معارضة فولوديمير زيلينسكي تقاليد الصين فرنسا سوريا بشار الأسد إسرائيل الحرب في أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي دونالد ترامب روسيا معارضة دمشق ألمانيا الاتحاد الأوروبي الحرب في سوريا یعرض الآن Next إبریق الشای الشای من
إقرأ أيضاً:
مسابقات النجوم للجماهير.. خدع وهمية أم دعاية فنية؟
"الفنان يسأل.. والجمهور يجيب.. والجائزة مفقودة".. هكذا تحولت العلاقة بين بعض الفنانين المصريين وجمهورهم مؤخراً، من خلال طرح مسابقات عبر صفحاتهم الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، ودوماً ما تكون الأسئلة حول أعمالهم الفنية المقبلة.
البداية من العوضيهذه الظاهرة بدأت من صفحة الفنان أحمد العوضي على فيس بوك، إذا اعتاد طرح أسئلة حول أعماله، ثم يمنح الفائزين جوائز نقدية بنفسه، ويقوم بتوثيق لحظة تسليم الأموال ونشرها أيضاً، مؤكداً أن الأمر محبة ودعم منه لـ"إخواته"، يقصد الجماهير كما يحب أن يطلق عليهم.
أحمد العوضي يكشف تفاصيل "فهد البطل" وفيلمه المقبل.. ويرد على الانتقادات - موقع 24يخوض الفنان المصري أحمد العوضي، الماراثون الرمضاني المُقبل 2025 بمسلسل جديد، بعد النجاح الكبير الذي حققه بشخصية عرب السويركي العام الماضي بـ "حق عرب".اللافت أن العوضي رفض منح الجائزة لإحدى الفائزات مؤخراً، بعدما قامت بتخمين اسم مسلسله الجديد، المقرر عرضه خلال شهر رمضان المقبل.
وقال العوضي في بث مباشر لاختيار الفائزين في المسابقة: "نهى حسني كسبت في مسابقة فهد البطل وقلت اسمها، بس طلعت إعلامية.. أنا آسف، أستأذنك نخليها لحد محتاج الفلوس أكثر عشان متقولوش عليا ظالم".
وتعرض العوضي لانتقادات عديدة، بسبب تلك المسابقات، باعتبارها وسيلة منه للترويج لأعماله الفنية، وليس دعماً لجمهوره كما يقول.
وعلى خطى العوضي انطلق محمد رمضان بمسابقات ذات جوائز مليونية، فتعهد لجمهوره بمنح خمسة ملايين جنيه لمن يخمن اسم أغنيته المقبلة، ورغم وجود إجابات صحيحة في التعليقات، قال إنه لم يفز أحد، وطرح سؤالاً جديداً بأربعة ملايين جنيه، وكالعادة قال إنه لم يفز أحد، واستمر إلى أن أعلن عن مسابقة جديدة بقيمة مليون جنيه. وهو ما اعتبره البعض بمثابة استخفاف وإهانة للجمهور، نظراً لعدم منحه أي جائزة للفائزين.
أموال وهميةالفنان حسن أبو الروس دخل على خط الأزمة بعدهما، معلناً عن جائزة ضخمة قيمتها 5 ملايين دولار لمن يتوقع اسم المغني الذي يشاركه الديو الغنائي الجديد.
وحين جاء موعد إعلان النتيجة، ظهر مع الفائز وهو يمنحه الجائزة الضخمة، والتي تبين أنها "خدعة" أيضاً، فهي دولارات مزيفة مرسوم عليها صورته (أي أبو الروس).
وأكد أن الفائز كان لديه أمنية أخرى وهي التمثيل برفقته، لذلك سيحقق له أمنيته بخلاف الأموال.
تمت مشاركة منشور بواسطة Hassan Abouelrouss (@hassanabouelrouss)
سبب تلك الظاهرةكل هذه الوقائع المتلاحقة أدت لحالة واسعة من الاستنكار لتلك المسابقات، باعتبارها دعاية مستترة من البعض، وخدع وهمية من البعض الآخر، بينما الجمهور هو الخاسر الوحيد في كلا الحالتين.
وفي حديثه لـ "24"، أكد الناقد الفني محمد عبد الرحمن أنه لا يوجد أي تفسير لمثل هذه النشاطات من بعض الممثلين سوى أنها محاولة لضمان "الريتش" الذي تعوّدوا عليه في البداية عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، نتيجة نجاح بعض أعمالهم، وعندما اختفى هذا النجاح بدأوا يفكرون في طرق أخرى، لبقاء الاهتمام بهم على تلك المنصات.
وأشار "عبد الرحمن" إلى أن ما يحدث من خداع في نهاية هذه المسابقات يتسق مع عدم احترام هؤلاء الفنانين للجمهور، وعدم وجود الملاءة المالية أصلاً التي تجعلهم يقدمون كل تلك الملايين للجمهور، موضحاً أنهم يعلنون عن تلك المبالغ الضخمة فقط، لضمان مشاركة أكبر قدر ممكن من الناس، وعندما يأتي موعد توزيع الجوائز يفاجئون المشاركين بمثل هذه التصرفات، لأنهم يعتبرون متابعي مواقع التواصل مجرد أرقام وليسوا جمهوراً حقيقياً.
من جانبه، قال الناقد الفني محمد عبد الخالق في حديثه لـ "24"، إنه لا يخفى على أحد أن -معظم- النجوم قرروا التعامل مباشرة مع الجماهير من خلال مواقع الواصل الاجتماعي، باحثين عن تواجد قوي وسريع بأقل مجهود، لكن ما يغيب عن هؤلاء النجوم أن التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الشكل الكثيف، واللجوء لإغراء المتابعين بهدايا بأرقام خرافية كما يفعل البعض فوائده قصيرة الأمد وأضراره أكبر وأثرها أقوى.
وبسؤاله عن سبب خداع بعضهم للجمهور بعدم منح جوائز، أوضح "عبد الخالق" أن عدم إدراك الكثير من الفنانين لأهمية جمهورهم يجعلهم يتعاملون باستخفاف وتهاون يصل إلى حد التلاعب والخداع في موضوع الجوائز، أو الدخول في صدام مباشر مع المتابعين يصل أحياناً إلى حد تبادل السباب.
ولفت إلى أن مثل هذه التصرفات قد تضع النجم تحت طائلة المساءلة القانونية، إذا اتهمه أحد رسمياً باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في النصب والترويج لمسابقات غير خاضعة للجهات القانونية المنوط بها الإشراف على مثل هذه المسابقات، إذا كان مسموحاً في الأساس بإقامتها بهذا الشكل على صفحات النجوم.
وفي نهاية حديثه، قال الناقد محمد عبد الخالق إن هذه التصرفات تؤثر على شعبية الفنان، وتفقده مصداقيته بين متابعيه، كما أن مواقع التواصل الاجتماعي التي يستخدمها للترويج لنفسه يمكن أن تصبح سلاحاً موجهاً ضده هو شخصياً، مضيفاً: "غضب الجمهور ليس سهلاً، وشاهدنا بأنفسنا نجوماً كباراً يبكون بالدموع بسبب تعرضهم لهجوم على منصات التواصل الاجتماعي".