كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي جزءا من تفاصيل آخر لقاء جمعه قبل أيام بالرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في دمشق، وتحدث عن أسباب سقوط النظام ورؤية إيران للتطورات الجارية.

وقال عراقجي، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني حول التطورات الأخيرة في المنطقة، إن بلاده كانت تعلم "أن هناك مخططا وراء الكواليس من قبل أميركا والكيان الصهيوني لإحداث مشاكل متتالية في محور المقاومة، وكان هذا المخطط موجودا دائما".

وأضاف وفقا لتلخيص للمقابلة نشرته وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) "بعد التطورات في غزة ولبنان، كان من الطبيعي أن تستمر هذه التحركات. ولكن من الناحية الميدانية والمعلوماتية، كان أصدقاؤنا في أنظمة المعلومات الأمنية في بلدنا وفي سوريا على علم تام بالتحركات في إدلب وتلك المناطق"، مشيرا إلى أنه "تم أيضًا نقل جميع المعلومات ذات الصلة إلى الحكومة والجيش السوري".

اللقاء مع الأسد

وبشأن لقائه الأخير في الأول من الشهر الجاري مع الأسد في العاصمة السورية دمشق، كشف عراقجي أن الرجل كان يشعر بالمفاجأة بما يجري من تطورات عسكرية متسارعة.

وأضاف "السيد بشار الأسد نفسه، عندما التقيت به أنا والسيد علي لاريجاني (مستشار المرشد الإيراني)، كان متفاجئا واشتكى من سلوك جيشه".

ورأى أنه "كان من الواضح أنه لم يكن هناك تحليل مناسب للجيش السوري حتى في الحكومة السورية".

وفي توصيف آخر في ما يبدو لما تحدث عنه من "سلوك للجيش السوري، قال؛ عراقجي "في رأيي، الجيش السوري أصبح أسير الحرب النفسية".

وأضاف "كنا على علم بالمؤامرة المستمرة، حتى إننا عرفنا عدد القوات التي تم تدريبها وتنظيمها، وعندما "تمت مراجعة المحادثات نفسها مع السيد بشار الأسد، تأثر هو نفسه بوضع جيشه وفوجئ بعدم وجود حافز في الجيش".

وتحدث عن خطوة أخرى قام بها خلال زيارته لدمشق، قائلا إنه "من باب الدبلوماسية العامة، ذهبت إلى مطعم في دمشق وكان خطابنا هذا موجها للناس العاديين، كما فعلت ذلك في القاهرة، لأن من نخاطبه في النهاية هو الشعب، وهي خطوة لاقت ترحيبا من الشعب السوري".

واعتبر أن ما كان مفاجئا في سوريا أمران، الأول عجز الجيش السوري عن التصدي لهذا التحرك الذي بدأ، والثاني هو سرعة التطورات الحاصلة.

وأضاف "عندما كنت في الدوحة للمشاركة في المنتدى (منتدى الدوحة 2024)، جاءت جميع دول المنطقة للنقاش حول هذه القضية (…) الدول المهمة في المنطقة كانت حاضرة هناك، وكان لنا لقاء مشترك معهم، وكان سؤال الجميع هو: لماذا تراجع الجيش السوري بهذه السرعة؟ ولماذا كانت مقاومته قصيرة إلى هذه الدرجة؟ هذه السرعة في التطورات كانت مفاجئة للجميع".

3 مجالات للعلاقات بين إيران وسوريا

وتحدث بشيء من الإسهاب عن العلاقات بين إيران وسوريا خلال الفترة الماضية، قائلا إنها تعود إلى 40 عاما مضت، وتركزت في 3 مجالات مختلفة، أحدها مجال المقاومة، اذ إن سوريا عضو مهم في محور المقاومة ولعبت دورًا مهما في المواجهة مع الكيان الصهيوني والدفاع عن الفلسطينيين وتحملت كثيرا من الضغوط ولم تتنازل أبدا عن هذا الهدف.

وأشار عراقجي إلى أن مجال التواصل الثاني بين إيران وسوريا هو قتال "داعش" (تنظيم الدولة الإسلامية)، فقد برز هذا التنظيم كظاهرة إقليمية وخارج الإقليم في وقت ما، وانتشر أولا في العراق ثم امتد إلى سوريا وأثار قلقا دوليا.

أما الجانب الثالث فيتعلق -بحسب عراقجي- بالعلاقة بين الحكومة السورية وشعبها ومعارضيها، مؤكدا أن طهران كانت "توجه الحكومة السورية دائما للحديث مع معارضيها من أجل حل الخلافات بينهم، وتعاونا معهم في هذا الأمر إلى حد النصح والتوجيه".

عدم مرونة الأسد

وأكد أنه لم يكن لدى حكومة الأسد سوء القليل من المرونة والسرعة في هذا الاتجاه.

وأضاف "الموضوع الداخلي في سوريا، والحوار مع المعارضين أو ربما مواجهتهم، كان يتعلق بالجانب السوري نفسه، وفي النهاية ساعدناهم بالنصح والتشاور والتوجيه".

وعاد فأكد أن هذا الجزء هو "الذي يعاني الآن من مشاكل"، وأن "الجيش السوري لم يؤدّ مهمته بشكل صحيح هنا، ولم يكن من المفترض أبدًا أن نحل محل الجيش السوري لحل مشاكلهم الداخلية وتسويتها".

وجدد التأكيد مرة أخرى أن "حقيقة أن الجيش السوري لم يتمكن من المقاومة على الإطلاق، فأعتقد أن الأمر كان متعلقا بالجوانب النفسية للمسألة، أو ربما هناك كانت قضايا أخرى".

ونوه إلى أن المعارضة أخذت بالاعتبار توقيت تحركاتها الأخيرة في سوريا، مستحضرة "مسألة مواجهة إيران للكيان الصهيوني وانهماك روسيا في أوكرانيا، وكل هذا لعب دورا في حساباتهم".

وأضاف "لكن في رأيي كان العامل الأساسي في نجاحهم في الأيام الأخيرة في سوريا هو الجيش السوري الذي لم يصمد، ولو كان قد قاوم لما سقطت حتى حلب، أقول ذلك بكل ثقة".

مستقبل حزب الله

وفي موضوع آخر، قال وزير الخارجية الإيراني إن حزب الله فقد أمينه العام حسن نصر الله، لكنها "ليست المرة الأولى التي يضطر فيها الحزب إلى المرور بمثل هذا الأمر، ففلسفة المقاومة هي الصمود والثبات وأعتقد أن المقاومة وجدت طريقها".

وتعليقا على فرضية أن المقاومة ستتوقف من دون سوريا، تساءل عراقجي: "ما هو طريق تواصلنا مع اليمن؟ هل طريق تواصلنا مع غزة مفتوح؟ اليمن وغزة يقاومان، والمقاومة ستجد طريقها على أي حال، لأنها هدف مثالي وليست حربا كلاسيكية".

وأكد أنه للسبب ذاته "لا يمكن تدمير المقاومة، رغم أنها تواجه قيودا، لكنها في النهاية تمكنت من توفير أسلحتها الخاصة ومتابعة طريقها الخاص، ولا ينبغي لأحد أن يعتقد أن هذا المسار سيتوقف عندما تخرج سوريا من دائرة المقاومة.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: الجیش السوری فی سوریا

إقرأ أيضاً:

أردوغان: الأسد حول سوريا إلى مزرعة مخدرات.. وتركيا دفعت ثمنا باهظا

شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، على تحويل رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد، البلاد إلى "مزرعة ضخمة لإنتاج المخدرات"، مشيرا إلى أن أنقرة "دفعت ثمنا باهظا" جراء الحرب في سوريا.

وقال أردوغان في كلمة لها خلال فعالية لحزبه العدالة والتنمية بولاية دنيزلي جنوب غربي البلاد، إن "تحرر سوريا أسعدنا مثلما أسعد الملايين من أشقائنا السوريين. وهذا أمر طبيعي، لأننا كنا من أكثر الدول التي تأثرت سلبا من الصراع في سوريا، نظرا لحدودنا الممتدة 911 كيلومترا معها".

وأضاف  تركيا "دفعت ثمنا باهظا" جراء الصراع الدائر في سوريا، مشيرا إلى "الهجمات الإرهابية" التي تعرضت لها بلاده خلال السنوات الماضية، حسب وكالة الأناضول.

وانتقد أردوغان المعارضة التركية  بسبب مواقفها تجاه التطورات في سوريا، مبينا أنهم "لم يستوعبوا بعد" سقوط نظام البعث هناك، حسب تعبيره.

وأشار إلى أن  المعارضة التركية "لا تسعدها مكتسبات البلاد السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية"، مشددا على أنه في الوقت الذي يشيد فيه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب والعديد من قادة دول العالم بـ "النجاح الدبلوماسي والعسكري والدفاعي التركي في سوريا، فإن المعارضة تتنكر لذلك".


وبحسب وكالة الأناضول، فإن أردوغان وجه حديثه إلى رئيس حزب "الشعب الجمهوري" المعارض، أوزغور أوزيل، متسائلا "ما الذي يزعجكم في تعالي الأدعية لتركيا في مساجد دمشق، وحماة وحمص ودرعا؟!".

وفي السياق، شدد الرئيس التركي على أن بلاده كانت على علم بما قامت به عائلة الأسد "من تحويل سوريا إلى مزرعة ضخمة لإنتاج المخدرات".

وأضاف أن "نظام الأسد حوّل أيضا السجون إلى مراكز للقتل والتعذيب، والإعدامات العشوائية، دون أن يستثني من ذلك النساء اللواتي تعرضن للقتل والاغتصاب أمام أعين أطفالهن".

وأشار الرئيس التركي إلى أن "التنظيمات الإرهابية مثل بي كي كي (حزب العمال الكردستاني) وداعش (تنظيم الدولة) استغلت حالة عدم الاستقرار في سوريا لتقوّي شوكتها، وساهم الدعم الأجنبي في تزويد هذه التنظيمات بآلاف شاحنات الأسلحة والذخائر تحت ذريعة مكافحة داعش".

وتلوح تركيا منذ سقوط بشار الأسد بشن عملية عسكرية على قوات سوريا الديمقراطية "قسد" و"وحدات حماية الشعب"، وهذه تنظيمات تعتبرها تركيا امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي تدرجه أنقرة على قائمة الإرهاب، في سوريا.

"تطهير سوريا أولوية"
وفي وقت سابق الجمعة، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان "سيكون تطهير سوريا من الإرهاب أحد الأولويات الرئيسية لعام 2025، فالهدف الأول لجميع المنظمات الإرهابية العاملة في هذه المنطقة هو دائما تركيا".

وأضاف فيدان خلال مؤتمر صحفي، "قلنا مرارا إنه لا يمكننا التعايش مع هكذا تهديد بي كي كي/واي بي جي فإما أن تتخذ أطراف خطوات بحقه أو نحن سنفعل ما يلزم"، وفقا لوكالة الأناضول.

وشدد وزير الخارجية التركي على أن "نهاية الطريق باتت قريبة للتنظيم الانفصالي بي كي كي/ واي بي جي وامتداداته في سوريا"، مشيرا إلى أن "الوضع القديم بالنسبة للتنظيم وداعميه لم يعد من الممكن استمراره في ظل النظام الجديد في سوريا".

وتابع فيدان قائلا "من الطبيعي أن تخوض بلادنا حربا فعالة ضد الإرهاب، تركيا لديها القوة والقدرة والعزم على القضاء على جميع التهديدات، ويبدو أن نهاية الطريق أصبحت قريبة بالنسبة للتنظيم الانفصالي وامتداداته في سوريا".


وأضاف: "باعتباري أحد الأشخاص الذين عملوا بشكل مكثف على القضية السورية خلال السنوات الـ13 الماضية، كنا جميعا سعداء لرؤية هذه النتيجة، وأستطيع القول أن قصتنا مع سوريا بدأت للتو، ويواجه الشعب السوري في هذه المرحلة تحديات كبيرة ومتعددة، وفي مقدمتها إعادة إعمار البلاد".

أكمل فيدان حديثه عن الوضع السوري: "نعتقد أن العناصر التي تشكل المحور الرئيسي لسياستنا تجاه سوريا هي الاستقرار، أؤكد مرة أخرى أن المحور الرئيسي للسياسة الخارجية التركية هو السلام والتعاون والتضامن والازدهار، تركيا ليس لديها أطماع في أراضي أي دولة، وليس لديها أي أجندة خفية".

وعن استقرار المنطقة، أفاد فيدان "نقول دعونا نبني ثقافة التعاون والتنمية في منطقتنا، دعونا نترك وراءنا ثقافة الصراع، وثقافة الإيقاع بين بعضنا البعض ودفع المنطقة إلى الوراء، وثقافة دفع الشعوب إلى الفقر"، وفقا للأناضول.

وأردف: "نشكل سياستنا الخارجية في هذا الاتجاه، وهذا أيضا ما نتوقعه من جيراننا ودول المنطقة"، مشددا "سنحقق هدفنا في تركيا خالية من الإرهاب بطريقة أو بأخرى".

مقالات مشابهة

  • رويترز: تحذيرات غربية للإدارة السورية الجديدة من تعيين مقاتلين أجانب في الجيش
  • آخر رئيس وزراء يكشف الساعات الأخيرة لنظام الأسد وقرارات بشار التي دمرت الدولة (فيديو)
  • أردوغان: الأسد حول سوريا إلى مزرعة مخدرات.. وتركيا دفعت ثمنا باهظا
  • أردوغان: بشار الأسد حول سوريا إلى مزرعة مخدرات
  • بعد الجدل.. إيران تكشف هوية ومصير العجوز "الغامض" في سوريا
  • في خطاب مسجل.. مسؤول إيراني كبير يقر بهزيمة كبيرة في سوريا
  • نجل رئيس وزراء سوري سابق يكشف جرائم بشار الأسد قبل توليه السلطة
  • "تلقينا ضربة كبيرة".. جنرال إيراني يعترف بسقوط إيرن في سوريا
  • «هل تم اغتيال لونا الشبل؟».. مدير مكتب الأسد يكشف الحقيقة
  • مدير مكتب بشار الأسد يكشف مفاجأة حول سبب وفاة الإعلامية لونا الشبل