ياسر العظمة يوجه رسالة إلى الشعب السوري بعد سقوط الأسد.. حذر من سرقة الثورة
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
وجه الفنان السوري ياسر العظمة، الثلاثاء، رسالة إلى الشعب السوري بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد عقب دخول فصائل المعارضة إلى العاصمة دمشق، داعيا إلى الحذر من "مساعي سرقة الثورة وآمالها".
وقال العظمة في كلمة مسجلة نشرها عبر حساباته على منصات التواصل الاجتماعي، "أصدقائي بني وطني الأعزاء. اليوم تولد سوريا من جديد وتندحر مملكة الظلم ويسقط الطاغية وأعوانه ويسجل التاريخ بأن إرادة سقوط الطغاة ليس نهاية المعركة بل هو بداية مسؤولية كبيرة تتطلب الحكمة والهدوء، فالأوطان تبنى بالعقل والتعقل لا بالحقد والغضب".
Bu gönderiyi Instagram'da gör Yaser Alazmeh ياسر العظمة (@yaser.alazmeh)'in paylaştığı bir gönderi
وأضاف أن "الحرية المنتزعة من براثن الوحوش غالية، ولكن الحفاظ عليها أصعب. وليكن بمعلومنا أن النصر الحقيقي لا يكمن فقط في إسقاط النظام، بل في القدرة على إدارة الوطن بالعدل والحكمة دون الانجرار إلى الفوضى والتشتت".
وأشار العظمة إلى أن "العدل يحتاج إلى الصبر والقيادة تحتاج إلى بعد النظر"، موضحا أنه "من رحم الثورة يولد الأمل، فلنكن يقظين أمام من يحاول سرقة الثورة وآمالها".
وشدد على أن "سقوط النظام ليس نهاية الطريق، فالأطماع الدولية لا تعرف الرحمة. وحدتنا هي درعنا الوحيد أمام من تقسيم وطننا وسرقة مستقبله، وإذا كنا قد أسقطنا الطغاة العداة فإن الأطماع لم تسقط".
ودعا الفنان السوري الشهير إلى "حماية البلد بلدنا من أن يتحول إلى ساحة نفوذ خارجي"، وطالب برفض التدخلات الخارجية بالقول "علينا أن نرفض تقرير مصائرنا على طاولات الغرباء، فهناك من ينتظر سقوط الوطن".
واختتم رسالته قائلا "أصدقائي وبني وطني الشرفاء، لنكن سدا منيعا أمام الطعم والعابدين. حفظ الله سوريا من كل ضيم وغدر، وبارك الله بمن أراد لها الخير والسؤدد".
وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وقبلها في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في الريف الغربي لمحافظة حلب، استطاعت الفصائل خلالها بسط سيطرتها على مدينة حلب ومحافظة إدلب، وفي الأيام التالية سيطرت على مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص وأخيرا دمشق.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية ياسر العظمة سوريا النظام سوريا النظام ياسر العظمة المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
صدمة سقوط الأسد
سوريا بدون الأسد، هذه حقائق التاريخ وثمن التضحيات التي دفعها الشعب السوري طوال 14 عاما، ونتيجة طبيعية لمسار حكم العائلة طوال 54 سنة.
قبل ساعات قليلة من فرار بشار الأسد وانهيار منظومته العسكرية والأمنية، وأمام زحف قوات المعارضة السورية باتجاه دمشق، كانت بعض الأصوات المحسوبة على تيار دعم النظام في الداخل السوري ومن بعض الدوائر العربية تحاول تبديد هذه الحقائق، لكن سرعة الحدث وفرض السيطرة، بدلت كل الخطاب الإعلامي الذي حاول حصر المشهد السوري، واختزاله بـ"هيئة تحرير الشام" كتنظيم مدرج على قائمة "الإرهاب"، وإسباغ كل فصائل المعارضة بثوب التزوير مجددا من بوابة الإرهاب، واستحضار "داعش" فزاعة للداخل والإقليم والمجتمع الدولي.
انهيار كل ما علق بصورة الثورة السورية من تزوير، يؤكده مشهد التعامل مع المناطق التي أصبحت تحت سيطرة فصائل المعارضة من الشمال السوري حتى الجنوب بشهية طمأنة مجتمعها وبتطبيق تجربة الضبط الذاتي، ويقول إن هناك شمعة صغيرة بدأت تضيء في سماء وأرض بلدٍ غارق في الظلمة والدمار والموت والقهر لأكثر من خمسة عقود.
صدمة نهاية نظام بشار الأسد، لن تكون محصورة في الحيّز الجغرافي السوري، فحلقة وظيفة النظام كانت مرتبطة بسلسلة عربية إقليمية ودولية لفترة طويلة من حكم الأسدين الأب والابن
وهذا يحتاج لجهود جبارة وعمل كثير يعرفه السوريون تماما، فالتخلص من نظام الأسد وإعادة كشف الندوب الكثيرة التي تركها خلفه، تفتح المجال لبداية طريق جديد بعد التخلص من الاستبداد، وتجعل البحث عن أي حل سياسي غير خاضع لمنطق ومفهوم الأمن والسيطرة، لتجنب الانتكاسة المعهودة في الثورات العربية، كما حدث في مصر وتونس وليبيا واليمن، مع أنها جُربت في سوريا بسلوك النظام السابق وارتباطه الوثيق مع محور الثورات المضادة الذي ظل حتى الثانية الأخيرة من وقت الإعلان عن فراره يدافع عن جرائمه وتبريرها.
من المؤكد أن صدمة نهاية نظام بشار الأسد، لن تكون محصورة في الحيّز الجغرافي السوري، فحلقة وظيفة النظام كانت مرتبطة بسلسلة عربية إقليمية ودولية لفترة طويلة من حكم الأسدين الأب والابن، وسرعة امتصاص هذه الصدمة بدأ بتغيير اللهجة والاستعداد للتواصل مع القوى على الأرض لمحاولة استعادة هذه الحلقة. فما حصل مرعب ومخيف لكل القوى التي كانت ترى في نظام الأسد ضمانة وحائط صد في منع التغيير في المنطقة العربية، وخصوصا في بلدان الثورات المضادة والحلف الداعم لها. ومن هنا تبقى المخاطر قائمة ومحيطة تتربص انتهاز فرصة استنساخ الفشل المطبق في ثورات عربية مغدورة، وهذا ما يستدعي الوعي والانتباه الذي نعتقد أن السوريين بلغوه منذ زمن ارتكاب المجتمع الدولي جريمة منع سقوط النظام.
الفوضى بعد سقوط نظام الأسد حذر منها الطاغية نفسه، وأخاف بها السوريين والعالم، بأن بديل وجوده إرهاب سيعم المنطقة، وكذلك التحذير العربي والدولي من فقدان سوريا لوحدتها وسيادة أرضها، وكأن الفراغ قدر لا رد له لعدم امتلاك السوريين حلا لمعضلة التخلص من قاتلهم.
وكل هذه المحاذير أكذوبة كبرى مستمرة بدون الاعتراف بأن الشعب السوري يمتلك القدرة على تقرير مصيره وبناء دولته على أسس المواطنة والحرية والقانون والدستور. فالمأزق المستحيل انتهى بنهاية عهد الطاغية، وكل الصعوبات والمستحيلات التي حاول فرضها أعداء التغيير في سوريا فشلت، وكل صعوبة ستكون أسهل من رؤية الماضي بتحويل سوريا كلها لمعتقلات وزنازين لم ينته السوريين من فتحها لفتح طاقة أملٍ نحو المستقبل. مهام كثيرة تنتظر السوريين، وآمال أكثر ينتظرها الشعب السوري من النظام العربي؛ أولا التخلص من حالة الذهول والصدمة مما حصل في سوريا، والاعتراف بشرعية مطالب السوريين ببناء وطن موحد يقوم على المواطنة والحرية والتعددية السياسية، والتخلي عن وظيفة الأمن غير المرتبط بالأمن العربي وعمقهفمن كان يخاف على وحدة التراب السوري في النظام العربي الرسمي ليتفضل بالتحرك لمواجهة تمدد الاحتلال بإعادة احتلال أراضٍ جديدة في سوريا، ويصرخ بوجه نتنياهو لتمزيقه اتفاق فض الاشتباك، ويندد ويدين مواصلة المحتل غاراته وعدوانه على سيادة سوريا.
مهام كثيرة تنتظر السوريين، وآمال أكثر ينتظرها الشعب السوري من النظام العربي؛ أولا التخلص من حالة الذهول والصدمة مما حصل في سوريا، والاعتراف بشرعية مطالب السوريين ببناء وطن موحد يقوم على المواطنة والحرية والتعددية السياسية، والتخلي عن وظيفة الأمن غير المرتبط بالأمن العربي وعمقه. فالمخاطر ليست كامنة برغبات ومطالب الشعب السوري، وما أكده السلوك الصهيوني بإعادة احتلال مواقع جديدة في سوريا وضرب مخازن السلاح على الأرض، هو الشيء الأكيد غير الوارد في القلق العربي من أن المخاطر تكمن خارج حدود سوريا وفي الاحتلال نفسه بعد هروب رأس النظام حارس الحدود.
الطريق طويل والمخاطر عديدة في مسيرة بدأت في اليوم التالي لسقوط النظام السوري، لكن المستحيلات المتخيلة والأوهام سقطت، ويمتلك الشعب السوري من المواعظ والتجارب كمّا هائلا يجنبه السقوط في أفخاخ عدة تنصب له. فأنهار الحقد والدم والصواريخ التي بناها النظام ستجف، وملايين الضحايا كلفة النفاق والتخاذل العربي والدولي للسوريين كان لها وقع الصدمة.. انحسار كل ذلك وتخفيفه بحصر المعركة الآن بكيفية إدارة المرحلة الانتقالية في سوريا والانتقال السلس والسلمي للسلطة بدون الغرق بمشاعر القلق هو تعافٍ من صدمة لن تُخلف إعاقة مستحيلة على الشعب السوري، وبكيفية نهوضه مجددا في وطن يسترد حضوره ودوره على الخارطة العربية والدولية.
x.com/nizar_sahli