تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تحل ذكرى ميلاد الأديبة الفلسطينية ريحانة الشرق غدا الاربعاء الموافق 11 من ديسمبر، والتي عشقت الأدب منذ صغرها وتهافت كبار الأدباء والكتاب على صالونها الشهري في بيتها على رأسهم عباس محمود العقاد وطه حسين والشيخ مصطفى عبدالرازق ومصطفى صادق الرافعي وغيرهم 

وفي ذكرى ميلاد  الأديبة مي زيادة لا يمكن إغفال قصة حبها مع  الأديب جبران خليل جبران فبينما كان جبران يقيم في أقصى مغارب الأرض، كانت مي في مشارقها، إلا أن قلبهما كانا أقرب ما يكون.

فقد دام هذا الحب لأكثر من عشرين عاما، لم يلتقيا خلالها فكان التقائهما عبر الرسائل والمراسلات المتبادلة ومن خلال هذه الرسائل، كشف جبران عن عمق العلاقة التي جمعته بمي، وكيف كانت رسائله لها، والتي كتبها تحت عنوان "الشعلة الزرقاء"، تعبيرا عن الحب الروحي الذي جمع بينهما.

في رسائل جبران  لمي، كان جبران يعبر عن حب لم يكن مجرد مشاعر عاطفية، بل كان حبا يتجاوز الجسد ليصل إلى روح كل منهما فكان يرى في مي مرآة لروحه، وفي إحدى رسائله، قال جبران: "الأفضل أن نبقى هنا.. هنا في هذه السكينة العذبة، هنا نستطيع أن نتشوق حتى يدنينا الشوق في قلب الله". وقد عكست رسائلهما الطابع الصوفي العميق لهذا الحب، الذي كان يتخطى حدود الزمان والمكان.

بدأت قصة تعارفهما عندما قرأت مي زيادة مقالات جبران وأعجبت بها، لاسيما بعد اطلاعها على قصته "الأجنحة المتكسرة" حيث  أبدت إعجابها الكبير بفكر جبران وأسلوبه الأدبي، وبدأت مراسلته لتناقش معه قضايا الزواج والحب والمبادئ وفي رسالتها الأولى، قالت: "إننا لا نتفق في موضوع الزواج يا جبران، لكنني أحترم أفكارك ومبادئك" كان هذا الحوار الفكري بينهما، هو بداية لتطور علاقة لم تكن تقتصر على الحب العاطفي، بل امتدت لتشمل التفاهم الروحي والفكري.

رغم المسافة الجغرافية بينهما، تمكن جبران ومي من بناء علاقة استثنائية في زمن كان الاتصال المباشر فيه أمرًا صعبًا. فكل منهما كان يبحث عن ذاته في روح الآخر، وكأن هذه الروح هي مرآة تعكس نور الآخر.

 هذه العلاقة الفريدة جعلت من كل منهما مصدر إلهام للآخر وكان جبران يرى في مي مثالا للمرأة الحرة، التي تتبع ميولها الخاصة في اختياراتها، بينما كانت مي ترى فيه فارس أحلامها الذي يشاركها نفس الرؤية الروحية والفكرية.

هذا الحب لم يكن خاليًا من التحديات، فقد عبّر جبران في رسائله عن رغبته المتكررة في السفر إلى القاهرة، لكن لم يكن حظه حليفًا ليتمكن من زيارة مي. 

في المقابل كانت مي، تحاول التماسك رغم طول الانتظار، حتى أنها كتبت له رسالة معبرة عن حنينها، فقالت: "يحبون من بعيد، يتسرب إليهم حب عميق وكأنهم ينتظرون أن يكتمل ضوء شمسهم في ظلام الليل".

مي زياة ، فقد عبّرت عن حبها لجبران بأسلوب يتسم بالعاطفة والصدق، حيث وصفت حبها له بقولها: "أحبك قليلا، كثيرا، بحنو، بشغف، لا أحبك" فكانت تجد في رسائله إليها متنفسا لروحها، وكانت تجد في كلماته مصدرا للإلهام الذي يمدها بالقوة للاستمرار في مسيرتها الأدبية والروحية وكان جبران بالنسبة لها أكثر من مجرد حبيب، بل كان الصديق والمعلّم الذي يساعدها على فهم أعماق نفسها.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مي زيادة جبران خليل جبران کان جبران

إقرأ أيضاً:

الحب والثورة في شعر محمود درويش .. بين الرومانسية والنضال

لطالما كانت القصيدة ساحة للصراعات الداخلية والخارجية، حيث يمتزج العشق بالوطن، ويتقاطع الحب مع الثورة، وعندما نتحدث عن محمود درويش، نجد أن هذين العنصرين كانا حجر الأساس في شعره.

 لم يكن الحب في قصائده مجرد علاقة شخصية، ولم تكن الثورة مجرد موقف سياسي، بل كانا وجهين لعملة واحدة: البحث عن الحرية، سواء في الوطن أو في القلب.

الحب في شعر درويش: بين المرأة والوطن

تميز محمود درويش بقدرته الفريدة على كتابة شعر الحب بعيدًا عن الكلاسيكيات التقليدية، فقد كان الحب في قصائده مشحونًا بالرموز، يرتبط بالحياة والموت، بالحلم والانكسار، بالحنين والاغتراب. 

كان دائمًا هناك شيء ناقص، علاقة غير مكتملة، عشق يشتعل ثم يخبو، وكأن الحب في شعره صورة مصغرة عن القضية الفلسطينية: جميلة، لكنها مستحيلة المنال.

أشهر مثال على ذلك هي قصيدته “ريتا”، التي أصبحت أيقونة في الشعر العربي، خاصة بعد أن غناها مارسيل خليفة. ريتا لم تكن مجرد امرأة، بل كانت رمزًا للمستحيل، للحب الذي يقف في مواجهة واقع قاسٍ:

“بين ريتا وعيوني… بندقية”

بهذه الصورة البسيطة والمكثفة، لخص درويش مأساة الحب في ظل الاحتلال، حيث تتحول العلاقات الإنسانية إلى رهينة للصراع السياسي.

لكن درويش لم يكتفى بصور الحب المستحيل، بل قدم في قصائد أخرى مشاهد أكثر عاطفية، كما في قوله:

“أنا لكِ إن لم أكن لكِ، فكوني لغيري، لأكون أنا بكِ عاشقًا لغيـري”

هنا يتجاوز درويش فكرة الامتلاك في الحب، ويحول العشق إلى تجربة روحية، لا تُقاس بقوانين الواقع، بل بتجربة الوجدان.

الثورة في شعر درويش: من الغضب إلى الفلسفة

في بداياته، كان شعر درويش واضحًا ومباشرًا في خطابه الثوري، مثل قصيدته “سجّل أنا عربي”، التي جاءت كصرخة تحد في وجه الاحتلال. 

لكن مع نضج تجربته الشعرية، بدأ يتعامل مع الثورة بمنظور أكثر تعقيدًا، حيث أصبحت الثورة ليست فقط ضد الاحتلال، بل ضد القهر، ضد الظلم، ضد فكرة الاستسلام للقدر.

في قصيدته “على هذه الأرض ما يستحق الحياة”، يقدم درويش ثورة مختلفة، ليست بالصوت العالي، بل بالبحث عن الجمال في أصعب الظروف، فحتى في ظل الاحتلال والحروب، تبقى هناك أسباب للحياة، للحب، للأمل.

التقاطع بين الحب والثورة في شعر درويش

لم يكن الحب والثورة في شعر درويش منفصلين، بل كانا متداخلين بشكل كبير، ففي قصيدة “أحبك أكثر”، نجد كيف يمكن للحب أن يصبح ثورة بحد ذاته:

“أحبّك أكثر مما يقول الكلامُ، وأخطر مما يظنُّ الخائفون من امرأةٍ لا تُهادن رأياً ولكنَّها تُسالمني عندما أشاكسها… وتنهاني،فتشجّعني، ثم تأخذني بيمينٍ وباليسار، لتتركني خائفًا خارج المفرداتِ وحيدًا”

الحب هنا ليس فقط مشاعر رومانسية، بل حالة من التمرد والحرية، ورغبة في كسر القواعد.

وفي قصيدة أخرى يقول:

“وأعشق عمري لأني إذا متّ، أخجل من دمع أمّي”

هنا الحب ممتزج بالفداء، حيث تصبح الأم رمزًا للوطن، ويصبح التمسك بالوطن حبًا يشبه التعلق بالأم. 

هذه الازدواجية العاطفية جعلت من شعر درويش متفردًا، حيث نجح في تصوير مشاعر العشق ليس كحالة رومانسية خالصة، بل كحالة من الصراع بين المشاعر الشخصية والمصير الجمعي

مقالات مشابهة

  • ثلاث مباريات ضمن منافسات الجولة الـ24 من دوري نجوم العراق
  • الحب والثورة في شعر محمود درويش .. بين الرومانسية والنضال
  • عمرها 108 أعوام.. مصففة شعر تدخل "غينيس" وتوجه نصيحة قد تغير حياتك
  • ديوان المحاسبة يبحث استعدادات هيئة الحج والعمرة لموسم 2025
  • الزرقاء: البرلمان منفتح على التعديلات بشرط الحفاظ على المبادئ الأساسية للانتخابات
  • ارو..قل..أكتب
  • الزرقاء: لا نمانع في التشاور مع اللجنة الاستشارية ولكن دون المساس بقانوني الانتخابات
  • سوريا: لا توجد مفاوضات مع العراق لاستيراد نفطه أو إعادة تشغيل الأنبوب السوري العراقي
  • استشاري: 95 % من حالات المياه الزرقاء بالعين لا تظهر عليهم أعراض ..فيديو
  • أحمد السقا أم محمد رمضان؟.. من هو الفنان المفضل لأحمد التهامي للعمل معه