الشعلة الزرقاء.. رسائل حب بين جبران ومي تتجاوز حدود الزمان
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحل ذكرى ميلاد الأديبة الفلسطينية ريحانة الشرق غدا الاربعاء الموافق 11 من ديسمبر، والتي عشقت الأدب منذ صغرها وتهافت كبار الأدباء والكتاب على صالونها الشهري في بيتها على رأسهم عباس محمود العقاد وطه حسين والشيخ مصطفى عبدالرازق ومصطفى صادق الرافعي وغيرهم
وفي ذكرى ميلاد الأديبة مي زيادة لا يمكن إغفال قصة حبها مع الأديب جبران خليل جبران فبينما كان جبران يقيم في أقصى مغارب الأرض، كانت مي في مشارقها، إلا أن قلبهما كانا أقرب ما يكون.
في رسائل جبران لمي، كان جبران يعبر عن حب لم يكن مجرد مشاعر عاطفية، بل كان حبا يتجاوز الجسد ليصل إلى روح كل منهما فكان يرى في مي مرآة لروحه، وفي إحدى رسائله، قال جبران: "الأفضل أن نبقى هنا.. هنا في هذه السكينة العذبة، هنا نستطيع أن نتشوق حتى يدنينا الشوق في قلب الله". وقد عكست رسائلهما الطابع الصوفي العميق لهذا الحب، الذي كان يتخطى حدود الزمان والمكان.
بدأت قصة تعارفهما عندما قرأت مي زيادة مقالات جبران وأعجبت بها، لاسيما بعد اطلاعها على قصته "الأجنحة المتكسرة" حيث أبدت إعجابها الكبير بفكر جبران وأسلوبه الأدبي، وبدأت مراسلته لتناقش معه قضايا الزواج والحب والمبادئ وفي رسالتها الأولى، قالت: "إننا لا نتفق في موضوع الزواج يا جبران، لكنني أحترم أفكارك ومبادئك" كان هذا الحوار الفكري بينهما، هو بداية لتطور علاقة لم تكن تقتصر على الحب العاطفي، بل امتدت لتشمل التفاهم الروحي والفكري.
رغم المسافة الجغرافية بينهما، تمكن جبران ومي من بناء علاقة استثنائية في زمن كان الاتصال المباشر فيه أمرًا صعبًا. فكل منهما كان يبحث عن ذاته في روح الآخر، وكأن هذه الروح هي مرآة تعكس نور الآخر.
هذه العلاقة الفريدة جعلت من كل منهما مصدر إلهام للآخر وكان جبران يرى في مي مثالا للمرأة الحرة، التي تتبع ميولها الخاصة في اختياراتها، بينما كانت مي ترى فيه فارس أحلامها الذي يشاركها نفس الرؤية الروحية والفكرية.
هذا الحب لم يكن خاليًا من التحديات، فقد عبّر جبران في رسائله عن رغبته المتكررة في السفر إلى القاهرة، لكن لم يكن حظه حليفًا ليتمكن من زيارة مي.
في المقابل كانت مي، تحاول التماسك رغم طول الانتظار، حتى أنها كتبت له رسالة معبرة عن حنينها، فقالت: "يحبون من بعيد، يتسرب إليهم حب عميق وكأنهم ينتظرون أن يكتمل ضوء شمسهم في ظلام الليل".
مي زياة ، فقد عبّرت عن حبها لجبران بأسلوب يتسم بالعاطفة والصدق، حيث وصفت حبها له بقولها: "أحبك قليلا، كثيرا، بحنو، بشغف، لا أحبك" فكانت تجد في رسائله إليها متنفسا لروحها، وكانت تجد في كلماته مصدرا للإلهام الذي يمدها بالقوة للاستمرار في مسيرتها الأدبية والروحية وكان جبران بالنسبة لها أكثر من مجرد حبيب، بل كان الصديق والمعلّم الذي يساعدها على فهم أعماق نفسها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مي زيادة جبران خليل جبران کان جبران
إقرأ أيضاً:
جبران: من رتبة القلم إلى مرتبة الرجاء
كتب وزير الشباب والرياضة جورج كلاس: يوم اغتيل جبران، انكسر خاطر غسان تويني ولم ينكسر قلمه .
كتبَ وَجديَّةً خالط فيها دمعُه حبرَه .
افتتح حزنيته بصفنة جنائزية، فيها عبقية إيمان عميق. صلّى، قدَّم قربانية عفرانية، وعنْوَن: "النهار مستمرة !"
فموتُ الصحافي استشهاداً، هو الانتقال الفدائي من رتبة القلم المفكر إلى مرتبة الرجاء الاستلهامي.
في الذكرى التاسعة عشرة لاغتيال جبران تتألق "النهار" مسيرة وتجعل الخبر معرفة، لأنها جريدة وما أبعد!
أصدق الوفاءات لمؤسس "النهار" جبران الأول، وغسان الشعلة فجبران القسم.
خطوة لها اعتبارها، أن تتجرأ نايلة تويني في العيد الثاني والتسعين لجريدة العرب ولبنان، وتطلق "النهار" صحيفة حديثة التصميم والإخراج، عريقة الفكر، أصيلة الانتماء، صلبة الالتزام، ثرَّة المحتوى، ونوعية التحرير والكتابة.
ناموسها خدمة المعرفة والدفاع عن ثلاثية قيم الحرية والأخلاق والحقيقة .
هي "النهار"، تجديدا وتألقاً ومتابعة لدور، وتحملاً لمسؤوليات، وقياماً بمهمة قولة الحق، وتأدية الواجب وهزِّ الضمير، وحثِّ النائمين عن الحق أن يستيقظوا ويحلموا بالحرية، وتحريض الواعين ألّا يخافوا دمسة القدر، لأن النور قاتل للظلمة، ولأن الكلام في وضح النهار أسطعُ من برقة الليل، وأقطعُ من حد السيف .
قدرُ الأبطال أن يتدافنوا وقوفاً، ويستشهدوا للحقيقة ويشهدوا للحق ويوقعوا آخر مقالاتهم بالدم.