أخي سينحرف وأنا على مستقبله متخوف
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
أعتبر نفسي سنده ومناي أن أنتشله من الضياع
أخي سينحرف وأنا على مستقبله متخوف
سيدتي الفاضلة، كل الشكر للقائمين على هذا المنبر الجميل منبر ادم وحواء الذي ارى فيه متنفسا كبيرا لما يجول بالخواطر المتعبة، وهذا بالذات ما جعلني اليوم أقرر أن أراسلك عبر موقع النهار اونلاين، وأضع بين يديك مشكلة تحرمني لذة العيش، الأمر يتعلق بأخي لكن عواقب الأمور ستمسنا نحن أسرته إن لم نضع له حدا، فآخر العنقود في بيتنا يمشي على هواه في طريق الانحراف ولا يبالي بأحد.
سيدتي صدقيني إن قلت لك أننا حاولنا معه بكل الطرق، لكن للأسف لم نفلح في إرجاعه لجادة الصواب، فكل يوم نرى منه العجب العجاب، وفي كل يوم طامة ، صحيح أنه في مقتبل العمر إلا أنه يحب اللهو والعبث، والذهاب رفقة أصدقاء السوء وقت ما شاء وأينما يريد دون استشارة أحد، فقد أعطى لنفسه الحرية المطلقة في حياته وكأننا غير موجودين أصلا.
صدقيني سيدتي فبسبب أخي الأصغر نعيش في المنزل توترا كبيرا،فطلبه للمال لا ينتهي و اللوم هو سيد الحوار بين أبي وأمي، من جهتي حاولت الحديث معه بكل الأساليب، و إستعملت الهدوء والعنف في ذات الآن، لكن لا حياة لمن تنادي، بفقد تجرّأ عدة مرات على رفع صوته عليّ مشيرا بأنه مرتاح فيما يقوم به
متخوف أنا على مستقبل أخي الفتي الذي لم يتجاوز العشرين من عمره، علما أنه ترك مقاعد الدراسة وأهمل مستقبله، وهو لا يريد تعلم حرفة تقيه السؤال وحفظ ماء الوجه.
متعب ومنهك أ،ا سيدتي ولا مناص لي سوى التحمل والتحامل بسبب والداي المسكينان، أريد أن أخلّص أسرتي من هذا الغبن وأن أنجو بأخي من ضياع وشيك.فما العمل سيدتي وهل من حلّ لهذه المعضلة؟
أخوكم ج.أيمن من الشرق الجزائري.
الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرد:أخي الفاضل بارك الله فيك، وفي أمثالك فأنت في زمننا هذا والله نعم السند، وأقرّ من خلال هذا المنبر أن أخاك في نعمة يحسد عليها إلا أنه لا يدري. فصغر سنه جعله يجهل النعمة التي منّ بها الله عليه من أسرة طيبة متماسكة وأخ صالح يفعل المستحيل فقط حتى يجنبه الوقوع في وحل الإنحراف.
إن أول ما يجب أن تعلمه هو أن أخاك في فترة المراهقة، وعلى ما يبدو قد أتيحت له من الفرص الكثير ليتوغل في سبيل ليس سبيله، والأفدح من هذا وذاك أنّ الشيطان زيّن له الإنغماس في معاصيه والدليل أنه يرفض الانصياع لكم ولنصحكم، بالرغم من وقوفكم جميعا ضدّه .
وعلى سبيل النصح فإن أول ما أفيدك به، هو أن تغيروا أنت وأهلك الأسلوب في النصح والنهي مع هذا الإبن المتمادي.
صحيح أنك أكبر إخوتك، لكن هذا لا يعني أن يتنصل والداك من المسؤولية، فتربية الأولاد تقع بالدرجة الأولى على الوالدين، أما أنت فعليك أن تكون القدوة الحسنة لأخيك لا غير، وإن حدوث ساهمت فبالتي هي أقوم من خلال تهذيب سلوكه المشين، لهذا تحدث إلى والديك بترو وهدوء لأن يضربا بيد من لين وصبر، واقترح عليكم ما يلي:
أولا يجب إبعاده عن رفقاء السوء بالأمر الواضح والمباشر، وأنه في حال أصر على موقفه فلن يلوم إلا نفسه.
ثانيا عدم إعطاءه المال، ليرتدع، لأن هذا سيسهل عليه الحياة وسيقتل في ذاته روح المسؤولية والحافز للتخطيط لمستقبله، وتكوين نفسه وإيجاد عمل يسترزق منه، وأوضحوا له أنّ أموالكم لا تهدر في المحرمات، وإن أرد أن يلهو فليبحث عن عمل ويصرف منه.
ثالثا رفع الوازع الديني والأخلاقي لديه، فهو أساس كل تربية سديدة وصالحة، وأخيرا حاولوا أن تجدوا له البدائل، كتكليفه بمهام معينة يقوم بها هو فقط في المنزل، و اصطحابه لقضاء بعض شؤون أسرتكم، كما يمكنكم أن تشركوه في نشاطات رياضية، أو الذهاب في رحلة نهاية الأسبوع كلكم مع بعض أو أنت وهو فقط، حتى تبعدوه قدر المستطاع عن رفاق السوء، وغلق الأبواب لهذا الطريق نهائيا.
لكن كل هذا يتطلب منكم الكثير من الصبر والإصرار، وأيضا الوقت، حتى يعود إلى طريق الصواب وتنعم أسرتك براحة البال، و لا يسعكم أخي سوى أن تكثروا له الدعاء، والتضرع إلى الله فهو الهادي لمن يشاء. وأنا بدوري أسأل الله أن يصلح حاله ويبارك لكم جميعا يا رب.
**
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
همسة
قد لا تُساوي الحياة شيء لكن لا شيء يساوي الحياة، ورغم المآسي لا نملك إلا أن نبتسم، فلا تكسر أبداً كلّ الجسور مع من تحب. فرُبما كتبت الأقدار لكما لقاء آخر يُعيد الماضي، ويصل ما انقطع. فإذا كان العمر الجميل قد رحل فمن يدري ربّما ينتظرك عمر أجمل.
ولو شعرت بِبُعد الناس عنك أو بوحشة أو غربة، فتذكر قربك من الله، فكل عسير إذا استعنت بالله فهو يسير. وإذا حوصرت بالأوهام والوساوس والقلق والمخاوف. فاجعل لسانك رطباً بذكر الله. وألزم الابتسامة المشرقة، فهي بوابتك لكسر الحاجز الجليديّ مع من حولك، واعلم أن الغروب. لا يحول دون شروق جديد