النهار أونلاين:
2025-03-31@19:44:41 GMT

أخي سينحرف وأنا على مستقبله متخوف

تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT

أخي سينحرف وأنا على مستقبله متخوف

أعتبر نفسي سنده ومناي أن أنتشله من الضياع

أخي سينحرف وأنا على مستقبله متخوف

سيدتي الفاضلة، كل الشكر للقائمين على هذا المنبر الجميل منبر ادم وحواء الذي ارى فيه متنفسا كبيرا لما يجول بالخواطر المتعبة، وهذا بالذات ما جعلني اليوم أقرر أن أراسلك عبر موقع النهار اونلاين، وأضع بين يديك  مشكلة تحرمني لذة العيش، الأمر يتعلق بأخي لكن عواقب الأمور ستمسنا نحن أسرته إن لم نضع له حدا، فآخر العنقود في بيتنا يمشي  على هواه في طريق الانحراف ولا يبالي بأحد.

سيدتي صدقيني إن قلت لك أننا حاولنا معه بكل الطرق، لكن للأسف لم نفلح في إرجاعه لجادة الصواب، فكل يوم نرى منه العجب العجاب، وفي كل يوم طامة ، صحيح أنه في مقتبل العمر إلا أنه يحب اللهو والعبث، والذهاب رفقة أصدقاء السوء وقت ما شاء وأينما يريد دون استشارة أحد، فقد أعطى لنفسه الحرية المطلقة في حياته وكأننا غير موجودين أصلا.

صدقيني سيدتي فبسبب أخي الأصغر نعيش في المنزل توترا كبيرا،فطلبه للمال لا ينتهي     و اللوم هو سيد الحوار بين أبي وأمي، من جهتي حاولت الحديث معه بكل الأساليب، و إستعملت الهدوء والعنف في ذات الآن، لكن  لا حياة لمن تنادي، بفقد تجرّأ عدة مرات على رفع صوته عليّ مشيرا بأنه مرتاح فيما يقوم به

متخوف أنا  على مستقبل أخي الفتي الذي لم يتجاوز العشرين من عمره، علما أنه   ترك مقاعد الدراسة وأهمل مستقبله، وهو لا يريد تعلم حرفة تقيه السؤال وحفظ ماء الوجه.

متعب ومنهك أ،ا سيدتي ولا مناص لي سوى التحمل والتحامل بسبب والداي المسكينان، أريد أن أخلّص أسرتي من هذا الغبن وأن أنجو بأخي من ضياع وشيك.فما العمل سيدتي وهل من حلّ لهذه المعضلة؟

أخوكم ج.أيمن من الشرق الجزائري.

الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرد:

أخي الفاضل بارك الله فيك، وفي أمثالك فأنت في زمننا هذا والله نعم السند، وأقرّ من خلال هذا المنبر أن أخاك في نعمة يحسد عليها إلا أنه لا يدري. فصغر سنه جعله يجهل النعمة التي منّ بها الله عليه من أسرة طيبة متماسكة وأخ صالح يفعل المستحيل فقط حتى يجنبه الوقوع في وحل الإنحراف.

إن أول ما يجب أن تعلمه هو أن أخاك في فترة المراهقة، وعلى ما يبدو قد أتيحت له من الفرص الكثير ليتوغل في سبيل ليس سبيله، والأفدح من هذا وذاك  أنّ   الشيطان زيّن له الإنغماس في  معاصيه والدليل أنه يرفض الانصياع لكم ولنصحكم، بالرغم من وقوفكم جميعا ضدّه   .

وعلى سبيل النصح فإن أول ما أفيدك به، هو أن تغيروا أنت وأهلك الأسلوب في النصح والنهي مع هذا الإبن المتمادي.

صحيح أنك أكبر إخوتك، لكن  هذا لا يعني أن يتنصل والداك من المسؤولية، فتربية الأولاد تقع بالدرجة الأولى على الوالدين، أما أنت فعليك أن تكون القدوة الحسنة لأخيك لا غير، وإن حدوث ساهمت فبالتي هي أقوم من خلال  تهذيب سلوكه المشين، لهذا تحدث إلى والديك بترو وهدوء لأن يضربا بيد من لين وصبر، واقترح عليكم ما يلي:

أولا يجب إبعاده عن رفقاء السوء بالأمر الواضح والمباشر، وأنه في حال أصر على موقفه فلن يلوم إلا نفسه.

ثانيا عدم إعطاءه المال، ليرتدع، لأن هذا سيسهل عليه الحياة وسيقتل في ذاته روح المسؤولية والحافز للتخطيط لمستقبله، وتكوين نفسه وإيجاد عمل يسترزق منه، وأوضحوا له أنّ أموالكم لا تهدر في المحرمات، وإن أرد أن يلهو فليبحث عن عمل ويصرف منه.

ثالثا رفع الوازع الديني والأخلاقي لديه، فهو أساس كل تربية سديدة وصالحة، وأخيرا حاولوا أن تجدوا له البدائل، كتكليفه بمهام معينة يقوم بها هو فقط في المنزل، و اصطحابه لقضاء بعض شؤون أسرتكم، كما يمكنكم أن تشركوه في نشاطات رياضية، أو الذهاب في رحلة نهاية الأسبوع كلكم مع بعض أو أنت وهو فقط، حتى تبعدوه قدر المستطاع عن رفاق السوء، وغلق الأبواب لهذا الطريق نهائيا.

لكن كل هذا يتطلب منكم الكثير من الصبر والإصرار، وأيضا الوقت، حتى يعود إلى طريق الصواب وتنعم أسرتك براحة البال، و لا يسعكم أخي سوى أن تكثروا له الدعاء، والتضرع إلى الله فهو الهادي لمن يشاء. وأنا بدوري أسأل الله أن يصلح حاله ويبارك لكم جميعا يا رب.

**

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

دكتور عطية محمد عطية في الخالدين

بسم الله الرحمن الرحيم
د. قاسم نسيم

قبل فترة،هي طويلة بحساب الشوق، قليلة بحساب الزمن، ترقى العلامة الموسوعي عبد الله حمدنا الله إلى مراقي الخلود، هو آية الحفظ والحضور في كل علوم العربية، وما اعتلق بالسودان من أدب، فصيحه ودارجه، ما فشا منه وما خفى، ينثره علينا ويضن ببعضه على التوثيق، ومفردة أخرى من مفرداته إلا وهي أغاني بناته، يستخرج من أنساقها مفاهيم مجتمعها الثقافية المستترة، بخرقة المحافظة الغليظة عندهم، المتخرمة عنده بثاقب لحظه، وكنت قد رثيته رثاءً يليق بألمعيته، متاح في الأسافير، وكيف لا وقد كان زميلي وسلوتي، ونديم خلوتي بجامعة إفريقيا العالمية، كلية اللغة العربية، فأعظم بجامعة يسعى بين جنباتها ناثر للعلم مثله.
ثم ادلهمت الحرب علينا من بعد، بهامش غير بعيد، لم يطبب علينا تقرحات الرحيل، ولم يفطم فينا رضاعة العلم من ثديه المدرار، والحرب تضربنا في موجاتها الأُول العاتيات، يرتقي مرتفقًا بصاحبه وزميله، العلامة اللغوي الفهامة الضليع، وأحد حراس العربية في بلادنا بل أفرسهم، الأب والشيخ والصديق والزميل البروفسور عمر شاع الدين، عليه رحمات الله متواليات متزاحمات، تتلوه وتسبقه ببرٍ قدمه في حياته، وعلمٍ وثَّقه في ما ناف عن الثلاثين كتابًا، وكنت قد رثيته أيضًا بكلمة وقصيدة متاحتا في الأسافير، تنما عن ألمٍ ممض لفراقٍ دون وداع أرغمتنا على اصطبار لأوائه هذه الحرب.
وها نحن ذا في خواتيمها، نستفتح نصرًا مؤزًا يقضي عليها،وفي خواتيم الشهر الفضيل، نفجع برحيل عالم النحو والصرف، وإمام وخطيب منابر الجمع، وأستاذ الفقه في بيوت الله الدكتور عطية محمد عطية، نعم لكلٍ من اسمه نصيب، فقد كان دكتور عطية، عطية من عطايا الله على خلقه، في كل وجه، ففي سوح العلم، كان مستظهرًا لفنون النحو والصرف استظهارًا قلَّ نظيره، حافظًا لمتونه، هاضمًا لشروحه، آيةً فيها حجةً ثبتًا، وكنت كثيرًا ما أسأله بالهاتف، إن استشكلت عليَّ مسألة، أو استغلق عليَّ أمرـ فيجيبني توًا بالإجابة متنًا، تتلوه الشروح والأقوال المزدحمة في المسألة، بلا تلكؤ، ولا تحمحم ولا تلعثم، كأنَّه يقرأ من كتاب، فيهدر بما لا يحويه كتاب، بل علمٌ منثور في المراجع والمظان، يستقصيه ويستحصيه ويستجليه،، فلا تندُّ عنه شاردة، ولا يشذ عنه رأي، فيركمه جميعًا أمامك،لسانه يسابق جنانه، فيطرب من فعله العالم، ويعجب طالب العلم الشادي، ويصعق من جوابه المفتقر، ويضجر من جوابه الكسول، ... بلى... كان آية من آيات الله، وعطيَّة من عطاياه ما كذب أبوه حين سماه باسمه، بل أجرى الله ذا الاسم على لسانه فكانه.
وكنت أُسائله مهاتفًا ومكافحًا، قائمًا وقاعدًا، ماشيا أو واقفًا... وعلى درج السلم، أو في ممرات الكلية، أو ربما جالسًا على كرسيه، فلا تَفْصر إجابته أو تختصر، وإنما ذاك الهدر حتى تفتأ نقول ليته سكت، رحمة بأنفسنا خوفًا من تكاثر المعارف فلا نوعبها، ، وتخالف آراء المدارس فلا نثبتها، فحديثه ما يجاريه قلم فيُكْتب، ولا يتقارحه فهم فيوثق، ثم لا يزال لسانه يرتفع وينخفض، كأنَّما فرَّ لسانه عن جنانه، وابتسامة حلوى مطبوعة في وجهه، لا تفارقه أبدًا، في حالتي الصمت والكلام، كالشامة في خدِّ الحسناء، والثفنة في وجه المصلي.
هذه البسمة علامته الكبرى المتولدة عن ضحكته الرابضة خلفها، تطلُّ انسراباتها وتخنس، هي علامته الكبرى وصفته العظمى، فما باشر إنسانًا قط إلا مبتسمًا ضاحكًا، وما قابل سائلًا قط إلا مبتسما ضاحكًا، رغم أنف زهير بن أبي سلمى وممدوحه، فذاك تراه متهللًا إذا زرته، وهذا متهللًا مبتسمًا ضاحكًا، إن زرته أو زارك، إن عرفته أو جهلته، كان يبتسم ويضحك حتى ينحني ويقصر، فتنخفض وترتفع ركبتاه في تردد وسرعة كالياي، فيضحك حتى تضحك لابتسامته وضحكه، فكأنَّه لما رأى الرحمن ما به من تلازم ابتسام وضحك، أجرى على لسانه النكتة الحلوة، يصطنعها في أي موقف، بكلِّ سهولة ويسر، وحرَّم على نفسه الغضب وعلى وجهه العبوس،، فلا ينطاع له وإن أراد اصطناعه.رسمه الله كبسمة، فإن قيل لأحدهم ارسم لنا بسمه لرسمه،
كان لا يلبس إلا الجلابية والعمة، كما يلبس الأزهريون الجبة والعمامة، وكان زاهدًا يصطنعها من أرخص الثياب، ، زاهدًا في كل شيء، حتى في أكله، وكان يفرُّ من المناصب فرارنا إليها، فقد فُوجئ بتعيينه عميدًا لكلية اللغة العربية بالجامعة، فتجهم واهتم، ثم صار كالمجنون، فكان يتحدث إلينا وإلى نفسه، ويتساءل؟ من ذا الذي وشى به إلى مدير الجامعة ليضعه في هذا الموضع، وظلَّ يتوسل الناس الإقالة، فكان القدر يأبى إلا أن يبقيه، حتى خرج من هذه الفانية وهو متقلدٌ عمادتها، لكن كانت أيامه من أخصب الأيام ، سعد فيها زملاؤه الأساتذة، وهَنِئ فيها الطلاب، فلا رهب المكاتب يعتريهم، ولا عنت الإجراءات، فلا حجاب يحجبهم عنه ولا موانع.
سيفقده طلابه الذين ما وجدوا عميدًا ألين عريكة منه، سيفقده زملاؤه فاكهة لمجالسهم ونورًا لمعارفهم، ، سيفقده العلم رجلاً من رجاله.
واليوم يرتقي دكتور عطيه؛ ليلحق بزميليه الحجتين ، عبد الله حمدنا الله وعمر شاع الدين، كان أدنانا إليهم لحاقًا، لأنه أدناهم منا علمًا، قيا مرحى له، فَلِمَ البقاء، في بلاد عجما، صرنا صمًا خرسًا، لا نعي ما يقولون، ولا يعون ما نقول، فَلِمَ البقاء إذن، فأرحم بنا أن نلحق بهداتنا، نأنس إليهم ويأنسون إلينا، نعي ما يقولون ويعون ما نقول، وتكفينا اللمحة،ونفترش البيان،ونتخذ من الخطب زرابي، ومن مسارح الشعر روابي، ألا فأسرع أيها الموت بنا إليهم، وعلى رماح عبقر يكون الركوب، وفي مستقر الرحمات فيها الوثوب، وما تأخَّر بنا يومنا، إلا لقلة علم، أو دَخَن إيمان..
خَبَرْهم أيها الراقي إلى الآباء أنَّهم دهمونا، وأنَّ الله أظهرنا عليهم، خبرهم أن جندنا مزقهم شر ممزق، وأن الطبول تضرب الآن بهجة وفرحة، خبرهم ألا قرآن بعد اليوم يخيف الأطفال، ويزعزع القلوب، ولا إلهاً عاريَّاً سيمد لمخلوقه أسباب الحياة، خبرهم أنَّا حرقنا لاهوتهم المخيف وإلههم العاري ، وأحرقنا جثته وركزنا مصحفنا فوق قلوب أطفالنا وفوق البنود، وكان الله أكبر منه فينا ومعنا، نعبده كما كنت تدرس المصلين صفاته وأسماءه.
عجبت لآساس هذه الجامعة ومن مروا على إدارتها، كيف اجتمع لهم كل هؤلاء الفحول العلماء في هذه الجامعة، فغير ما ذكرت فقد ترقى إلى الخلود قبل فترة عالم من علمائها، مر موته سريعًا فذهلت كيف فاتني نعيه إنه العلامة أبو نظيفة، فقد سمعنا من أشياخنا أنه في يوم نقاشه لرسالة الدكتوراه في جامعة الأزهر - إن لم تخني الذاكرة- قال أشياخ الأزهر: اليوم ولد لكم عالم

gasim1969@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • مش عايز أولادي يشوفوني وأنا ببيع شربات.. عمرو الليثي يجبر خاطر مسن ويهديه 7 آلاف جنيه
  • لو حد كان بيغش وأنا سمعته كده حرام؟.. علي جمعة يجيب
  • طفل: حد شتمنى وأنا رديت الشتيمة بزيادة .. علي جمعة: الزيادة مكروهة
  • في حُب وإحترام أهل الشمالية
  • دكتور عطية محمد عطية في الخالدين
  • الكَمَلة والأنصاف
  • في محاضرته الرمضانية الرابعة والعشرين.. قائد الثورة:المأزق الحقيقي للإنسان في الذنوب وهي تشكل تهديداً خطيراً على مستقبله الأبدي
  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله
  • أنت نمبر وان وأنا نمبر تو.. محمد رمضان يهدي سائق تاكسي 100 ألف جنيه
  • إلهام شاهين توجه رسالة خاصة لهذا الفنان!