مقتل أكثر من 100 شخص بغارة جوية على سوق في شمال دارفور
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
الخرطوم - أسفرت ضربة جوية للجيش السوداني على سوق في بلدة في شمال دارفور عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة المئات الاثنين 9ديسمبر2024، وفق ما أفادت مجموعة "محامو الطوارئ" الثلاثاء، في حرب اتُهمت فيها جميع الأطراف بارتكاب فظائع.
وقال محامو الطوارئ إن الغارة الجوية الاثنين خلفت أيضا مئات الجرحى في كبكابية الواقعة على مسافةحوالى 180 كيلومترا غرب الفاشر، عاصمة الولاية التي تقع تحت حصار قوات الدعم السريع منذ أيار/مايو.
وأودت الحرب الدائرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع بحياة عشرات الآلاف وشردت أكثر من 11 مليون شخص وتسبّبت بما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة.
وقالت مجموعة "محامو الطوارئ" التي توثّق انتهاكات حقوق الإنسان خلال الحرب المستمرة منذ 20 شهرا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، على صفحتها في فيسبوك عن الغارة في مدينة كبكابية في شمال دارفور "وقع القصف في يوم السوق الأسبوعي، حيث تجمّع الأهالي من قرى مختلفة للتبضع، مما أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة المئات، بينهم نساء وأطفال".
من جهته، نفى الجيش في بيان اتهامات المجموعة وقال إنها "أكاذيب" تنشرها أحزاب سياسية داعمة لقوات الدعم السريع، مضيفا أنه سيواصل "ممارسة حقه المشروع في الدفاع عن البلاد".
وفي لقطات أرسلت لوكالة فرانس برس يُفترض أنها لتبعات غارة الاثنين، شوهد أشخاص وهم يبحثون بين الأنقاض بينما كانت أشلاء أطفال متفحمة على أرض محروقة.
وزودت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين في دارفور وكالة فرانس برس الفيديو، لكن الوكالة لم تتمكن من التحقق من صحته.
وفي حادث منفصل، قالت المجموعة إن طائرة مسيّرة سقطت في ولاية شمال كردفان في وسط السودان يوم 26 تشرين الثاني/نوفمبر انفجرت مساء الاثنين، "ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص، بينهم أطفال، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة".
وفي مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، "تتواصل سلسلة الهجمات العشوائية بالطيران الحربي، حيث استهدفت الطائرات الحربية أحياء المطار، الرحمن، والمصانع باستخدام البراميل المتفجرة". بحسب المجموعة.
ويعيش في دارفور، وهي منطقة تعادل مساحتها مساحة فرنسا، حوالى ربع سكان السودان لكن أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 10 ملايين هم نازحون.
وذكر تقرير مدعوم من الأمم المتحدة في تموز/يوليو أن المجاعة انتشرت في مخيم كبير للاجئين في شمال دارفور بعدما أدى حصار قوات الدعم السريع الذي استمر أشهرا إلى تعطيل كل عمليات التجارة والمساعدات بشكل شبه كامل.
- "حملة تصعيد" -
وقالت مجموعة "محامو الطوارئ" في بيانها "ندين بأشد العبارات المجزرة المروعة التي ارتكبها الطيران الحربي التابع للجيش اليوم في سوق مدينة كبكابية، شمال دارفور".
وأشارت إلى أن هذه الهجمات "ليست سوى جزء من حملة تصعيد مستمرة، تدحض الادعاءات بأن القصف يركز فقط على الأهداف العسكرية، حيث تتركز الغارات بشكل متعمد على المناطق السكنية المأهولة".
ويتّهم كل من الجيش وقوات الدعم السريع باستهداف المدنيين وقصف المناطق السكنية عمدا.
والأسبوع الماضي، دعا منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر إلى تحرك دولي عاجل لمعالجة الأزمة المتفاقمة في السودان.
وقال فليتشر إنه سمع خلال زيارة قام بها أخيرا لبورت سودان "قصصا تفطر القلب" من لاجئين فارين من الصراع.
وفي السودان يواجه ما يقرب من 26 مليون شخص، أي نحو نصف السكان، خطر مجاعة جماعية، في الوقت الذي يتبادل فيه طرفا الحرب الاتهامات باستخدام الجوع سلاحا في الحرب.
من جهتها، اتّهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين في ولاية جنوب كردفان في الفترة من كانون الاول/ديسمبر 2023 إلى آذار/مارس 2024.
واتهمت المنظمة الجماعات بارتكاب "جرائم حرب" بما فيها "القتل والاغتصاب والاختطاف لسكان النوبة، فضلا عن نهب منازل وتدميرها" وحضّت الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي على نشر بعثة لحماية المدنيين في السودان.
Your browser does not support the video tag.المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
السودان: مقتل ركاب حافلة في أمدرمان جراء قصف عنيف لقوات الدعم السريع
بحسب شهود أن مصدر القصف بدا قريبًا، ويرجح أنه من مناطق على الضفة الأخرى من نهر النيل في بحري.
الخرطوم – تاق برس
لقي جميع ركاب حافلة مواصلات مصرعهم، اليوم، في الحارة 17 بمنطقة الثورة في أمدرمان غربي العاصمة السودانية، نتيجة قصف عنيف نفذته قوات الدعم السريع على محلية كرري.
وذكر شهود عيان أن القصف كان مكثفًا وغير مسبوق مقارنة بالأيام السابقة، حيث استهدف أحياء واسعة من أمدرمان.
وأوضح شهود أن مصدر القصف بدا قريبًا، ويرجح أنه من مناطق على الضفة الأخرى من نهر النيل في بحري.
تأتي هذه الحادثة في إطار النزاع الدائر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، والذي خلف خسائر كبيرة في الأرواح والبنية التحتية، خاصة في المدن الكبرى مثل الخرطوم وأمدرمان وبحري.
وقد تصاعدت وتيرة القصف المتبادل في الأيام الأخيرة، حيث تسعى قوات الدعم السريع إلى تعزيز سيطرتها على المناطق المحيطة بالعاصمة، مما أدى إلى وقوع خسائر فادحة بين المدنيين.
وتزداد الأزمة تعقيدًا مع استمرار المعارك في المناطق السكنية المكتظة، وسط دعوات محلية ودولية لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين.