ترك نظام بشار الأسد في سوريا خلفه تحديات اقتصادية كبيرة، مع انهيار شبه كامل للبنية الاقتصادية نتيجة السياسات التي نفذها هذا النظام على مدى أعوام طويلة لا سيما مع بدء الحرب عام 2011.

ووفق بيانات من البنك الدولي والأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي، فإن الناتج المحلي الإجمالي لسوريا انكمش بأكثر من 85% منذ 2011 إلى 2023، لينخفض إلى 9 مليارات دولار، في حين من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد السوري 1.

5% أخرى هذا العام.

على الصعيد الزراعي انخفضت الأراضي المزروعة في البلاد 25% مقارنة بما كانت عليه قبل الحرب.

وبالنظر إلى بيانات التجارة الخارجية السورية، فإن صادرات البلاد انخفضت 89% مقارنة بما كانت عليه قبل الحرب، لتبلغ أقل من مليار دولار، في حين هبطت الواردات 81% إلى 3.2 مليارات دولار.

وفقدت الليرة السورية قيمتها مقابل الدولار الأميركي بمقدار 270 ضعفا بين عامي 2011 و2023، مما أدى إلى زيادة التضخم في البلاد.

إنتاج النفط

أصابت الحرب السورية التي استمرت 13 عاما عقب اندلاع الثورة ضد بشار الأسد قطاع الطاقة في البلاد بالشلل، مما جعل سوريا تعتمد بشكل كبير على الواردات من إيران.

وفيما يلي بعض الحقائق عن قطاع الطاقة في سوريا:

إعلان لم تصدر سوريا النفط منذ أواخر 2011 عندما دخلت العقوبات الدولية حيز التنفيذ، وأصبحت تعتمد على واردات الوقود من إيران للحفاظ على استمرار إمدادات الكهرباء. أظهر تحليل سابق لإدارة معلومات الطاقة الأميركية أن سوريا كانت تنتج قبل العقوبات نحو 383 ألف برميل يوميا من النفط ومشتقاته.   أظهرت تقديرات أخرى من معهد الطاقة أن إنتاج النفط ومشتقاته انخفض إلى 40 ألف برميل يوميا في عام 2023. أشارت تقديرات من شركة (بي.بي) ومعهد الطاقة إلى أن إنتاج الغاز الطبيعي هبط من 8.7 مليارات متر مكعب في عام 2011 إلى 3 مليارات متر مكعب في 2023. كانت شل وتوتال إنرجيز هما شركتا الطاقة الدوليتان الرئيسيتان اللتان تنفذان عمليات في البلاد. السيطرة على حقول النفط تسيطر قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف بين فصائل مسلحة كردية وعربية، بدعم من الولايات المتحدة وحلفائها على مناطق كبيرة من الأراضي الواقعة شرقي نهر الفرات في سوريا، بما في ذلك الرقة، عاصمة تنظيم الدولة الإسلامية، وبعض أكبر حقول النفط في البلاد، بالإضافة إلى بعض الأراضي غربي النهر. تخضع منطقة الامتياز المعرفة باسم المربع 26، والتي تديرها مجموعة الطاقة البريطانية غلف ساندز بتروليوم في شمال شرق سوريا، حاليا لحالة القوة القاهرة بسبب العقوبات البريطانية، وقالت غلف ساندز إن الأصول لا تزال "في حالة جيدة وجاهزة للعمليات"، مضيفة أن "استعدادات إعادة دخول (الخدمة) تمضي قدما بشكل جيد من أجل الوقت الذي ستسمح فيه العقوبات باستئناف العمليات". علقت شركة سنكور إنرجي الكندية عملياتها في سوريا في عام 2011. وتتمثل أصولها الأساسية في مشروع إيبلا المشترك الواقع في حوض غاز بوسط سوريا يغطي أكثر من 300 ألف فدان (حوالي 1251 كيلومترا مربعا).
وكان حقل الغاز ينتج 80 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي يوميا، كما قامت بتشغيل مشروع حقل إيبلا النفطي، الذي بدأ إنتاج نحو 1000 برميل يوميا من النفط في ديسمبر/كانون الأول 2010. فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات في عام 2018 على شركة إيفرو بوليس الروسية المحدودة، والتي قالت إنها أبرمت عقدا مع الحكومة السورية لحماية حقول النفط السورية مقابل حصة 25% في إنتاج النفط والغاز من الحقول. إعلان

ونقلت رويترز عن مصدر مطلع لم تسمه قوله إن حقول إيبلا لا تزال تحت السيطرة العسكرية الروسية.

وكانت إيفرو بوليس تحت سيطرة يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة الراحل، وهي المجموعة التي كانت نشطة في سوريا والحرب في أوكرانيا.

وقال المصدر إن الجيش الروسي تولى السيطرة على الحقول بعد رحيل فاغنر عن سوريا.

وبحسب دراسات مختلفة، تقدر ثروة عائلة الأسد من مليار إلى ملياري دولار، في حين يعاني الشعب السوري من فقر كبير.

ويتوقع خبراء أنه مع انتهاء حكم نظام الأسد في سوريا، ستبدأ عملية التعافي الاقتصادي بدعم من دول إقليمية مثل تركيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی البلاد فی سوریا فی عام

إقرأ أيضاً:

ناقلة نفط إيرانية تتراجع بعد سقوط نظام الأسد في سوريا

شهدت منطقة الشرق الأوسط تطوراً لافتاً في تجارة النفط، بعد تقارير عن تغيير ناقلة النفط الإيرانية "لوتس" مسارها في البحر الأحمر عقب الإطاحة برئيس النظام السوري بشار الأسد، لتعكس تأثير التغيرات السياسية على ديناميكيات التجارة النفطية في المنطقة.

وفقاً لشركة "كبلر" لتحليل البيانات البحرية، كانت الناقلة "لوتس" محملة بحوالي مليون برميل من النفط الخام الإيراني ومتجهة إلى سوريا، ولكنها غيرت مسارها في 8 كانون الأول / ديسمبر قبل دخول قناة السويس، وتشير البيانات إلى أن الناقلة بدأت الإبحار جنوباً في البحر الأحمر دون الإعلان عن وجهة بديلة، مما أثار تساؤلات حول مصير الشحنة.

وأكد موقع "تانكر تراكرز"، المتخصص في تتبع السفن، أن "لوتس" عدلت مسارها بالفعل، في حين أكدت "كبلر" أن الناقلة ترفع العلم الإيراني وكانت محملة بالنفط من جزيرة خرج، إحدى أبرز موانئ تصدير الخام الإيراني.


أهمية الشحنة لسوريا
وتعتمد سوريا بشكل كبير على النفط الإيراني لتلبية احتياجاتها النفطية، خاصة مع توقف إنتاجها المحلي منذ اندلاع الحرب الأهلية قبل أكثر من عقد، تشير بيانات "كبلر" إلى أن إيران زودت سوريا بحوالي 19 مليون برميل من النفط منذ بداية عام 2024.

النفط الإيراني يعد شريان حياة حيوياً لمصافي النفط السورية، التي تعتمد على هذه الإمدادات لتشغيلها في ظل العقوبات الاقتصادية ونقص الموارد المحلية.

ويأتي هذا التغير المفاجئ في مسار ناقلة "لوتس" وسط تغيرات سياسية هائلة في سوريا بعد الإطاحة ببشار الأسد. التغيير قد يعكس إعادة تقييم إيران لاستراتيجياتها الاقتصادية والسياسية تجاه سوريا، خاصة مع احتمالية تغير القيادة وتأثير ذلك على العلاقات الثنائية.


وبدأت هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها، يوم 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، هجوما واسعا، انطلاقا من إدلب شمالي سوريا، لتدخل دمشق فجر الأحد الماضي، وتعلن سقوط نظام الأسد بعد فراره من البلاد.

أعلنت إدارة الشؤون السياسية في دمشق، الاثنين، تكليف المهندس محمد البشير بتشكيل حكومة سورية جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية عقب سقوط النظام، بعد دخول فصائل المعارضة إلى العاصمة، حسب منصات محلية.

مقالات مشابهة

  • معلومات الطاقة: إنتاج حقول النفط في الولايات المتحدة يسجل مستوى قياسيا
  • نيويورك تايمز: أكثر من 100 ألف أخفوا قسرا على يد نظام الأسد منذ عام 2011
  • حكومة سوريا الجديدة تدعم التحول إلى اقتصاد السوق الحرة
  • سقوط الأسد.. هل يعيد السوريون تاريخ الربيع العربي من جديد؟
  • تركيا تسجل رقماً قياسياً في إنتاج النفط
  • ناقلة نفط إيرانية تتراجع بعد سقوط نظام الأسد في سوريا
  • كيف أثرت الإطاحة بالأسد على قطاع الطاقة السوري؟
  • أبرز اللاعبين بالساحة السورية منذ اندلاع الثورة عام 2011
  • سوريا في الخرائط: كيف سيطر معارضو الأسد على مدن رئيسية؟