شيخ الأزهر يستقبل رئيس الهيئة الوطنية للإعلام
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
استقبل فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الثلاثاء، بمشيخة الأزهر، الأستاذ أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنيَّة للإعلام.
شيخ الأزهر يستقبل وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف بجيبوتي شيخ الأزهر يدعم احتفالية مرور 1200 عام على تأسيس نقابة الأشرافوأكَّد فضيلة الإمام الأكبر حاجة المجتمع للإعلام الهادف لترسيخ القيم الدينيَّة والأخلاقيَّة، وبناء خط دفاع قادر على مواجهة طوفان الغزو الثقافي الغربي الذي يستهدف تطبيع الأمراض المجتمعية والسلوكيات المشوَّهة في عقول شبابنا العربي والمسلم تحت لافتة الحريات، لافتًا إلى ضرورة بناء إستراتيجية إعلام وطنية تراعي الأبعاد الأخلاقيَّة والخصائص الاجتماعية للمجتمع.
من جانبه، أعرب رئيس الهيئة الوطنية للإعلام عن سعادته بلقاء فضيلة الإمام الأكبر، وتقديره لما يقوم به فضيلته من جهودٍ في بيان الموقف الصحيح للدين الإسلامي من مختلف القضايا المعاصرة، متطلعًا لتعزيز التعاون لدعم رسالة الأزهر والتعريف بمنهجه الوسطي وتوسيع التعاون البنَّاء بين الجانبين فى هذا الشأن.
الأزهر: نتضرَّع إلى الله أن يحفظ سوريا وأهلها وأن يهيئ لها مَن يقودها ويرشدها إلى الاستقرار والتقدم والأمن والرخاءفي سياق آخر تابع الأزهر الشريف التطورات التي تشهدها سوريا الشَّقيقة، ويتطلع الأزهر إلى وعي الشعب السوري وأهمية تمسكه بوحدة بلاده ومقدَّراتها، والحفاظ على أرضها وحدودها، وأن يضع السوريون نصب أعينهم هدفًا واحدًا لا ثاني له هو وحدة الكلمة، وأن يحافظوا على ترابطهم، مَثَلهم في ذلك كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَّى.
ويحذر الأزهر جموع السوريين من مخطَّطات شديدة المكر تراد لتقسيم بلادهم، وكسر شوكتهم، وإغراقهم في مستنقع الصراعات والحروب الأهليَّة، وأن يعلموا أن بعض القوى الشريرة لا تريد لسوريا أن تستقر وتزدهر، فاحذروهم واحسبوا لهم ألف حساب، ولا تغفلوا لحظة عن سوريا وعن الوضع الحرج الذي يمر بها وبالمنطقة، واعلموا أن سوريا ذات تاريخ عريق وحضارة راسخة، فحافظوا على تاريخكم وحضارتكم.
هذا، ويستنكر الأزهر انتهازية الصهاينة واستغلالهم ما تمر به سوريا للسطو على أرضها ومقدراتها، مؤكدًا أن هذا الكيان المحتل اعتاد على اغتصاب أراضي دول المنطقة، ونهب ثرواتها، وتسخير مواردها لخدمة مصالحه، ويطالب الأزهر العالم العربي والإسلامي باتخاذ مواقف جادة وسريعة، والضَّغط الدولي من أجل وقف تمدد هذا السرطان وانتشاره في الجسد العربي عضوًا تلو الآخر.
ويتضرَّع الأزهر إلى المولى عز وجل أن يحفظ سوريا وأهلها، وأن يهيئ لها مَن يقودها ويرشدها إلى الاستقرار والتقدم والأمن والرخاء، وأن يقيها كلَّ مكروهٍ وسوءٍ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب المسلماني رئيس الهيئة الوطني ة للإعلام مشيخة الأزهر شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
«الطيب» جابر الخواطر
وصف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر نفسه فى أحد اللقاءات العالمية قائلا: «أقدم نفسى لحضراتكم بحسبانى رجلا مسلمًا، تخصص فى دراسة الإسلام وفهمه كما أراده الله للناس، وكما بلغه رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، أنا مسلم محب للبشرية جمعاء، مهموم بقضايا السلام بكل أبعاده الدينية والاجتماعية والعالمية، أبحث عن هذا السلام وأتمناه للناس، كل الناس، مهما اختلفت أوطانهم وأجناسهم وقومياتهم وكيفما كانت أديانهم وعقائدهم ومذاهبهم».
فضيلة الدكتور أحمد الطيب الحسانى هو الإمام الـ50 للجامع الأزهر الشريف تولى المشيخة فى الثالث من ربيع الثانى 1431هـ–19 مارس 2010م عقب وفاة الإمام الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوى.
ولد الإمام الطيب فى أسرة صوفية عريقة بقرية القرنة غرب مدينة الأقصر وتربى فى ساحة والده الشيخ محمد الطيب، حفظ القرآن وتدرج فى مراحل التعليم الأزهرى المختلفة، والتحق بمعهد إسنا الدينى ثم قنا الدينى ثم كلية أصول الدين، حصل فضيلته على درجة الماجستير شعبة العقيدة والفلسفة عام 1971 ثم العالمية 1977. ثم الدكتوراه من كلية أصول الدين بالقاهرة ودرس اللغة الفرنسية بالمركز الثقافى الفرنسى فى قلب القاهرة، عقب تخرجه فى كلية أصول الدين، ليمكث به 5 سنوات متتالية حتى صار يتحدث الفرنسية كأهلها وليترجم عددًا من المراجع الفرنسية إلى اللغة العربية. ثم سافر فى مهمة علمية إلى باريس بفرنسا وحصل على درجة أستاذ بجامعة باريس 1988م وانتدب عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية بنين بأسوان 1955، ثم درس بعدد من جامعات العالم الإسلامى فى الرياض، والدوحة والعين وإسلام أباد، ثم عين عميدًا لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية بباكستان فى 1999، ثم عين مفتيًا للجمهورية لمدة عام فى 2002 ليصبح المفتى الثامن عشر للديار المصرية، ثم عين رئيسًا لجامعة الأزهر الشريف من (2003-2010) ليكون الرئيس العاشر للجامعة، حتى جلس على كرسى المشيخة فى مارس 2010 ليصبح الشيخ الخمسين للأزهر الشريف ويتولى رئيس مجلس حكماء المسلمين وهو عضو هيئة كبار العلماء والمجلس الأعلى للأزهر ومجلس أمناء بيت الزكاة والصدقات المصرى والعديد من عضويات المجامع والمجالس والجمعيات والمؤسسات واللجان.
ثمانية عقود من العطاء ونشر الخير والاعتدال، عزز خلالها «الطيب» مكانة الأزهر العالمية ورسخ قيم الحوار الحضارى بين الأديان. إلى جانب ذلك امتاز شيخ الأزهر بإنسانيته وطيبته وعرف عنه جبر الخواطر ومن ذلك مؤخرًا وفى لفتة إنسانية، حيث حرص فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على جبر خاطر طفل أقصرى وإدخال السرور والسعادة فى قلبه، حينما وجده يبكى جانب المنصة، التى تقام عليها الفعاليات، حيث طلب فضيلته إحضاره لمعرفة سبب بكائه فأخبره الطفل بإلغاء فقرته المخصصة لإلقاء قصيدة شعرية وذلك لضيق وقت الاحتفال بافتتاح معهد «محمد عطيتو» النموذجى لغات فى مدينة القرنة بالأقصر، وعلى الفور طلب شيخ الأزهر من الحضور وقف مراسم الافتتاح للاستماع للطفل الذى ألقى قصيدته عن أدب أهل الصعيد وشهامتهم، كما حرص فضيلته على تشجيعه والتقاط صورة تذكارية معه، كما استقبل فى مكتبه مؤخرًا السيدة زينب الشربينى التى ضربت مثلا للأم المثالية بفضل تفانيها فى رعاية ابنها الطالب بكلية الدراسات بجامعة الأزهر فرع دمياط الذى يعانى من مرض «الجسم الزجاجى» الذى يمنعه من الحركة وخلال اللقاء أعرب شيخ الأزهر عن تقديره الكبير لهذه الأم، مشيدًا بصبرها وقوة وفائها لابنها والذى حرصت على نقله يوميًّا من المنزل إلى مقردراسته منذ طفولته حتى الجامعة وتحمل المشقة فى مشهد يجسد درسًا إنسانيًّا يعبر عن الأمهات المصريات المكافحات ووجه بمساعدتها من بيت الزكاة والصدقات.
أولى فضيلة الإمام الطيب أهمية كبرى للحوار بين الحضارات والثقافات والأديان المختلفة مع الإيمان بخصوصية كل منها وضرورة احترام الاختلاف بين الأمم وأتباع الديانات، وهذا ما جعله يتبوأ مكانة رفيعة فى العالم العربى والإسلامى، دوليًا، بالإضافة إلى حصوله على تكريمات عديدة محلية ودولية وعالمية، مؤخرًا فى عام 2024 أجرى سلسلة من المجلات الخارجية لتعزيز الرسائل الحضارية ودعم القضايا الإسلامية على رأسها نصرة الحق الفلسطينى وأسهمت هذه الزيارات فى تعزيز مكانة الأزهر كأبرز المؤسسات الدينية والفكرية على المستويين العربى والعالمى.