ابن رشد في ذكرى رحيله.. صراع الفكر والتنوير في السينما والإذاعة
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
تحل اليوم ذكرى رحيل الفيلسوف والمفكر الكبير ابن رشد، أحد أعمدة التنوير في تاريخ الفكر الإسلامي، عُرف ابن رشد بإسهاماته الفريدة في الفلسفة والعلوم، وبصراعاته مع قوى السلطة والتطرف.
هذه الشخصية الملهمة كانت موضوعًا رئيسيًا في فيلم "المصير" للمخرج يوسف شاهين، وأيضًا في عمل إذاعي نادر أعده الفنان الراحل عبد الوارث عسر، حيث تم تسليط الضوء على إرثه الفكري وصراعاته مع السلطة السياسية والدينية.
قدّم فيلم المصير ابن رشد كمفكر تنويري واجه الفكر المتطرف، في سياق درامي مشوق يدور خلال القرن الثاني عشر الميلادي. جسّد الفنان نور الشريف شخصية الفيلسوف في عمل تناول صراعه مع الخليفة أبو جعفر المنصور، الذي تحول من صديق إلى خصم نتيجة ضغوط القوى المتطرفة.
الفيلم، الذي أخرجه يوسف شاهين، أبرز كيف كانت أفكار ابن رشد تمثل تهديدًا لقوى التطرف والجهل، وركّز على دوره المحوري في التصدي لمحاولات تدمير الحضارة الأندلسية.
طاقم العمل وتجسيد الحقبة التاريخيةشارك في الفيلم مجموعة من كبار نجوم السينما المصرية، منهم ليلى علوي، محمود حميدة، صفية العمري، محمد منير، وخالد النبوي. قدم هؤلاء النجوم أداءً مميزًا ساهم في إبراز التوترات الفكرية والسياسية التي شهدتها تلك الحقبة.
جسّد العمل، من خلال رؤية شاهين السينمائية، قضايا معاصرة برؤية تاريخية، مع التركيز على أهمية الفكر في مواجهة قوى القمع والتطرف.
ابن رشد في الإذاعة: عمل فني يوثّق الإرث الفكري
في عمل إذاعي مميز، قدّم الفنان الراحل عبد الوارث عسر حلقة تناولت حياة ابن رشد، مستعرضة أبرز محطاته الفكرية والصراعات التي خاضها. كتب المادة العلمية للحلقة الدكتور محمد يوسف موسى، وشارك في الأداء الإذاعي نخبة من الفنانين، منهم سميحة أيوب، محسنة توفيق، وعبد الرحيم الزرقاني، أخرج الحلقة مصطفى أبو حطب، لتكون توثيقًا صوتيًا لإرث ابن رشد ودوره التنويري.
ألقت الحلقة الضوء على الصراع الكبير بين ابن رشد والخليفة المنصور، الذي انقلب عليه بعد صداقة وثيقة، مما أثر على مسار حياته وموقعه كقاضٍ وفيلسوف. كما استعرضت إسهاماته في العلوم والفلسفة، التي أثرت في الحضارة الإنسانية بشكل كبير، لكنها أثارت في الوقت ذاته عداوة القوى المتطرفة.
إرث ابن رشد في مواجهة الزمن
سواء عبر السينما أو الإذاعة، يبقى ابن رشد رمزًا لفكر مستنير واجه الظلم والتطرف، وحمل راية التنوير في أزمنة مظلمة. تستمر ذكراه وإسهاماته في إلهام الأجيال، ليظل اسمه علامة فارقة في تاريخ الفكر الإسلامي والعالمي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الفنان نور الشريف عبد الوارث عسر السلطة السياسية السينما المصرية الفكر المتطرف الفكر الإسلامي ابن رشد
إقرأ أيضاً:
الصاوي: منهج الأزهر يقوم على رد الفكر المغلوط والمتطرف بالحجة
شهد الدكتور رمضان عبدالله الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، الندوة التثقيفية بكلية القرآن الكريم بطنطا، حول تغيير المفاهيم المغلوطة لدى أبنائنا طلاب الجامعة.
وفي كلمته أوضح نائب رئيس الجامعة أن الأمة الإسلامية أمة وسطى لا تطرف فيها ولا غلو، وأن هذه الأمة جاء وصفها كذلك؛ لأنها دون الأنبياء وفوق الأمم، مستدلًا بقوله تعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) .
كما استشهد بقوله صلى الله عليه وسلم (يدعى نوح يوم القيامة ، فيقول : لبيك وسعديك يا رب . فيقول : هل بلغت ؟ فيقول : نعم يا رب ، فيقول لأمته : هل بلغكم ؟ فيقولون : ما أتانا من نذير . فيقال : من يشهد لك ؟ فيقول : محمد صلى الله عليه وسلم ، وأمته . قال صلى الله عليه وسلم : فيشهدون أنه قد بلغ ، ويكون الرسول عليهم شهيدا ، فذلك قوله : وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا، والوسط : العدل).
الندوة التثقيفية بكلية القرآن الكريم بطنطاوقوله صلى الله عليه وسلم:« أُعْطِيَتْ أمتِي ثلاثًا لم يُعْط إِلَّا الْأَنْبِيَاء. كَانَ الله -تَعَالَى- إِذا بعث النبي قَالَ لَهُ: ادعني استجب لك، وقال لهذه الأمة: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) {غافر: 60}، وكان الله إذا بعث النبي، قال له: مَا جعل الله عَلَيْك فِي الدّين من حرج، وَقَالَ لهَذِهِ الْأمة: (وَمَا جعل عَلَيْكُم فِي الدّين من حرج)، وكان الله إذا بعث النبي، جعله شَهِيدًا على قومه، وجعل هَذِه الْأمة شُهَدَاء على النَّاس..
وأوضح أن الأزهر الشريف معقل الوسطية، وأن الأزهر يعتمد على الفكر، ويعتمد على ضحد الأفكار المتطرفة بالفكرة والدليل لا بالقوة والعنف، أن موجة الإلحاد ليست جديدة، وإنما هي منذ القدم، مستدلًا بقوله تعالى-على لسان الدهريين وما سموا حديثا بالملحدين-: "وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر" فجاء رد الله عليهم بالدليل والحجه "أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ"
وحينما ظهر الخوارج أو مايعرفون بالمتطرفين في هذا العصر ناقشهم سيدنا علي-رضي الله عنه- بالجحة والدليل، فأرسل إليهم عبدالله ابن عباس، فرد عليهم الدليل بالدليل والحجة بالحجة، فعاد منهم 12ألف ممن خرجوا على سيدنا علي-رضي الله عنه-، فهذا هو منهج الأزهر الشريف، وهذا سر وجود الأزهر إلى الآن، فهو مصدر علوم الدين و الدنيا إلى العالم أجمع.
ومن جانبه رحب الدكتور أحمد عبد المرضي، عميد كلية القرآن الكريم بطنطا بالضيوف موجهًا شكره لفضيلة الإمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب، ورئيس الجامعة، ونائب رئيس جامعة الأزهر، ولعمداء فرع الجامعة بطنطا، وللحضور جميعا، موضحًا أن هناك خطورة شديدة حول الاستخدم السيء للتكنولوجيا و الإنترنت العميق والتطرف الأخلاقي من الاستخدام السيء للتكنولوجيا.