تحل اليوم ذكرى رحيل الفيلسوف والمفكر الكبير ابن رشد، أحد أعمدة التنوير في تاريخ الفكر الإسلامي، عُرف ابن رشد بإسهاماته الفريدة في الفلسفة والعلوم، وبصراعاته مع قوى السلطة والتطرف. 

 

هذه الشخصية الملهمة كانت موضوعًا رئيسيًا في فيلم "المصير" للمخرج يوسف شاهين، وأيضًا في عمل إذاعي نادر أعده الفنان الراحل عبد الوارث عسر، حيث تم تسليط الضوء على إرثه الفكري وصراعاته مع السلطة السياسية والدينية.

"المصير": فيلم يجسد التنوير في مواجهة التطرف
 

قدّم فيلم المصير ابن رشد كمفكر تنويري واجه الفكر المتطرف، في سياق درامي مشوق يدور خلال القرن الثاني عشر الميلادي. جسّد الفنان نور الشريف شخصية الفيلسوف في عمل تناول صراعه مع الخليفة أبو جعفر المنصور، الذي تحول من صديق إلى خصم نتيجة ضغوط القوى المتطرفة. 

 

الفيلم، الذي أخرجه يوسف شاهين، أبرز كيف كانت أفكار ابن رشد تمثل تهديدًا لقوى التطرف والجهل، وركّز على دوره المحوري في التصدي لمحاولات تدمير الحضارة الأندلسية.

طاقم العمل وتجسيد الحقبة التاريخية
 

شارك في الفيلم مجموعة من كبار نجوم السينما المصرية، منهم ليلى علوي، محمود حميدة، صفية العمري، محمد منير، وخالد النبوي. قدم هؤلاء النجوم أداءً مميزًا ساهم في إبراز التوترات الفكرية والسياسية التي شهدتها تلك الحقبة. 

جسّد العمل، من خلال رؤية شاهين السينمائية، قضايا معاصرة برؤية تاريخية، مع التركيز على أهمية الفكر في مواجهة قوى القمع والتطرف.

ابن رشد في الإذاعة: عمل فني يوثّق الإرث الفكري


في عمل إذاعي مميز، قدّم الفنان الراحل عبد الوارث عسر حلقة تناولت حياة ابن رشد، مستعرضة أبرز محطاته الفكرية والصراعات التي خاضها. كتب المادة العلمية للحلقة الدكتور محمد يوسف موسى، وشارك في الأداء الإذاعي نخبة من الفنانين، منهم سميحة أيوب، محسنة توفيق، وعبد الرحيم الزرقاني، أخرج الحلقة مصطفى أبو حطب، لتكون توثيقًا صوتيًا لإرث ابن رشد ودوره التنويري.

صراع مع السلطة وتحول المصير
 

ألقت الحلقة الضوء على الصراع الكبير بين ابن رشد والخليفة المنصور، الذي انقلب عليه بعد صداقة وثيقة، مما أثر على مسار حياته وموقعه كقاضٍ وفيلسوف. كما استعرضت إسهاماته في العلوم والفلسفة، التي أثرت في الحضارة الإنسانية بشكل كبير، لكنها أثارت في الوقت ذاته عداوة القوى المتطرفة.

إرث ابن رشد في مواجهة الزمن


سواء عبر السينما أو الإذاعة، يبقى ابن رشد رمزًا لفكر مستنير واجه الظلم والتطرف، وحمل راية التنوير في أزمنة مظلمة. تستمر ذكراه وإسهاماته في إلهام الأجيال، ليظل اسمه علامة فارقة في تاريخ الفكر الإسلامي والعالمي.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الفنان نور الشريف عبد الوارث عسر السلطة السياسية السينما المصرية الفكر المتطرف الفكر الإسلامي ابن رشد

إقرأ أيضاً:

هادي الجيار.. نجم المسرح والدراما الذي خطف القلوب بإبداعه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تحل اليوم الجمعة الذكرى الرابعة على رحيل الفنان هادي الجيار، الذي يعد واحدًا من الفنانين المميزين في الدراما والسينما والمسرح، حيث امتدت مسيرته الفنية لأكثر من 50 عامًا، وتمكن من التنوع في أدواره ليترك بصمة في كل عمل شارك فيه.

المسرح الانطلاقة التي أبرزت موهبته الفريدة

كانت بداية هادي الجيار الفنية الحقيقية على خشبة المسرح، التي أظهرت موهبته المبكرة، فشارك في المسرحية الكوميدية «مدرسة المشاغبين» التي قدمت في العام 1971، وحققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا وجعلته جزءًا من جيل الشباب، الذي قاد المسرح والسينما في السبعينيات.

تدور أحداث المسرحية في إطار كوميدي إجتماعي، حول مجموعة من الطلاب المشاغبين في إحدى المدارس الثانوية بزعامة «بهجت الأباصيري»، والذين يتسببون في العديد من المشاكل لمدرسي المدرسة جراء استهتارهم، مما يدفع ناظر المدرسة للبحث عن مدرس جديد، وتقوم اﻹدارة التعليمية بارسال الآنسة «عفت» التي تحاول أن تتبنى منهجًا مختلفًا في التعامل مع أولئك الطلبة المشاغبين، فتتوالى الأحداث.

العمل من بطولة الفنانين: هادي الجيار، عادل إمام، سعيد صالح، يونس شلبي، أحمد زكي، حسن مصطفى، عبدالله فرغلي، ومن تأليف علي سالم، وإخراج جلال الشرقاوي.

مسرحية مدرسة المشاغبين 

قدم الفنان هادي الجيار العديد من الشخصيات المعقدة والمتنوعة في الأعمال التلفزيونية، وتميز بقدرته على إتقان الأدوار المختلفة، ومن أشهر مسلسلاته: «المال والبنون» حيث جسد شخصية «منعم الضو»، وناقش المسلسل قضايا اجتماعية مهمة، «سوق العصر» شارك خلاله بدور محوري في هذا العمل الذي كشف الصراعات الطبقية، وبرع في دور «أبو العز» المركب والمؤثر في أحداث مسلسل «كفر دلهاب»، ولعب دورًا مؤثرًا بجانب الفنان محمد رمضان في شخصية العم المعلم مختار الدسوقي بمسلسل «الأسطورة»، وغيرها من الأدوار المتنوعة والمركبة في مسلسلات عدة.

وكان آخر أعمال هادي الجيار الدرامية مسلسل «الإختيار ج 2» وقدم خلالها دور «رفاعي»، الذي عرض في عام 2021، والعمل من تأليف هاني سرحان، وإخراج بيتر ميمي، وبمشاركة كوكبة من ألمع نجوم الفن.

على الرغم من تركيزه الأكبر على التلفزيون والمسرح، إلا أنه ظهر في عدد من الأفلام المهمة مثل: «الكابتن وصل» عام 1991 و«ليالي الصبر» عام 1992 للمخرج أحمد ثروت، «جيل اخر زمن» عام 1991 للمخرج سمير حافظ، «انتهى التحقيق» عام 1990 للمخرج شريف حمودة، وغيرها من الأفلام التي لاقت استحسان المشاهد المصري.

تميز هادي الجيار بأسلوبه البسيط في الأداء، مما جعله قريبًا من الجمهور، إذ كان يجيد تقديم الشخصيات التي تمثل الطبقات الشعبية والوسطى، فقد ابتعد عن الأدوار السطحية وكان دائم الحرص على اختيار أدوار ذات مضمون وقيمة.

جاءت وفاة الفنان هادي الجيار في 10 يناير 2021 نتيجة مضاعفات الإصابة بفيروس كورونا، أثناء استعداده لتصوير مشاهده في الجزء الثاني من مسلسل «الإختيار»، فكان خبر رحيله أثار حزنًا كبيرًا بين زملائه في الوسط الفني وجمهوره، حيث نعاه العديد من النجوم وأشادوا بإنسانيته وفنه.

ترك هادي الجيار إرثًا فنيًا مهمًا، ما زالت أعماله تعرض حتى اليوم وتحظى بإعجاب الأجيال الجديدة، لتظل ذكراه خالدة في قلوب محبيه وعشاق الفن.

مقالات مشابهة

  • في ذكرى ميلاد السيد بدير.. موهبة شاملة بين الكتابة والتمثيل والإخراج
  • حسن الرداد يحيي ذكرى والدته: “كنت كل حاجة حلوة”
  • كريستوفر نولان.. ساحر هوليود الذي يغير وجه السينما
  • هادي الجيار.. نجم المسرح والدراما الذي خطف القلوب بإبداعه
  • صور| “السينما الإفريقية” يكرم الفنان خالد النبوي ونجوم أفارقة بمعبد الأقصر
  • صور| توافد نجوم الفن على معبد الأقصر في افتتاح مهرجان السينما الإفريقية
  • معبد الأقصر يشهد افتتاح فعاليات الدورة الـ 14 من مهرجان السينما الإفريقية
  • محمود حميدة: نور الشريف النجم الأطول عمرا في صناعة السينما المصرية
  • ذكرى عبد الفتاح بركة: عالِم الأزهر الذي حمل رسالة الإسلام للعالم
  • محمد صبحى يحيى ذكرى ميلاد زوجته الراحلة بكلمات مؤثرة