"نحو آفاق جديدة في البحث العلمي الصيدلي " مؤتمر بصيدلة القناة
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
انطلقت اليوم الثلاثاء فعاليات المؤتمر السنوي السادس للدراسات العليا والبحوث، الذي تنظمته كلية الصيدلة بجامعة قناة السويس تحت عنوان "نحو آفاق جديدة في البحث العلمي الصيدلي 4".
وقال الدكتور ناصر مندور رئيس جامعة القناة أن هذا المؤتمر يمثل أحد الأدوات الفعّالة لتعزيز التعاون بين البحث العلمي والصناعة الدوائية لتلبية احتياجات المجتمع في قطاع الرعاية الصحية
الجامعة حريصة على توفير بيئة أكاديمية تدعم الابتكار والإبداع، مؤكداً أن كلية الصيدلة تقدم نموذجاً متميزاً في تعزيز الأنشطة البحثية وربطها بالتطبيق العملي.
وقال الدكتور محمد سعد زغلول، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، أن جامعة قناة السويس تواصل دعمها للبحث العلمي من خلال تنظيم مؤتمرات تُركز على التطورات الحديثة في مختلف التخصصات العلمية.
مشيرا أن المؤتمر يوفر منصة لتبادل الخبرات بين الباحثين، ما يساهم في تحسين المهارات البحثية والتواصل العلمي، مؤكداً
أن الجامعة تسعى لتعزيز دور البحث العلمي في تطوير الصناعات الدوائية بما يخدم المجتمع.
وأكدت الدكتورة دينا أبو المعاطي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف العام على كلية الصيدلة، أن قطاع الدراسات العليا في الكلية يعمل على تشجيع الباحثين والطلاب على تبني رؤى مبتكرة وتوسيع آفاقهم العلمية، مشددة على أهمية التعاون البحثي على المستويين المحلي والدولي.
و أشارت الدكتورة أماني كمال، وكيل كلية الصيدلة لشئون الدراسات العليا والبحوث، إلى أن المؤتمر يركز على موضوعات رائدة تشمل مختلف مجالات الدراسات العليا والبحوث الصيدلية، حيث قدم المشاركون 78 ملخصاً بحثياً و28 ملصقاً علمياً أعدها باحثون من جامعات مصرية مختلفة، إلى جانب محاضرات متنوعة تعزز تنوع المعرفة وتدعم تبادل الخبرات.
شهد المؤتمر الدكتور اسماعيل عوض الله وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ، والدكتور راندا عبد السلام وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونه بالكلية.
من جانبه، أشار الدكتور تامر حسنين، منسق المؤتمر، إلى أن الهدف الأساسي من هذا المؤتمر هو تعزيز تبادل الخبرات العلمية بين الباحثين والمختصين في مختلف مجالات العلوم الصيدلية، مشيراً إلى أن التنوع في الأبحاث المقدمة يعكس التطور الكبير في مجال البحث العلمي الصيدلي، مؤكداً أهمية التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والصناعية لدفع عجلة التنمية وتحقيق التكامل بين المعرفة والتطبيق.
تخلل المؤتمر العديد من المحاضرات العلمية المتميزة، من بينها محاضرة للدكتور جمال المصري، مدير مركز النشر الدولي بالجامعة، ومحاضرة للدكتور تامر حسنين، مدير وحدة نظم المعلومات الإدارية، وأخرى للدكتورة أفنان بركات، مدير نادي ريادة الأعمال بجامعة قناة السويس، إلى جانب محاضرة للدكتور محمد حسين، مدير مصنع بشركة مينافارم للأدوية.
شهد المؤتمر تكريم عدد من الباحثين على تميزهم، حيث حصلت رودينا مدحت حسين من قسم العقاقير على جائزة أفضل رسالة ماجستير، بينما فازت ندى أحمد إسماعيل سليمان من قسم الميكروبيولوجي بجائزة أفضل رسالة دكتوراة. كما تم تكريم أفضل بوستر علمي، وفاز به كل من أحمد خضر إبراهيم من قسم العقاقير، وخلود أحمد الكاشف ورشا فاروق الدمرداش من قسم الكيمياء الحيوية.
واختُتم المؤتمر بمجموعة من التوصيات الهامة، كان من أبرزها تعزيز التعاون البحثي بين الجامعات لتطوير المجال الصيدلي، ودعم الابتكارات البحثية التي تسهم في حل التحديات الصحية، بالإضافة إلى توجيه البحوث العلمية لتلبية احتياجات الصناعة الدوائية وتحسين الخدمات الصحية. بهذا الإنجاز، تؤكد جامعة قناة السويس مكانتها الرائدة في دعم البحث العلمي والتطوير الأكاديمي وفتح آفاق جديدة أمام الباحثين في مجالات العلوم الصيدلية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصناعات الدوائية قطاع الدراسات العليا شئون خدمة المجتمع الدراسات العلیا العلیا والبحوث کلیة الصیدلة البحث العلمی قناة السویس من قسم
إقرأ أيضاً:
آفاق وأخطار.. هكذا تعيد التكنولوجيا تشكيل مستقبل البشرية
في عالمٍ يتسارع فيه التقدم التكنولوجي بوتيرة غير مسبوقة، تبرز تحديات وتساؤلات جوهرية حول الذكاء الاصطناعي، وتناولت حلقة 2025/3/26 من برنامج "حياة ذكية" 3 محاور أساسية تشكل ملامح المستقبل التقني: الذكاء الاصطناعي وتأثيره على التفكير البشري، وتقنيات المراقبة فائقة الدقة، والحلول السكنية المبتكرة لمواجهة التحديات المستقبلية.
ورغم الفوائد الهائلة للذكاء الاصطناعي في تسريع البحث واختصار الوقت وتقليل الجهد، فإن الجدل يتصاعد حول تأثيره السلبي المحتمل على التفكير النقدي للإنسان.
ومع الاعتماد المتزايد على هذه التقنية، تبرز مخاوف من تراجع القدرات العقلية والتحليلية، إذ بات كثيرون يَقبلون المعلومات التي تقدمها الأنظمة الذكية من دون تمحيص أو تدقيق.
ووفقا للحلقة، كشفت دراسة حديثة -أجراها فريق من الباحثين في شركة مايكروسوفت وجامعة كارنيغي ميلون- عن الأثر الذي يحدثه الذكاء الاصطناعي التوليدي على الفكر النقدي لدى الإنسان.
واستندت الدراسة إلى عينة من العاملين في ميادين المعرفة، منهم المدرسون ومتداولو الأموال ومحللو التسويق، جميعهم اعتادوا استعمال الذكاء الاصطناعي التوليدي في أعمالهم اليومية.
ووجد الباحثون أن طبيعة التفكير النقدي لدى الأفراد تتبدل عند استخدامهم للذكاء الاصطناعي، إذ إنهم لا يعودون إلى جمع المعلومات بأنفسهم، بل يكتفون بالتحقق منها فقط، ولا يعكفون على حل المشكلات، بل يدمجون أجوبة الذكاء الاصطناعي ضمن مسارات عملهم.
إعلانوأوضحت الحلقة أن الخطر يكمن في أن المشاركين لا يفعّلون ملكاتهم النقدية إلا للتحقق من جودة الأجوبة في نحو 22% فقط من الحالات، وكلما زادت ثقة الفرد بقدرة الذكاء الاصطناعي، قل احتمال تحققه من النتائج.
ولوحظ أن عددا كبيرا من المستخدمين يوكلون للذكاء الاصطناعي المهام التي يرونها بسيطة أو لا تستحق عناءهم، أو لأنهم يثقون تماما بدقته.
ويرى الباحثون أن هذا النمط من الاعتمادية -إن استمر وتفاقم- قد يؤدي على المدى البعيد إلى اتكال مفرط على هذه الأدوات، وإلى تآكل ملكة التفكير وحل المشكلات لدى الإنسان.
تقنية مراقبة متطورة
وفي مجالات تقنيات المراقبة المتطورة، نجح فريق من معهد أبحاث علوم الفضاء في الصين في تطوير تقنية مراقبة بقدرات غير مسبوقة تفوق أقوى كاميرات التجسس والتليسكوبات التقليدية بـ100 مرة.
وأوضحت الحلقة أن هذه الكاميرا المتطورة لا تكتفي بالتقاط صور عالية الدقة فحسب، بل تستطيع التعرف على وجوه الأشخاص من مدار الأرض المنخفض، مستخدمة تقنية تُعرف باسم "ليدار الفتحة الاصطناعية" أو "سنثاتيك أبرتشر ليدار"، وهي تقنية متطورة تستخدم حزم الليزر لاختراق المسافات الهائلة بدقة مذهلة.
وبالمقارنة مع الإنجازات السابقة، حطمت الكاميرا الصينية الجديدة كل الأرقام القياسية، ففي عام سابق، أجرت شركة لوكهيد مارتن الأميركية اختبارا وصلت فيه دقة تصويرها إلى سنتيمترين من مسافة لا تتجاوز 1.5 كيلومتر.
أما الكاميرا الصينية الجديدة، فقد سجلت تفاصيل بحجم واحد 1.5 مليمتر من مسافة تفوق 100 كيلومتر، وهو ما يمثل قفزة تكنولوجية هائلة تضع بكين في مقدمة سباق المراقبة عالميا.
كما أشار البرنامج إلى أن التطبيقات الأولية لهذه التقنية تشمل مراقبة الأقمار الصناعية وفحص مكوناتها بتفاصيل دقيقة، من قراءة الأرقام التسلسلية إلى اكتشاف الأضرار الناجمة عن اصطدام الشهب الصغيرة.
إعلانولكن التطبيق الأكثر إثارة للجدل هو قدرتها على مراقبة الأفراد على الأرض من الفضاء، إذ يمكنها التقاط تفاصيل الوجوه بوضوح من الأقمار الصناعية التي تدور على ارتفاع منخفض يصل إلى 170 كيلومترا.
ودفع هذا السباق المحموم نحو تقنيات المراقبة الفائقة مؤسسات -مثل "الجبهة الإلكترونية"- إلى دق ناقوس الخطر والمطالبة بتنظيم عاجل لاستخدام أقمار التجسس، محذرة من أننا نتجه نحو عالم يخضع للمراقبة الشاملة والمستمرة على مدار الساعة.
سكن تحت البحر
وفي الوقت الذي يتجه فيه بعض رواد التكنولوجيا، مثل إيلون ماسك، إلى استكشاف كوكب المريخ بوصفه موطنا مستقبليا محتملا للبشرية، تتجه شركة بريطانية إلى استكشاف عوالم غير مأهولة على كوكبنا نفسه.
فقد أُطلق مشروع طموح يُعرف باسم "ديب" (Deep) يهدف إلى إنشاء مساكن تحت سطح البحر لتأمين وجود بشري دائم في جوف المحيط.
واتخذ المشروع أحد المحاجر القديمة -التي غمرتها مياه السيول- موقعا لتجربة هذه المساكن، إذ تُمثل بيئة آمنة ومثالية لاختبار النماذج الأولية. وقد أُطلق على أول مسكن اسم "فانغارد" (Vanguard)، وصمم ليكون قابلا للنقل ومؤهلا لاستيعاب 3 أشخاص في مهام قصيرة الأجل.
ووفقا للبرنامج، ستُستثمر الخبرة المكتسبة من "فانغارد" في تطوير مسكن أكثر طموحا يُدعى "سنتينيل" (Sentinel)، وهو مُعد لتمكين 6 أفراد من الإقامة في عمق يصل إلى 200 متر، وهو الحد الذي تنعدم بعده قدرة ضوء الشمس على اختراق المياه. ويضم هذا المسكن 6 غرف للنوم، ومطبخا وحجرة للاستحمام، ومكانا مخصصا للبحث العلمي.
ويبقى السؤال الجوهري حول قدرة الإنسان على العيش لفترات طويلة تحت الماء، إذ لا يزال الرقم القياسي في هذا المضمار مسجلا باسم الألماني "رود غيركوخ"، الذي أمضى 14 يوما في عمق 400 متر، متجاوزا بذلك الأميركي جوي دي توري، الذي مكث تحت الماء 31 يوما في عام سابق.
إعلانغير أن هذه المساكن المرتقبة قد تتيح للإنسان إقامة أطول وأعمق في جوف البحار، في صفحة جديدة من تاريخ المغامرات البشرية، وربما تكون حلا للتحديات السكانية المتزايدة مع توقعات زيادة عدد سكان الأرض بمعدل ملياري نسمة بحلول عام 2050.
الصادق البديري27/3/2025-|آخر تحديث: 27/3/202502:29 ص (توقيت مكة)