في لحظة غير متوقعة، استعاد أسامة البطاينة حريته بعد 38 عامًا قضاها خلف قضبان سجون النظام السوري، ليعود إلى وطنه الأردن فاقدًا للذاكرة والوعي. البطاينة، الذي اختفى عام 1986، كان حينها في الثامنة عشرة من عمره، اختفى دون أي تهمة أو محاكمة، ولم تحصل عائلته على أي معلومة طوال هذه السنوات، لتصبح قصته رمزًا لمعاناة آلاف المعتقلين.

سجون صيدنايا.. شاهدة على العذابات

ويُعد سجن صيدنايا واحدًا من أشهر السجون التي تكتنفها الانتهاكات الإنسانية في سوريا، حيث تشير تقارير حقوقية إلى وجود آلاف المعتقلين الذين غيبوا دون محاكمات. مع سقوط النظام السوري في ديسمبر الحالي، بدأت السجون تُفتح، إلا أن بعض المعتقلين لا يزالون مفقودين بسبب وجودهم في أماكن ذات إجراءات أمنية مشددة.

38 عامًا في سجون سوريا دون تهمة.. الأردني أسامة البطاينة يعود للحياة فاقدا للذاكرة والوعيالدور الأردني في استعادة المعتقلين

وكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية، سفيان القضاة، أن الجهود الأردنية أسفرت عن استعادة البطاينة بعد سنوات طويلة من الغياب. وأوضح أن السفارة الأردنية في دمشق استمرت بالسؤال عنه منذ اختفائه، لكن النظام السابق أنكر وجوده طوال العقود الماضية.

قصص مأساوية تتكشف

ولا تعد قصة البطاينة الوحيدة، فهناك حالات أخرى لمعتقلين أمضوا عقودًا في السجون السورية، حيث استلمت السلطات الأردنية في وقت سابق معتقلًا آخر قضى 46 عامًا. مع فتح السجون بعد سقوط النظام السوري، تتكشف معاناة آلاف المعتقلين، لتسلط الضوء على عقود من الظلم والانتهاكات.

التحديات القادمة

رغم عودة البطاينة إلى بلاده، إلا أن حالته الصحية والنفسية تمثل تحديًا كبيرًا لعائلته وللمجتمع، حيث يسلط فقدانه للذاكرة الضوء على الحاجة إلى دعم نفسي وتأهيلي للمعتقلين العائدين. كما تبرز القصة أهمية التوثيق ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي عاشها آلاف المعتقلين.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: أسامة البطاينة سجون النظام السوري سجن صيدنايا سقوط النظام السوري حقوق الإنسان في سوريا الافراج عن المعتقلين الانتهاكات الإنسانية معاناة المعتقلين قصص المعتقلين التعذيب في السجون النظام السوري السابق إعادة المعتقلين آلاف المعتقلین

إقرأ أيضاً:

حكايات المندسين والفلول في سوريا

آخر تحديث: 13 مارس 2025 - 11:02 صبقلم : فاروق يوسف كنت في مطار دمشق حين سمعت إحدى موظفات السوق الحرة وهي تخبر زميلها أنها رأت عددا من المندسين أمس قرب بيتها. حدث ذلك في مارس 2011، بعد أسبوعين على قيام الحراك الاحتجاجي الشعبي وكان الخطاب الرسمي يركز على وجود مندسين خبثاء بين المحتجين الأبرياء في محاولة لتفسير لجوء السلطات إلى قمع التظاهرات بعنف مبالغ فيه. حتى بالنسبة للحكومة السورية فإن وجود أولئك المندسين كان شبحيا بحيث لم تتمكن وسائل الإعلام من عرض صورة لأحدهم. غير أن ذلك لم يمنع موظفة المطار من القول إنها رأت عددا منهم. وفي ذلك ما يؤكد استعداد الكثيرين لكي يكونوا مادة طيعة لنشر الأكاذيب. ذهب نظام بشار الأسد واختفى المندسون قبله بعد أن تبين أن الجزء الأكبر من الشعب كان مندسا. وكما يبدو فإن مرحلة ما بعد الأسد لم يتم الإعداد لها جيدا لينأى النظام الجديد بنفسه بعيدا عن الحاجة إلى الكذب. فحين وقعت مجازر في مدن الساحل التي تسكنها غالبية علوية صارت وسائل الإعلام الموالية للتغيير في سوريا تتحدث عن معارك تجري ما بين قوات النظام وبين فلول النظام السابق. على الطرفين هناك شيء غامض. فقوات النظام لا يُقصد بها جيش الدولة بالتأكيد، بل هي الفصائل والجماعات المسلحة التي غزت دمشق بعد أن تم ترحيل بشار الأسد من قصر الحكم. أما فلول النظام السابق فقد كشفت الصور عن آلاف العوائل وهي في حالة هلع وذعر وانهيار بعد أن رأت الموت وهو ينقض على حياة المئات من النساء والأطفال والشيوخ. ومثلما حدث مع حكاية المندسين شكك السوريون بحكاية الفلول. لقد انتشرت عشرات الأفلام المصورة بالهواتف لمقاتلي النظام الجديد وهم يرددون شعارات طائفية ويسخرون من ذعر الأطفال وهلع النساء وخوف الشيوخ. غير أن تأكيد أحمد الشرع على أن ما يجري في مدن الساحل كان متوقعا إنما يؤكد على أن كل شيء كان قد جرى التخطيط له وأن ما يجري لم يكن مجرد رد فعل وأن المسلحين الذين قيل إنهم قاوموا في مدن الساحل لم يقوموا إذا كان ذلك صحيحا إلا بالدفاع عن أنفسهم وعوائلهم ومدنهم. وليس صحيحا ما تم تداوله في وسائل الإعلام من أن هناك تمردا يتم إخماده. باعتباري عراقيا يمكنني أن أقول إنه الفيلم نفسه. لقد جرى تصوير النسخة الأولى منه في العراق وها هي النسخة الثانية يتم تصويرها في سوريا. كانت الميليشيات الشيعية الموالية لإيران تقوم بالتطهير الطائفي في المدن ذات الغالبية السنية تحت شعار القضاء على فلول النظام السابق. وكانت الفلوجة ضحية مزدوجة لقوات الاحتلال والميليشيات الإيرانية. كل قتيل إما أن يكون بعثيا أو قاعديا بغض النظر عما إذا كان طفلا أو شيخا أو امرأة. لقد جرى القتل في العراق علنا في ظل صمت عالمي. وهو الصمت نفسه الذي يواجه به العالم عمليات القتل في سوريا. كلمة السر في ذلك هي أميركا. فما دام مشروع التغيير في سوريا قد تم تبنيه أميركيا فإن كل شيء يحدث هناك لن يجرؤ أحد على الاعتراض عليه أو حتى الإشارة إليه من طرف خفي. كان نظام الأسد يكذب في حديثه عن المندسين بطريقة ساذجة. أما الحديث عن الفلول فهو كذبة فيها الكثير من الابتذال القاسي. ذلك لأنها شعار ينطوي على محاولة تمرير ما تم ارتكابه من مجازر سُميت في سياق الكذبة نفسها معارك. أما الطرف الأضعف الذي حاول أن يدافع عن نفسه فسيوضع في قائمة أعداء التغيير المطالبين بعودة الأسد. غطاء أبله لجريمة كانت متوقعة حسب الرئيس الشرع. أما كان في إمكان الدولة السورية الجديدة أن تمنع وقوع تلك الجريمة؟ ولكن العلويين هم الفئة السورية الثانية التي يتم استهدافها بعد الدروز. فهل بدأت الحرب المتوقعة على الأقليات من غير الالتفات إلى أن سوريا هي بلد أقليات أصلا؟ تبسيط المسألة السورية ليس في صالح السوريين. سوريا بلد معقد. روحه متشظية بين جهات متباعدة ومختلفة. تاريخها يقوم على التعدد الديني والعرقي والطائفي. وليس من المستبعد أن تقود النظرة الأحادية المتشددة إلى تمزيق سوريا بدءا من تدمير روحها القائمة على التعدد. فإذا كان العلويون غير مسؤولين عما فعله نظام الأسدين فإن الانتقام منهم سيكون بمثابة إشارة إلى الطوائف والأعراق الأخرى لكي تنتظر مناسبة القصاص منها. في حالة من ذلك النوع ستكون سوريا دولة التطهير العنصري رقم واحد في عصرنا.

مقالات مشابهة

  • إطلاق سراح (٢٧) نزيل من سجون ولاية سنار بدعم من أمانة الزكاة
  • مبابي يعود لقائمة فرنسا أمام كرواتيا بدوري أمم أوروبا
  • روسيا تؤكد وجود 9 آلاف سوري لاجئ في قاعدة حميميم العسكرية.. الراهبة أغنيس من بينهم
  • روسيا تؤكد وجود 9 آلاف سوري لاجئ في قاعدة حميميم العسكرية
  • حكايات المندسين والفلول في سوريا
  • مخاوف عراقية من انتقال سجون قسد إلى إدارة الشرع وتأثيرها على الأمن القومي
  • مخاوف عراقية من انتقال سجون قسد إلى إدارة الشرع وتأثيرها على الأمن القومي - عاجل
  • الزمالك يكشف تفاصيل إصابة ناصر منسي وموعد عودته
  • كروس يعود إلى الملاعب مع شقيقه!
  • وزير الدولة الأردني الأسبق: دمج "قسد" خطوة نحو وحدة سوريا واستقرارها