تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور سهيل دياب، أستاذ العلوم السياسية، إن أولى اهتمامات الإدارة الأمريكية الحالية والقادمة أن يكون النظام الجديد في سوريا مواليا للغرب والولايات المتحدة، ومتصالح ومتسامح مع إسرائيل بما في ذلك قضية الجولان السوري المحتل، وهذا الأمر يشكل توجها وقد يؤدي إلى تفاقم الأزمات في المستقبل القريب.

وأضاف دياب في حواره لفضائية "القاهرة الإخبارية" اليوم الثلاثاء، أنه إذا لم تأتي حكومة موالية للولايات المتحدة، فإن أمريكا ستلجأ إلى تقسيم سوريا إلى أجزاء ودويلات صغيرة، دولة علوية وأخرى سنية وكردية وغيرهم، بحيث لا يتبقى من الجغرافيا السورية الموحدة أمرا يمكن التخوف منه ويشكل تهديدا على المصالح الأمريكية بالشرق الأوسط.

وتابع: "الولايات المتحدة تغطي إسرائيل في عدوانها على سوريا غير المسبوق، وهناك صمت دولي بكل ما يتعلق بإدانة دولة الاحتلال بهذا الهجوم غير المبرر، فلم يكن هناك أي استفزازات على الحدود الإسرائيلية على الإطلاق سواء من النظام السابق لبشار الأسد أو النظام الحالي".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الجولان إسرائيل الولايات المتحدة القاهرة الاخبارية سوريا الاحتلال

إقرأ أيضاً:

حكايات المندسين والفلول في سوريا

آخر تحديث: 13 مارس 2025 - 11:02 صبقلم : فاروق يوسف كنت في مطار دمشق حين سمعت إحدى موظفات السوق الحرة وهي تخبر زميلها أنها رأت عددا من المندسين أمس قرب بيتها. حدث ذلك في مارس 2011، بعد أسبوعين على قيام الحراك الاحتجاجي الشعبي وكان الخطاب الرسمي يركز على وجود مندسين خبثاء بين المحتجين الأبرياء في محاولة لتفسير لجوء السلطات إلى قمع التظاهرات بعنف مبالغ فيه. حتى بالنسبة للحكومة السورية فإن وجود أولئك المندسين كان شبحيا بحيث لم تتمكن وسائل الإعلام من عرض صورة لأحدهم. غير أن ذلك لم يمنع موظفة المطار من القول إنها رأت عددا منهم. وفي ذلك ما يؤكد استعداد الكثيرين لكي يكونوا مادة طيعة لنشر الأكاذيب. ذهب نظام بشار الأسد واختفى المندسون قبله بعد أن تبين أن الجزء الأكبر من الشعب كان مندسا. وكما يبدو فإن مرحلة ما بعد الأسد لم يتم الإعداد لها جيدا لينأى النظام الجديد بنفسه بعيدا عن الحاجة إلى الكذب. فحين وقعت مجازر في مدن الساحل التي تسكنها غالبية علوية صارت وسائل الإعلام الموالية للتغيير في سوريا تتحدث عن معارك تجري ما بين قوات النظام وبين فلول النظام السابق. على الطرفين هناك شيء غامض. فقوات النظام لا يُقصد بها جيش الدولة بالتأكيد، بل هي الفصائل والجماعات المسلحة التي غزت دمشق بعد أن تم ترحيل بشار الأسد من قصر الحكم. أما فلول النظام السابق فقد كشفت الصور عن آلاف العوائل وهي في حالة هلع وذعر وانهيار بعد أن رأت الموت وهو ينقض على حياة المئات من النساء والأطفال والشيوخ. ومثلما حدث مع حكاية المندسين شكك السوريون بحكاية الفلول. لقد انتشرت عشرات الأفلام المصورة بالهواتف لمقاتلي النظام الجديد وهم يرددون شعارات طائفية ويسخرون من ذعر الأطفال وهلع النساء وخوف الشيوخ. غير أن تأكيد أحمد الشرع على أن ما يجري في مدن الساحل كان متوقعا إنما يؤكد على أن كل شيء كان قد جرى التخطيط له وأن ما يجري لم يكن مجرد رد فعل وأن المسلحين الذين قيل إنهم قاوموا في مدن الساحل لم يقوموا إذا كان ذلك صحيحا إلا بالدفاع عن أنفسهم وعوائلهم ومدنهم. وليس صحيحا ما تم تداوله في وسائل الإعلام من أن هناك تمردا يتم إخماده. باعتباري عراقيا يمكنني أن أقول إنه الفيلم نفسه. لقد جرى تصوير النسخة الأولى منه في العراق وها هي النسخة الثانية يتم تصويرها في سوريا. كانت الميليشيات الشيعية الموالية لإيران تقوم بالتطهير الطائفي في المدن ذات الغالبية السنية تحت شعار القضاء على فلول النظام السابق. وكانت الفلوجة ضحية مزدوجة لقوات الاحتلال والميليشيات الإيرانية. كل قتيل إما أن يكون بعثيا أو قاعديا بغض النظر عما إذا كان طفلا أو شيخا أو امرأة. لقد جرى القتل في العراق علنا في ظل صمت عالمي. وهو الصمت نفسه الذي يواجه به العالم عمليات القتل في سوريا. كلمة السر في ذلك هي أميركا. فما دام مشروع التغيير في سوريا قد تم تبنيه أميركيا فإن كل شيء يحدث هناك لن يجرؤ أحد على الاعتراض عليه أو حتى الإشارة إليه من طرف خفي. كان نظام الأسد يكذب في حديثه عن المندسين بطريقة ساذجة. أما الحديث عن الفلول فهو كذبة فيها الكثير من الابتذال القاسي. ذلك لأنها شعار ينطوي على محاولة تمرير ما تم ارتكابه من مجازر سُميت في سياق الكذبة نفسها معارك. أما الطرف الأضعف الذي حاول أن يدافع عن نفسه فسيوضع في قائمة أعداء التغيير المطالبين بعودة الأسد. غطاء أبله لجريمة كانت متوقعة حسب الرئيس الشرع. أما كان في إمكان الدولة السورية الجديدة أن تمنع وقوع تلك الجريمة؟ ولكن العلويين هم الفئة السورية الثانية التي يتم استهدافها بعد الدروز. فهل بدأت الحرب المتوقعة على الأقليات من غير الالتفات إلى أن سوريا هي بلد أقليات أصلا؟ تبسيط المسألة السورية ليس في صالح السوريين. سوريا بلد معقد. روحه متشظية بين جهات متباعدة ومختلفة. تاريخها يقوم على التعدد الديني والعرقي والطائفي. وليس من المستبعد أن تقود النظرة الأحادية المتشددة إلى تمزيق سوريا بدءا من تدمير روحها القائمة على التعدد. فإذا كان العلويون غير مسؤولين عما فعله نظام الأسدين فإن الانتقام منهم سيكون بمثابة إشارة إلى الطوائف والأعراق الأخرى لكي تنتظر مناسبة القصاص منها. في حالة من ذلك النوع ستكون سوريا دولة التطهير العنصري رقم واحد في عصرنا.

مقالات مشابهة

  • أمريكا و”إسرائيل” والجماعات التكفيرية.. مثلث الشر في سوريا
  • الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات على وزير النفط الإيراني
  • «أحمد عمر هاشم»: زواج النبي من السيدة عائشة وهى صغيرة لحكمة إلهية «فيديو»
  • بعد اتفاقه مع قسد..هل فكك الشرع سيناريوهات تقسيم سوريا؟
  • الكويت ترحّب باستضافة المملكة محادثات بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا
  • حكايات المندسين والفلول في سوريا
  • رويترز: أمريكا شجعت قسد على إبرام اتفاق مع النظام السوري الجديد
  • قطر ترحب باستضافة المملكة محادثاتٍ بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا
  • محلل سياسي: حديث إسرائيل عن تقسيم جنوب سوريا لمناطق أمنية احتلال رسمي
  • بردية غزيرة ترسم لوحة فنية على الأرض في تبوك .. فيديو