حكم الاعتماد على الساعات الذكية والأجهزة الإلكترونية في تحديد مواقيت الصلاة
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إنه يجوز الاعتماد على على الساعات الذكية والأجهزة الإلكترونية في تحديد مواقيت الصلاة، وذلك متى أجيزت من قبل الُمختَصِّين، وكانت مضبوطة وفق توقيت بلد مستخدمها.
مواقيت الصلاة المكتوبة
وأوضحت الإفتاء أنه من المقرَّرِ شرعًا أنَّ لكلِّ صلاةٍ وقتًا معلومًا ومحدَّدًا ضبطه الشرع الشريف؛ وأمر المسلم بأداء الصلاة فيه؛ ويدلُّ على ذلك قول الله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103].
قال الإمام النسفي في "مدارك التنزيل" (1/ 392، ط. دار الكلم الطيب): [مكتوبًا محدودًا بأوقاتٍ معلومة] اهـ.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنَّه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن وقت الصلوات، فقال: «وقت صلاة الفجر ما لم يطلع قرن الشمس الأوَّل، ووقت صلاة الظهر إذا زالت الشمس عن بطن السماء، ما لم يحضر العصر، ووقت صلاة العصر ما لم تَصْفَرَّ الشمس، ويسقط قرنها الأوَّل، ووقت صلاة المغرب إذا غابت الشمس، ما لم يسقط الشَّفَق، ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل» أخرجه مسلم.
وقد نقل غير واحدٍ من العلماء اتِّفاق العلماء على ذلك، قال الإمام ابن رشد في "بداية المجتهد" (1/ 100، ط. دار الحديث): [اتَّفق المسلمون على أنَّ للصلوات الخمس أوقاتًا خمسًا هي شرط في صحَّة الصَّلاة، وأنَّ منها أوقات فضيلة وأوقات توسعة، واختلفوا في حدود أوقات التوسعة والفضيلة] اهـ.
كيفية معرفة مواقيت الصلاة
ويستدل على دخول وقت الصلوات من خلال الأمارات التي أناطها الشرع الشريف بحركة الشمس، وقد فهِمَها الفقهاء فعيَّنوها في كتبهم وفَصَّلوا القول في ذكرها.
ولا خلاف بين الفقهاء في أن دخول وقت صلاة الفجر بطلوع الفجر الثاني، ووقت الظهر بزوال الشمس، ووقت المغرب إذا غربت الشمس، ووقت العشاء بمغيب الشفق، والمراد بالشفق هو الشفق الأحمر على ما قرَّره جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة وأبو يوسف ومحمد من الحنفية وهو رواية عن الإمام أبي حنيفة.
بينما يدخل وقت العصر عندما يكون ظل كل شيءٍ مثله، على ما قرره جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة وأبو يوسف ومحمد من الحنفية وهو رواية عن الإمام أبي حنيفة، خلافًا لمعتمد الحنفية في أن وقت العصر يدخل إذا بلغ ظل كل شيءٍ مثليه.
حكم الاعتماد على الساعات الذكية والتطبيقات الإلكترونية في معرفة مواقيت الصلاة والصوم
وأكدت الإفتاء أن علماء الفلك والمختصون في المواقيت فهموا هذه العلامات فَهمًا دقيقًا، ووضعوها في الاعتبار، وضبطوها بمعايير العصر الفلكية، ووقَّتوها به توقيتًا دقيقًا، وهي أبعد عن الخطأ وأدعى لاجتماع المسلمين، ومن المقرر شرعًا أنَّ كافة الأمور العلمية يُرجَع فيها إلى أهل العلم والاختصاص بها، وهم أهل الذكر الذين سمى الله تعالى في كتابه الكريم وأَمَر بالرجوع إليهم في قوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 43].
والاعتماد على الهواتف الذكية والتطبيقات المذكورة في معرفة مواقيت الصلاة إنما هو وسيلة للكشف عن تلك المواقيت وفق ما حدده أهل الاختصاص في هذا الشأن.
فإذا تمَّ ضبط الساعات الذكية وكذلك الأجهزة الإلكترونية وَفق المواقيت المُحدَّدة سلفًا من قِبَل المختَصِّين كان الاعتماد عليها في معرفة دخول المواقيت جائزًا؛ إذ إنَّها حينئذٍ تُعدُّ كاشفة عن تلك المواقيت، مع مراعاة أن تكون مضبوطة وَفْق التوقيت الخاص ببلد مستخدم تلك التقنية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء المصرية الإفتاء مواقيت الصلاة الساعات الذكية الساعات الذکیة مواقیت الصلاة الاعتماد على ووقت صلاة وقت صلاة
إقرأ أيضاً:
هل يجوز الإسراع في صلاة الظهر لادراكها قبل العصر.. أمين الفتوى يرد
في ظل تساؤلات كثيرة حول أداء الصلاة في أوقاتها، قدمت دار الإفتاء المصرية توضيحًا مهمًا بشأن أحكام الصلاة عند سماع الأذان مباشرة، وكذلك حكم الإسراع في أداء الصلاة خوفًا من دخول وقت الصلاة التالية.
الإسراع في الصلاة قبل دخول وقت الصلاة التالية
أجاب الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، على سؤال ورد عبر الصفحة الرسمية للدار حول حكم الإسراع في الصلاة خوفًا من دخول وقت الصلاة التالية.
وأوضح أن الصلاة تُعتبر حاضرة إذا أدرك المصلي ركعة واحدة قبل أذان الصلاة التالية، أما إذا لم يدرك ذلك، فإنها تُعد قضاء.
وأكد الشيخ شلبي أنه يجوز للمصلي الإسراع في الصلاة شريطة الحفاظ على أركانها وسننها دون إخلال، مشددًا على أن الخشوع والتدبر هما أساس صحة الصلاة. وأضاف أن الأفضل للمسلم هو أداء الصلاة في وقتها المحدد لتجنب الوقوع في القلق والتقصير.
الصلاة عند سماع الأذان مباشرة
وفي موضوع آخر يشغل أذهان كثيرين، أوضح الشيخ محمود شلبي أن الصلاة جائزة بمجرد سماع الأذان، إذ أن الأذان نفسه إعلان بدخول وقت الصلاة.
وأشار إلى أن التأخير الذي تقوم به جماعة المسجد بعد الأذان يهدف إلى تمكين الناس من إدراك الجماعة، وليس لاعتبار أن الوقت لم يدخل بعد.
وأضاف أن الأفضل للمسلم أن ينتظر لحظات بعد بدء الأذان ليتمكن من ترديد كلمات الأذان مع المؤذن، ثم يدعو بدعاء الوسيلة، ويصلي السنة إن كانت موجودة، قبل أداء الفريضة، ليحصل على كامل الأجر والثواب.
تفصيل في الحكم
وأكد الشيخ شلبي أن مجرد بدء الأذان بكلمة "الله أكبر" يعد إعلانًا رسميًا بدخول وقت الصلاة، مما يجعل الصلاة صحيحة في هذه اللحظة. ومع ذلك، أشار إلى أن الالتزام بترديد الأذان مع المؤذن من السنن التي لها أجر عظيم، حيث وعد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمغفرة لمن يلتزم بذلك.
نصيحة من دار الإفتاء
دعت دار الإفتاء المصرية المسلمين إلى الالتزام بأداء الصلاة في أوقاتها، وأوضحت أن الوقت الذي يستغرقه الأذان وترديده مع المؤذن لا يتعدى دقائق قليلة، لذا يُفضل اغتنام هذه اللحظات للحصول على الأجر والثواب. كما أكدت أن الخشوع والتدبر في الصلاة يبقيان الأساس الذي لا غنى عنه لضمان قبولها.