برنامج أممي يخفف أزمة المياه في الكفرة وسط تحديات التصحر
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
ليبيا – تقرير أممي يسلط الضوء على أزمة المياه في الكفرة وتأثيرها على الزراعة والحياة اليومية
شريان الحياة في الكفرة: الماء ودوره الحاسمنشر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تقريرًا ميدانيًا وصف فيه الماء بأنه “شريان الحياة الأساسي” للمزارعين في بلدية الكفرة، مشيرًا إلى دور المياه في تأمين المعالم الحياتية والمعيشية للسكان المحليين.
ألقى التقرير الضوء على بلدية الكفرة الواقعة في جنوب شرق ليبيا، ثاني أكبر واحة في إفريقيا، المتميزة بمناخها الفريد الذي يجمع بين التأثيرات الاستوائية والمتوسطية. وتشتهر الكفرة بزراعة فاكهة “المانجا” ونباتات استوائية أخرى. ومع ذلك، يكافح المزارعون، مثل أحمد الأمين، للحفاظ على إنتاجهم الزراعي بسبب المحدودية الشديدة في الموارد المائية.
صرح المزارع أحمد الأمين:
“من دون المياه لن يكون هناك إنتاج ولا خضروات ولا فواكه. غياب الموارد المائية يعني خسارة هذه النباتات، وهو ما سيؤثر بشكل كبير على ليبيا عامةً والكفرة خاصةً.”
يعتمد نظام الإمدادات المائية في الكفرة على ضخ المياه من الآبار إلى شبكات المياه المختلفة. لكن محدودية عدد الآبار، لا سيما خلال أشهر الصيف الحارة، أدت إلى شح حاد في المياه. وأفاد المجلس البلدي في الكفرة بمعاناة سكان حي الشورى من صراع يومي لتأمين مياه الشرب، مما اضطرهم إلى التوجه للمناطق المجاورة.
مبادرة أممية لتخفيف الأزمةاستجاب مشروع “الإنعاش والاستقرار والتنمية الاجتماعية الاقتصادية” التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والممول من “صندوق الطوارئ في إفريقيا” التابع للاتحاد الأوروبي لهذا الوضع. وشمل المشروع حفر بئرين جديدين لتعزيز إمدادات المياه، ما أسهم في تحسين الوضع المائي لنحو 6,600 من سكان المنطقة. وأكد المجلس البلدي أن البئر الجديد ساعد في تخفيف مشقة الحصول على الماء في حيي الشورى والمختار.
أزمة المياه في ليبيا وتأثيرها على الزراعة والأمن الغذائيأشار التقرير إلى أن ليبيا تحتل مرتبة متقدمة بين أكثر الدول معاناة من نقص المياه عالميًا، حيث تعتمد بنسبة 97% على الموارد الجوفية. هذا الوضع الحرج ألقى بظلاله على الزراعة والأمن الغذائي والرفاهية العامة لليبيين، ما يجعل المياه عنصرًا حاسمًا للحياة.
هجرة محتملة بسبب شح المياهاختتم التقرير بكلمات المزارع أحمد الأمين الذي حذر من تداعيات استمرار أزمة المياه:
“إذا أصبحت المياه شحيحة، فسوف يضطر الناس، بمن فيهم أنا، إلى الهجرة نحو المناطق الساحلية الأكثر غزارة بالمياه. الموارد المائية تمثل شريان الحياة لهذه المنطقة، وخاصة في الكفرة.”
ترجمة المرصد – خاص
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: أزمة المیاه فی الکفرة المیاه فی
إقرأ أيضاً:
وزير الري يؤكد تزايد التحديات التي تواجه الموارد المائية عالميا
أكد الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، تزايد التحديات التي تواجه الموارد المائية عالمياً نتيجة لتسارع وتيرة التنمية والزيادة السكانية وتغير المناخ، وهو ما أدى لتراجع نصيب الفرد من المياه والتأثير سلباً على نوعيتها في العديد من دول العالم، وهو ما يعيق قدرة الدول على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف السادس المتعلق بالمياه.
جاء ذلك في كلمة لوزير الري، خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية لـ المؤتمر العالمي لتحلية المياه، والمنعقد في العاصمة الإماراتية أبوظبي تحت شعار معالجة ندرة المياه.
وقال سويلم، إن مصر تواجه تحديات عديدة في مجال المياه والناتجة عن الزيادة السكانية ومحدودية الموارد المائية وتغير المناخ، حيث يتم العمل حالياً على تنفيذ عملية تطوير شاملة للمنظومة المائية من خلال العديد من المشروعات والإجراءات تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري 2.0، والتي يعد من أهم محاورها إدخال تكنولوجيا المعالجة المتطورة وتحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء.
وأشار الوزير إلى أهمية التحول للتحلية للإنتاج الكثيف للغذاء كأحد الحلول المستقبلية لمواجهة تحديات المياه والغذاء على المستوى العالمي، مع ضرورة النظر لعنصر الطاقة الذي يمثل نسبة كبيرة من تكلفة عملية التحلية، خاصة مع التراجع المستمر في تكلفة إنتاج الطاقة من الخلايا الشمسية، والذي سينعكس على تقليل تكلفة التحلية، وبالتالي فإنه يمكن الاعتماد على الطاقة الشمسية لجعل "تحلية المياه لإنتاج الغذاء ذات جدوى اقتصادية شريطة استخدام المياه المحلاة في الإنتاج الكثيف للغذاء، ومراعاة إعادة دراسة البصمة المائية للمحاصيل، حيث من المتوقع أن تتراجع هذه البصمة المائية مستقبلاً نتيجة استخدام نظم الزراعة المتطورة، مما يعني تراجع معدلات استهلاك المحاصيل للمياه.
وشدد على أهمية استخدام المياه المحلاة بأعلى كفاءة اقتصادية من خلال استخدامها في تربية الأسماك ثم استخدام نفس وحدة المياه في الزراعة بالتقنيات المتطورة، والتي تحقق أعلى إنتاجية محصولية لوحدة المياه تقنية الأكوابونيك، بالإضافة إلى استخدام المياه شديدة الملوحة الناتجة عن عملية التحلية في تربية الروبيان الملحي الأرتيميا والطحالب التي تتحمل درجات الملوحة العالية.
وأوضح وزير الري أن الدول العربية، والتي تُعد من أكثر مناطق العالم من حيث السطوع الشمسي، لديها الفرصة في إنتاج الطاقة المتجددة واستخدامها في الزراعة بشكل اقتصادي، وهو ما يتطلب تعزيز التعاون بين الدول العربية في هذا المجال، وهو ما تحقق مؤخرا بتنسيق متميز بين مصر والإمارات والسعودية لتبادل الخبرات في مجال التحلية وإعداد نموذج ناجح للتحلية للإنتاج الكثيف للغذاء، والذي يُمكن تطبيقه لاحقاً في باقي الدول.
اقرأ أيضاًوزير الري يؤكد حرص مصر على تقديم كافة أشكال الدعم للسودان الشقيقة
وزير الري يشارك في جلسة التحلية باستخدام الطاقة المتجددة ضمن مبادرة AWARe
وزير الري يؤكد أهمية تضافر جهود الدولة والمواطنين لترشيد المياه