قال رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، محمد خليفة المبارك، إن "الإمارات تعمل على خلق تجارب رائعة يستمتع بها الجميع".

 وأضاف خلال استضافته في برنامج ديفيد روبنشتاين، وفقاً لوكالة بلومبرغ، أن "الشيخ زايد كان رجلاً صاحب رؤية عظيمة.. ويسير على خطاه رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد". مؤكداً أن الجميع في الإمارات جزء من نسيج واحد، يعكس نموذجاً فريداً في التنوع.

وأوضح المبارك "هدفنا أن نواصل التطور، وأن نصبح أفضل دائماً".

عن العاصمة

وتطرق رئيس دائرة الثقافة والسياحة، إلى الحديث عن عاصمة دولة الإمارات، قائلاً: "رسالتي عن أبوظبي: الزيارة خير دليل.. وهذا المكان له خصوصية شديدة". وأضاف "أعتقد أن ما يميز عملي ويجعله مثيراً للاهتمام حقاً، هو الشغف الذي يغرسه في نفسي وفي نفوس جميع زملائي".

وتابع "هنا في أبوظبي، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة عموماً، لدينا هدف مميز للغاية وشديد الخصوصية، ألا وهو السعي المستمر لتحسين نوعية الحياة وجودتها".

تجارب رائعة

وتحدث المبارك أيضاً عن دور دائرة الثقافة والسياحة، قائلاً "إننا نعمل باستمرار، جنباً إلى جنب مع جميع زملائنا وشركائنا، من أجل خلق تجارب تلبي احتياجاتهم".

وأوضح "كما ترى في أبوظبي وفي دولة الإمارات عموماً، هناك تجارب جديدة كل عام؛ فهناك إضافات للمؤسسات، وإضافات لمفاهيم جديدة تنشأ وتخلق هذه التجارب الرائعة، التي يمكن للناس أن يعتزوا بها، ويستمتعوا حقاً".

تطوير تاريخي وثقافي

وقال رئيس دائرة الثقافة والسياحة "إنني ممتن ومحظوظ جداً بالعمل في حكومة تتفتق أذهان القائمين عليها طوال الوقت عن أفكار مستقبلية، ولا تقتصر رؤيتهم على الاستثمار في المؤسسات الثقافية والأفكار الحديثة فقط، وإنما تشمل أيضاً الاهتمام بتاريخ نشأة هذا البلد".

وتابع "أفكارهم تصبٌّ أساساً في تنمية الدولة، بمشاريع ترفيهية ومتنزهات وحدائق عامة وشواطئ، وغيرها الكثير، وتتطور هذه الأفكار والخطط بشكلٍ مستمر بالتزامن مع تطور دولة الإمارات العربية المتحدة، والعاصمة أبوظبي".

الأب المؤسس.. رؤية عظيمة

وعند سؤاله عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، قال المبارك: "الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، كان قائداً صاحب رؤية عظيمة".

وأضاف "من خلال رؤيته الملهمة، تأسست هذه الدولة بحيث تلبي رغبات شعبها واحتياجاته، وقد سار على خطاه وأتمَّ مساعيَه، رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله".

استغلال الموارد

وحول الاعتماد على موارد البلاد واستثمارها، أوضح "حرصنا على مرِّ العصور على الاستثمار في مواردنا الطبيعية، سواء كانت لآلئ أو نحاساً. ولطالما كنا شريكاً تجارياً لشعوب كثيرة. فلدينا طرق التجارة القديمة، سواء إلى بلاد الرافدين أو إلى الصين القديمة".

وأضاف "لطالما استثمرنا في الموارد الطبيعية على مرِّ العصور. وكما استثمرنا في النفط، فإن الخطوة التالية هي الاستثمار في أهم مورد طبيعي على الإطلاق، ألا وهو البشر".

وتابع "لدينا واحدة من أجمل اللوحات في متاحفنا على الإطلاق داخل متحف اللوفر أبوظبي، ألا وهي لوحة القديس (يوحنا المعمدان) لدافنشي، وهي لوحة بديعة جداً، ونقدمها بشكل رائع، لأن طريقة عرضنا في متحف اللوفر أبوظبي مثيرة جداً للاهتمام، إذ تمنحك رؤية فريدة من نوعها لكل ما تنظر إليه، سواء كانت لوحة فنية أو قطعة أثرية، وهذا نوع من التفاعل الوجداني الشديد مع ما تنظر إليه أياً كان".

نسيج واحد

وعن مواطني الدولة والمقيمين، قال رئيس دائرة الثقافة والسياحة "أعتقد أن ما يميز دولة الإمارات العربية المتحدة، أننا نستضيف أكثر من 200 جنسية مختلفة. وقد أصبحوا جميعاً جزءاً من نسيج البلد والمدينة".

وأضاف "نحن نحتفي بهذا التنوع، بهوية الجميع وخلفياتهم وتراثهم وتاريخهم. وما من وسيلة أجمل من بناء هذه المؤسسات الجميلة لإنجاز ذلك".

وأشار إلى أن "هذه المتاحف مؤسسات تعليمية ومجتمعية في آنٍ واحد، لذلك، أردنا أن ننسج قصة متكاملة، يستمتع بها الزائر عندما يأتي إلى المنطقة الثقافية في السعديات، وإذا سمحتَ لي بسرد القصة من بدايتها، فستجد أنها تبدأ من متحف التاريخ الطبيعي، إذ يمكنك أن تتعرف على قصة حياتنا وكيف أصبحنا نحن البشر هكذا، وكيف نشأت الأرض، وكيف تشكَّلَ الكون كله من منظورٍ علميّ بحت".

وأضاف "نحن منخرطون في الفنون التعبيرية أيضاً. وقد أعلنت منظمة اليونسكو أبوظبيَ مدينةً للموسيقى. والموسيقى من الفنون المقربة جداً إلى قلوبنا. وكما ذكرتُ آنفاً، عندما تعيش مع أناس من أكثر من 200 جنسية، ستكتشف أنهم يجلبون إليك لمساتهم الموسيقية. لذا فإن تقويم فعالياتنا حافلٌ بالموسيقى على اختلاف ألوانها، بدايةً من الموسيقى الكلاسيكية مروراً بالهيب هوب والموسيقى الشعبية، والموسيقى الكورية الشعبية وغيرها".

وتابع "بعد جائحة كوفيد-19، عندما ظنَّ العالم أن هذه الفعاليات الحية لن يحضرها أحد، استطعنا أن نبيع تقريباً جميع التذاكر لكل فعالية موسيقية حية، تلبيةً لاحتياجات جميع الفئات بتنوعها".

الثقافة والهوية

وفيما يتعلق بهذا الجانب، قال المبارك "إننا نؤمن إيماناً راسخاً بأن الثقافة هي العمود الفقري لأي مجتمع متطور. ولا بد أن تكون الثقافة جزءاً لا يتجزأ من هويتنا، كما كانت دائماً. لذلك، فإننا لم نُشيِّد هذه المؤسسات ليشاهدها السياح فقط، وإنما بنيناها لسكان الإمارات ولأجيال المستقبل هنا في أبوظبي وفي دولة الإمارات العربية المتحدة".

وأضاف "بطبيعة الحال، لدينا الجانب السياحي. ففي العام الماضي، استقبلنا ما يقل قليلاً عن 5.3 ملايين سائح، ونستهدف استقبال ما يربو على 6 ملايين سائح هذا العام".

وأكد أن هذه المتاحف مؤسسات تعليمية في الأساس، يستطيع الأطفال دخولها مجاناً، كما أن أي شخص تجاوز الـ 60 من عمره يدخل بلا تكلفة، ويحصل الذين يُجرون أبحاثاً، على خصومات. فضلاً عن ذلك، يحقُّ لهم دخول جميع مختبراتنا البحثية. فهذه المتاحف، كما ذكرت، منشآت تعليمية ومجتمعية في آنٍ واحد.

الإمارات.. أرض السلام

وتحدث المبارك أيضاً عن ثقافة التسامح والسلام في الإمارات، قائلاً: "ما يسعى إليه البشر أولاً وقبل كل شيء هو السلام والوئام. ودولة الإمارات العربية المتحدة تستضيف أشخاصاً من أكثر من 200 جنسية من مختلف أنحاء العالم، على اختلاف ثقافاتهم".

وأضاف "التركيز هنا ينصبُّ على كيفية الحفاظ على سلامة مجتمعنا وعلى ثقافة التسامح والسلام، والتأكد من أننا نتعاون من خلال العلاقات الدبلوماسية لضمان إيجاد حلول تلبي احتياجات ورغبات العالم بأسره، فيما يتعلق بالتعايش السلمي".

وتابع "مدينتنا أبوظبي، واحدة من أكثر مدن العالم أماناً على الإطلاق. ويرجع ذلك أولاً إلى أن هناك استراتيجية واضحة وخطة جلية لإنجاز ذلك، ويرجع في المقام الثاني إلى أن الجميع هنا يحبون أسلوب الحياة في هذه المدينة ويرغبون في الحفاظ عليه. لذا، يعمل الجميع يداً بيد للحفاظ على هذا المستوى المعيشي".

العمل من أجل المستقبل

وفي حديثه عن المستقبل، ذكر المبارك أن "المستقبل يعتمد في حقيقة الأمر على فكرة أن علينا أن نتمهل، ولكن، ليس علينا أن نتوقف عن التطور. علينا أن نواصل التطور، وعلينا أن نصبح أفضل دائماً وأبداً. وعلينا دائماً أن نلبي احتياجات أجيال المستقبل ورغباتهم".

وأضاف "هذا ما يجعل هذه الوظيفة مميزة، لأنك تفكر دائماً في المستقبل. وهذا هو سر تميُّز دولة الإمارات العربية المتحدة. علينا أن نفكر فيما يخبئه المستقبل لنا".

رسالة عن أبوظبي

واختتم رئيس دائرة الثقافة والسياحة، حديثه بالقول: "الرسالة التي أريد نقلها إلى الناس عن أبوظبي مفادها: الزيارة خير دليل".

وأضاف "أعتقد أننا في حقيقة الأمر نسمع شائعات كثيرة. ولكن الواقع أن على المرء أن يجتهد قليلاً، وأن يجري بحثاً بنفسه، وأن يتفضل بزيارتنا، لأنك بمجرد أن ترى ما يجري هنا على أرض الواقع، ستكتشف أن هذا المكان له خصوصيته الشديدة".

وتابع "إنه مكان يدعو إلى الانتماء والتواصل والتفاهم والتعايش. وكلُّ ما نفعله يصبُّ في مصلحة الجيل القادم والأجيال التي تليه، لذا، فإنني أحب أن يكون الجميع جزءاً من هذا الإنجاز معنا".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات دولة الإمارات العربیة المتحدة رئیس دائرة الثقافة والسیاحة فی أبوظبی علینا أن

إقرأ أيضاً:

انطلاق الملتقى الثاني لـ«مفكرو الإمارات» 28 يناير

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة وفد قطري يطلع على ركائز مجمع القرآن الكريم بالشارقة تدشين بناية «وقف بركة الدار» في الشارقة

يستعد مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية لعقد النسخة الثانية من الملتقى السنوي لـ«مفكرو الإمارات» في 28 يناير الجاري، تحت شعار «أفكار وطنية خلَّاقة». ويجمع الملتقى نخبة من رواد الفكر، والأكاديميين، والمتخصصين بمختلف المجالات، لمناقشة موضوعات استراتيجية ذات أولوية وطنية، وتقديم توصيات تتماشى مع الأهداف الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ويمثل الملتقى، المقرَّر عقده بمنتجع سانت ريجيس السعديات - أبوظبي، محطة فكرية بارزة ضمن مشروع «مفكرو الإمارات»، الذي أطلقه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في يناير 2022 بمباركة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، ويهدف إلى استثمار العقول الإماراتية، وتسخير معارفها لتشكيل ملامح المستقبل، ودعم مسيرة النهضة الشاملة التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة.
كما يهدف الملتقى إلى دعم حركة البحث العلمي، وتوسيع نطاق حضور المفكرين والأكاديميين والمبتكرين الإماراتيين محليّاً وعالميّاً، وتفعيل إسهاماتهم في جهود التطوير والتنمية المستدامة، إلى جانب تعزيز مصادر القوة الناعمة للدولة.
ويجسِّد شعار هذا العام توجه القيادة الإماراتية نحو تعزيز الابتكار والإبداع في مختلف المجالات، وتحويل الأفكار الخلَّاقة سياساتٍ وبرامجَ توفِّر حلولاً عملية للتحديات الراهنة والمستقبلية، وتضمن بقاء الإمارات في مقدمة الدول التي تخطط للمستقبل وتشارك في صنعه بدلاً من انتظاره.
ومن المقرَّر عقد مؤتمر صحفي في الفترة المقبلة للكشف عن المحاور الرئيسية للملتقى الثاني لـ«مفكرو الإمارات»، وأبرز المتحدثين فيه، وأهم جلساته الحوارية والتفاعلية، فضلاً عن التعريف بالملتقى، ودوره في تقديم أفكار إبداعية تخدم تطلُّعات الدولة المستقبلية. ويأتي تنظيم الملتقى في نسخته الثانية بعد نجاح النسخة الأولى التي عُقدت في فبراير الماضي تحت شعار «مفكرو الإمارات 2024: تفاعل وإسهام»، بمشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين وصنَّاع القرار والمفكرين الإماراتيين، وناقشت محاور جوهرية مثل التعليم، والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المستقبل، والهوية والشخصية الإماراتية، إضافةً إلى الاستدامة واقتصاد المستقبل.

مقالات مشابهة

  • إيران تعلن الإطاحة بشبكة تجسس في خوزستان تعمل لصالح دولة خليجية
  • محمد بن حمد يهنئ الهنداسي بتخرّجه في كلية خليفة
  • انطلاق الملتقى الثاني لـ«مفكرو الإمارات» 28 يناير
  • برقية تهنئة من رئيس دولة الإمارات إلى رئيس الجمهورية جوزيف عون
  • "محمد بن زايد سات" يفتح آفاقاً جديدة في علوم الفضاء برؤية إماراتية
  • حمدان بن محمد يهدي الشيخة هند رائعة شعرية مغناة
  • جامعة نيويورك أبوظبي تطلق برنامج الدكتوراه في الفيزياء الفلكية وأنظمة الفضاء لإعداد كوادر المستقبل في مجال استكشاف الفضاء
  • وزير الثقافة عن أزمة طلاء أسدي قصر النيل: دهان جديد لمقاومة العوامل الجوية
  • تنفذها «إرث زايد الإنساني».. مبادرات بيئية ومجتمعية إنسانية في البرازيل بـ40 مليون دولار
  • خليفة بن طحنون بن محمد يُقدِّم واجب العزاء في وفاة عبدالله أمين الشرفاء