aloomar@gmail.com
بقلم عمر العمر
رغم تباين رؤى السودانيين ومواقفهم تجاه الحرب الراهنة إلا أنهم يتقاسمون قلقا عميقاً خشية انحدار الوطن صوب الإنهيار. بعضٌ يجنح به الشعور حد بلوغ حافة الانهيار . بل ربما بلغ اليأس الوصول إلى عمق الخطر بالفعل. تلك المشاعر وليدة الإحباط الناجم عن ركام أفعال شريحة محدودة استأثرت بمفاتيح دولاب الدولة وبالامتيازات .
*****
تحت هذه الهيمنة الأوليغارشية تلبّست روح القطيع قطاعاً عريضا من المجتمع ، حتى غدت مهمة التبشير بإحداث تحولٍ ديمقراطي إيجابي مهمةً عسيرةً على أي فئة مؤمنة بحتمية التغيير. ثالثة الأثافي في الأزمة السودانية حالة الإرتباك الفكري والتشظي التنظيمي وسط القوى المتصدية لقيادة مهمة التغيير. فهي عاجزة عن بلورة إطار فكري أو اجماع على آليات في شأن إحداث ذلك التحول.هذا القصور الفاضح أضاف لأهل السلطة والامتيازات فرصة تعزيز مكانتهم أمام القطيع ،فقط بإثارة الذعر من أخطار ماحقة حال الانجراف مع تيار التغيير المضطرب المرتبك العاجز . هكذا أمكن عبر ماكينة الإعلام المُسلّطة التخويف من هدم البيت برمته دون وجود أي بديل.لذلك أمكن بنجاح تسويق ليس في الإمكان أفضل مما هو كائن.
*****
هكذا ساهمت شريحة قيادة حركة التغيير في تعزيز هيمنة الأوليغارشية ثم انتصارها دون اضطرارها لتقديم وعود بإحداث تطويرٍ على المشروع الكسيح ، التنازل عن بعض الامتيازات أو إتاحة هامشٍ في السلطة للمشاركة و التطهرِ من الفساد الماحق أو تحقيق قدرٍ من العدالة.على التقيض من ذلك هي تُصعّد نبرة التهديد وقبضة الوعيد.في ظل الاهتراء الراهن على صعيد الوطن بأسره يصبح الحديث عن وجود أي قدر من ممارسة السياسة ضرباً من الهذيان. ما يحدث ليس غير صنوف من الارتجال، الانفعال والطيش.بل ليس مبالغةً القولُ فيه مسٌ من الخبل أو ربما الجنون .فالأزمة لا تتمثل فقط في ما يتعرض له الوطن من تدمير عشوائي وما يكابد الشعب من تهجير وتشريد قسري. بل في فداحة التوحش داخل هذا العنف .فعن أي نظام حاكم يمكن الجدل وعن أي سياسة أو ساسة يوجّه العقل.بعدما يفلح صنعة الرأي العام -إن وجدوا أو وُجد- في تشخيص الأزمة وتعريف دوافع الحرب وغاياتها ،يمكن وقتئذٍ فقط الكلام عن سياسة وقيادة مدنية و عسكرية !
*****
روح القطيع المهيمنة تترقب معجزة تدفعها خارج نفقٍ سيقت إليه مستسلمة . في سياق العجز المتكافئ بين حملة السلاح لايبدو ثمة ضوء داخل العتمة أونهاية قريبة أو انتصار حاسم لأي من الفئات الضالة. حينما يرفع أبناء وطنٌ السلاح في وجه بعضهم البعض يصعب إغلاق الحدود أمام القوى الخارجية في عالم تتربص طموحات الدول وأطماعها بكل مساحة تتيح لها الاستثمار في الأزمات القطرية. لذلك لا يجدي الجأر بالشكاية من تدخل قوى أجنبية طالما فتحنا أسوار الوطن بأيدينا وغفلتنا أمام الآخرين .فما من دولة في عالم اليوم خاليةً من أزمات أو محصنةً ضدها.بعضٌ من تلك الأزمات سياسية وأكثرها اقتصادية وقليلٌ منها بفعل أطماعٍ في وجه أطماع مضادة.تراكم الأزمات على كاهل الدول أفضى إلى تكسير الحدود وتدفق موجات عابرة في صيغة دفقات من فائض رؤوس أموال، أرتال عسكرية ، تيارات ثقافية وأمواج بشرية.فالدول مطالبة بتحصين حدودها ضد كافة أشكال التدخل عابر الحدود.السودان يحتاج أكثر من غيره للحصانة استنادا لثرواته أولا وهشاشته تالياً
*****
إذا ظل من ثورة ديسمبر أثرٌ باقٍ فهو تجريدها انقلاب اكتوبر وتفريخاته من المشروعية.من ثم لن يكتسب أي تشكيل يخرج من تحت رماد هذه الحرب أوكسجين الحياة ومشروعية البقاء من قبل معسكر الثوار. هذا معسكر يتضخم بجموع العائدين من ملاذات النزوح وتزايد أعداد الفقراء، الشباب المعطّلين والمتبطلين. هؤلاء جميعهم لم يعودوا يخشون شيئا أو على شيءٍ.هذه حقيقة لا ينبغي إغفالها أو تجاهلها من قبل كل من يتوهم إعادة تحويل الوطن إلى سجن تحت الأفق من أجل استرداد الاحتكار و الامتيازات أو تورّط في تحويل الوطن إلى مقبرة مفتوحة .من حق أي طرف الرهان على هزيمة الطرف الآخر لكن عليهما الاقتناع بأن ليس في قدرة أيٍّ منهما بلوغ انتصار حاسم وشيك. لذلك يرفعون سقف زمن القتال .ربما على من يتوهم الاستعانة بميليشيا في بناء دولة إعادة قراءة فصول (الكتائب ) في الكتاب اللبناني و تجربة(جيش لبنان الجنوبي ) في سيرة الكيان الإسرائيلي.
*****
على قدر اتساع مساحة الاقتتال الزمانية تتجذر ثقافة العنف فتتسع الفجوة بين الشعب والسلم الاجتماعي. فضمن هذه الثقافة يُروّج دوماً القول (القوة هي الحق ). تلك معضلة تزيد من الحواجز والألغام على درب الاستقرار ، بث الأمن ، بسط السيادة، شبكات الخدمات ،إعادة البناء والتنمية .هذه مهام الساعة التالية . لكن لايمكن إنجازها بالرصاص. هي مهام عسيرة التنفيذ في مجتمع تعرّض قسرا إلى صدمة قهر جماعية زادت من شروخ سلمه وهويته. لعل أبرز متطلبات النهوض من بين ركام الخرب الكارثة وجود قائد له قدرة الإقناع على نحو يجعل من حكمة فريدريك نيتشه(ما لا يقتلني يزيدني قوة) شعاراً معاشا على الصعيد الشعبي بأسره .الحياة بعد الحرب تتطلب زعيما لا يؤمن فقط بمقولة هنري كيسنغر ( الشعوب تُحكم بالخبز وليس بالسلاح ) بل يكرّس جهد حكومته لتنفيذها. فهذه إحدى أنجع خطط الحكم الرشيد لقمع أطماع الباحثين عن الامتيازات والاحتكارات
*****
إذا لم يقتنع المتآمرون على الشعب - بعد هدر الوقت والقدرات في ظل هذه المحرقة المأفونة- أن الحرب مغامرة خاسرة فعليهم إدراك أن إعادة بناء الوطن لن تكون صفقة رابحة أو خاسرة بل هي مهمة وطنية واجبة ،فرض عين ينبغي أداء فروضها جماعة في تواقيتها بطهارة وشفافية.
نقلا عن العربي الجديد
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الى المغيبين من الشعب السوداني، يجب ان تفهموا ان الحرب الدائرة حالياً ابعد من ان تكون بين الجيش والدعم السريع
لقد غيب الفلول عقول الكثير من السودانيين واوهموهم بأن هذه الحرب هي بين الدعم السريع، او كما يحلو لهم بين مليشيا متمردة وبين الجيش السوداني، وهذا كلام مجافي للحقيقة تماماً لأن الحقيقة تقول انه وحتى شهور قليلة سبقت هذه الحرب كان الإثنين حتة واحدة - اذا جاز لي استخدام هذا التعبير المصري- (ما خلاص اصبحنا مستلبين ثقافياً اوي اوي)، كيف لا وان قائد الإنقلاب السيد البرهان كان يأخذ معه حميدتي للوحدات العسكرية (المدرعات مثلا) ويباهي به بين الجيوش بأنه واخوه حميدتي على قلب رجل واحد والدليل انه جاء معه لتأكيد هذه الحقيقة وعلى الذين يروجون ويطلقون الشائعات بخصوص إختلافهما ان يكفوا عن ذلك.
واذا افترضنا جدلا ان الدعم السريع تمرد على الجيش، فهذا لا يعدو كونه تمرد فصيل أو وحدة من وحدات الجيش على الجيش المزعوم. يعنى تمرد فصيل/وحدة على هيئة أو وزارة واحدة من هيئآت او وزارات الدولة. لكن في المقابل تعالوا نفكك انقلاب الطرف الثاني واعني به انقلاب قائد الجيش السيد البرهان، فهل هو انقلاب فصيل في الجيش على فصيل كما هو انقلاب الدعم السريع، ام انه انقلاب على الدولة بكافة وزاراتها وهيئاتها وتقويضا كاملا للنظام الديمقراطي الذي اتت به ثورة ديسمبر ومهره الشباب أو بالأحرى معظم ابناء الشعب السوداني بدمائهم الطاهرة الزكية؟ بكل اسف ان الحقيقية المرة تقول ان انقلاب البرهان ابشع من انقلاب حميدتي، لأنه انقلاب على الوضع الدستوري برمته لأنه تسبب في شل الدولة برمتها وتشريد عشرات الملايين في مختلف بقاع الأرض ومثلهم الملايين من الجوعى والمرضى والمحرومين من التعليم وفاقدي الأمن، فهذه هي الحقيقة التي كالشمس التي لا تحجب بغربال. وطبعاً هذه ليست المرة الأولى التي يعملها الجيش منذ تأسيسه حيث ظل هذا الجيش الجهة الوحيدة والرئيسية المتسببة في معاناة ومأساة جميع اطياف الشعب السوداني منذ 1955م، وكلكم تعرفون ادق تفاصيل جميع انقلابات هذا الجيش التي زاق من خلالها الشعب السودان الويل والسبور وعظائم الأمور، وما مآسي دارفور، والنيل الأزرق، وجبال النوبة، ومجازر بورتسودان وكجبار والمناصير وفصل الجنوب الحبيب الا قليل من كثير من فظاعات الجيش. لذلك نحن كشعب سوداني يجب ان نثبت هذه الحقيقة ونسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية بأن الجيش هو المتمرد الأوحد على الدولة بلا منازع، منذ فجر الإستقلال (الإستغلال). ونتيجة لتصرفات هذا الجيش المشينة في مخلتلف الحقب، شلت حركة السودان واستبيحت اطرافه وضعفت قواه فأصبح فريسة تتناوشها الدول، خاصة تلك الدولة التي طبخ عندها هذا الإنقلاب والتي لا يزال الطباخين الأساسيين لهذا الإنقلاب يقيمون فيها وتحت رعايتها الكاملة وحراستها المشددة ،وهي التي تقصف المواطنين الأبرياء بالطائرات الحديثة وتدمر البنى التحتية من طرق وكباري ومصانع وجامعات ومدارس وسدود والخزانات وبخطوات مدروسة بدقة شديدة.
ولهذا كله ارجو من الشعب السوداني ان يصحى من التخدير الذي ظل يمارسه معه الفلول وعديمي الوطنية والأخلاق والنرجسيين من الكيزان وجيشهم المؤدلج، الذين لا يعرفوا ولا يعترفون بشىء سوى مصالحهم الشخصية ونظراتهم الضيقة، وانانيتهم الفجة، حتى ولو ادى سلوكهم هذا لفناء كل الشعب السودان واستمرار استعمار السودان من قبل احد طرفي دولتي الحكم الثنائي التي لم ترفع يدها عن السودان ابدا منذ ان غادر القطب الرئيسي، بريطانيا، السودان.
ونعود الى عنوان المقال لنؤكد لكم بأن الحرب الدائرة بين الدعم السريع والجيش ليست كما يفهمها المغيبين. فحمالة الحطب ظلت منذ ان رحل الإنجليز من السودان، وهي تسعر في هذه الحرب وتشعل فيها الحروب والإختلافات، بأشكال عدة، ولكن في كل مرة، وبفضل الوطنيين الأوفياء لهذا الوطن، تخمد تلك المؤامرات، حتى جاءت هذه النبتة الشيطانية الخبيثة والتي تسمى بالكيزان، والتي انتشرت في الوطن، كالنبات الطفيلي الذي ينتشر في مجرى النيل ليغلق القنوات ويحتسي نصيب الزراعة من الماء. هذه النبتة الشيطانية، الكيزان، هم اعداء الله والوطن والمواطن الحقيقيين. ولمعرفة حمالة الحطب بخبثهم وحماقتهم وانانيتهم وانعدام وطنيتهم، زرعت لهم الطعم بعمل مخابراتي محكم (وهو فيلم اغتيال الرئيس حسني مبارك) وبعد ان بلع الأغبياء الطعم وفشلوا في تحقيق هدفهم، اصبحوا يتلاومون فيما بينهم حتى كشفوا الفاعلين الحقيقين، وهذا ما تود حمالة الحطب الوصول اليه، وقد تحقق لها ذلك، فمسكت عليهم ذلة وعلى اثرها تم احتلال بعض الأراضي الثمينة. ومنذ ذلك اليوم ظلت حمالة الحطب توجه بوصلة هؤلاء الأغبياء الجهلاء الى ان ادخلوهم في هذه الحرب اللعينة وظلت هي تتحكم في غرفة عمليات هذه الحرب، ولم تكتفي بذلك، بل واحتلت حمالة الحطب أكثر من 50 كيلومتر من الأراضي السودانية في الشمال بعد قيام هذه الحرب، وهذا ما نبهنا له في كتاباتنا المختلفة منذ بداية هذه الحرب، ولكن لا حياة لمن تنادي.
الآن معظمنا يتجاهل كل هذه المخاطر والمؤامرات الواضحت التي تحاك لتفتيت بلادنا وتشريد شعبنا، وننغمس في قضاية انصرافية، مثل من اطلق الرصاصة الأولى، وعن تكوين دولة البحر والنهر، وقوانين الوجوه الغريبة، وتغيير العملة، والإمتحانات الجزئية، والكثير من الكلام الفارغ الذي يصرفنا عن الحقيقة التي يجب ان يعرفها كل سوداني، حتى نصطف جميعا ونضع ايدينا على الداء الحقيقي وننبذ الفرقة والجهوية والعنصرية والقبلية و نتوحد على قلب رجل واحد، حتى نقتلع هذه النبتة الشيطانية من الوجود، ومن ثم نتفرغ لإخراج هذا الوطن من هذه الورطة التي ادخلنا فيها الفلول المتحكم عليهم من قبل حمالة الحطب.
وبالمناسبة الأمر اكبر من هذا بكثير، فحمالة الحطب ما هي الا اداة تنفذ من خلالها اجندات عالمية كبرى، تسعى الى تهجير السودانيين من ارضهم التى تخبىء الكثير من الكنوز من تحتها ومن فوقها. ولمعلوميتكم فإن الكثير من دول العالم ترى بأننا شعب ساذج احمق سفيه ولا يستحق هذه الكنوز، فأوعزوا لحمالة الحطب لتنفيذ مخططاتهم الشريرة نيابة عنهم وهم يشاهدون مأساتنا بتلذذ وشهوانية ويغضون الطرف عن المآسي المدلهمة التي تحيط بنا من كل صوب وكذلك يتغاضون عن حمم الطائرات التي تقتل شعبنا بسادية مفرطة حتى يهجروا الشعب ويوزعونه في دول الجوار، لتخلو لهم الأرض فيبيضوا ويصفروا ويسرقوا منها كل ما هو ثمين. وأول هذه الدول أمريكا ذات نفسها التي تدعي بأنها تسعى لحل مشكلتنا ونحن بسذاجة نصدقها. هل تصدقوا حتى هذه اللحظة ومن خلال جولات أمريكا المكوكية العديدة، لم تتحدث ابداً عن ايقاف الحرب، بل في كل جولاتهم كانوا ولا يزالوا يسعون الى فتح الممرات لتقديم المساعدات الإنسانية. وأكبر دليل على ان امريكا سعيدة بإستمرار الحرب وتشريد الشعب السوداني، انها تمتلك اكثر واحدث الأقمار الإصطناعية والرادات التي تستطيع ان ترصد حتى دبيب النمل في أي جزء من العالم، وبالضرورة تعرف من اين ينطلق طيران دولة حمالة الحطب وهي من تزودها بالقاذفات (قد سبق ان احرجهم قائد الدعم السريع بتلك الحقائق ونوع القازفات الأمريكية التي يقتل بها شعبنا) ومع ذلك لم تذكر قط من اين تنطلق تلك الطائرات وما هي الدولة التي تساعد مليشيات البرهان لقتل شعبنا. ايها الشعب المغيب هذه هي الحقائق المرة التي يجب ان يعرفها المغيبون وجميع الوطنيين من افراد الشعب السوداني، فهل من مدكر؟
ولتأكيد دور حمالة الحطب في هذه الزاعم، دعوني اورد لكم واقعة وقفت عليها بنفسي، ولكن لضيق الزمن لم اتمكن من الغوص في تفاصيلها أكثر، وخرجت من تلك المنطقة وتساورني الكثير من الشكوك حول ما شاهدته بأم عيني. وتلك الحادثة هي عبارة عن وجود بعثة من جهة حمالة الحطب ذهبت الى احد المناطق النائية في دارفور وظلت هناك لعدة سنين بزعم انها احدى المنظمات الأممية، وظل اهالي تلك المنطقة ببساطة اهل الريف المعهودة يتعاملون معهم على انهم احدى المنظمات الأممة المنتشرة في دارفور، فظلوا يستضيفونهم في كل مناسباتهم، وكان افراد تلك البعثة المزعومة يتقربون من اعيان أهل المنطقة ويكونون معهم صداقات، وكما هو معلوم فأن هؤلاء الأعيان ايضا بسيطون كونهم من عامة الناس، فكانوا يمدون افراد تلك البعثة بأي معلومات يطلبوها بل ويوفرون لهم الغطاء من أي مساءلة من افراد المجتمع. وذات يوم قبض بعض شباب المنطقة افراد البعثة وهم في احد الجبال يجمعون في الأحجار في وقت مشبوه، قريب من مغيب الشمس، فأخذوا ما بحوزتهم من احجار وعينات وحذروهم بألا يتكرر منهم مثل ذلك التصرف وتركوهم وشأنهم. وبالصدفة كان من بين افراد تلك البعثة احد المؤدلجين (اخونجي) وقد كون علاقة خاصة مع أحد كيزان المنطقة، وتطورت علاقاتهم للدرجة التي جعلته يثق فيه، فأسره بكلام لم يقف عنده صاحبنا الكوز السوداني كثيرا، لأنه ايضا من عامة اهل المنطقة ولايمكن ان يهديه فكره للتمعن في هذا الكلام، ولكنه وقبل وفاته بأيام وهو كان على فراش المرض ذكر هذا الكلام للحضور من اهله. والكلام الذي قاله ذلك الشخص الأخونجي من البعثة، لصديقه الكوز السوداني هو: " ان ارضكم فيها اشياء كثيرة قيمة وسوف لن يتركوكم فيها"، من هم الذين لا يتركونا فيها؟ الأمر متروك لكم لتفهموا اسباب هذه الحرب العبثية اللعينة ومن هم الذين من ورائها ووراء تأخر السودان برمته.
ومن الأشياء التي اذكرها جيداً انه عندما اصبح المقبور الدكتور بطرس غالي، أميناً عاما للأمم المتحدة، كان اول ما فعله انه قام بمجزرة كبيرة، أقال بموجبها معظم السودانيين العاملين في هيئآت ومكاتب الأمم المتحدة في جميع انحاء العالم، وكان ذلك اشبه بسياسة التمكين التي اتبعها الكيزان ابان تسلمهم السلطة، وانا اعرف اشخاص كثيرين شملتهم مجزرة بطرس غالي تلك.
لذلك، ادعوكم جميعا ايها السودانيين الوطنيين، ان تتركوا عنكم سذاجتكم المعهودة هذه، وتنبذوا التشاكس والتباغض والأنانية والنعرات العنصرية والفرقة جانباً، لأن مثل هذه الأشياء لا يمكن ان تبني بلدا ولا تحل هذه المعضلة التي نحن فيها ومعضلة السودان منذ ان خرج احد قطبي الإستقلال من السودان. وعليكم بالإستهداء بهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقول الحق تبارك وتعالى، ومن اصدق من الله قيلا، حيث قال تعالى: (( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )) وكذلك قوله تعالى "(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً)، وكذا الحديث الشريف الذي قال فيه رسول الله ﷺ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) رواه البخاري ومسلم.
فهلا تداعينا وتكاتفنا جميعا لجزء هذا النبت الشيطاني من جزوره، من هذه الأرض المباركة التي تتأذي من تدنيس هذا الرجز، واذلال هذا الشعب الوديع؟ حمانا الله وحمى بلادنا وشعبنا من خبث هذا النبت الشيطاني وأسأله تعالى من ان يرد كيدهم في نحرهم ونحر من يتبناهم ويرنا فيهم عجائب قدرته وشديد بأسه الذي لايرد، وهو على كل شىء قدير..
كما ادلكم إن اردتم الإستماع الى ما هو مفيد من تسجيلات اللايفايتة ان تستمعوا لأربعة وتبتعدوا عن أربعة. فأما الأربعة الذين يفضل الإستماع لهم لأنهم يقودون حملة استنارة وتوعية فهم: 1- المناضل حاتم حمتو 2- المناضل الفاضل السراج 3-الدكتور جهاد الشريف 4- الشيخ علي السراج.
واما الأربعة الذين انصحكم بالكف عن الإستماع لهم لأنهم يقودون حملات تغبيش وتضليل وكاذيب، فهم: 1- الإنصرافي الذي صرف الله قلبه عن قول الحقيقة، 2- أبو رهف - رهيف العقل والفهم، 3- عثمان ميرغني ذو التحليلات الفطيرة التي لم يصدق منها شي حتى الآن 4- أبو الدهب – ثرثار الشمال.
حفظنا الله وحفظ بلادنا من كل شر وبلاء، انه سميع قريب مجيب الدعاء.
اوهاج م صالح
awhaj191216@gmail.com