أطياف
صباح محمد الحسن
طيف أول :
هي المسافات التي إمتدت لتخفي تحت أمكنتها كل الإنشطارات المؤجلة هي ذاتها التي تخيف براكينها اؤلئك الذين مشوا على ظهرها فسادا...
إمتدت لتنطوي!!
وتحاول حكومة الفريق عبد الفتاح البرهان أن تخفي كل توسلاتها المستمرة الظاهرة والخفية للدول الخارجية لتقديم العون العسكري والمادي لحسم حربها التي وجدت نفسها تعيش ورطتها دون أن تحقق هدفا واحد مما خططت له
وتنسى الحكومة كل التنازلات التي قدمتها والتي وصلت حد الخنوع فيها عرض البلاد في مزاد علني على لسان وزير خارجيتها : ( المشكلة وين يكون عندنا قاعدة روسية وأمريكية وحتى فرنسية وعشرين قاعدة ويدفعوا لينا مبالغ ضخمة )!!
وتسّقِط حكومة البرهان زيارة نائبه مالك عقار الي روسيا والتي قدم فيها كل التنازلات وحاول عرض عروس البحر الأحمر للروس في سوق الجواري
ومع ذلك لم تستجب الحكومة الروسية لكل المغريات وعاد خالي الوفاض
وتنسى ( تاني) حكومة البرهان أن مصر وروسيا وإيران جميعها دول قدمت العون والمساعدة للمؤسسة العسكرية وتدخلت كل واحدة على طريقتها الخاصة إن كان عسكريا اوسياسيا
وقدمت ما إستطاعت اليه سبيلا ، وليس هناك مانع للبرهان نفسه إن أرسلت واحدة من هذه الدول قوة قوامها 10 الف جندي لتشارك معه في الصفوف الأمامية للحرب، لن يعترض الجنرال على أي تدخل في البلاد شريطة أن يكون لنصرته ونصرة فلوله الكسيحة ، ولكن مايضحك القارئ أن حكومة البرهان ٱمس في بيان خارجيتها أعلنت عن تضامنها مع الشعب السوري
وانها تدعو سوريا للنهوض بدورها الإقليمي والدولي ومقاومة التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية ) !!
وحتى لم تكتف بذلك خرجت وكالة "سونا" نقلا عن وزير إعلام الحكومة الإعيسر : إن السودان قدم دعوة لجامعة الدول العربية لعقد إجتماع طارئ لتحييد بعض الدول التي لديها تدخلات في الشأن السوداني وتقع تحت مظلة الجامعة)!!
(طيب الله ذكرها)
وهذا مايشكف أن الحكومة هذه الأيام تعاني من فوبيا التدخل، سيما التدخل الذي يساهم في وقف الحرب ولكن إن كان تدخلا خارجيا من أجل استمرار الحرب فستقدم أكثر من عشرين قاعدة على البحر الأحمر حتى يكون ذلك ممكنا
( مابيختشوا)!!
وتقول الخارجية في بيانها أن حكومة السودان تثق في أن الشعب السوري سيبذل كل جهد ممكن لإستغلال الفرصة الحقيقية التي يتيحها التغيير السياسي لتمتين الوحدة الوطنية وترسيخ الأمن والسلام)!!
وحكومة الإنقلاب هي أول من أهدرت الفرصة الحقيقية التي أتاحها التغيير في السودان للحفاظ على تمتين الوحدة وترسيخ الأمن والسلام عندما رفعت الثورة شعار الحرية والسلام والعدالة، قطع البرهان طريق التغيير ونسف قضية الوحدة ، وعرض البلاد للفرقة والشتات ووضعه على حافة الإنقسام، وبدلا من ترسيخ الأمن والسلام أدخل البلاد في نفق مظلم من الخوف واللا أمان وظلمة الحرب
وتتابع الخارجية ( الفهلوة) وتقول : يشيد السودان بما جسده أبناء الشعب السوري الشقيق من وعي كامل بما تتطلبه المرحلة من وحدة وتكاتف وتسامي علي دواعي الأنقسام والتشتت وحرص علي حماية مؤسسات الدولة السورية) وكأنما حكومة البرهان تمدح ماتفتقره من خصال فما تقوم به لم يجعلها يوم واحد تتسامى على الإنقسام والتشتت وهدّت في حربها مؤسسات الدولة ودمرت البنى التحتية، وقصف طيرانها الطرق والجسور، ولا شي يوقفه الآن او لاحقا ، حتى إن تم مسح السودان عن الخريطة ، ولو همس شخص في أُذن البرهان
(إن بعد مسحه سيكون حاكما على أرض بور).
المهم أن تصبح رؤيا والده واقعا بالرغم من أنها إستعصت عليه طويلا، وقتل لأجلها نصف شعبه ولم تتحقق.
لتكف خارجية البرهان ووزير إعلامه عن هذا العبث السياسي ألا تكفينا عبثية الحرب وحدها!!
طيف أخير :
#لا_للحرب
قال الفريق مهندس إبراهيم جابر إن السودان خاض ثلاث حروب عسكرية وإقتصادية وإعلامية فرضت عليه وانتصر فيهاحيث تسلم زمام المبادرة في العسكرية منها ، وتصدي للأخريات ، ( زمام المبادرة يعني شنو) !!
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: حکومة البرهان
إقرأ أيضاً:
التصدي للتغول على مشروع الجزيرة ونهب ثروات البلاد
١
وضح للقاضي والداني ان هدف الحرب اللعينة الجارية حاليا السلطة والثروة من طرفي الحرب المدعومين من المحاور الاقليمية والدولية لنهب ثروات البلاد وإيجاد موطئ قدم لها على ساحل البحر الأحمر، واستمرار نهب الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية وفي الدعم السريع وقادة الحركات المسلحة والمليشيات، في نهب ممتلكات وأراضي و ثروات البلاد.
بنظرة إلى الأحداث الأخيرة نلمس نهم الطفيلية الإسلاموية للعودة للسلطة، وحتى قبل أن تضع الحرب أوزارها، كما في الآتي :
- محاولة جبريل ابراهيم وزير المالية وزعيم حركة العدل والمساواة لنهب مكتسبات أراضي وأصول مشروع الجزيرة ، بالتوقيع الذي تم بين محافظ مشروع الجزيرة وشركة (زبيدة) واللجنة التي كونت من عضوية حركة العدل المساواة وبقايا النظام السابق للإنقاذ بحجة تأهيل وتعمير ما دمرته الحرب في مشروع الجزيرة، والذي وجد رفضا واسعا من مزارعي و مواطني الجزيرة.
ما ورد في الصحف عن الفساد في تصدير النحاس المنهوب من كابلات الكهرباء.
الاستمرار في تهريب ونهب الذهب والصمغ، رغم استمرار الحرب.
- المخطط الجاري في شرق السودان، لتجفيف ميناء بورتسودان وسواكن تمهيدا لإيجاد موطئ قدم للدول الطامحة في إيجاد موانئ مثل الإمارات (ميناء ابوعمامة).
٢
كل ذلك يتم في ظل تشبث طرفي الحرب بالسلطة كما في تعديل الدستور في بورتسودان بعد إعادة التمكين لتكوين حكومة عسكرية غير شرعية باسم الإسلام ، وحكومة موازية من الدعم السريع باسم العلمانية، غير شرعية أيضا.
الهدف من الحكومتين مواصلة نهب الرأسمالية الطفيلية وحماية مصالحها الطبقية و التي نهبت ودمرت مؤسسات القطاع العام، وتواصل في نهب مشروع الجزيرة وإفقار إنسانه.
مما يتطلب سدا منيعا أمام محاولات عودة حكم العسكر والدعم السريع للحكم لمواصلة القمع والابادة الجماعية والاستمرار في نهب ثروات البلاد والتفريط في السيادة الوطنية، ووحدة البلاد.
٣
كانت حصيلة نظام الإسلامويين لأكثر من ٣٠ عاما : أنه الأكثر فسادا وارهابا وقمعا في تاريخ السودان، بحيث استطاعت الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية والدعم السريع الذي أفرزته من رحمها، انجاز تراكمها الرأسمالي بواسطة القمع سياسيا والنهب إقتصاديا، و تم تشريد وتعذيب واعتقال واغتيال الآلاف من المعارضين السياسيين وأبناء المناطق المهمشة، وتكوين مليشيا الجنجويد التي ساهمت في الإبادة الجماعية في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق، ومازال ذلك مستمرا في الحرب اللعينة الجارية حاليا، ومصادرة الحريات السياسية والنقابية. تم توسيع نطاق الحرب لتشمل دارفور وجبال النوبا والنيل الأزرق وشرق السودان، وكانت النتيجة تمزيق أوصال البلاد واثارة النعرات العنصرية والقبلية، وانفصال الجنوب،
وبعد الثورة واصل الإسلامويون في المجازر مع الدعم السريع كما في مجزرة فض الاعتصام، وتخريب الثورة وحتى تنفيذ انقلاب ٢٥ أكتوبر 2021 الذي أعاد التمكين لهم، وأشعلوا مع الدعم السريع نيران الحرب الجارية التي تهدد بتقسيم البلاد مرة أخرى من خلال وجود حكومتين غير شرعيتين في البلاد.
وكان من أهم سمات حكم الطفيلية الاسلاموية نقض العهود والمواثيق المراوغة ، ورفع شعار الحوار لاطالة عمر النظام ،والتفريط في السيادة الوطنية بإدخال البلاد في حلف اليمن ، وبيع أراضي البلاد بأثمان بخسة، والتدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار، وتبديد الفائض الاقتصادي اللازم للتنمية من خلال تهريبه للخارج، والاستثمار في النشاط العقاري في الخارج، وتهريب عائدات البترول و الذهب للخارج، على سبيل المثال : قدرت صحيفة امريكية أن رأس المال الاسلاموي السوداني الدائر في ماليزيا وحدها يقدر ب 22 مليار دولار، اضافة الى تبديد الفائض الاقتصادي في الصرف البذخي علي جهاز الدولة الطفيلي المتضخم والاحتفالات والمؤتمرات والافراح والاتراح والتي تقدر بملايين الدولارات. إضافة للفشل في إنجاز التنمية الاقتصادية والاجتماعية ،وفشل المشروع الحضاري بسبب انتشار الفساد في البر وفي البحر بسبب السياسات الخرقاء لحكام الطفيلية الاسلاموية، بل اصبحت ديون السودان الخارجية أكثر من ٦٠ مليار دولار، حتى وصل النظام مرحلة التفسخ و التعفن والتحلل الشامل، واصبح ممزقا بتناقضاته الداخلية ومحاصرا من المجتمع الدولي بسبب جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان. وكان من الطبيعي أن يفرز هذا النظام من صلبه تنظيمات إرهابية سلفية ظلامية مثل "داعش" وغيرها.
ويحاول طرفا الحرب عبثا تصفية ثورة ديسمبر التي مازالت جذوتها متقدة، وسوف تستمر حتى تحقيق أهدافها ومهام الفترة الانتقالية.
alsirbabo@yahoo.co.uk