تايمز: ليس من قبيل الصدفة أن الطغاة كثيرا ما كانوا أطباء
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
دفعت الإطاحة بالرئيس بشار الأسد من سدة الحكم في سوريا، كاتبة بريطانية إلى طرح سؤال قالت إنه ظل يراودها لسنوات عن الأسباب التي تدعو أطباء مؤهلين ليصبحوا أكثر تعطشا للدماء من غيرهم.
واستهلت ميلاني فيليبس، وهي كاتبة عمود في صحيفة "تايمز" البريطانية، باستعراض أسماء بعض من أولئك الأطباء. وقالت إن الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد مثلا طبيب عيون مؤهل.
وفي أوروبا، تفيد فيليبس أن الزعيم الصربي البوسني رادوفان كاراديتش، الذي أدين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في حروب البلقان، كان طبيبا نفسانيا.
ولأفريقيا نصيب أيضا. فالديكتاتور فيليكس هوفويت بوانيي الذي حكم ساحل العاج في الفترة الممتدة ما بين ستينيات القرن الماضي وسبعينياته، بدأ حياته كطبيب. أما معاصره هاستينغز باندا، الذي حكم ملاوي في عهد الرعب وألقى بمعارضيه طعاما للتماسيح، فقد تدرب طبيبا في ولاية تينيسي الأميركية وفي جامعة إدنبرة، ومارس الطب في إنجلترا.
وفي هاييتي، كان الطاغية فرانسوا دوفالييه الملقب بابا دوك، طبيبا مؤهلا وحاز على شعبية في بلده من خلال الحملة التي شنها ضد الأمراض الاستوائية، لكنه استخدمها لكسب الثقة وتبرير قمعه لشعبه، قبل الإطاحة به.
إعلانوأوردت فيليبس أن المؤرخ البريطاني سيمون سيباغ مونتيفيوري كتب مقالا في عام 2013 جاء فيه أن بشار الأسد اختار أن يكون طبيبا للعيون "لأن ذلك يجعله أقل تعاملا مع الدماء، ومع ذلك فقد أوغل في الدم حتى عينيه"، حين أشرف على ذبح حوالي 600 ألف شخص خلال الحرب الأهلية في سوريا.
ورغم سلوك هؤلاء القادة الوحشي، فإنهم لا يعدون أنفسهم قتلة في العادة، بل يعتقدون أنهم يحاربون الظلم أو ينفذون إرادة الله، كما تفيد كاتبة المقال مضيفة أن هؤلاء الأطباء غالبا ما ينظرون إلى القتل على أنه أسمى أشكال الواجب المقدس.
وتحدثت الكاتبة، في هذا الصدد، عن أيمن الظواهري الذي قاد تنظيم القاعدة بعد مقتل زعيمه أسامة بن لادن، مشيرة إلى أن الظواهري -الذي تزعم كاتبة المقال أنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على مدينتي نيويورك وواشنطن- جرّاح عيون مارس الطب في عيادات الجيش المصري، وفي مستشفى سعودي، وفي الهلال الأحمر في باكستان.
وللكاتبة فيليبس تفسيرها الخاص لهذه الظاهرة. فهي ترى أن السبب في أن الكثير من الطغاة و "الإرهابيين" هم في الأصل أطباء ربما يكمن في أن دافعهم "المثالي" لعلاج المرضى قد يُترجم -تحت ضغط معتقداتهم الأيديولوجية أو الظلم المتصور- إلى رغبة في علاج العلة التي تعتري الجسد السياسي في بلدانهم.
ولهذا السبب -تضيف كاتبة العمود البريطانية- فإن الحديث عن "الانتحاريين الإسلاميين" يدور دائما حول أهداف ونيات مختلفة. فالغرب -برأيه- يعتقد أن مثل هذا الإرهاب لا يمكن إلا أن يكون من منطلق اليأس. وعلى النقيض من ذلك، يعتقد "الجهادي" الذي يفجِّر نفسه أنه يحقق أسمى غايات العمل المقدس.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تراجع حاد لأسهم فيليبس بعد إعلان أرباح دون التوقعات
شهدت أسهم شركة فيليبس تراجعًا ملحوظًا يوم الأربعاء، حيث انخفضت بنسبة تقارب 12% خلال التداولات اليومية حتى الساعة 11:30 صباحًا بتوقيت وسط أوروبا، وذلك عقب إعلان الشركة عن نتائج أرباح دون التوقعات.
وأعلنت الشركة الهولندية العملاقة عن صافي خسائر بلغ 698 مليون يورو للعام بأكمله، مقارنة بخسارة قدرها 463 مليون يورو في عام 2023. وفي الربع الأخير من العام، سجلت الشركة خسارة قدرها 333 مليون يورو، بعد أن كانت قد حققت أرباحًا بقيمة 38 مليون يورو في نفس الفترة من العام السابق.
وأرجعت فيليبس هذا التراجع إلى ارتفاع النفقات الضريبية، رغم تحقيقها هوامش ربحية أعلى وخفضها التكاليف في مجالات مثل إعادة الهيكلة وعمليات الاستحواذ. كما تأثرت الشركة أيضًا بتراجع مبيعاتها في الصين، حيث شهدت انخفاضًا مزدوج الرقم في المبيعات الفصلية بسبب تباطؤ الاقتصاد الصيني وأزمة العقارات المستمرة.
وأوضحت الشركة أن ظروف السوق في المنطقة ستظل غير مستقرة، مع الإشارة إلى استمرار تأثير التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين على أعمالها.
كما ساهمت التسوية القانونية بقيمة 1.1 مليار دولار (1.1 مليار يورو) في الولايات المتحدة في تفاقم الخسائر، إذ دفعت فيليبس هذا المبلغ في أبريل/ نيسان الماضي بعد استدعاء أجهزتها الخاصة بعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم، وسط مخاوف بشأن ارتباطها بمخاطر الإصابة بالسرطان.
وعلى الرغم من هذه التحديات، سجلت فيليبس نموًا طفيفًا في المبيعات القابلة للمقارنة بنسبة 1% على مدار العام والربع الأخير من 2024. كما ارتفعت الطلبات القابلة للمقارنة بنسبة 1% خلال العام وبنسبة 2% في الربع الأخير.
وبلغت الأرباح السنوية المعدلة قبل احتساب الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك (EBITA) 2.1 مليار يورو، مقارنة بـ 1.9 مليار يورو في عام 2023، وهو ما عزته فيليبس إلى تحسينات تشغيلية وإجراءات لتعزيز الإنتاجية.
تراجع أسهم فيليبس بشكل حادوفي الربع الرابع، وصلت الأرباح المعدلة إلى 679 مليون يورو، مقارنة بـ 653 مليون يورو في الأشهر الثلاثة السابقة، في حين ارتفع هامش الأرباح المعدلة قبل احتساب الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك إلى 11.5% على مدار العام وإلى 13.5% في الربع الرابع.
وفي تعليقه على النتائج، قال روي جاكوبس، الرئيس التنفيذي لشركة فيليبس: "في ظل بيئة اقتصادية مليئة بالتحديات، يظل تركيزنا منصبًا على تنفيذ خطتنا لخلق القيمة، وتقديم ابتكارات رائدة في السوق، وتحسين كفاءة عملياتنا التشغيلية". وأضاف: "نحن واثقون من استراتيجيتنا طويلة الأجل وسنواصل العمل عن كثب مع عملائنا لتحقيق النمو المستدام".
ورفعت فيليبس هدفها لخفض التكاليف للفترة الممتدة من 2023 إلى 2025 من 2 مليار يورو إلى 2.5 مليار يورو، مؤكدة أنها ستواصل العمل على تحسين كفاءة التكاليف.
وتوقعت الشركة تحقيق نمو في المبيعات المماثلة بنسبة تتراوح بين 1% و3% خلال عام 2025، مع استهداف هامش أرباح معدلة بين 11.8% و12.3%.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بعد أزمة سحب ملايين أجهزة التنفس.. رئيس فيليبس سيترك منصبه مبكراً ارتفاع أرباح شركة "فيليبس" شركة فيليبس تحقق أرباحا تشغيلية وصلت إلى 290 مليون يورو أزمةفيليبسهولنداتكنولوجيارعاية صحية