في وقت تشهد فيه سوريا مرحلة من التحولات السياسية والميدانية بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، يواصل قائد هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، المعروف بلقب "أبو محمد الجولاني"، التأكيد على عزمه الكامل في محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت ضد الشعب السوري.

ومع استمرار العمليات العسكرية التي تقودها الفصائل المسلحة في مختلف المناطق السورية، أعلن الجولاني عن خطط صارمة لملاحقة ضباط الجيش السوري وأفراد الأجهزة الأمنية المتورطين في التعذيب والانتهاكات بحق المعتقلين، وتأتي تصريحات الجولاني في وقت حساس، حيث تزايدت الاكتشافات المروعة التي تكشف عن حجم المعاناة التي تعرض لها السوريون طوال سنوات من القمع والانتهاكات في ظل النظام السوري.

تفاصيل البيان

في بيان رسمي نشره، أكد الجولاني أن "العمليات العسكرية" لن تتوقف حتى يتم ملاحقة "مجرمي الحرب" الذين ارتكبوا جرائم ضد الشعب السوري، وأشار إلى أن الفصائل المسلحة ستستمر في متابعة هؤلاء المجرمين حتى بعد هروبهم إلى دول أخرى.

وأضاف الجولاني، في تصريحاته التي أدلى بها، أن الفصائل ستتعاون مع الدول التي فر إليها هؤلاء المجرمون لتسليمهم ومحاكمتهم، مشددًا على أن "العدالة لن تتأخر".

كما أكد الجولاني أنه سيتم نشر قائمة بأسماء كبار الضباط المتورطين في جرائم التعذيب والقتل، مع وعد بتقديم مكافآت لمن يقدّم معلومات تساعد في الوصول إليهم.

وأضاف أن "المجتمع الدولي سيكون شريكًا في محاسبة هؤلاء المجرمين، ونحن عازمون على كشف كل الحقائق المتعلقة بهذه الجرائم، مهما كان الثمن".

وفيما يخص الجنود والمجندين الذين لم يتورطوا في الانتهاكات، أكد الجولاني أن القيادة العسكرية ملتزمة بالتسامح مع أولئك الذين لم يتلطخوا بدماء الشعب السوري، ومنحهم العفو، خاصة أولئك الذين كانوا في الخدمة الإلزامية.

اكتشافات جديدة

وتأتي تصريحات الجولاني في وقت حساس بعد اكتشاف فصائل مسلحة عشرات الجثث في غرفة تبريد بمستشفى حرستا، شمال شرقي دمشق.

فالجثث التي كانت موضوعة في أكياس بيضاء، كانت تحمل آثار تعذيب شديدة، مما أثار صدمة بين عناصر الفصائل والمجتمع الدولي.

وأحد مقاتلي "غرفة عمليات الجنوب"، أكد أنه شهد بنفسه مشهدًا مروعًا عند فتحه باب غرفة التبريد، حيث عثر على نحو 40 جثة متراكمة داخلها، وعليها علامات تعذيب لا يمكن تصورها، مثل اقتلاع الأعين والأسنان، والكدمات الظاهرة على أجساد البعض.

ومشاهد الفيديو والصور التي انتشرت من المستشفى أظهرت بوضوح تعذيب المعتقلين بطرق وحشية، ما يزيد من عمق الفجوة بين النظام السوري والمجتمع الدولي، الذي بدأ يطالب بتحقيقات دولية مستقلة.

سجون سوريا

في الوقت الذي يواصل فيه الجولاني التهديد بملاحقة المجرمين، تتركز الأنظار على سجون ومراكز الاعتقال في سوريا، التي كانت مسرحًا لأسوأ أنواع التعذيب.

فسجن صيدنايا في ريف دمشق، الذي يُعد من أكثر السجون شهرة في هذا السياق، يشهد منذ سنوات العديد من عمليات البحث من قبل الأهالي الذين يطالبون بمعرفة مصير أقاربهم المعتقلين.

ومع سقوط الأسد ونظامه، تزايدت المطالبات بالكشف مصير هؤلاء المعتقلين، حيث يُعتقد أن العديد منهم قد لقوا حتفهم تحت التعذيب في ظل ظروف قاسية لا تطاق.

ومع إعلان الفصائل المسلحة عن انهيار النظام السوري، بدأ العديد من السوريين بالتوجه إلى سجون ومراكز الاعتقال بحثًا عن إجابات، في وقتٍ تُثار فيه تساؤلات كثيرة حول حجم الانتهاكات التي تعرض لها المعتقلون.

كما أن المنظمات الحقوقية أصدرت تقارير تشير إلى أن مئات الآلاف من السوريين قد تم اعتقالهم وتعذيبهم في السجون والمراكز الأمنية، وهو ما يعزز من أهمية المحاسبة على هذه الجرائم.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: أبو محمد الجولاني أجهزة الأمن أحمد الشرع استمرار العمل الاجهزة الامن الأجهزة الأمنية الاكتشافات الانتهاكات التحولات السياسية التعذيب الجيش السورى الجولاني الحرب في سوريا الرئيس السوري بشار الأسد الرئيس السوري الضباط المتورطين العمليات العسكرية الفصائل المسلحة المجتمع الدولي النظام السوري هيئة تحرير الشام عمليات العسكرية

إقرأ أيضاً:

خبير سياسي روسي لـ"البوابة نيوز": الحرب الطائفية قادمة في سوريا والنزاع سيستمر بسبب الجماعات الإرهابية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال جيفورج ميرزايان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المالية التابعة لحكومة الاتحاد الروسي،  أن مستقبل سوريا يبدو غير واعد بالمرة، مشيرًا إلى أن سوريا لن تشهد استقرارًا في المستقبل القريب بسبب تنامي تأثير المجموعات الإرهابية المتطرفة.

وأوضح ميرزايان في تصريحات خاصة " للبوابة نيوز " أن هذه الجماعات الإرهابية ستكون السبب الرئيس في تقسيم سوريا إلى دويلات متناحرة أو مناطق متنازعة، مشابهة للوضع الذي تشهده ليبيا في الوقت الراهن. 

وأضاف "من المتوقع أن تندلع حرب طائفية داخل سوريا بين القطاعات والإثنيات المختلفة، حيث ستتحول البلاد إلى مستعمرة لصراعات مستمرة تتغذى على المصالح الخارجية".

وتحدث ميرزايان عن تدخلات القوى الإقليمية في الشأن السوري، مثل إيران وتركيا وقطر، مؤكدًا أن سوريا ستظل ساحة لصراع مستمر بين هذه القوى، وهو ما سيعقد أي محاولات لتحقيق الاستقرار. وأشار إلى أن “التدخل التركي والقطري ما زال مستمرًا، بينما طرد الجولاني لإيران من سوريا ليس كافيًا لتحقيق الاستقرار”.

وبخصوص الإدارة الحالية في سوريا، أشار إلى أن هناك تهميشًا للمكونات الأخرى داخل البلاد، مؤكدا أن "سوريا الجديدة لن تشهد مشاركة حقيقية بين المكونات المختلفة". كما أعرب عن قناعته بأن السلطة السورية الحالية ستواصل أسلمة مؤسسات الدولة السورية رغم الاختلافات الداخلية، محذرًا من أن ممارسات الإرهاب ستستمر في ظل سيطرة الجماعات المتطرفة.

وأكمل ميرزايان قائلاً: "قد تجرى بعض المناقشات حول المستقبل السوري، لكننا لا نتوقع نتائج مثمرة، حيث إن الحكومة السورية تتبع قوانين قديمة تنتمي إلى عصور ماضية، بعيدًا عن روح العصر الحالي.

وأكد أن الوضع في سوريا لن يشهد أي تغيير إيجابي، حتى وإن أعلنت الحكومة السورية عن نواياها لتحقيق مساواة بين كافة الأطياف.

وشدد ميرزايان على أن التعايش مع الواقع السوري الجديد سيكون تحديًا كبيرًا، مع وجود قوى إرهابية متطرفة تعمل على تنفيذ مخططاتها في ظل غياب الأمل في تحقيق السلام والاستقرار.

مقالات مشابهة

  • جنرال إسرائيلي: تأجيل تسليم الأسرى يثبت فشل تل أبيب في تحقيق أهدافها
  • الانقسام السياسي يهدد خارطة الطريق في السودان
  • رئاسة الجولاني ولادة بلا مخاض ديمقراطية بلا انتخابات
  • الخارجية السودانية تدعو المجتمع الدولي لدعم خارطة الطريق التي طرحتها قيادة الدولة
  • الوضع في سوريا.. رئيس الاستخبارات التركية في طهران
  • الخارجية تدعو المجتمع الدولي لدعم خارطة الطريق التي طرحتها قيادة الدولة
  • كاتب إسرائيلي: الانسحاب الأمريكي من سوريا يهدد الأكراد.. إسرائيل تتابع بقلق
  • خبير سياسي روسي يكشف لـ"البوابة نيوز"صراع المصالح والتحديات في سوريا بعد الحرب
  • خبير سياسي روسي لـ"البوابة نيوز": الحرب الطائفية قادمة في سوريا والنزاع سيستمر بسبب الجماعات الإرهابية
  • في حلب.. 4 قتلى بعد انفجار لغم أرضي بشمال سوريا