الضباط المتورطون في التعذيب.. الجولاني يهدد بملاحقة مجرمي الحرب في سوريا
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
في وقت تشهد فيه سوريا مرحلة من التحولات السياسية والميدانية بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، يواصل قائد هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، المعروف بلقب "أبو محمد الجولاني"، التأكيد على عزمه الكامل في محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت ضد الشعب السوري.
ومع استمرار العمليات العسكرية التي تقودها الفصائل المسلحة في مختلف المناطق السورية، أعلن الجولاني عن خطط صارمة لملاحقة ضباط الجيش السوري وأفراد الأجهزة الأمنية المتورطين في التعذيب والانتهاكات بحق المعتقلين، وتأتي تصريحات الجولاني في وقت حساس، حيث تزايدت الاكتشافات المروعة التي تكشف عن حجم المعاناة التي تعرض لها السوريون طوال سنوات من القمع والانتهاكات في ظل النظام السوري.
تفاصيل البيان
في بيان رسمي نشره، أكد الجولاني أن "العمليات العسكرية" لن تتوقف حتى يتم ملاحقة "مجرمي الحرب" الذين ارتكبوا جرائم ضد الشعب السوري، وأشار إلى أن الفصائل المسلحة ستستمر في متابعة هؤلاء المجرمين حتى بعد هروبهم إلى دول أخرى.
وأضاف الجولاني، في تصريحاته التي أدلى بها، أن الفصائل ستتعاون مع الدول التي فر إليها هؤلاء المجرمون لتسليمهم ومحاكمتهم، مشددًا على أن "العدالة لن تتأخر".
كما أكد الجولاني أنه سيتم نشر قائمة بأسماء كبار الضباط المتورطين في جرائم التعذيب والقتل، مع وعد بتقديم مكافآت لمن يقدّم معلومات تساعد في الوصول إليهم.
وأضاف أن "المجتمع الدولي سيكون شريكًا في محاسبة هؤلاء المجرمين، ونحن عازمون على كشف كل الحقائق المتعلقة بهذه الجرائم، مهما كان الثمن".
وفيما يخص الجنود والمجندين الذين لم يتورطوا في الانتهاكات، أكد الجولاني أن القيادة العسكرية ملتزمة بالتسامح مع أولئك الذين لم يتلطخوا بدماء الشعب السوري، ومنحهم العفو، خاصة أولئك الذين كانوا في الخدمة الإلزامية.
اكتشافات جديدة
وتأتي تصريحات الجولاني في وقت حساس بعد اكتشاف فصائل مسلحة عشرات الجثث في غرفة تبريد بمستشفى حرستا، شمال شرقي دمشق.
فالجثث التي كانت موضوعة في أكياس بيضاء، كانت تحمل آثار تعذيب شديدة، مما أثار صدمة بين عناصر الفصائل والمجتمع الدولي.
وأحد مقاتلي "غرفة عمليات الجنوب"، أكد أنه شهد بنفسه مشهدًا مروعًا عند فتحه باب غرفة التبريد، حيث عثر على نحو 40 جثة متراكمة داخلها، وعليها علامات تعذيب لا يمكن تصورها، مثل اقتلاع الأعين والأسنان، والكدمات الظاهرة على أجساد البعض.
ومشاهد الفيديو والصور التي انتشرت من المستشفى أظهرت بوضوح تعذيب المعتقلين بطرق وحشية، ما يزيد من عمق الفجوة بين النظام السوري والمجتمع الدولي، الذي بدأ يطالب بتحقيقات دولية مستقلة.
سجون سوريا
في الوقت الذي يواصل فيه الجولاني التهديد بملاحقة المجرمين، تتركز الأنظار على سجون ومراكز الاعتقال في سوريا، التي كانت مسرحًا لأسوأ أنواع التعذيب.
فسجن صيدنايا في ريف دمشق، الذي يُعد من أكثر السجون شهرة في هذا السياق، يشهد منذ سنوات العديد من عمليات البحث من قبل الأهالي الذين يطالبون بمعرفة مصير أقاربهم المعتقلين.
ومع سقوط الأسد ونظامه، تزايدت المطالبات بالكشف مصير هؤلاء المعتقلين، حيث يُعتقد أن العديد منهم قد لقوا حتفهم تحت التعذيب في ظل ظروف قاسية لا تطاق.
ومع إعلان الفصائل المسلحة عن انهيار النظام السوري، بدأ العديد من السوريين بالتوجه إلى سجون ومراكز الاعتقال بحثًا عن إجابات، في وقتٍ تُثار فيه تساؤلات كثيرة حول حجم الانتهاكات التي تعرض لها المعتقلون.
كما أن المنظمات الحقوقية أصدرت تقارير تشير إلى أن مئات الآلاف من السوريين قد تم اعتقالهم وتعذيبهم في السجون والمراكز الأمنية، وهو ما يعزز من أهمية المحاسبة على هذه الجرائم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أبو محمد الجولاني أجهزة الأمن أحمد الشرع استمرار العمل الاجهزة الامن الأجهزة الأمنية الاكتشافات الانتهاكات التحولات السياسية التعذيب الجيش السورى الجولاني الحرب في سوريا الرئيس السوري بشار الأسد الرئيس السوري الضباط المتورطين العمليات العسكرية الفصائل المسلحة المجتمع الدولي النظام السوري هيئة تحرير الشام عمليات العسكرية
إقرأ أيضاً:
مؤسسة حقوقية: استشهاد المعتقل الفلسطيني خليل هنية من غزة نتيجة التعذيب
يمانيون../
استشهد المعتقل الفلسطيني خليل أحمد خليل هنية (35 عاما) من قطاع غزة نتيجة التعذيب في سجون العدو الصهيوني .
وقالت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان في غزة، في بيان اليوم السبت إنها تلقت يوم الخميس، خبر استشهاد المعتقل هنية، في سجن النقب.
وأشارت مؤسسة الضمير إلى أن هنية اعتقل من داخل مدرسة عبد الله الدحيان في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة بتاريخ 21/12/2023، وهو متزوج ويعيل اربعة أفراد.
ووفقاً للمعلومات المتوفرة لدى المؤسسة، فإن هنية تعرض خلال فترة اعتقاله لعملية تعذيب وتنكيل مستمرة ودائمة، أسفرت عن استشهاده،
ويرتفع بذلك عدد المعتقلين الذين استشهدوا داخل سجون ومعسكرات جيش العدو منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى ما لا يقل عن 66 شهيدا ممن تم الكشف عن أسمائهم وهوياتهم وأعلن عنهم، من بينهم 44 شهيدا من معتقلي غزة.
وبالإضافة إلى ذلك، بينت المؤسسة أن هناك العشرات من معتقلي غزة الذين استشهدوا في السّجون والمعسكرات ولم يفصح العدو عن هوياتهم وظروف استشهادهم، وهم رهن الإخفاء القسري، إلى جانب العشرات ممن تعرضوا لعمليات إعدام ميدانية.
وأكدت مؤسسة الضمير أن استشهاد المعتقلين بالتعذيب والإهمال الطبي هو سياسة ممنهجة تعبر عن نهج حكومي ورسمي تمارسه قوات العدو بحق المعتقلين في سجون العدو ومعسكراته، كما ورد في الإفادات والشهادات التي حصلت عليها “الضمير”.
وقالت إن استشهاد المعتقل هنية، هي جريمة حرب وتتنافى مع المبادئ الأساسية لمعاملة السجناء التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1979 و1990.
وحملت “الضمير” المجتمع الدولي مسؤولية استشهاد المعتقلين داخل سجون العدو، وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق أممية في ظروف استشهاد المعتقلين في سجون العدو، وتقديم الجناة للمحاسبة والمساءلة.
كما طالبت الهيئات الدولية، بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتدخل العاجل والعمل على توفير الحماية للمعتقلين الفلسطينيين، وتكثيف الزيارات للاطلاع على أوضاعهم داخل المعسكرات وسجون العدو.