إنتاج فيلم وثائقى عن معصرة الحج يونس والمسجد المعمري بقوص
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
صرح أسعد الأمين، مدير عام هيئة الآثار الإسلامية والقبطية بمركز قوص جنوب محافظة قنا، فى حديث "للوفد"، أن وزارة السياحة والآثار، اوفدت فريق عمل متخصص قاما بتصوير المسجد العمرى ومعصرة الحج يونس لعصر الزيوت وورش صناعة الخزف والخشب بقوص، وذلك باعتبارهما احد المعالم التراثية لمركز قوص ومحافظة قنا.
وذكر مدير هيئة الآثار بقوص، أن هذا العمل يأتي من منطلق حرص الدولة متمثلة فى وزارة السياحة والآثار، فى الترويج للمعالم الأثرية والتراثية الموجودة بكافة محافظات الجمهورية، ومن بينها محافظة قنا ومركز قوص.
وأوضح الأمين ان معصرة الحج يونس تعد من المعالم التراثية بقوص، نظراً لعمر إنشائها وعملها وكذلك طريقة عملها البدائية والتى تعود لزمن، وكذلك الحال بالنسبة لورش صناعة وتشكيل الخشب بحجازة .
وكانت "الوفد" قد نشرت تقريرا صحفيا مدعوما بالفيديو عن قصة معصرة الحج يونس بقوص جاء فيه: هنا فى مدينة قوص، جنوب محافظة قنا، تقع معصرة العم يونس زراع، لاستخلاص الزيوت الطبيعية، وتعد إحدى القلاع التاريخية التى تفتخر بها مدينة قوص، وذلك على رغم وجودها فى منطقة عشوائية بأحد الشوارع الجانبية، والوصول إليها ليس سهلاً، بسبب شوارع المنطقة غير الممهدة، إلا أن شهرتها لدى الكبير والصغير جعلتها مقصدًا للجميع، فإذا أردت الذهاب إليها تجد الكثير من أبناء المركز يدلونك عليها من دون تفكير لكثرة زوارها وروادها من فنانين مصريين من شتى أنحاء الجمهورية.
عند وصولك لمكان المعصرة ترى مبنى قديمًا متهالكًا تخطى عمره أكثر من 200 عام، وعند دخولك المبنى تجد التاريخ يتحدث عن نفسه بأحجار الجرانيت القديمة التى تستخدم فى عصر البذور، وبالطوب اللبن المعرش، إضافة إلى المكابس والأدوات البدائية البسيطة، فلا وجود للمكن أو للكهرباء أو المواتير فكل شئ بدائي حتى "البقر"، وهو وسيلة تشغيل المعصرة التى أنشئت فى البداية لإنتاج الزيوت، ومازالت موجودة حتى الآن، وحبة البركة، والقرطم، الخس، والزيتون، والسمسم، كلها أشياء يتم عصرها، ومع تطور صناعة زيوت الطعام إلى معصرة لإنتاج الزيوت العلاجية التى تعتمد على حبة البركة، لتصبح علاجًا طبيًا، يقصده الكثير من المرضى للبحث عن زيوت علاج لأمراض كثيرة.
https://www.alwafd.news/4070099?fbclid=IwY2xjawHE9HBleHRuA2FlbQIxMQABHcDA_F4HHkrZP3tl_DFYlaiL3FTXanJ6ZnC-guOdT3VOs5TBrJKsnpj0NA_aem_KztRz8C3SsxkoMIh-BLtCQ
يسرد "الحاج محمد يونس"، أحد أحفاد الشيخ يونس، "للوفد" تاريخها، قائلًا إن المعصرة تأسست منذ ما يقرب من أكثر من 200 عام، فهى موجودة منذ القدم، وشاهدة على قرنين من الزمان وأكثر، فهو موجود بالمعصرة بجلبابه الصعيدى البلدى فى المبنى العريق يصنع ويبيع الزيوت والعطور، قائلًا: "إن بقاء المعصرة ليس مجرد منافسة أو تحقيق مكاسب تجارية، بل أصبحت نوعًا من التراث العريق الذى يجب الحفاظ عليه، خوفًا من الاندثار، لأنها لاتقدر بثمن، وهى شاهدة على قرنين من الزمان ورثتها عن أبائى وأجدادي، وسأورثها لأحفادي وأحفاد أحفادي .
ورفض "محمد" إدخال أى تحديثات أو أعمال تطوير على المعصرة، لأن التطوير سيكون بمثابة القضاء على تاريخها ومكانته، على حد قوله.
وأضاف" يونس"، أن الشهرة التى حظيت بها المعصرة لم تكن فى الفترة الأخيرة فقط، بل حظيت بها منذ فترة طويلة، فقد قام الإنجليز فى أوائل القرن العشرين، أثناء احتلالهم لمصر، بعمل فيلم تسجيلي عن المعصرة رصدوا من خلاله مراحل العمل بها وطريقة استخلاص الزيوت للوصول إلى سر الجودة التى تخرج بها منتجات المعصرة، وفى الفترة الأخيرة قامت الكثير من الجهات البحثية والإعلامية بعمل دراسات حول المعصرة وأفلام تسجيلية.
أما عن مراحل تصنيع واستخلاص الزيوت فيتحدث الحاج يونس، أنها تتم على مرحلتين فقط، هما: الأولى وهى هرس وطحن البذور داخل حجر جرايتنى ضخم تقوم بتحريكه "بقرة" يتم ربطها بعرق خشبي.
أما الثانية فتتمثل فى عملية كبس، التى تستغرق 24 ساعة، يتم الضغط على البذور لاستخلاص ما بها من زيوت بطريقة "التنقيط"، ويتم تعبئته داخل زجاجات لبيعها للمواطنين، مضيفًا أن أسعار الزيوت رخيصة جدًا رغم جودتها العالية وسعرها يعد موحدًا لكل المصريين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محافظة قنا السياحة والآثار وزارة السياحة والآثار وزارة السياحة الآثار الإسلامية قوص مركز قوص مدينة قوص هيئة الاثار
إقرأ أيضاً:
الأستاذ عبدالله بوقس.. التاريخ والتعليم والمهنية
عندما نتذكر الشخصيات التي لعبت أدوارًا هامة في مسيرة التربية والتعليم في بلادنا يأتي اسم الأستاذ عبدالله عبدالمطلب بوقس- رحمه الله- كأحد رواد المسيرة ورجلًا من كبار رجالاتها عطاء، وإبداعًا، ومثالًا، وقدوة.. امتدت خدمته مديرًا للتعليم ومسوؤلًا عن قيادة منطقة جدة التعليمية لنحو عشرين عاما اتسمت بالوعي والحراك والإبداع.
حيث واكب الأستاذ عبدالله بوقس المربي والأديب والإداري الحركة التعليمية التربوية عبر مساحة رحبة في فضاء التعليم العام إلى جانب عدد من رواد وبناة التعليم في بلادنا وإعلامه المخضرمين الذين أدركوا وواكبوا بدايات وزارة المعارف وتشكلت منهم القيادات الإدارية التربوية، ومن بينهم الأساتذة الكرام مع حفظ الألقاب: عبدالله بغدادي، حامد دمنهوري، ناصر المنقور، محسن باروم، عبدالوهاب عبدالواسع، علي غسال، عبدالله المنيع، عبدالله أبو العينين، جميل أبو سليمان، عبدالله بوقس،عبدالعزيز الربيع، عبدالله فطاني وعبدالله الحصين.. وسواهم من الأساتذة الكرام. ولد الأستاذ عبدالله عبدالمطلب في مكة المكرمة عام 1930، وتلقى تعليمه الابتدائي في المدرسة السعودية، ومنها التحق بالمعهد العلمي السعودي وتخرج منه عام 1949، وواصل تعليمه في جامعة الأزهر بالقاهرة وحصل على بكالريوس في اللغة العربية عام 1953، ثم التحق للدراسة بمعهد التربية العالي للمعلمين- كلية التربية حاليًّا في جامعة عين شمس- لمدة عام، وحصل منه على دبلوم علم النفس التربوي، وبعد عودته إلى المملكة عمل مدرسًا في المعهد العلمي السعودي، ثم مفتشًا فنيًا بمديرية المعارف، قبل أن يتم تعيينه مديرًا للتعليم بمنطقة جدة عام 1955، وبعد عشرين عاما من العمل التربوي عين في عام 1975 مستشارًا ثقافيًا لدى المكتب الثقافي السعودي في عاصمة المانيا الاتحادية بون، واستمر في منصبه لمدة ثلاث سنوات حيث تم تعيينه وكيلًا لشؤون الحج عام 1978م حتى عام 1990م ثم مدد له بالعمل مستشارًا لوزير الحج والأوقاف (الحج والعمرة حاليا ) وكان ذلك آخر منصب يشغله قبل أن يحال للتقاعد عام 2004.
وقد لا يعرف الكثيرون أن الأستاذ عبدالله بوقس- رحمه الله- كان أحد رواد الأدب المسرحي في بلادنا، إذ كتب الكثير من المسرحيات والقصصً التمثيلية المستوحاة من أدب الأطفال، من بينها: “حسن والثعلب المكار”، “طارق المغامر الجريء”، “فاتح السند”، “الورقة الممزقة”، “في سبيل المجد”.
كما كتب العديد من المؤلفات الأدبية والثقافية التي تناولت مواضيع فكرية مختلفة، وفي مقدمتها كتاب:” المنهاج الجديد في قواعد اللغة العربية” بالاشتراك مع الأستاذين أحمد إبراهيم ومحسن باروم، و”الرحلة المقدسة إلى بيت الله الحرام”، و”خواطر في التربية والتعليم”، و”صدى السنين”، الكتاب التربوي “بين الحضانة والروضة”، كما أصدر مجموعة قصصية عنوانها “خدعتني بحبها”، بالإضافة إلى تمثيليات مسرحية منها “الخليفة الزاهد عمر بن عبدالعزيز”، و”المتنبي شاعر العرب” وكانت فترة إدارته حافلة بالنشاط التربوي العلمي والثقافي والأدبي والفني والرياضي والكشفي، كما شجع بوادر الفعاليات والاحتفالات المدرسية في ختام كل عام دراسي؛ انطلاقًا من إيمانه العميق بأن (التربية) عملية متكاملة، وأنها الساحة الرحبة للنشاط الثقافي والأدبي والمعرفة… وكان عضوًا في نادي مكة الأدبي، كما شارك في مؤتمر المائدة المستديرة للعلوم الاجتماعية الذي عُقد في العاصمة السورية دمشق عام 1955م، وكان أول مؤتمر تُشارك فيه المملكة العربية السعودية بعد انضمامها لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”.كما شارك في كثير من الندوات الثقافية والتربوية والمؤتمرات الإقليمية والعربية والدولية.. توفي رحمه الله تعالى في نوفمبر 2009م تاركا أثرًا لا يمحى في ذاكرة كل من عرفه من طلابه وزملائه ومحبيه.